لم يمض أربعة وعشرون ساعة بعد على مقتل ستة من جنود الإحتلال الأميركي في أفغانستان، حتى انتقلت اللعنة إلى الجيش الفرنسي العامل تحت راية ايساف
لم يمض أربعة وعشرون ساعة بعد على مقتل ستة من جنود الإحتلال الأميركي في أفغانستان، حتى انتقلت اللعنة إلى الجيش الفرنسي العامل تحت راية ايساف. الحادث الذي أودى بحياة أربعة جنود فرنسيين دفع بالرئيس نيكولا ساركوزي إلى الإعلان عن انسحاب مبكر لجيشه من البلاد، أما الأطلسي فاكتفى بالحديث عن يوم حزين جداً.
أكد الرئيس الفرنسي أن الحادث الذي أدّى إلى مقتل أربعة جنود فرنسيين من قوات حلف الأطلسي في أفغانستان بنيران رجل يرتدي بزة الجيش الأفغاني هو أمر "غير مقبول"، متحدثاً عن احتمال انسحاب مبكر للجيش الفرنسي من البلاد. وقال الرئيس الفرنسي أمام أعضاء من السلك الدبلوماسي "إذا لم تستتب الظروف الأمنية بشكل واضح فسنطرح حينئذ مسألة انسحاب مبكر للجيش الفرنسي". وأضاف ساركوزي أن "الجيش الفرنسي يقف الى جانب حلفائه لكن لا يمكننا أن نقبل أن يقتل أي من جنودنا أو يجرح من قبل حلفائنا، إنه أمر غير مقبول". وأعلن ساركوزي أن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه ورئيس هيئة أركان الجيوش الأميرال ادوار غييو سيتوجهان فوراً الى أفغانستان، مضيفاً أن "كل عمليات التدريب والمساعدة على القتال التي يقوم بها الجيش الفرنسي قد علّقت".
من جهة ثانية، قال مسؤول في القوات الأمنية الأفغانية، رفض الكشف عن اسمه، إن "رجلا يرتدي بزة الجيش الأفغاني فتح النار على الفرنسيين ما أدّى الى مقتل أربعة وإصابة ستة عشر آخرين بجروح هذا الصباح في اقليم تقب بولاية كابيسا" التي يتولى فيها الجيش الفرنسي المهام الأمنية. وطوّق الجيش الفرنسي محيط القاعدة الفرنسية في وادي تقب ومنع دخول قوات الأمن الأفغانية، كما أفاد مصدر أمني آخر.
وفي وقت سابق، أعلنت القوة الدولية للمساهمة في إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف) التابعة للأطلسي أنه تمّ "اعتقال مطلق النار المفترض". وبذلك يرتفع الى 82 عدد العسكريين الفرنسيين الذين قتلوا في أفغانستان منذ بدء احتلال البلاد عام 2001 والى ستة عدد القتلى في أقل من شهر. يأتي هذا الحادث قبل أسبوع من زيارة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، حيث يرتقب أن يوقع في 27 كانون الثاني/يناير في باريس اتفاق تعاون مع فرنسا يحدد العلاقات بين البلدين بعد العام 2014.
راسموسن: إنه يوم حزين جداً
من جهته، وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أنديرس فوغ راسموسن هذا اليوم بالحزين جداً، مقدماً تعازيه لفرنسا بعد مقتل أربعة من جنودها. وقال راسموسن في بيان له " أرغب في تقديم تعازي بمقتل الجنود الفرنسيين الأربعة اليوم وتضامني مع الجرحى".
جوبيه: على الجيش الأفغاني إعادة النظر في شروط التجنيد
كما انتقد وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه شروط التجنيد، مؤكداً أن فرنسا تطلب من الجيش الأفغاني "ضمانات موثوقة" حول تجنيد عناصره. وقال جوبيه إن "سلطات كابول يجب أن تقول بشكل واضح أي الاجراءات ستتعهد باتخاذها لتوضيح طرق التجنيد في الجيش الأفغاني وضمان الأمن للقوة الفرنسية". وشدد جوبيه ايضاً على "تسريع انسحاب كامل لقواتنا المقرر في نهاية عام 2013".