تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الجمعة بشكل أساسي تأكيد الرئيس السوري بشار الأسد أنه قادر على تجاوز الظروف الراهنة من جهته إقترح رئيس البعثة العربية في سورية محمد الدابي تمديد مهمة اللجنة.
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الجمعة بشكل أساسي تأكيد الرئيس السوري بشار الأسد أنه قادر على تجاوز الظروف الراهنة في هذا الوقت إقترح رئيس البعثة العربية في سورية الفريق محمد الدابي تمديد مهمة المراقبين.
السفير :
صحيفة السفير عنونت"الناتو يؤكّد أنه لا يستعد للتدخل"و"الأسد مطمئن لروسيا: قادرون على تجاوز الظروف الراهنة"
وكتبت تقول"قال الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله أمس، وفد «المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح»، إن الشعب السوري واع «للمخططات» التي تدبر ضد بلاده و«قادر على تجاوز الظروف الراهنة»، فيما انتهت ليلا مدة التفويض الأساسي لبعثة المراقبين العرب في سوريا في ظل توجه واضح من كلا الطرفين نحو تمديدها شهرا، على ضوء تقرير البعثة الذي ستتم مناقشته خلال اجتماع الاحد المقبل في القاهرة".
وفيما قال المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا رياض الشقفة إنه يريد فرض «منطقة حظر جوي ومناطق آمنة»، أكد الحلف الأطلسي أنه لا ينوي ولا يحضر للتدخل عسكريا في سوريا، في حين وصف وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الايراني علي أكبر صالحي في انقرة تطورات المنطقة بـ«الخطيرة والحساسة من منظار البلدين الصديقين والشقيقين»، وقال «ان الاحداث في سوريا مهمة بالنسبة لتركيا التي تدعو الى وقف اراقة الدماء في هذا البلد وان وجهات نظر ايران كدولة قوية في المنطقة تحظى بالاهمية لتركيا».
الأسد
والتقى الأسد وفد «المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح». وأكد خلال لقائه الوفد، أن «الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات، والمدرك ما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه، قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية العزيزة»، موضحا أن «دعم الشعوب العربية والقوى القومية المتمسكة بعروبتها يعزز منعة سوريا وإيمانها بالمستقبل».
وأفاد أحد الأعضاء المشاركين في الوفد لـ«السفير»، أن «الهدف من هذه المبادرة التشاور مع الرئيس الأسد لإيجاد الخطوات الممكنة لإخراج سوريا من الأزمة الراهنة التي تمر بها، عبر معبر أساسي هو الحوار الوطني بين المعارضة الوطنية والقيادة السورية، وصولا إلى توافق على الخطوات المطلوبة لإجراء الإصلاحات اللازمة التي يطالب بها بعض المعارضين، خارج التدخل الدولي والارتباط الخارجي». وأضاف المصدر نفسه، ان «الرئيس قد أثنى على المبادرة، معتبرا أن القوى الشعبية العربية هي التي تساهم بإظهار حقيقة ما يجري في سوريا، في ظل الحرب الإعلامية التي تشنها بعض القنوات المغرضة عبر تشويهها للحقائق».
كما أكد الأسد، بحسب المصدر، «استمرار مهمة المراقبين وعملهم، ضمن فحوى البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والقيادة السورية»، كما تم الاتفاق على «ضرورة إطلاق حوار وطني جاد، يشمل جميع شرائح المجتمع المدني».
وتابع المصدر القول، ان الأسد قد «ركز على أهمية العناية بالشباب، من خلال إشراكهم بالعملية السياسية في سوريا، باعتبارهم المدخل لتجديد الحياة السياسية، وأي إصلاح سوف يجري، خاصة في ما يتعلق بتعديل الدستور، لن يتم إلا عبر استفتاء شعبي يعبر عن طموحات الشعب، وفي حال لمس الرئيس حالة عدم قبول شعبي، فإنه منفتح على إعادة النظر في التعديلات الدستورية، وصولا إلى دستور يوافق عليه كافة السوريين».
وأوضح المصدر أن الأسد «التزم بجدول زمني يبدأ في آذار المقبل عبر استفتاء شعبي يليه انتخاب مجلس شعب جديد في أيار المقبل، تحت لواء القانون الانتخابي الجديد، وقانون الأحزاب الجديد الذي أمن تشكيل ثلاثة أحزاب سياسية في سوريا».
وبالنسبة إلى الموقف الدولي، أبدى الرئيس السوري ارتياحه للموقف الروسي الثابت والمطمئن في سياق رؤية موسكو للتطورات في المنطقة، مشددا على أن «هذا الدور الروسي لن يتراجع بل ان موسكو سوف تستمر في تقديم الدعم لسوريا». كما أفاد عضو مشارك آخر في الوفد، أن الأسد قد أكد أن «أبواب الحوار مفتوحة للجميع إلا للمرتبطين بالمخططات الأجنبية المعادية لسوريا»، مركزا على أن « كل ما تتعرض له سوريا هدفه إبعاد السوريين عن عروبتهم التي طالما تمسكوا بها».
وأضاف المصدر نفسه، انه قد جرى لقاء بين عدد من أعضاء الوفد العربي مع وفد من هيئة التنسيق الوطنية المعارضة برئاسة حسن عبد العظيم، حيث جرى التأكيد على أهمية اعتماد الحوار كإطار سليم لمعالجة الأزمة، ومنع التدخلات الخارجية في الشؤون السورية.
من جهتهم، عبر أعضاء الوفد عن «وقوفهم الكامل إلى جانب سوريا والشعب السوري في وجه الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له والذي هو جزء من مخطط لتفتيت المنطقة، وفي النهاية حسم الصراع العربي الإسرائيلي لمصلحة العدو الصهيوني».
وضم وفد المبادرة الأمين العام للمؤتمر القومي العربي عبد القادر غوقة، والأمين العام السابق للمؤتمر خالد السفياني رئيس الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة، والأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية عبد العزيز السيد، عضو لجنة المتابعة للمؤتمر وعصام نعمان، ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور وآخرين.
المراقبون
وقالت مصادر دبلوماسية لـ«السفير» إن الجامعة العربية تميل في قسمها الأعظم نحو تمديد عمل بعثة مراقبين الجامعة العربية شهرا آخر، ونقلت المصادر عن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قوله في اتصال هاتفي امس الأول مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن الجامعة العربية أكثر ميلا الآن نحو التمديد لبعثة المراقبين شهرا آخر. وهو ما يتفق مع الموقف السوري الذي «لا يمانع التمديد للمراقبين فترة ثانية «وفقا لمصادر سورية، على أن لا تتضمن منحهم تفويضا إضافيا.
وذكر بيان للخارجية الروسية أن لافروف أكد خلال الاتصال الهاتفي مع العربي أهمية البدء بحوار سياسي يتصف بالاحترام المتبادل بين الحكومة والمعارضة في سوريا بمساعدة من الجامعة العربية لضمان السلم والوفاق الوطني وحل القضايا من السوريين أنفسهم بما يضمن مصالح جميع المواطنين السوريين. وأشار بيان الخارجية الروسية إلى أن الجانب الروسي أكد أهمية مواصلة عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا.
وقالت مصادر في الجامعة العربية ان رئيس فريق المراقبين أحمد مصطفى الدابي سيعرض تقريره الاحد المقبل امام اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري التي ستدرسه قبل احالته على اجتماع وزراء الخارجية العرب.
من جهته، طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان يتم تسليم التقرير المقبل للمراقبين العرب المنتشرين في سوريا الى مجلس الامن الدولي بينما دعا نظيره الاسترالي كيفين راد الى احالة الرئيس السوري بشار الاسد الى القضاء الدولي. وقال جوبيه في مؤتمر صحافي مشترك مع راد في باريس «نلاحظ اليوم ان هذا التدخل (للمراقبين) صعب ويجري في ظروف غير مرضية». واضاف ان سوريا «لا تحترم التزاماتها حيال الجامعة العربية (مثل) سحب القوات الى الثكنات». وتابع قائلا ان فرنسا ترغب لذلك في ان يتم تسليم التقرير المنتظر للمراقبين الذي سيعرض على الجامعة العربية قريبا «الى مجلس الامن الدولي ليتمكن من مناقشته».
واستبعد جوبيه فكرة قطر إرسال قوات عربية إلى سوريا، وذلك في مقابلة تنشرها صحيفة «اوست - فرنسا». ورد جوبيه على سؤال يتعلق بما إذا كان إرسال قوات يشكل خيارا يجري درسه بالقول، «في الوضع الإقليمي الحالي، لا نعمل على مثل هذا السيناريو». ولم يعط جوبيه الأسباب التي تدفع فرنسا إلى تبني هذا الموقف، واكتفى بالإضافة، «في المقابل، نتحاور مع المعارضة السورية كي تقيم هيكلية لها وتنفتح على كل الاتجاهات».
ميدانيا ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ضابطا استشهد بنيران «مجموعة ارهابية مسلحة» في حي الجراجمة بمدينة حماه. وقالت الوكالة نقلا عن مراسلها ان «مجموعة إرهابية مسلحة فتحت نيران اسلحتها الرشاشة على دورية لحفظ النظام في حي الجراجمة ما أدى الى استشهاد العميد عادل المصطفى والعنصرين هائل الغيبور وعلي خليل».
واضافت «سانا» أنه «في داريا بريف دمشق أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على إطلاق النار على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله في المدينة ما أدى إلى استشهاده». واوضحت ان «المجموعة الإرهابية كانت تستقل سيارة سياحية وقامت بإطلاق النار على الشهيد بوشناق أثناء خروجه من منزله».
وحافظت منطقة الزبداني على هدوئها أمس بسبب الوساطة التي يقوم بها وجهاء المدينة مع مجموعات كبيرة من المسلحين بهدف تسليم أسلحتهم مقابل عفو عام. وقالت مصادر إن هذه الوساطة ستستمر خلال الأيام المقبلة «على أمل ان تحقق غايتها في مصادرة السلاح المنتشر في المنطقة»، مشيرة الى أن قوى الجيش ما زالت على مداخل المدينة دون دخولها.
الأخبار :
صحيفة الاخبار عنونت"الأسد يؤكّد قدرة الشعب على تجاوز الظروف الراهنة"و"الدابي يقترح تمديد مهمّة المراقبين العرب"
وكتبت تقول"انتهى تفويض بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا، ليل أمس، في وقت وصل فيه رئيس البعثة الفريق محمد الدابي الى القاهرة لتقديم تقريره حول تطورات الأوضاع في سوريا الى اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنيّة بسوريا التي تعقد صباح الأحد المقبل"
تتجه الأنظار الى القاهرة اليوم، حيث يفترض أن يتسلم الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، تقرير فريق بعثة مراقبي الجامعة الذي يتضمن حصيلة شهر من عملهم في مختلف المناطق السورية. وفي وقت ينتظر فيه الغرب إشارة عربية من اجتماع القاهرة يوم الأحد المقبل لتصعيد الحملة الدبلوماسية ضد سوريا في مجلس الأمن، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن «الشعب السوري ... قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية».
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية عن الرئيس الأسد قوله، لوفد «المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح»، «إن دعم الشعوب العربية والقوى القومية المتمسكة بعروبتها يعزز منعة سوريا وإيمانها بالمستقبل».
وقالت الوكالة إن أعضاء الوفد عبروا عن «وقوفهم الكامل إلى جانب سوريا والشعب السوري في وجه الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له، والذي هو جزء من مخطط لتفتيت المنطقة. وفي النهاية، حسم الصراع العربي الإسرائيلي لمصلحة العدو الصهيوني». وضم الوفد على نحو خاص ممثلين عن المؤتمر القومي العربي والملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة ومؤتمر الأحزاب العربية والمؤتمر القومي الإسلامي والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن.
وإلى القاهرة، وصل مساء أمس رئيس البعثة الفريق محمد الدابي، لتقديم تقريره حول تطورات الأوضاع في سوريا الى اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا التي تعقد صباح الأحد المقبل. وسيأتي هذا التقديم قبيل عرضه على المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي سيعقد مساء اليوم ذاته.
وذكرت غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية بدمشق، في بيان، أن تقرير الدابي «يتضمن خلاصة عمل البعثة ومهمتها التي كلفت بموجب البروتوكول الموقّع ما بين الحكومة السورية القاضية بالتحقق من تنفيذ الحكومة السورية بنود خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية».
وفي حين لم ترشح معلومات عن مضمون التقرير، يسود خلاف بين وزراء الخارجية العرب حول الخطوة التالية التي يتعين اتخاذها في التعامل مع الاحتجاجات. وقال مصدر قريب من الجامعة العربية «إنهم في حيرة كبيرة ... لقد نفدت خياراتهم».
وفي هذا الإطار، صرح نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي لوكالة الأنباء القطرية بأن تقرير البعثة «سيكون حاسماً». وقال بن حلي إن التقرير «سيكون محل تقويم»، مشيراً الى «صعوبات تتعلق بالمناطق الساخنة». وأكد أن التقرير «سيكون مرحلة هامة»، موضحاً أنه «في هذه المرحلة يجب أن نعرف هل اللجنة قادرة على مواصلة عملها أم أنه لا بد من الاستعانة بخبرة الأمم المتحدة».
إلا أن شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، كشفت أمس أن بعثة المراقبين العرب ستقترح على جامعة الدول العربية تمديد مهمتها في سوريا، مشيرة الى أن تقريرها سيذكر أن السلطات السورية تعاونت معها على نطاق واسع. ونقلت عن مصادر قولها إن المراقبين العرب «يعتقدون بأنهم نجحوا في إزالة الأسلحة الثقيلة من الشوارع لحماية المدنيين السوريين، وسيذكرون في تقريرهم أن السلطات السورية تعاونت على نطاق واسع، لكن أعمال العنف استمرت». ونسبت إلى مسؤول في الجامعة العربية، لم تكشف عن هويته، القول إن «مهمة المراقبين العرب يمكن أن تمدد شهراً آخر». وأشارت إلى أن المسؤول رفض الاقتراحات بأن المراقبين العرب غير فعّالين في الحد من العنف، وشدد على أن تمديد مهمتهم «من شأنه أن يساعد المعارضة أكثر من النظام».
ويريد بعض معارضي الرئيس الأسد أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراء، لكن المجلس منقسم أيضاً. فقد أعلنت روسيا أنها ستتعاون مع الصين لمنع أي خطوة للسماح بالتدخل العسكري. وقال محمد الشقفة، مراقب الإخوان المسلمين في سوريا، إن على قوى العالم زيادة الضغوط الدبلوماسية على الرئيس بشار الأسد، ودعا الى تطبيق حظر جوي وإقامة «مناطق آمنة» لمساعدة معارضي الرئيس السوري. وأضاف «على المجتمع الدولي اتخاذ الموقف الصحيح. لا بد أن يقوم بعزل كامل للنظام مثل أن يسحب سفراءه ويطرد سفراء النظام».
في المقابل، علقت أحزاب «المجلس الوطني الكردي» السوري عضويتها في كل أطر المعارضة السورية. وقال عضو المكتب السياسي لحزب «يكيتي» الكردي المعارض في سوريا فؤاد عليكو لصحيفة «الوطن» إن تعليق العضوية جاء على خلفية عدم التوصل حتى الآن إلى تفاهم مع الكتل المعارضة بشأن الحصول على «اعتراف دستوري بوجود الشعب الكردي كقومية أصيلة في البلاد».
بدوره، أعلن سكرتير الحزب الديموقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، عبد الحكيم بشار، إثر لقائه وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، ألستير بيرت، أن المجلس الوطني الكردي في سوريا، الذي يترأسه حالياً، يدرس إمكانية إقامة شراكة مع المجلس الوطني السوري المعارض.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية أنها تعمل على قرار «قوي» ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي، لكن روسيا، الحليف التقليدي لدمشق، أكدت مجدداً أنها لن تدعم «أي عقوبة» وستجمد أي قرار ضد النظام.
من جهته، طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن يتم تسليم التقرير المقبل للمراقبين العرب المنتشرين في سوريا الى مجلس الأمن الدولي. وقال جوبيه «نلاحظ اليوم أن هذا التدخل (للمراقبين) صعب ويجري في ظروف غير مرضية».
وأعلن دانوا كنود بارتيلس، الرئيس الجديد للجنة العسكرية للحلف الأطلسي، أن الحلف لا ينوي ولا يحضّر للتدخل عسكرياً في سوريا كما حصل في ليبيا في 2011، بخلاف ما أدلى به في الآونة الأخيرة مسؤول روسي رفيع المستوى.
ميدانياً، أعلنت «لجان التنسيق المحلية» أن 26 شخصاً قتلوا أمس في كل أنحاء البلاد، بينهم أربعة ناشطين مطلوبين من النظام في إدلب. وأعلنت المعارضة السورية أن جنوداً منشقين قتلوا العميد في الأمن العسكري عادل مصطفى «بعد رفضهم الانصياع لأوامر بإطلاق النار على المدنيين» في حماه.
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن ضابطاً استشهد بنيران «مجموعة إرهابية مسلحة» في حي الجراجمة بمدينة حماه. وقالت الوكالة نقلاً عن مراسلها إن «مجموعة إرهابية مسلحة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على دورية لحفظ النظام في حي الجراجمة، ما أدى الى استشهاد العميد عادل مصطفى والعنصرين هائل الغيبور وعلي خليل». وأضافت سانا «وفي داريا بريف دمشق، أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على إطلاق النار على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله في المدينة، ما أدى إلى استشهاده». وأوضحت أن «المجموعة الإرهابية كانت تستقل سيارة سياحية، وأطلقت النار على الشهيد بوشناق أثناء خروجه من منزله».
كذلك نقلت «يونايتد برس أنترناشونال» عن مصدر سوري مطّلع أن «سيارة، تعود ملكيّتها لأحد عناصر الأمن، انفجرت لدى فتحه بابها في حي الميدان قرب جامع الزبير، ما أدى الى بتر ساقيه». وأضاف إن «انفجار السيارة لدى فتح بابها يشير الى أنها فخّخت في وقت سابق».
النهار:
بدورها النهار عنونت" توقّعات لتمديد مهمة المراقبين في سوريا"و"خسائر قطاع النفط منذ أيلول مليارا دولار"
وكتبت تقول"أفادت مصادر في جامعة الدول العربية أن الجامعة التي كان من المفترض ان تتسلم أمس التقرير الشهري عن عمل المراقبين العرب في سوريا، ستنظر في امكان تمديد عمل هؤلاء، على رغم ان وقفا شاملا للعنف لم يتحقق بينما تتحول الاحتجاجات المستمرة ضد الرئيس بشار الأسد منذ عشرة أشهر الى استخدام السلاح وينزلق الوضع نحو الفوضى".
وبدأت آثار العقوبات الاميركية والاوروبية بالظهور، إذ أعلن وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو ان بلاده تكبدت خسائر نتيجة هذه العقوبات على القطاع النفطي تقدر بأكثر من ملياري دولار.
المراقبون
وصرح رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية المعنية بمتابعة بعثة المراقبين السفير عدنان الخضير ان رئيس فريق المراقبين الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي سيصل الى القاهرة قرابة الساعة 16:30 بتوقيت غرينيتش (الخميس) حيث يسلم تقريره الى الامين العام للجامعة نبيل العربي مساء (أمس) أو اليوم.
وأوضح ان المراقبين سيبقون في سوريا الى حين اتخاذ قرار في شأنهم خلال الاجتماع الذي سيعقده مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في القاهرة الاحد، والذي يأتي عشية اجتماع للجنة العربية المعنية بالازمة السورية.
ورفض الاتهامات للمراقبين بأنهم كانوا غير فعالين في الحد من العنف، مشيرا الى ان تمديد مهمتهم سيساعد المعارضة أكثر مما يساعد النظام. ولاحظ ان "القتل بات أقل وأن الاحتجاجات تتزايد... إن وجود البعثة يوفر ضمانات للناس لأن المراقبين يمكنهم رصد أي انتهاك. هناك اعتقاد حتى في صفوف المعارضين السوريين ان تمديد مهمة البعثة أفضل من سحبها".
وأكد نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي ان الدابي "سيقدم تقريراً حاسماً" عن مهمته، موضحا ان "في هذه المرحلة يجب ان نعرف هل البعثة قادرة على مواصلة عملها ام انه لا بد من الاستعانة بخبرة الامم المتحدة".
وبثت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية للتلفزيون ان بعثة المراقبين العرب ستقترح على الجامعة العربية تمديد مهمتها في سوريا، مشيرة الى ان تقريرها سيفيد ان السلطات السورية تعاونت معها على نطاق واسع. ونقلت عن مصادر ان المراقبين العرب "يعتقدون انهم نجحوا في ازالة الاسلحة الثقيلة من الشوارع لحماية المدنيين السوريين، وسيذكرون في تقريرهم ان السلطات السورية تعاونت على نطاق واسع، لكن اعمال العنف استمرت". ونسبت الى مسؤول في الجامعة العربية لم تذكر اسمه ان "مهمة المراقبين العرب يمكن ان تمدد شهرا آخر".
ولاحظت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان لدى المراقبين "صورة مختلطة" من النتائج، ذلك انهم اتاحوا زيادة في الاحتجاجات وفي التغطية الاعلامية. وقالت: "نعتقد ان علينا زيادة الضغط الاقتصادي على نظام الاسد كي يغير المسار". واشارت الى ان واشنطن تعمل على قرار "قوي" ضد دمشق في مجلس الامن.
الى ذلك، طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه تسليم التقرير المقبل للمراقبين العرب الى مجلس الامن، بينما دعا نظيره الاوسترالي كيفين راد الى احالة الرئيس السوري بشار الاسد على القضاء الدولي.
وصرح الرئيس الجديد للجنة العسكرية لحلف شمال الاطلسي دانوا كنود بارتيلس بأن الحلف لا ينوي ولا يحضر للتدخل عسكريا في سوريا كما حصل في ليبيا في 2011، على نقيض ما ادلى به مسؤول روسي رفيع المستوى اخيرا.
الاسد
وفي انتظار ما سيقرره مجلس جامعة الدول العربية، نقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن الاسد لدى لقائه وفد "المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الاجنبي في سوريا ودعم الحوار والاصلاح" ان "الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته على رغم كل الصعوبات والمدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه، قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية العزيزة".
الأمن
أمنياً، أفاد سكان بلدة الزبداني قرب الحدود مع لبنان، أن قوات الجيش انسحبت من البلدة بموجب اتفاق لوقف النار.
وقال المعارض البارز كمال اللبواني إن عشرات الدبابات والمدرعات التي كانت تطوق الزبداني قرب الحدود اللبنانية انسحبت ليل الأربعاء الى ثكنها على مسافة ثمانية كيلومترات.
تجدر الاشارة الى ان المعارضة السورية سيطرت مراراً على بلدة أو مدينة، لكن قوات الجيش سرعان ما كانت تستعيدها. وليس من العادة ان يستغرق الجيش كل هذا الوقت لاستعادة السيطرة على بلدة.
وقال الناشط السوري محمد فارس من الزبداني إنه تم تخفيف الحصار حول البلدة، على رغم انه لم يسمح بدخول وقود التدفئة اليها، مع العلم انها شهدت تساقطاً للثلوج في وقت سابق من الأسبوع. وأشار الى أن الجيش يطوق الزبداني وان مئة جندي منشق "يحمونها".
وقتل رجل أمن سوري في انفجار عبوة ناسفة بسيارته في ضاحية تادامون قرب دمشق.
وقالت "لجان التنسيق المحلية" المعارضة إن جنوداً منشقين قتلوا العميد في الجيش عادل مصطفى في منطقة باب القبلي بمدينة حماه بعدما رفضوا أوامره باطلاق النار على المدنيين.
لكن "سانا" أوضحت ان مصطفى قتل بنيران "مجموعة ارهابية" في حي الجراجمة بحماه، فضلاً عن جنديين آخرين.
وتحدث ناشطون عن مقتل 18 شخصاً في أنحاء البلاد بينهم أربعة ناشطين مطلوبين لدى النظام في أدلب، الى ثلاثة جنود منشقين.
المستقبل :
أما صحيفة المستقبل فعنونت" باريس تطلب رفع تقرير المراقبين العرب الى الأمم المتحدة"و"الإخوان يطالبون بمناطق آمنة"
وكتبت تقول"طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس أن يتم تسليم التقرير الذي رفعه المراقبون العرب المنتشرون في سوريا الى مجلس الأمن الدولي، فيما وصفه نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي بالحاسم".
ولفت أمس بيان عن مجموعة من السوريين العلويين بينهم صحافيون وكتاب، دان "سلوك وتصريحات أطراف معارضة تحاول إضفاء صفة طائفية على انتفاضتنا التي كانت وما زالت انتفاضة كرامة بمطالب مدنية".
وقال جوبيه في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأسترالي كيفين راد في باريس: "نلاحظ أن هذا التدخل (للمراقبين) صعب ويجري في ظروف غير مرضية". أضاف أن سوريا "لا تحترم التزاماتها حيال الجامعة العربية (مثل) سحب القوات الى الثكنات".
وأشار الى أن فرنسا ترغب لذلك في أن يتم تسليم تقرير المراقبين الذي يُعرض على الجامعة العربية "الى مجلس الأمن الدولي ليتمكن من مناقشته".
أما راد فقال إن "موقف استراليا هو أن الأسد يجب أن يرحل"، مؤكداً أن "ملفه يجب أن ينقل الى المحكمة الجنائية الدولية نظراً للفظائع" في سوريا. أضاف أن "فظائع تُرتكب بينما نتحدث الآن".
وكان بن حلي قال إن رئيس فريق المراقبين العرب في سوريا سيقدم "تقريراً حاسماً" لمواصلة مهمته التي تواجه انتقادات متزايدة لعجزها عن وقف العنف. أضاف أحمد بن حلي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية "إننا الآن في مرحلة مفصلية لأن تقرير رئيس الفريق العربي للمراقبين الموجود الآن فى سوريا سيقدم الخميس (أمس) تاريخ انتهاء مدة الشهر على توقيع البروتوكول" الذي ينص على إرسال هؤلاء المراقبين. وأضاف بن حلي أن "هذا التقرير سيكون حاسماً".
وتجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري السبت في القاهرة لدراسة التقرير وتقديم توصياتها الى اجتماع لوزراء الخارجية العرب الأحد.
وأشار بن حلي إلى "بعض الصعوبات التي ظهرت في عمل اللجنة" التي "تعرضت لممارسات وصلت إلى درجة التعدي على شخصين من أفراد البعثة وإصابتهما بجروح وتكسير السيارات التي يستقلونها". وأضاف ان "هذا أثر على عمل اللجنة وتحركها رغم البيان الذي صدر عن الخارجية السورية والذي أكد على الالتزام بحماية اللجنة وتسهيل كل تحركاتها حتى وصل الأمر إلى تقديم الاعتذار".
الرئيس الجديد للجنة العسكرية لحلف شمال الاطلسي (الناتو) دانوا كنود بارتيلس أعلن أمس للصحافيين اثر اجتماع القادة العسكريين للدول الاعضاء الـ28 في الحلف في مقره ببروكسل: "ليس هناك اي تخطيط حالياً ولا يوجد اي توجه بعملية محتملة للحلف الاطلسي في سوريا".
في غضون ذلك، استنكرت مجموعة من السوريين العلويين بينهم صحافيون وكتاب، أجبرتهم "الظروف والمسؤولية الوطنية" على الإشارة مكرهين الى خلفياتهم الاجتماعية على قولهم، محاولات النظام السوري ربط الطائفة العلوية به، كما دانوا في بيان وقعوا عليه "سلوك وتصريحات أطراف معارضة تحاول إضفاء صفة طائفية على انتفاضتنا التي كانت وما زالت انتفاضة كرامة بمطالب مدنية".
وحمل البيان تواقيع 106 أشخاص منهم ربا حسن ورشا عمران ورولا أسد وروزا ياسين حسن وفراس سعد ولويز عبد الكريم علي وحسان الخطيب وخولة دنيا وسمر يزبك ويامن حسين.
الآتي نص "بيان من مواطنين علويين تضامنا مع الثورة السورية":
نحن الموقعين أدناه، مواطنون سوريون، علويو المولد، اخترنا أن نعبر عن رأي مجموعة كبيرة من أبناء الطائفة العلوية حيث أجبرتنا الظروف والمسؤولية الوطنية على الإشارة مكرهين إلى خلفياتنا الاجتماعية.
منذ بداية انتفاضة الحرية في سوريا، دعمنا كافة مطالبها مروراً بإسقاط النظام بكافة رموزه وانتهاء ببناء دولة مدنية ديموقراطية تحترم جميع مواطنيها. إننا نستنكر محاولة النظام من خلال ألاعيبه الأمنية والإعلامية ربط الطائفة العلوية خصوصاً والأقليات الدينية عموماً به.
بنفس السوية ندين سلوك وتصريحات أطراف معارضة تحاول إضفاء صفة طائفية على انتفاضتنا التي كانت وما زالت انتفاضة كرامة بمطالب مدنية. هذه الأطراف ليست سوى الوجه الآخر للنظام القمعي. إننا نؤكد على ما يلي:
1ـ وحدة الشعب السوري بكافه أطيافه الدينية والقومية، والعمل على بناء دولة حرة ديموقراطية تحفظ حقوق مواطنيها بالتساوي وهذا يتم بداية بإسقاط النظام الاستبدادي الحالي.
2ـ نطالب الجيش السوري بالتوقف عن تنفيذ أوامر القتل ضد المتظاهرين السلميين.
3ـ نجرّم أعمال القمع الوحشية التي يقوم بها أزلام النظام (الشبيحة) أيّاً كانوا، ولأي جماعة دينية أو قومية انتموا.
4ـ نتبنى الدفاع عن الحقوق المدنية للمواطنين السوريين من كافة أطياف المجتمع السوري وسنبقى ندافع عنها في وجه من يتعدى عليها أيّاً كان.
5ـ ندعو المواطنين السوريين العلويين وأبناء الأقليات الدينية والقومية المتخوفين مما سيلي انهيار النظام إلى المشاركة في إسقاط النظام القمعي والمساهمة في بناء الجمهورية السورية الجديدة، دولة القانون والمواطنة.
6ـ ندين أي ممارسات وتصريحات طائفية تصدر عن معارضين، ونعتبرها إساءة للشعب السوري كله ولمستقبل سوريا. وندعو قوى الثورة إلى إدانة مثل هذه الممارسات والتصريحات.
7ـ ندعو جميع أبناء سوريا بكافة انتماءاتهم إلى التوقيع على هذا البيان بعد صدوره.
عاشت سوريا حرة ديموقراطية.
وفي موازاة ذلك، قال مراقب الاخوان المسلمين في سوريا محمد الشقفة لوكالة "رويترز" إن على قوى العالم زيادة الضغوط الديبلوماسية على الرئيس السوري بشار الأسد، داعياً إلى تطبيق حظر جوي وإقامة "مناطق آمنة" لمساعدة معارضي الرئيس السوري.
وقال لـ"رويترز" إن على جامعة الدول العربية التي أرسلت مراقبين لتقويم تنفيذ سوريا خطة لإنهاء العنف المستمر منذ عشرة أشهر أن تضغط على مجلس الأمن الدولي لاتخاذ "إجراءات رادعة" مع الأسد.
وعندما سئل عن الطلب التالي الذي يجب على الجامعة العربية طلبه من الأمم المتحدة، قال الشقفة إنه يريد فرض "منطقة حظر جوي ومناطق آمنة" لكنه رفض أن يصل ذلك إلى حد التدخل العسكري.
وأكد الشقفة أن جماعة الاخوان ترفض وساطة إيران قائلاً إن على طهران أن تنأى بنفسها عن السلطات السورية رافضاً أي اقتراح يتيح للأسد البقاء في السلطة.
الرئيس السوري بشار الأسد قال أمس ان شعب سوريا واع لـ"المخططات" التي تدبر ضد بلاده و"قادر على تجاوز الظروف الراهنة" في سوريا التي تشهد موجة احتجاجات منذ عشرة اشهر، بحسب ما افاد مصدر رسمي.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الاسد اكد خلال لقاء وفد "المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والاصلاح" ان "الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات والمدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف امنه وتلاحمه قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية العزيزة".
وقالت الوكالة ان اعضاء الوفد عبروا عن "وقوفهم الكامل إلى جانب سوريا والشعب السوري في وجه الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له والذي هو جزء من مخطط لتفتيت المنطقة وفي النهاية حسم الصراع العربي الإسرائيلي لمصلحة العدو الصهيوني".
الى ذلك، كشف وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو امس ان بلاده تكبدت خسائر نتيجة العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على القطاع النفطي تقدر باكثر من ملياري دولار اميركي منذ ايلول (سبتمبر).
واوضح علاو ان "الحظر النفطي نجم عنه خفض الانتاج بمقدار 150 الف برميل اي ما قيمته 15 مليون دولار يوميا" منذ تطبيق العقوبات المفروضة على سوريا. واضاف ان الوزارة استعانت بالخزانة العامة او المصارف العامة من اجل تأمين المازوت والغاز المنزلي لتأمين حاجة المواطن ومحطات توليد الكهرباء والقطاع الصناعي رغم المصاعب الكبيرة.
ميدانياً، قالت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" أن عدد الشهداء كان بلغ مساء أمس 26 شهيداً، فيما عمّت التظاهرات مختلف المناطق خلال ساعات النهار كما نظمت تظاهرات مسائية حاشدة. ولفتت اللجان الى انه في مشروع دمر في ريف دمشق ارتفع علم الاستقلال على أكثر من سبع نقاط منها.
وفي المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن ضابطاً سورياً برتبة عميد واثنين من قوات حفظ النظام قتلوا برصاص مجموعات مسلحة في محافظة حماه، أمس فيما قتل مسلحون رئيس بلدية داريا السابق أمام منزله.
أضاف أن "مجموعة إرهابية مسلحة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على دورية لحفظ النظام في حي الجراجمة، ما أدى الى استشهاد العميد عادل المصطفى والعنصرين هائل الغيبور وعلي خليل". وأشارت (سانا) الى أنه في بلدة داريا في ريف دمشق، أقدمت "مجموعة إرهابية مسلحة ظهر أمس على إطلاق النار على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله في المدينة، ما أدى إلى استشهاده".
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت"الأسد ما زال متفائلاً بتجاوز الأزمة .. والأطلسي لن يتدخل عسكرياً"و"تقرير خطير للمراقبين يُبحث في مجلس الجامعة غداً ... ولافروف لتسوية سياسية"
وكتبت تقول"تسلمت جامعة الدول العربية تقرير بعثة المراقبين الثاني في سوريا لبحثه في إطار اللجنة الوزارية السبت ووزراء الخارجية العرب الأحد، في حين سارعت فرنسا على لسان وزير خارجيتها إلى دعوة الجامعة لرفع التقرير الى مجلس الامن الدولي، لأن سوريا لا تحترم التزاماتها حيال الجامعة العربية، بحسب جوبيه".
لكن المضمون الحاسم للتقرير لا يعني أن اجتماع اللجنة الوزارية واجتماع مجلس الجامعة، سيحسمان تطوير عمل المراقبين أو طلب التدخل الدولي بسبب الخلافات العربية والخطوط الحمر التي وضعها وزير الخارجية الروسي لافروف قبل يومين.
وقال نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي ان رئيس فريق المراقبين العرب في سوريا الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي سيقدم «تقريرا حاسما» لمواصلة مهمته التي تواجه انتقادات متزايدة لعجزها عن وقف العنف.
وقال احمد بن حلي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء القطرية «اننا الآن فى مرحلة مفصلية لان تقرير رئيس الفريق العربي للمراقبين الموجود الآن فى سوريا قدم امس وهو اليوم الذي يصادف تاريخ انتهاء مدة الشهر على توقيع البروتوكول» الذي ينص على ارسال هؤلاء المراقبين.
واضاف بن حلي ان «هذا التقرير سيكون حاسما»و«سيكون محل تقييم»، مشيرا الى «صعوبات تتعلق بالمناطق الساخنة».
وتابع «ستكون هناك متابعة حثيثة لأعمال اللجنة وردود الفعل والتقارير التى نستلمها يوميا والتي على ضوئها سندرس كل الاحتمالات».
أما رئيس المراقبين العرب فقد أكد أن فرق المراقبين ستواصل عملها في سوريا كالمعتاد.
وقال الفريق الدابي في بيان صحفي وزعته الجامعة العربية امس إن هذا التقرير الدوري الثاني يأتي بعد ٣٢ يوما من بدء مهمة بعثة المراقبين التي شملت مختلف المناطق السورية.
وأضاف إن الفرق الخمسة عشر التي تعمل في المناطق المختلفة تغطي كل مدينة وقرية معتبرا أن الفرق أدت مهمتها بأعلى درجات النزاهة والموضوعية والشفافية مشيرا إلى أن الفرق ستواصل عملها كالمعتاد.
وأوضح الدابي أن التقرير يتضمن خلاصة عمل البعثة ومهمتها التي كلفت بها بموجب البروتوكول الموقع ما بين الجامعة العربية والحكومة السورية.
من جهته، قال السفير عدنان عيسى الخضير، الأمين العام المساعد بالجامعة العربية، ورئيس غرفة العمليات المعنية بمتابعة أوضاع البعثة، إن هناك مباحثات جارية حالياً بين الجامعة والحكومة السورية حول إمكانية التمديد، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وقد سارع وزير الخارجية الفرنسي الى الطلب ان يتم تسليم التقرير المقبل للمراقبين العرب المنتشرين في سوريا الى مجلس الامن الدولي ليتمكن من مناقشته.
وقال جوبيه في مؤتمر صحفي مشترك مع كيفين راد في باريس «نلاحظ اليوم ان هذا التدخل (للمراقبين) صعب ويجري في ظروف غير مرضية».
من جهته بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي أمس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وبشكل خاص مهمة بعثة المراقبين العرب في سورية ضمن أطر الإسهام بإيجاد تسوية سياسية للازمة الداخلية في سورية دون تدخل أجنبي.
من جهة اخرى اعلن دانوا كنود بارتيلس الرئيس الجديد للجنة العسكرية للحلف الاطلسي امس ان الحلف لا ينوي ولا يحضر للتدخل عسكريا في سوريا كما حصل في ليبيا في 2011، بخلاف ما ادلى به في الاونة الاخيرة مسؤول روسي رفيع المستوى.
وقال الجنرال بارتيلس للصحافيين اثر اجتماع القادة العسكريين للدول الاعضاء ال28 في الحلف في مقره ببروكسل «ليس هناك اي تخطيط حاليا ولا يوجد اي توجه بعملية محتملة للحلف الاطلسي في سوريا».
وعشية نشر تقرير بعثة المراقبين أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن تفاؤله بتجاوز الازمة.
وأكد لوفد المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سورية ودعم الحوار والإصلاح أن الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات والمدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سورية القوية العزيزة موضحا أن دعم الشعوب العربية والقوى القومية المتمسكة بعروبتها يعزز منعة سوريا وإيمانها بالمستقبل.
بالمقابل قال محمد الشقفة مراقب الاخوان المسلمين في سوريا ان على قوى العالم زيادة الضغوط الدبلوماسية على الاسد ودعا الى تطبيق حظر جوي واقامة «مناطق امنة» لمساعدة معارضي الرئيس السوري.
واضاف الشقفة «على المجتمع الدولي اتخاذ الموقف الصحيح. لابد ان يقوم بعزل كامل للنظام مثل ان يسحب سفراءه ويطرد سفراء النظام.»
وفي تطور متصل، استنكرت مجموعة من السوريين العلويين في بيان محاولات النظام السوري ربط الطائفة العلوية به وسلوك اطراف من المعارضة الذي قالت انه يضفي صفة طائفية على الحركة الاحتجاجية التي تعصف بالبلاد منذ منتصف اذار، معتبرين هذه الاطراف «الوجه الآخر للنظام القمعي».
وعلى صعيد الوضع الميداني، أفادت لجان التنسيق المحلية، التي تقوم بتنظيم وتوثيق الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، بسقوط ما يزيد على 24 قتيلاً برصاص القوات الحكومية امس، من بينهم 6 قتلى في «إدلب»، و6 في «حماة»، و4 في «حمص»، و4 في «دير الزور»، و3 في إحدى ضواحي «دمشق»، وواحد في «القامشلي.»
في حين تضاربت الأنباء حيال هوية قاتلي عميد في الأمن العسكري .
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي سوري قوله إن مجموعة إرهابية مسلحة أطلقت النار على دورية لحفظ النظام في حي الجراجمة بحماة، مما أدى إلى مقتل المصطفى واثنين من قوات حفظ النظام.
وأضافت (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة» قتلت ظهر امس رئيس بلدية داريا (ريف دمشق) السابق أمام منزله في المدينة.
من جهة أخرى، بث ناشطون معارضون صوراً تظهر عدداً من عناصر الجيش السوري الحرّ وهم يتجولون بسياراتهم في مدينة الزبداني. ويقول ناشطون إن هذا الإجراء يهدف إلى رفع معنويات الشعب السوري ومنحه شعوراً بالأمان، بعد ما وصفوها بالجرائم التي ارتكبتها قوات النظام بحقه، على حد تعبيرهم.
يأتي ذلك فيما يستعد المحتجون في سوريا، إلى إطلاق تسمية «معتقلو الثورة» على مظاهرات اليوم الجمعة، حسبما أظهر تصويت نشر على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» التي يجري اختيار أسماء الجمع فيها عبر تصويت أسبوعي على موقع «فيسبوك».
في غضون ذلك واصلت فرق بعثة مراقبي جامعة الدول العربية جولاتها في عدد من المحافظات امس ففي دمشق استمع فريق من البعثة في مبنى المحافظة الى شهادات عدد من المواطنين وفريق شباب دمشق التطوعي والتقى رئيس واعضاء المكتب التنفيذي بالمحافظة.
الى ذلك كشف وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان العلاو أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، كبدت الاقتصاد السوري خسائر بنحو ملياري دولار، بسبب الحظر المفروض على واردات النفط السوري، منذ مطلع أيلول الماضي.