إعتبر رئيس الوزراء الروسي بوتين أن روسيا تجاوزت مرحلة الإنعاش من أزمة التسعينات و التحولات الجذرية الكبرى في العالم فرصة لا تعوض أمام روسيا تمكنها من تحويل العقبات التي تعيق المصالح الوطنية إلى أوراق
احمد الحاج علي- موسكو
إعتبر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا تجاوزت مرحلة الإنعاش من أزمة التسعينات و التحولات الجذرية الكبرى في العالم فرصة لا تعوض أمام روسيا تمكنها من تحويل العقبات التي تعيق المصالح الوطنية إلى أوراق رابحة بيدها.
بشكل أو بآخر دغدغ بوتين أحاسيس الشعور بعظمة روسيا قبل انهيار الإتحاد السوفياتي من خلال دعوته إلى إنشاء الإتحاد الأورواسي و مشاريع التكامل التي بدأت بالعمل مع بداية العام كالإتحاد الجمركي بين روسيا بيلاروسيا و كازاخستان.
وقال بوتين: أغلب من شارك في التظاهرات هم من جيل الشباب النشطاء، و لديهم مواقفهم التي يصيغوها بوضوح، و هذا يسعدني ، و إذا كانت هذه هي نتيجة " النظام البوتيني" فهذا جيد! و هنا لا أرى أي شيء خارج عن الحدود. و أكرر أن المهم هنا ان يبقى جميع الأشخاص الفاعلين و الجهات السياسية ضمن إطار القانون.
اليميني غريغوري يافلينسكي، المرشح عن حزب (يابلوكو) و الذي لم يحظ بأكثر من دعم 2 % من الناخبين الروس بحسب إستطلاعات الرأي الأخيرة شكك بشرعية الحكومة الروسية، شارحا فكرته الأساسية لخوض المنافسة مع بوتين: أعتقد أن السيد بوتين لم يقرأ ما تقترحه المعارضة. فليقرأها، ومن ثم أعتقد أن موقفه سيتغير ما أود أن أقوله هو أننا بحاجة إلى أساس قوي للغاية نبني عليه مستقبلنا. قوة هذا الأساس تعتمد على مدى شرعية ومصداقية الحكومة الروسية، وعلى ما إذا كان الناس في روسيا يعتبرون الحكومة سلطة شرعية. ومع كل الأكاذيب التي نراها اليوم، لا يمكن للحكومة أن تكون شرعية.
مرشح الرئاسة عن حزب روسيا العادلة سيرغي ميرونوف لحد الآن لم يتجاوز الخمسة بالمئة من دعم الجماهير، وقد رفض سياسة الإصلاحات التي تنتهجها الحكومة الروسية واضعا أولوياته في حال فوزه رئيسا، قائلا: نحتاج إلى تعليق الإصلاحات التي تتسبب بضرر كبير لبلدنا ، أولها الإصلاحات في مجال التعليم والجيش وغيرها، وإن تعذر ذلك فالقوانين. وقبل كل شيء سنعمل على وقف صيرورتها فحسب. ولربما كانت التوجيهات الأولى تتعلق بكل هذا بالضبط.
رئيس الحزب الليبيرالي الديموقراطي المرشح للرئاسة فلاديمير جيرينوفسكي والذي تشير إستطلاعات الرأي إلى دعم 9% من الناخبين الروس له إنتقد تبادل الأدوار بين ميدفيديف و بوتين للإمساك بالسلطة لما بعد ال 2030 و واصفا البرلمان الحالي بالفرقة الإستعراضية لما فيه من ممثلين و رياضيين. وقال "لا يوجد بلد في العالم ، رئيسه السابق أصبح رئيسا للوزراء. فيما عدا الأرجنتين ، ليس هناك من بلد في العالم عاد فيه رئيسه السابق إلى منصبه. إن هذا أمر نتن. إن ذلك يعني أنه لا يرغب بالتخلي عن السلطة".
ويبقى الأبرز بين المنافسين و المرشح لخوض الإنتخابات في وجه بوتين في الدورة الثانية الشيوعي غينادي زيوغانوف الذي دافع عن الطبقات المتوسطة و الفقيرة. وقال: لدينا مقومات هائلة في البلد يجب أن تعمل لمصلحة كل فرد من المواطنين و ليس لمصلحة خمسة عشر "أليغارخ رأسماليين". سنعمل كل شيء لدعم الصناعة و الزراعة و برامجنا جاهزة للعمل. ندعم العمال و أصحاب الأعمال الصغيرة و المتوسطة، الذين يخنقون بالرسوم العالية و تكاليف النقل و الطاقة..
ولكن في النهاية يبقى السؤال الذي يطرح نفسه و فيه بيت القصيد فيما يهمنا من سياسة روسيا الخارجية و موقعها الدولي ، هل ستتبع روسيا تطور الأحداث في العالم أم ستشارك في وضع قواعد اللعبة؟ الجواب على هذا السؤال سيحدد النهج السياسي على الساحتين الداخلية و الدولية الذي سيتبعه الرئيس المرتقب فلاديمير بوتين قريبا.