اكتشف باحثون دنمركيون أن بعض أنواع علاجات البول السكري تصلح لإنقاص الوزن، كذلك فإنقاص الوزن وتقليل الكولسترول غالباً ما تمثل الأعراض
اكتشف باحثون دنمركيون أن بعض أنواع علاجات البول السكري تصلح لإنقاص الوزن، كذلك فإنقاص الوزن وتقليل الكولسترول غالباً ما تمثل الأعراض الجانبية لهذه العقاقير التي تعرف بـGLP-1.وصرحت الباحثة تينا فيلسبول رئيسة قسم بحوث السكري بمستشفى Gentofte التابعة لجامعة كوبنهاغن "إذا ما استخدم شخص هذه العقاقير لمدة 20 أسبوعاً فسيترك ذلك أثراً إيجابياً علي وزن الشخص"، مضيفة "نأمل أن يكون لدينا نوع جديد من علاج البدانة وليس فقط البول السكري (النوع الثاني)".وأضافت د فيلسبول "أن الوقت لا يزال مبكراً قبل التوصية باستخدام تلك العقاقير لإنقاص الوزن، وهذا ليس بالعلاج السحري الذي يجعل أي شخص يتمتع بوزن طبيعي ولكنه يقدم طريقة لتغيير أسلوب حياتك," و GLP-1 هرمون يفرز بشكل طبيعي في جوف الشخص, وقد أصبح العلاج بهذا الهرمون يوصف لمرضى النوع الثاني من البول السكري لأنه يساعد على تنظيم سكر الدم".
إلا أن الأطباء لاحظوا أن هذا العقار يعمل كذلك على تثبيط الشهية مما يرشحه كعلاج للبدانة.
وقد تمت الموافقة على هذه العقاقير التي تعطي عن طريق الحقن عام 2005 من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كعلاج لمرض البول السكري ( النوع الثاني).
ولمعرفة تأثير هذه العلاجات على فقدان الوزن, قام فريق البحث بمراجعة بيانات 25 دراسة شملت ما يزيد عن 6000 مريض. وتسمى هذه الطريقة بالتحليل الموسع والذي يسعى للوصول لأشياء مشتركة بين مختلف الدراسات.
وقد وجد فريق البحث الدنمركي أن المرضى الذين خضعوا لعقار GLP-1R لما لا يقل عن 20 أسبوعاً فقدوا الكثير من الوزن بالمقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوا هذا العقار.
وقد لاحظوا أن أفراد العينة الذين حقنوا بذلك العقار قد نقص وزنهم سواء كانوا مرضى بالبول السكري أم لا. إلا أنهم وجدوا أن فقدان الوزن كان بنسبة أعلى عند غير المرضى بالسكري.
وتقول الباحثة أن بعض المرضى في هذه الدراسات فقدوا ما يقرب من 20 رطلا. ولكن في دراستها الخاصة بعض مرضى البول السكري الذين خضعوا لهذا العلاج تمكنوا من التخلص من ما يقرب من 50 رطلا من أجسامهم. إلا أنها ترى أن ذلك حدث ليس فقط بفضل العلاج ولكن نتيجة قدرتهم ورغبتهم الجديدة في أن يكونوا أكثر نشاطاً وفاعلية.بالإضافة لذلك وجد الباحثون أن هذه العقاقير ساعدت على تحسن ضغط الدم ومستوى الكولسترول بالإضافة للتحكم في سكر دم مرضى السكري.
إلا أن المرضى المشاركين في الدراسة الذين خضعوا لهذا العلاج أصيبوا ببعض الأعراض الجانبية مثل الدوار والرغبة في القيء والإسهال. إلا أن هذه الأعراض الجانبية لم تؤثر في أعداد الأشخاص الذين خرجوا من الدراسة قبل إكمالها.
وقد أكدت الدراسة التي نشرت مؤخراً في جريدة BMJ أن هناك دليلا واضحا على أن عقار GLP-1R يساعد على إنقاص الوزن عند الأشخاص المرضى وغير المرضى بالبول السكري. بالإضافة لفوائده على ضغط الدم ومستوى الكولسترول.
في مقالة مصاحبة للتقرير أعرب د راج بادوال أستاذ الطب المساعد بجامعة ألبرتا بكندا عن تحفظه على استخدام تلك العقاقير في غير الغاية التي وضعت من أجلها ( علاج البول السكري) قبل إجراء دراسات كافية مع فترات متابعة طويلة لتبين فوائدها في إنقاص الوزن بفاعلية وبدون آثار جانبية خطيرة.
"هذا التحليل الموسع لدراسات سابقة يوضح أن هذه العقاقير قد ساعدت على إنقاص الوزن ولكن بمقدار ضئيل. وربما يكون التأثير أكبر بين الأشخاص غير المرضى بالبول السكري إلا أن ذلك يظل بحاجة لإثبات. وحتى تتم تلك الدراسات ليس لدينا دليل دامغ على تأثير هذه العقاقير على إنقاص الوزن ولهذا يجب ألا يتم وصفها لأي شخص بخلاف الخصائص العلاجية المتضمنة في نشرتها الطبية," كتب بادوال في مقاله.
وأضاف أن هناك حاجة كذلك لبيانات طويلة الأجل عن أمان هذه العقاقير.ويعلق د.ديفيد كاتز على الدراسة أيضاً قائلاً إن زيادة مستويات الأنسولين ومقاومة الأنسولين (وهو عامل الإصابة بالسكري) يرتبطان بصعوبة التحكم في الوزن.
"في الواقع يتسبب مقاومة الأنسولين في سهولة اكتساب الوزن بشكل يسير كما يصعب من محاولات إنقاص الوزن. لهذا فمن المنطقي أن العقاقير التي تحاكي فعل هرمون glucagons الذي يعارض الأنسولين يمكن أن تسهل من إنقاص الوزن," أوضح كاتز مدير مركز بحوث الوقاية بجامعة يال بالولايات المتحدة الأمريكية.