28-11-2024 02:38 PM بتوقيت القدس المحتلة

أديب عبود لموقع المنار: السفير السوري نقل استياء القيادة إلى مسؤولين لبنانيين

أديب عبود لموقع المنار: السفير السوري نقل استياء القيادة إلى مسؤولين لبنانيين

أكد المحلل السياسي السوري أديب عبود أن هناك استياءاً ينتاب الشارع والقيادة السورية جراء المواقف اللبنانية الرسمية تجاه الأزمة التي تمر بها الدولة

أكد المحلل السياسي السوري أديب عبود أن هناك استياءً ينتاب الشارع والقيادة السورية جراء المواقف اللبنانية الرسمية تجاه الأزمة التي تمر بها الدولة، كاشفاً أن السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي نقل الاستياء السوري إلى المعنيين في لبنان.

وفي حديث خاص لـ "موقع المنار" الالكتروني، ذكّر عبود بأن سورية لطالما وقفت مع لبنان في كل محنه وفي أصعب الظروف التي مر بها بدءاً من الحرب الأهلية وحتى حرب تموز 2006، مضيفاً بأن سورية قدمت على دفاعاً عن لبنان العديد من الشهداء.

وقال إن الرجال يعرفون في الظروف الصعبة، لافتاً إلى أن موقف الحكومة اللبنانية كان "النأي بالنفس" عندما أقرت العقوبات الاقتصادية ضد سورية.

وتساءل: "إذا لم يقف لبنان في هذه الظروف بجانب سورية فمتى سننتظر منه هذه الوقفة؟!"، وتابع " الشارع السوري حانق على المواقف اللبنانية الرسمية، لأنها خرجت عن حكومة شكلتها قوى الأكثرية"، وأضاف "ما يُقال اليوم في الشارع أن موقف الحكومة لو اتخذ في عهد سعد الحريري لما استغربنا ولكن العتب اليوم على الآخرين من الأصدقاء".

الخارجية الأميركية أقرت بوجود القاعدة فيما نفاه مسؤولون لبنانيون

ولفت المحلل السياسي السوري إلى أن اتفاق الطائف، والذي هو جزء من الدستور اللبناني، نص على علاقات مميزة مع سورية، وأن هناك اتفاقية أمنية موقعة بين البلدين، متسائلاً "لما لا ينفذها لبنان؟"، وتابع بأن ما جرى كان العكس تماماً، وعلى وصفه فقد "قامت الدنيا ولم تقعد عندما صرّح وزير الدفاع اللبناني فايز غصن عن تسلل لمجموعات من القاعدة من عرسال.. ولم نسمع على لسان بعض المسؤولين في لبنان إلا تهماً عن إختراق سورية للحدود اللبنانية."

وأردف "الولايات المتحدة اعترفت بوجود القاعدة، من خلال تصريح لوزارة خارجيتها... في الوقت الذي نفى اللبنانيون الخبر"، مؤكداً أن سورية تمتلك المعطيات والإثباتات عن تحرك هذه المجموعات عبر الحدود مع لبنان.

"كنا نتأمل أن نسمع من الحكومة اللبنانية كلمة حق بوجه المؤامرة والحرب الكبرى التي تتعرض لها سورية، أو أن يكون هناك تحرك عملي للحكومة اللبنانية تضبط فيه الحدود وتعمد من خلاله إلى إيقاف تسلل المسلحين إلى الداخل السوري" قال عبود، وأكد أن هناك انتشار لمئات المسلحين على المناطق الحدودية، مشيراً إلى أن حرص سورية على أمن واستقرار لبنان هو تماماً كحرصها على أمنها واستقرارها الداخلي، وأوضح "عتبنا على لبنان عتب أخوي.. ونترك للأخوة في لبنان أن يعيدوا النظر في مواقفهم لأن ما يجري في سورية ينعكس بالتالي على أمن لبنان".

التنسيق جارٍ مع الجهات الأمنية.. والمشكلة في توفير الغطاء السياسي

وحول التنسيق مع الجهات الأمنية اللبنانية، أكد أديب عبود أنه "لم ينقطع يوماً"، مشيراً إلى أن "هناك هناك لجان أمنية تعمل على الأرض وتتخذ إجراءات".

وأضاف "لا بد وأن نعترف أن هناك العديد من الممرات والمنافذ غير الشرعية كانت تستخدم للتسلل تم تحقيق انجاز مهم على هذا الصعيد من خلال اغلاق هذه الممرات."

وأوضح أن مشكلة الجهات الأمنية في لبنان أنها لا تحظى بغطاء سياسي، وفسّر ذلك متسائلاً أنه "عندما تقوم مخابرات الجيش اللبناني بواجبها بضبط واعتقال مجموعات ارهابية، ليأتي بالمقابل مسؤول لبناني وينفي وجود متسللين وقاعدة؟ ماذا ستكون النتيجة؟... وضعوا الجيش في موقف لا يُحسد عليه، حتى أن وزير الدفاع خضع للمساءلة بسبب تصريحاته؟"

وأعرب عبود عن اعتقاده بأن "الأمر يحتاج إلى موقف سياسي يرفع الغطاء عن هذه المجموعات، حتى لا يكون هناك إعاقة لجهود الجيش؛ فالحكومة والرئاسة مطالبتان برفع الغطاء السياسي عن هذه المجموعات والتحركات".

واعترف عبود ان هناك "حاضنة سياسية واجتماعية" في بعض مناطق الشمال توفر غطاءاً لعمل "المجموعات الارهابية"، كاشفاً أن منطقة وادي خالد تشهد بشكل شبه يومي مؤتمرات وزيارات لنواب من حزب المستقبل كخالد الضاهر وجمال الجراح يساهمون من خلالها في زيادة التأزيم والتأجيج والتحريض المذهبي والسياسي ضد سورية.


جنبلاط يبيع مواقفاً لا تلقى رواجاً في سورية

وعن تصريحات رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الأخيرة، اعتبر المحلل السياسي السوري أديب عبود أن على جنبلاط أن يرتب بيته الداخلي أولاً قبل أن ينشغل بأمور الآخرين.

وتساءل "هل في حزب جنبلاط مجال للديمقراطية؟ وهل يقبل بالنسبية كقانون انتخابي يضمن مشاركة كل أطياف الشعب اللبناني؟ ولماذا لا تنصب جهوده على إصلاح الداخل اللبناني المليء بالأزمات والتعقيدات؟"، مضيفاً بأن "جنبلاط الذي يتشدق اليوم بالحديث عن الديمقراطية ألم يكن هو من عزل قيادات الطائفة الدرزية في لبنان، وحاربهم ليحتكر لنفسه الزعامة؟"

"جنبلاط اليوم اليوم يفتح دكاناً لبيع المواقف السياسية، وبضاعته غير مطلوبة في سورية فليبحث عن أسواق أخرى لهذه البضاعة"، قال عبود.

وحول انعكاسات مواقفه على الطائفة الدرزية في سورية، قال "الطائفة الدرزية جزء أساسي من النسيج السوري وتاريخها العروبي معروف، وقد رد ومشايخها الكرام على جنبلاط بشكل واضح بأنهم جزء من سورية وحريصون على أمن واستقرار وطنهم.."

وذكّر المحلل السياسي السوري أنها ليست المرة الأولى التي يخطئ فيها جنبلاط بحق سورية، مؤكداً أنها لطالما كان يرسل وساطات وعندما تُفتح له الأبواب يسارع ليعتذر وليقر بذنبه وليقول "سامحوني.. إنها المرة الأخيرة".