تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الإثنين بشكل أساسي موضوع الكارثة الإنسانية التي هزت العاصمة،نطاقها الجغرافي منطقة الأشرفية حيث إنهار مبنى مؤلف من 7 طبقات على قاطنيه موقعاً 3 قتلى و10 جرحى".
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الإثنين بشكل أساسي موضوع الكارثة الإنسانية التي هزت الأوساط السياسية والأمنية والرأي العام اللبناني،نطاقها الجغرافي منطقة الأشرفية حيث إنهار مبنى مؤلف من 7 طبقات على قاطنيه موقعاً 3 قتلى و10 جرحى".
السفير :
صحيفة السفير عنونت"قتيلة و11 جريحاً... ومصير حوالى 15 شخصاً يتضح اليوم"و"كارثة انهيار مبنى في الأشرفية على قاطنيه: أسئلة حول الرقابة... وأداء العسكر"
وكتبت تقول"أدّى انهيار مبنى متصدّع يتألف من سبع طبقات في منطقة فسّوح في الأشرفية، عند السادسة من مساء أمس، إلى وقوع كارثة إنسانية، أفضت إلى مقتل آن ماري عبد الكريم (15 عاماً)، وسقوط 11 جريحاً (بينهم سودانيان، ومصري، وفيلبنية كانت تسير بالقرب من المبنى)، فيما يُتوقّع أن تنتهي مراحل الإجلاء النهائية بعد ظهر اليوم، فتتبين الحصيلة النهائية للضحايا".
وحتى ساعات متأخرة من ليل أمس، بقيت فرق الإنقاذ التابعة لـ«الدفاع المدني و«الصليب الأحمر اللبناني»، تعمل على إزالة الركام، لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، علماً أن الإحصاءات الرسمية توقعت وجود حوالى 15 فرداً تحت الركام.
وفور انهيار المبنى، الذي يجاوره مبنى آخر قيد الإنشاء، تم إجلاء مبنيين مجاورين، فيما كانت سيارات الإسعاف تصل تباعاً إلى مكان الكارثة، حيث تجمهر عدد من أقارب سكّان المبنى وجيرانهم، ومندوبين عن وسائل الإعلام.
وبانتظار صدور نتائج التقرير الرسمي حول الأسباب التي أدّت إلى انهيار المبنى، طرح سكان المنطقة علامات استفهام حول غياب الرقابة الرسمية على المباني قديمة العهد، ولمّح جيران سكان المبنى إلى أن تشييد المبنى المجاور ساهم في انهيار المبنى المتصدّع، لافتين إلى أنه قد سبق لهم أن طلبوا من الجهات المعنية في الدولة متابعة الموضوع، لكن «لم ينصت أحد إلينا». يذكر أن الاجهزة الأمنية تجري تحقيقاتها مع مالك المبنى م. س..
وقال للصحيفة أحد أقارب جاك جعارة، الذي ما زال مصيره مجهولاً فيما نجا كل من والده ووالدته، إن المبنى الذي شيّد قبل حوالى خمسين عاماً «سقط كالكرتون، وشاهدت انهياره بعيني عندما كنت متواجداً في الشارع المتفرّع من المبنى، إذ كنت بصدد زيارة جاك».
وبينما كانت سيارات الإسعاف تنقل عدداً من الضحايا، كان أقارب طانيوس نعيم يحاولون الدخول إلى البقعة المحاذية للمبنى كي يفيدوا المسعفين بمعلومات توفرت لديهم من شهود عيان، مفادها أن «زوجة نعيم وابنته أنقذهما أبناء نعيم الثلاثة، الذين عادوا إلى المبنى لإنقاذ والدهم طانيوس، ثم اختفوا بين الركام».
عند السادسة والنصف من مساء أمس، أي بعد انهيار المبنى بحوالى نصف ساعة، كان موقف السيارات المقابل للمبنى يعجّ بالحشود، الذين وقفوا مذهولين أمام فداحة الكارثة، وراحوا يبتهلون للسيدة العذراء، في مشهد دلّ على تكاتفهم جنباً إلى جنب، فيما كان رجل أربعيني، اسمه شارل بقلة، يقفز بين الجموع مردداً: «ابني وأبي وأمي في المبنى!».
ولمّا عرف شارل أن والديه تم إنقاذهما، اخترق دروع القوى الأمنية البشرية، وتسلّق الركام غير آبه بنداءات فرق الإنقاذ التي حثّته على الرجوع، ثم صرخ قائلاً: «ابني أصم وأبكم وهو عالق هنا!»، مشيراً بيده إلى الركام المبعثر فوق بعضه بعضاً. وحتى فجر اليوم، كان مصير ابن شارل، ويُدعى ليث (16 عاماً)، لا يزال مجهولاً.
وبعد مرور حوالى ساعة وربع الساعة على وقوع الكارثة، وصلت الرافعات لإزاحة الركام، بصورة أثبتت عدم جهوزية الأجهزة المعنية للتعاطي مع كوارث مماثلة، بالإضافة إلى أن عمليات الإنقاذ كانت تجري بطريقة عشوائية، لجهتي توزيع عناصر الإنقاذ ونقل الضحايا.
وطغى الوجوم على وجوه أقارب سكان المبنى وأصدقائهم، الذين كانوا يسألون، بين الحين والآخر، عن أسماء يقطن أصحابها في المبنى المنهار، واتسمت الأجوبة بالتباين: «لقد سمعت أن فلاناً نقل إلى المستشفى»، يقابله جواب آخر: «يقولون أن فلاناً توفي تحت الأنقاض».
وبذلك، كان توتّر الأهالي يتصاعد شيئاً فشيئاً، ثم ترتخي الأعصاب قليلاً عند وصول نبأ يفيد بانتشال شخص على قيد الحياة، لتعود وتُشدّ عندما يتبين أن ذاك الشخص ليس قريب المتوجسين هنا.
وتوافدت إلى الشوارع المحاذية للمبنى مجموعات، كانت تضم أشخاص من الجنسيتين السودانية والمصرية، وقفت تنتظر معرفة أي خبر عن الأقارب والأصدقاء الذين نقل بعضهم إلى المستشفيات بحالات حرجة، وقضى بعضهم، ويرقد البعض الآخر منهم تحت الركام.
أداء العسكر... «رحمه الله»!
يبرهن عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، عند وقوع كوارث مماثلة، مدى فداحة تعاطيهم مع المواطنين ووسائل الإعلام، على نحو غير مبرّر، ولا يليق بالبزة العسكرية التي يفترض بها أن تساهم ببعث الطمأنينة، وليس مضاعفة الهلع في نفوس المواطنين.
فبدلاً من أن يتحلى ضباط وعناصر الدوريات الأمنية التي وصلت إلى المكان أمس، بروح تعين سكان المنطقة وأقارب الضحايا على تحمّل وطأة المصيبة، كانوا يزيدون من هول الفجيعة، من خلال تهجمهم على أقارب الضحايا ومندوبي وسائل الإعلام.
وعند مدخل موقف السيارات المقابل للمبنى، وصلت سيدة خمسينية مذهولة، عرّفت عن نفسها لعنصر من «فهود» قوى الأمن الداخلي بأنها والدة أحد الضحايا، مشيرة إلى أن جيرانها أفادوها بأن ابنها قضى نحبه، ولذلك، تريد الدخول إلى المكان، فرد العنصر الأمني قائلاً: «إيه الله يرحمه! شو فينا نساعدك؟».
وفي الجهة الخلفية للمبنى، كان عناصر من دورية تابعة للجيش اللبناني، محاطين بأحد الضبّاط، ينهالون بالضرب على أقارب بعض الضحايا والمواطنين وممثلي وسائل الإعلام، متفوهين بعبارات نزقة، ثم تطوّر التدافع بالأيدي إلى وقوع إشكال بين ضابط من الجيش اللبناني وضابط من قوى الأمن الداخلي!
ثم تبيّن أن سبب تهجم عناصر الجيش على المواطنين، هو إجراءات أمنية استبقت وصول رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى مكان الحادث، فيما كان المواطنون يعبّرون عن سخطهم من «تلهي الجيش بأمن الرئيس وضربنا، بدلاً من المساعدة في عمليات الإنقاذ».
متابعة رسمية
تفقد موقع الانهيار، أمس، كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ووزراء الداخلية مروان شربل، والصحة علي حسن خليل، والاتصالات نقولا صحناوي، والأشغال العامة غازي العريضي، والنواب نايلة تويني، ونديم الجميل، ومحمد قباني، وجان أوغاسبيان وميشال فرعون، ورئيس بلدية بيروت بلال حمد. كذلك، تفقده رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، موفداً من البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وطلب رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي تشكيل لجنة من المديرية العامة للتنظيم المدني في وزارة الأشغال ومديرية الدفاع المدني في وزارة الداخلية والبلديات ونقابة المهندسين في بيروت، للتحقيق في ملابسات انهيار المبنى وتحديد المسؤوليات لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وأبدى الرئيس سعد الحريري أسفه لسقوط الضحايا والجرحى وأجرى سلسلة اتصالات مواكبة للحدث.
إلى ذلك، علمت «السفير» أن ثمة مجمعاً سكنياً آيلاً إلى السقوط في منطقة المصيطبة في بيروت، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من أجل المباشرة في ترميمه.
الأخبار :
صحيفة الاخبار عنونت"إنهيار مبنى على سكانه في الأشرفـية"
وكتبت تقول"لم تمرّ أي طائرة معادية، أمس، فوق منطقة الأشرفية. لم تُشن أي غارة حربية على حي فسّوح. لكن، مع ذلك، بدا المبنى الذي كان مؤلفاً من 5 طبقات، والكائن في شارع المطران عطا الله، شبيهاً بالمباني المنهارة في الضاحية الجنوبية قبل أكثر من 5 سنوات. إنهار المبنى، القديم العهد، بكامله، على من فيه".
لم يكن انهياره مفاجئاً، فهو كان «يحتضر» منذ أشهر. وقف محمد، ناطور المبنى المقابل، ينظر إلى الركام وفي عينيه حسرة. «أنا بيدي هاتين دعّمته، قبل شهر تقريباً، بدعامتين من الحديد، بعد أن إنهار قسم من أساساته في الجهة الخلفية».
هكذا، كان الكل يعلم أن المبنى غير صالح للسكن، وأنه آيل للسقوط في أي لحظة. حتى ميشال مالك المبنى، الذي، بحسب بعض أهالي المنطقة، لم يعد يملك الشقق العشر، بعد أن أجرّها كلها. البعض قال انه رآه قبل حصول الإنهيار بدقائق، وأنه كان يحذّر القاطنين مما سيحصل، وذلك بعد أن بدأت الأساسات بالتصدّع الأخير.
يعود الناطور محمد، وهو سوري الجنسية، ليتذكر أن السيارة الزرقاء المركونة قرب المبنى، تعود لسيدة تقطن في الطبقة الأرضية من المبنى. «أعرف أنها لا تغادر منزلها إلا بسيارتها، ولكن ها هي سيارتها هنا. إنها تحت الركام حتماً». ويكمل الناطور سرده، مستجمعاً ذاكرته. في الطبقة الأولى يسكن أشخاص لبنانيون، وفي الطبقة الثانية رجل عجوز وزوجته، أما الثالثة فغير مسكونة، فيما يسكن الرابعة والخامسة عمّال من مصر والسودان. قريب أحد المصريين يرفض أن يتحدث مع أحد، يذرف الدموع فقط. ينتظر أن ينتشل قريبه، في أي لحظة، كما انتشل العجوز الذي بقي حياً، بعد أن عُثر عليه محتضناً زوجته، التي كان لا يزال فيها أثر من حياة.
فجأة، يصرخ أحد العاملين في الصليب الأحمر، من مكان عند أعلى الركام... «هناك أشخاص أحياء أسمع أنينهم، ناولوني قنينة ماء بسرعة». هكذا، أخذ العاملون في الصليب الأحمر والدفاع المدني يسمعون بين الفينة والأخرى أصوات «حياة» من تحت. يباشرون فوراً «النكش» بأيديهم للوصول إلى مصدر الصوت. لم يكن بإمكان أحد النظر إلى هؤلاء إلا بعين الحسرة. لا تنقصهم الشهامة ولا الشجاعة، ولا العقل أيضاً... جلّ ما في الأمر أنه ينقصهم «دولة». مرّت ساعات على انهيار المبنى، من دون ظهور أي معدات متطورة، مثل تلك التي تستعمل في الحوادث المماثلة في دول العالم. هكذا، يكتشف اللبنانيون، الذين بات بلدهم الغارق بالديون، أن دولتهم لا تمتلك سوى الأيدي وبعض «الرفوش» لإنقاذهم.
يستسهل رئيس بلدية بيروت، بلال حمد، في معرض تعليقه على الحادث، القول بأن «هناك أبنية كثيرة في بيروت مهددة بالإنهيار». هكذا اعتاد أصحاب المسؤوليات في لبنان، أن لا يحركوا ساكناً إلا على وقع الدم والكوارث. وفيما كان عاملو الإنقاذ يجهدون في البحث عن أرواح ناجية، توقفوا عن العمل فجأة بعد سماع صوت شخص يصرخ أمام المبنى... «جيش وقوى أمن ازعبوا العالم كلها لبرا.. يلا لشوف». إنه وزير الداخلية مروان شربل. وصل «البطل» إلى ساحة الكارثة، ومن حوله رجال عسكر وأمن. ثوان ويلتحق به وزير الصحة علي حسن خليل، ثم نواب المنطقة. طبعاً، النائب نديم الجميّل لم يفوّت الفرصة، وهو إبن الأشرفية «البداية». راحت الشخصيات السياسية تتوافد إلى المكان، إلى أن وصل رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
شوهد أحد رجال الأمن يقصد مكان تجمّع الصحافيين. ظنوا أنه يريد إبعادهم، لكنهم ابتسموا بعد أن طلب من حملة الكاميرات التوجه إلى مكان وقوف «الزعماء». هكذا، لا يريد أحد من هؤلاء الساسة أن يذهب تعبه سدى. أدلوا كلهم بتصاريح، من دون أن يكون لدى أحد منهم معلومات عن حقيقة عمّا حصل، بل لم يكن لديهم حتى علم بعدد قاطني المبنى، وذلك بعد ساعات على انهياره. حتى رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، ومن مكان بعيد جداً عن مكان الحادث، أعلن «أسفه» لما حصل. وجد الحريري أن ما حصل يستحق التوقف، ولو قليلاً، عن «الوتوتة» على الإنترنت. من جهته، أعلن الصليب الأحمر، قرابة منتصف الليل، أنه تم انتشال 11 شخصاً، من بينهم جثّة فتاة. يذكر أن أهالي المنطقة قدّروا عدد قاطني المبلغ بنحو 30 شخصاً.
غداً، ستجتمع لجنة الأشغال النيابية، برئاسة النائب محمد قباني، لمناقشة موضوع انهيار المبنى. سيكون الاجتماع استثنائياً، بحسب ما قيل، في حضور ممثلي الإدرات المعنية وبلدية بيروت والجمعيات التطوعية الرئيسية. غداً، ستحمّل مسؤولية ما حصل لكل شيء، لأي شيء، بما فيها المخلوقات الفضائية ربما، لكن الدولة وحدها، بأشخاص المسؤولين فيها، لن تكون مسؤولة.
النهار:
بدورها النهار عنونت"مأساة فسّوح تستنفر الدولة بحثاً عن ناجين"و"فتح ملف التقصير ومسح المباني القديمة"
وكتبت تقول"نقلت مأساة انهيار مبنى قديم في حي فسوح بالاشرفية مساء أمس مجمل الاهتمامات والأولويات الى هذا الحادث المأسوي الذي لا تزال حصيلته النهائية من الضحايا رهنا بما ستفضي اليه عمليات الانقاذ ورفع الانقاض المستمرة منذ مساء أمس".
ذلك أنه الى ما بعد منتصف الليل كانت عمليات الانقاذ أسفرت عن انتشال الضحية آن ماري عبد الكريم (15 سنة) التي قضت تحت الانقاض و12 جريحا معظمهم لبنانيون وبينهم بضعة جرحى من جنسيات سودانية وفيليبينية ومصرية. وسادت مخاوف على أحياء آخرين يعتقد أنهم لا يزالون تحت الانقاض، فيما عملت فرق الانقاذ بدراية شديدة على رفع الانقاض على أساس فرضية وجود أحياء سعيا الى انقاذهم.
وقد أثارت المأساة استنفارا واسعا للأجهزة المعنية، من الدفاع المدني وفوج اطفاء بيروت والصليب الأحمر وأجهزة وزارة الصحة، وبدا الحادث كأنه فتح على الغارب ملف المباني القديمة في الاشرفية ومعظم مناطق العاصمة وسواها من المناطق نظرا الى الذعر الذي أشاعته المعلومات الأولية عن أسباب الانهيار الذي أصاب هذا المبنى الذي يعود تشييده الى الاربعينات من القرن الماضي.
وتبين أن المبنى المنكوب المكون من خمس طبقات كانت تقطن عائلات لبنانية في طبقاته الثلاث الاولى، بينما يقطن طبقتين شيدتا لاحقا فوقها عمال أجانب من جنسيات فيليبينية ومصرية وسودانية. وتردد أن المبنى اصابته تصدعات بعد تشييد مبنيين جديدين ملاصقين له. وتألفت لجنة للتحقيق في الحادث بناء على طلب رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، كما طلب الكشف على كل المباني المشكوك بسلامتها.
ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي تفقد مكان الحادث ليلا الى اجراء كشف مسبق ودوري على المباني ضمن نطاق البلديات.
ودعا رئيس لجنة الاشغال العامة النيابية النائب محمد قباني الى اجتماع استثنائي للجنة بعد ظهر اليوم لمناقشة موضوع الانهيار في حضور ممثلي الادارات المعنية وبلدية بيروت والجمعيات التطوعية الرئيسية.
وأفادت مصادر وزارية ان هذا الحادث سيدرج كبند طارئ من خارج جدول الاعمال على جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، في ضوء تقرير أولي عن نتائج التحقيق الجاري في أسبابه وظروفه. وإذ رفضت استباق التحقيق او الحديث عن "فضيحة تقصير" في تجنب حصوله ريثما تنجلي الوقائع الموضوعية في الحادث، أكدت ان ملف السلامة العامة سيفتح على مصراعيه وستتخذ الاجراءات الممكنة والعاجلة نظراً الى وجود مئات بل ربما آلاف المباني القديمة التي تستدعي كشوفا دورية تجنبا لتكرار مثل هذه المأساة.
المستقبل :
أما صحيفة المستقبل فعنونت"تصدّعات تعود الى أسابيع.. 3 قتلى و11 جريحاً بانهيار مبنى في فسّوح ـ الأشرفية"
وكتبت تقول"انهار مبنى قديم مأهول من سبع طبقات، في منطقة فسوح - الأشرفية، في شارع المطران عطاالله ويضم عشر شقق. وأفادت أنباء اولية عن مقتل فتاة في الخامسة عشرة من العمر تم انتشالها من تحت ركام المبنى المنهار، ووقوع 11 جريحاً تتراوح اصاباتهم بين الخطيرة والبسيطة. وقد تواصلت اعمال الانقاذ طوال الليل لانتشال المحتجزين تحت الركام. وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام ان فرق الإنقاذ انتشلت مساء، جثتي شخصين أثيوبيين من تحت الأنقاض، وانها كانت تتواصل مع شخص لا يزال على قيد الحياة، وتعمل لسحبه. وتم إخراج مصري من بين الأنقاض وهو مصاب بجروح طفيفة".
وقد استدعى الحادث استنفارا رسميا وسياسيا وأهليا. اذ تفقد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مساء، مكان انهيار المبنى. كما طلب رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي استنفار كل الاجهزة المعنية لإخلاء الجرحى والمصابين من تحت أنقاض المبنى، داعيا الى التحقيق في الاسباب.
الانهيار
وكان سمع عند الخامسة والنصف من غروب امس، صوت دوي هائل، مع غبار كثيف، ليتبيّن ان "مبنى عطاالله" مقابل محلات "زهار" في منطقة فسوح، قد انهار كلياً. وافاد فوج اطفاء بيروت ان المبنى المنهار كان يقطنه نحو ثلاثين شخصاً. وعلى الفور، توجهت سيارات الاسعاف التابعة للصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني، الى المكان للمساهمة في انتشال المصابين ونقلهم الى المستشفيات. كما ساهم في الانقاذ عناصر من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي ومدنيون.
وقد توالى صدور اصوات استغاثة من المحاصرين تحت الانقاض، علماً ان الجرافات والآليات واصلت عملها طوال الليل لازالة الركام وانقاذ المحاصرين. وساد حال من الهلع في الشارع، ولاسيما مع تردد انباء عن بدء فريق هندسي الكشف السريع على مبنيين مجاورين للمبنى المنهار، حيث تم اخلاؤهما لتحديد وضعهما التقني.
وكان 4 من أفراد عائلة طانيوس فرحات من بلدة زحلتي - قضاء جزين، لا يزالون محتجزين تحت ركام المبنى المنهار. ونقلت محطة mtv عن غلاديس فرحات، تأكيدها ان المبنى كان مهدداً بالسقوط منذ اسابيع، وان احد الاعمدة قد سقط في فترة الاعياد.
وأشارت الى أن أشقائها جهاد وفرحات وشارلي طانيوس فرحات، شعروا أن المبنى سينهار، فطلبوا منها ومن والدتهم جان دارك الخروج بسرعة من منزلهم الكائن في الطابق الأول من المبنى، وبدأوا محاولة نقل والدهم المقعد، لكن الانهيار سبقهم، فاحتجزوا على درج المبنى. وتعمل فرق الإنقاذ على انتشالهم.
وذكرت فرحات ان صاحب المبنى كان موجودا قبل سقوطه بخمس دقائق، وانه تحدث مع شقيقها داعياً الى اخلاء المبنى. وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام عن أهالي الحي أن الأمطار الغزيرة قد تكون السبب في انهياره.
الضحايا
وعُرف من الضحايا في مستشفى الروم، الفتاة آن ماري عبد الكريم التي انتشلت جثة، فيما تعالج جدتها عايدة في المستشفى نفسها. كما عرف من الجرحى الشاب انطوني عبد الكريم، وجريحة من التابعية الفليبينية، وطفل في الثالثة من العمر، والجريح ألبير يزبك (73 عاماً). وخرجت الفليبينية روز ماري بالاكا بعد تضميد جروحها في غرفة الطوارئ. ونقل الى مستشفى الجعيتاوي، جاك جعارة واثنان من التابعية السودانية، ووصفت حالات الثلاثة بالمستقرة.
وأصدر الصليب الاحمر اللبناني، بيانا، أفاد فيه انه تلقى "نداء يفيد عن سقوط مبنى مأهول مؤلف من 7 طبقات (10 شقق)"، وانها أحصت 11 حالة، بينهم جثة فتاة، تم نقلها جميعها إلى مستشفيات المنطقة، منها الروم والجعيتاوي والوردية.
المتابعة الرسمية والمواقف
وتفقد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مساء، مكان انهيار المبنى. وشدد على اهمية اجراء كشف دوري على الابنية ولا سيما القديمة منها ضمن نطاق البلديات واتخاذ الاجراءات الكفيلة لحماية ساكنيها، مشيرا الى ان الاجهزة المعنية تقوم بدورها في حضور الوزراء المعنيين ما يساهم في انتظام اعمال الاغاثة وتسهيلها. مضيفا "اذا كان ثمة من أفاد بأن المبنى متصدع ولم يحصل الاهتمام، هنا ينبغي ان يأخذ التحقيق مجراه لنرى اين مكمن الخلل". وقال ردا على سؤال، "من الضروري ان يكون هناك تشدد في الاجراءات". ولاحظ "ان كل الاجهزة منذ اللحظة الاولى للحادثة تقوم بدورها، والوزراء المختصون موجودون على الارض، ويتابعون الموضوع".
وتابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي موضوع المبنى، عبر اتصالات مع وزراء الداخلية مروان شربل، والصحة علي حسن خليل، والاشغال العامة غازي العريضي ورئيس بلدية بيروت بلال حمد. وطلب استنفار كل الاجهزة المعنية لإخلاء الجرحى والمصابين من تحت أنقاض المبنى. وأعطى توجيهاته الى الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة العميد ابراهيم بشير لاتخاذ الاجراءات المناسبة، ورفع تقرير عاجل في هذا الصدد. وطلب تشكيل لجنة من المديرية العامة للتنظيم المدني ومديرية الدفاع المدني ونقابة المهندسين في بيروت، للتحقيق في ملابسات انهيار المبنى وتحديد المسؤوليات. كما طلب الكشف على كل الابنية المشكوك بسلامتها.
وأصدر وزير الصحة بيانا، طلب فيه "من المستشفيات كافة في نطاق مدينة بيروت وضواحيها، استقبال جميع الجرحى الذين ينقلون اليها من سكان المبنى المنهار، وتقديم كل العناية اللازمة لهم، وذلك على نفقة وزارة الصحة". وتفقد خليل أعمال رفع الأنقاض. كما تفقد المصابين في المستشفيات واطلع على أحوال الجرحى.
ودعا رئيس لجنة الاشغال العامة النيابية النائب محمد قباني، الى اجتماع استثنائي للجنة عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في المجلس لمناقشة موضوع انهيار المبنى، بحضور ممثلي الادارات المعنية وبلدية بيروت والجمعيات التطوعية الرئيسية ونقابة المهندسين.
وحضر الوزير شربل للاشراف على عمليات الإنقاذ. كما توجه إلى منطقة فسوح، نواب منطقة الاشرفية: ميشال فرعون وجان أوغاسابيان ونديم الجميل وسيرج طورسركيسيان ونايلة تويني، للإطلاع على حجم مأساة انهيار المبنى، وتأمين المساعدة للمصابين. كما حضر رئيس بلدية بيروت بلال حمد الذي أكد ان البلدية ستباشر عملية مسح الابنية القديمة في العاصمة للتأكد من سلامتها. وأجرى الجميل سلسلة اتصالات بمستشفيات المنطقة لاستقبال الجرحى. كما اطمأن من الأهالي وفريق الصليب الاحمر المشرف على عملية الاغاثة، الى أحوال الجرحى والمصابين. وأسف لهذا الحادث المؤلم، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، آملا باخراج عدد آخر من المواطنين على قيد الحياة من تحت الانقاض.
وشدد وزير الصناعة فريج صابونجيان على "ضرورة إجراء التحقيق الضروري لتحديد المسؤوليات".
وتفقد رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، موفدا من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مكان المبنى، ودعا للصلاة من اجل الضحايا اكانوا مصابين ام متوفين.
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت"كارثة الأشرفية : الدولة تبحث عن أسباب إنهيار المبنى"و"ضحايا وناجون وعالقون تحت الأنقاض في سقوط مبنى على قاطنيه"
وكتبت تقول"مبنى السبع طبقات ولم يبق منه شيء كارثة إنسانية هزت الأوساط السياسية والأمنية والرأي العام اللبناني، حيث دفعت من جديد ملف السلامة العامة إلى الواجهة،نطاقها الجغرافي منطقة الأشرفية حيث إنهار مبنى مؤلف من 7 طبقات على قاطنيه موقعاً 3 قتلى و10 جرحى".
مشهد مروع، المكان الأشرفية – فسوح تحديداً شارع المطران عطا الله عطا الله، الزمان بعيد الخامسة من مساء أمس،إنهار مبنى قديم مؤلف من خمسة طبقات يقطنه حوالي 35 شخصاً، موقعاً 3 قتلى هم الفتاة آن ماري عبد الكريم 15 عاماً،وآخران من التابعية الأثيوبية و10 جرحى هم: عايدة جدة الفقيدة آن ماري ، أنطونيلا الشقيقة التوأم للفقيدة آن ، وأنطوني عبد الكريم شقيق آن،جاك وجوزيف جعارة، هنادي وصادق عبد الله من التابعية السودانية، البير يزبك، وروز ماري بالاكا من التابعية الفلبينية، المصري محمد كامل عبد السلام، توزعوا على مستشفيات المنطقة الجعيتاوي، الروم، والوردية. وفور إنهيار المبنى هرعت سيارات الإسعاف وعناصر الدفاع المدني لإنتشال المصابين حيث تم إستقدام عدد من الجرافات والاليات لإزالة الركام لافساح المجال امام الصليب الاحمر لإنقاذ الضحايا، كما حضرت عناصر القوى الأمنية حيث عملت على عزل المكان تسهيلاً لعمليات الإنقاذ، كما إستقدمت الكلاب البوليسية المدربة من أجل تحديد مكان المصابين حيث سمع نداءات إستغاثة من تحت الركام، وأدى تقطع أسلاك الكهرباء في المبنى المنهار إلى عرقلة عمليات الإنقاذ بسبب حدوث احتكاكات كهربائية، الأمر الذي استدعى قطع التيار عن المنطقة لتسهيل العمل.
وأفيد من شهود عيان أن 4 من أفراد عائلة طانيوس فرحات من بلدة زحلتي - قضاء جزين، لا يزالون محتجزين تحت ركام المبنى المنهار في منطقة فسوح.
ونقل عن أفراد آخرين من العائلة، أن جهاد فرحات وشارلي طانيوس فرحات، شعروا أن المبنى سينهار، فطلبوا من والدتهم جان دارك وشقيقتهم غلاديس الخروج بسرعة من منزلهم الكائن في الطابق الأول من المبنى، وبدأوا محاولة نقل والدهم المقعد، لكن الإنهيار سبقهم، فاحتجزوا على درج المبنى، وتعمل فرق الإنقاذ على انتشالهم.
وأفادت معلومات أنّ سبب الانهيار هو بناء مبنى جديد ملاصق للمبنى المنهار، ما ضرب الأساسات رغم نفي المتعهّد الموجود على أرض الحادث والذي تعهّد بالتعويض في حال بيّن التحقيق ان المبنى الجديد هو السبب.
وليلاً،إنتشلت فرق الدفاع المدني جثة شخص أثيوبي من تحت الأنقاض وعملت على إخراج جثة مواطن له، أحدهما يدعى أحمد والثاني أيوب. فيما تواصلت هذه الفرق مع شخص لا يزال على قيد الحياة، وعملت على سحبه من تحت الأنقاض.
ردود فعل
رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي عاين المكان ، مشدداً على ضرورة التحقيق بما حصل لمعرفة مكمن الخلل، مشيرا الى ضرورة تدارك هذه الامور كي لا تتكرر ويجب حصول كشف مسبق ودوري على الابنية باطار عمل البلديات.
واكد سليمان ضرورة التشدد باجراءت الرقابة على الابنية، لافتا الى ان كل الاجهزة الأمنية والمسؤولين يقومون بدورهم وهذا امر مهم،وكان سليمان أجرى فور تلقّيه نبأ إنهيار المبنى ، سلسلة اتصالات مع المعنيين من أجل تكثيف الجهود لإخراج سكان المبنى من بين الركام ونقلهم الى المستشفيات.
من جهته،تابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، موضوع إنهيار المبنى عبر إتصالات بكل من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل ووزير الصحة العامة علي حسن خليل ووزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي ورئيس بلدية بيروت بلال حمد.
وقد طلب ميقاتي إستنفار كل الاجهزة المعنية لإخلاء الجرحى والمصابين من تحت أنقاض المبنى، وإستنفار ما يلزم من المتعهدين للمساهمة في رفع الانقاض بالسرعة القصوى، كذلك أعطى توجيهاته الى الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة العميد ابراهيم بشير لاتخاذ الاجراءات المناسبة في الحالات المماثلة، ورفع تقرير عاجل في هذا الصدد.
وطلب ميقاتي تشكيل لجنة من المديرية العامة للتنظيم المدني في وزارة الاشغال العامة والنقل ومديرية الدفاع المدني في وزارة الداخلية والبلديات ونقابة المهندسين في بيروت، للتحقيق في ملابسات إنهيار المبنى وتحديد المسؤوليات لاتخاذ الاجراءات المناسبة. كما طلب الكشف على كل الابنية المشكوك بسلامتها ورفع تقرير عاجل في هذا الصدد لاتخاذ الاجراء المناسب.
من جهته،أبدى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري أسفه لسقوط الضحايا والجرحى في حادثة انهيار المبنى،وأجرى فور وقوع الحادث سلسلة اتصالات مع رئيس بلدية بيروت بلال حمد وعدد من نواب العاصمة للتحرك بسرعة ومواكبة عمليات انقاذ المحتجزين من تحت الركام، والاطمئنان الى صحة المصابين والجرحى في المستشفيات، ونقل تمنياته لهم بالشفاء العاجل.
وزير الداخلية والبلديات مروان شربل كان أول الواصلين إلى مكان الإنهيار حيث أشرف شخصياً على عمليات الإنقاذ، أكد أن الاجراءات التي اتُخذت كانت ممتازة واستطعنا التنسيق مع كل الأجهزة الامنية»، كاشفاً عن تحقيق يجري مع صاحب المبنى المنهار، مشيراً الى ان اعمال البحث عن المفقودين من سكان المبنى ستستمر حتى الصباح. من جهته حضر وزير الصحة العامة علي حسن خليل وأوعز إلى مستشفيات بيروت إستقبال الجرحى على نفقة وزارة الصحة العامة ، كما حضر نواب الأشرفية ميشال فرعون ، نديم الجميل وجان أوغاسبيان ،حيث إطلعوا على حجم مأساة انهيار المبنى، وتأمين المساعدة للمصابين.
وأفاد المكتب الإعلامي للجميل، أن الأخير أجرى سلسلة من الاتصالات بمستشفيات المنطقة لاستقبال الجرحى، كما اطمأن من الأهالي وفريق الصليب الاحمر المشرف على عملية الاغاثة الى أحوال الجرحى والمصابين، وناشد الاهالي المتجمعين في المكان تسهيل عمل فرق الانقاذ لانتشال المواطنين الذين ما زالوا تحت الركام بأقصى سرعة.
وأسف الجميل لهذا الحادث المؤلم، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، آملا باخراج عدد آخر من المواطنين على قيد الحياة من تحت الانقاض،من جهته، أمل النائب سيرج طورسركيسيان إجراء تحقيق شفاف ،يؤدي الى معرفة المسؤوليات عن الانهيار مبدياً إصراره على الوصول الى نتيجة.
رئيس لجنة الاشغال النيابية النائب محمد قباني دعا الى اجتماع استثنائي للجنة الاثنين لمناقشة موضوع الانهيار في حضور ممثلي الادارات المعنية وبلدية بيروت والجمعيات التطوعية الرئيسية.
بدوره، تفقد رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر مكان المبنى المنهار في منطقة فسوح في الاشرفية، ودعا للصلاة من اجل الضحايا اكانوا مصابين ام متوفين.
من جهته،أوضح رئيس بلدية بيروت بلال حمد أنّه «حتى الآن لم تُعرف أسباب انهيار المبنى في الأشرفية، ومن الممكن أن يكون السبب تشقّقات كانت حاصلة في جدران المبنى»، مؤكداً أن «الأمر المهم الآن هو الاهتمام بإنقاذ الناس».
وتابع حمد: «يجب أن يتم سنّ قانون حول كل الأبنية القديمة للكشف عليها من قبل فرق مختصة، فكل مبنى بني منذ 30 و40 سنة هو لغم مؤقت، وهذه الحادثة ليست أول مرة تحدث».
وليلاً وصل فريق هندسي إلى المنطقة حيث بدأ الكشف السريع على مبنيين مجاورين للمبنى المنهار خوفاً من تصدعهما، حيث تم اخلاؤهما لتحديد وضعهما التقني.
المواطنة غلادس فرحات قالت كنت أغادر المبنى لحظة إنهياره وهو كان يشهد تصدعات منذ بعض الايام وصاحب المبنى إتصل قبل دقائق من سقوطه لينصحنا بعدم النوم الليلة (أمس) في المنزل.
وأفاد شارلي بقله أن والديّ وابني البالغ 13 عاماً موجودون تحت الانقاض والقوى الامنية تمنعني من الاقتراب من مكان الانهيار.
بدورهم، تقدم تجمع مالكي الأبنية المؤجرة من أهالي ضحايا المبنى المنهار منطقة الأشرفية بأحر التعازي، كما نتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
وقال في بيان:»نعلن للرأي العام اللبناني، انطلاقا من شعورنا بالمسؤولية تجاه هذه الكارثة، أن المبنى المنهار تسكنه عائلات بموجب عقود إيجارات قديمة، وبدلات الإيجار الزهيدة في مثل هذه الأبنية تحول دون تمكين المالكين من ترميمها أو صيانتها أو إعادة تشييدها ما يؤدّي إلى حوادث انهيار كالتي حصلت هذا المساء.
نذكّر أنّنا كنّا قد حذّرنا مرارًا وتكرارًا من احتمال حصول مثل هذه الحوادث كنتيجة حتميّة لاستمرار العمل بالقوانين الاستثنائية الخاصّة بالإيجارات القديمة، خصوصًا أنّ هذه الأبنية يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من أربعين وخمسين عامًا وبعضها يصل تاريخ بنائه إلى سبعين وثمانين عاما، وهي بالتالي قديمة جدا وهي بحاجة إلى دراسات جديدة حول أهليّتها للسّكن والإشغال.
نوجّه نداء عاجلا إلى المعنيّين لتعلّم الدروس من هذه الكارثة، وإصدار قانون جديد للإيجار بشكل فوري كي يتمّ إنقاذ أبنية أخرى عديدة مهدّدة بالسقوط في منطقة الأشرفية وغيرها من المناطق. والحلّ الوحيد هو بصدور قانون جديد للإيجار يمكّن المالك من إخلاء منازله المؤجَّرة وفق القانون القديم لإعادة ترميمها إنقاذًا للأحياء في هذه المباني.»