شن نظام العقيد الليبي معمر القذافي الاثنين غارات جوية عدة على الثوار ارفقها بهجوم دبلوماسي على الغربيين متهما باريس ولندن وواشنطن بالتآمر لتقسيم ليبيا.
شن نظام العقيد الليبي معمر القذافي غارات جوية عدة على الثوار ارفقها بهجوم دبلوماسي على الغربيين متهما باريس ولندن وواشنطن بالتآمر لتقسيم ليبيا. في الوقت الذي ناشد فيه مجلس التعاون الخليجي الامم المتحدة فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا لحماية المدنيين.
واتهم وزير الخارجية الليبي موسى كوسا مساء الاثنين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ب"التآمر" لتقسيم ليبيا. وقال الوزير في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس "هناك مؤامرة واضحة ضد ليبيا وقد وضحت عندما بدأت بريطانيا وفرنسا في الاجتماع مع المجموعة المنشقة في بنغازي", مضيفا "هناك مؤامرة تقسيم لليبيا والانكليز حنوا الى تاريخهم القديم في برقة. والاميركان والفرنسيون يسعون كذلك الى تقسيم ليبيا". واضاف كوسا "يوجد تقاعس واضح من المجتمع الدولي في عدم ارساله لجنة تقصي الحقائق التي طالبنا بها منذ اليوم الاول".
وكان الرئيس الليبي معمر القذافي دعا الاربعاء الامم المتحدة الى ارسال لجنة تقصي حقائق الى ليبيا للتأكد من ان من قتل في اعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ 15 شباط/فبراير ليسوا متظاهرين بل انهم افراد من قوات الامن ومسلحون هاجموهم. وقال الوزير الليبي "نحن على استعداد لاستقبال لجنة تقصي حقائق لمساعدتها واطلاعها على حقيقة الاوضاع في ليبيا". وجدد كوسا التأكيد على ان "المشكلة تنحصر في قيام مجموعة من الميليشيات خارجة عن القانون مرتبطة بتنظيم القاعدة وتصرفاتهم تؤكد ذلك".
وقال الوزير الليبي "اؤكد ان ليبيا تلتزم بالقانون الدولي لحقوق الانسان والجيش ما زال يأخذ مواقع دفاعية ولم يتدخل. ويعطي الفرصة لوجهاء القبائل للتدخل والحوار لتسليم الاسلحة". ورد كوسا ايضا على دعوة نظيره الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في افتتاح اجتماع لمجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الاثنين مجلس الامن الدولي الى التدخل لحماية الشعب الليبي. وقال ان الوزير الاماراتي "اقرب الى رجل الاعمال وليس رجل سياسة. وهو لم يأت الى ليبيا ولم يرها", متسائلا "هل هناك من الليبيين من طلب منه المساعدة. هذه الدعوة لا نهتم بها ولا تساوي شيئا".
وعقد كوسا مؤتمره الصحافي قبل انتهاء اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون. الذي تبنى مساء الاثنين دعوة الوزير الاماراتي وناشد "مجلس الامن أخذ كل الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين في ليبيا بما في ذلك الحظر الجوي". واعرب مجلس التعاون الخليجي ايضا عن "ادانته للجرائم المرتكبة بحق المدنيين (في ليبيا) واستخدام الاسلحة الثقيلة وتجنيد المرتزقة", داعيا "السلطات الليبية الى الوقف الفوري لاستخدام القوة ضد المدنيين والعمل على حقن الدماء وتحقيق تطلعات الشعب الليبي". كما دعا المجلس جامعة الدول العربية الى "تحمل مسؤولياتها". والى عقد اجتماع طارئ لبحث الوضع في ليبيا من اجل حماية الليبيين.
ولم يوفر الوزير الليبي الرئيس الاميركي باراك اوباما من انتقاده. بعدما دعا الاخير الاثنين الى محاسبة معاوني القذافي على مسؤوليتهم عن اي اعمال عنف قد تورطوا فيها خلال قمع المتظاهرين. واكد ان الحلف الاطلسي يبحث مجموعة الخيارات للرد على العنف في ليبيا بما في ذلك الخيارات العسكرية. وقال كوسا "كنا نعتقد انه (اوباما) منا. وهو اول رجل افريقي يحكم اميركا ورجل ديموقراطي يساعد الاخرين". وجدد الوزير الليبي التأكيد على ان "وحدة التراب الليبي دونها الموت", داعيا "الاشقاء والاصدقاء الى تحكيم العقل والنظر الى ما يحدث في ليبيا بشكل موضوعي", مشيرا الى ان "السلطات الليبية لم تفرض حظر تجول او حال طوارئ. والواقع على الارض يثبت كل يوم ان الاوضاع تتحسن".
من جهته اعلن حلف شمال الاطلسي ان القذافي قد يكون ارتكب "جرائم ضد الانسانية" بمهاجمته مدنيين ليبيين محذرا من ان العالم "لن يقف مكتوف الايدي" اذا لم تتوقف مثل هذه الهجمات. الا ان الامين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن اكد ان الحلف لن يستخدم القوة الا اذا امره قادة العالم بذلك صراحة. وقال "نفترض ان الدور العملياتي للحلف سيكون طبقا لتخويل من مجلس الامن الدولي".
وفي هذا الاطار اعلن دبلوماسي في الامم المتحدة ان الدبلوماسيين الفرنسيين والبريطانيين يعكفون على اعداد مشروع قرار لطرحه في مجلس الامن يفرض منطقة حظر جوي في الاجواء الليبية. من جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بريطانيا تعمل على طرح مشروع قرار في الامم المتحدة بشان فرض حظر جوي على ليبيا الا انه قال ان مثل هذا الحظر يجب ان يحظى بدعم اقليمي و"اسس قانونية واضحة".
غير ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن ان روسيا ترفض اي تدخل عسكري اجنبي في ليبيا. في حين صدرت دعوات لتقديم دعم عسكري للثوار المناهضين لنظام معمر القذافي. من جهته اعلن البيت الابيض ان فكرة تسليح المعارضة الليبية هي من الخيارات المطروحة مؤكدا في الوقت نفسه ان هذا الامر يبقى "سابقا لاوانه" في الوقت الحاضر.
وعن احتمال تدخل عسكري في ليبيا. اعلن وزير الحرب الاميركي روبرت غيتس ان اي عمل عسكري محتمل ضد نظام القذافي يجب ان يحظى بموافقة المجتمع الدولي. وفي مدريد اكد متحدث باسم رئاسة الحكومة الاسبانية الاثنين ان اسبانيا تعتبر ان اي تدخل سياسي او اقتصادي او عسكري محتمل في ليبيا يحتاج لدعم الامم المتحدة والبلدان العربية والافريقية.
اما الاتحاد الاوروبي فيستعد بحسب دبلوماسيين لفرض عقوبات مالية جديدة على ليبيا تستهدف خصوصا هيئة الاستثمار الليبية بعد تجميد الارصدة وحظر التاشيرات عن 26 مسؤولا ليبيا. كذلك قررت اليابان الثلاثاء تنفيذ العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة الشهر الماضي على ليبيا والتي تتضمن خصوصا تجميد اصول العقيد معمر القذافي والمقربين منه.
وكلفت الامم المتحدة الاثنين وزير الخارجية الاردني السابق عبد الاله الخطيب اجراء "مشاورات عاجلة" مع الحكومة الليبية حول الازمة الانسانية الناجمة عن المعارك واطلقت نداء لجمع 160 مليون دولار لمساعدة الضحايا.
ميدانيا. تواصلت الغارات الجوية التي تشنها قوات القذافي على الثوار. واكد شهود عيان سقوط عدد من الجرحى في غارة جوية استهدفت سيارة مدنية كانت تستقلها عائلة عند مدخل مدينة راس لانوف النفطية شرق ليبيا. وافاد شهود ان الطيران الليبي شن غارة على نقطة تفتيش يسيطر عليها الثوار قرب مدخل راس لانوف جنوب غرب بنغازي.
والغارة هذه هي الثالثة التي يشنها الطيران الليبي الاثنين على ضواحي راس لانوف. واستهدفت غارتان جويتان صباح الاثنين مرفأ راس لانوف الاستراتيجي النفطي جنوب غرب بنغازي وسيطر عليه الثوار الجمعة. ورد الثوار بمدفعية مضادة للطائرات.
وعند مرور الطائرة العسكرية يسمع اطلاق النار من كل الجهات من البطاريات المضادة للطيران الى قاذفات القنابل والاسلحة الرشاشة التي تستهدف الطائرات لكن بدون ان تصيبها. وخوفا من استمرار الهجوم الذي تشنه القوات الموالية للقذافي. غادر العديد من سكان راس لانوف باتجاه الشرق او الغرب.
وكانت قوات القذافي استعادت الاحد بن جواد البلدة الصغيرة التي وصل اليها الثوار بعد ظهر السبت على امل مواصلة طريقهم الى سرت التي تبعد حوالى مئة كيلومتر غربا. واستشهد 12 شخصا على الاقل وجرح اكثر من ستين آخرين في المعارك في قرية بن جواد الساحلية في شرق ليبيا. حسب حصيلة جديدة من مصدر طبي.
وكانت معارك جرت الاحد في مصراتة ثالث مدن البلاد على بعد 150 كلم عن طرابلس. وافاد مصدر طبي في مصراتة عن سقوط 21 شهيداً بينهم طفل و91 جريحا معظمهم من المدنيين في مواجهات وقصف تعرضت له مدينة مصراته الاحد من قبل قوات القذافي.
ونجحت الثورة التي انطلقت من بنغازي في التقدم الجمعة حتى مدينة راس لانوف النفطية التي تبعد 300 كلم جنوب غرب بنغازي. واكد التلفزيون الحكومي الاحد انه استعاد المدينة لكن الثوار والصحافيين في المكان نفوا ذلك. وحاول الجيش الليبي في الايام الاخيرة شن هجوم مضاد لوقف تقدم الثوار. عن طريق قصف اجدابيا والبريقة غرب بنغازي.
ونجح الثوار وهم خليط من الشبان الذين لا يملكون خبرة قتالية وعسكريين انضموا الى المعارضة. في الاحتفاظ بسيطرتهم على منطقة تمتد من البريقة الى راس لانوف. واجتاز اكثر من 110 الاف لاجئ هارب من الفوضى في ليبيا الحدود التونسية منذ 20 شباط/فبراير الا ان هذا التدفق شهد تباطؤا خلال "الايام الثلاثة الى الاربعة الاخيرة". بحسب الهلال الاحمر التونسي.