أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الخميس 26-01-2012
أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الخميس 26-01-2012
عناوين الصحف
- السفير
ميقاتي يغضب من نحاس...وباسيل يستغرب «حملة المازوت» .. مجلس وزراء على خطوط التوتر العالي
-النهار
شربل نحاس أثار سجالين في جلسة مجلس الوزراء..ميقاتي ضرب بيده على الطاولة ورفض اتهام الحكومة
-الأخبار
سوريا: الحل الأمني يسابق التدويل
موازنة ميقاتي حيطة وحذر
-الأنوار
ديوان المحاسبة يحقق في فضيحة تسريب المازوت المدعوم
الحكومة تحاول معالجة ازمة الكهرباء باستملاك 58 شقة في المنصورية
-اللواء
جلسة مشادات في السراي تنتهي باستملاك أبنية وصلة المنصورية!
ميقاتي: ضد مَنْ يريد أن يتظاهر عون؟
بيلمار في بيروت: نسخة منقحة عن القرار الإتهامي نهاية شباط
-الشرق الأوسط
لقاءات بين حزب الله وفريق سلفي لتدارك انعكاسات ما يجري في سوريا
الزعبي لـ «الشرق الأوسط»: الحزب اخترق الساحة السنية منذ سنوات طويلة
- الشرق
المجلس الوطني للبنانيين: سنعيد النظر في الاتفاقات لمصلحة لبنان وسوريا
- الجمهورية
مجلس الوزراء يصر على التوتر في المنصورية.. ميقاتي لنحاس:"بيكفي بقا"...
- الحياة
بري يصالح نواب «14 آذار» ورئيس لجنة المال: تطبيق النظام الداخلي وعدم استغلاله سياسيا
- الديار
فضائح باسيل تزداد.. وما علاقته بنزار يونس وبواخر الكهرباء؟
الحكومة تقر «توتّر المنصورية» بشراء المنازل والأهالي مصرّون على المواجهة
شربل هدد بالإنسحاب بعد طلب نحاس إقالة ريفي وشجار بين ميقاتي ووزير العمل
- المستقبل
ديوان المحاسبة يباشر التحقيق في فضيحة "ليلة المازوت الأحمر"
الحكومة تحارب نفسها .. و"حزب الله" يدافع عن وزير التعتيم
- البلد
الحكومة تضبط توتر الكهرباء... وبلمار يجس النبض
أبرز المستجدات
- الشرق الأوسط: لقاءات بين حزب الله وفريق سلفي لتدارك انعكاسات ما يجري في سوريا..الزعبي لـ «الشرق الأوسط»: الحزب اخترق الساحة السنية منذ سنوات طويلة
في ظل الاحتقان السياسي في لبنان، والناجم عن الخلاف على كيفية إدارة البلد، ومع ارتفاع منسوب التشنج بين فريق السلطة الممثل بـ«8 آذار» وفريق المعارضة المتمثل بـ«14 آذار» على خلفية الأحداث في سوريا، سجل اختراق لافت لهذا الواقع تمثل بالإعلان عن لقاءات إسلامية حصلت بين قيادات لبنانية وفلسطينية في ضاحية بيروت الجنوبية، وأخرى في مدينة طرابلس (شمال لبنان) بين ممثلين عن حزب الله وبعض مشايخ الحركة السلفية، بهدف اجتراح آلية تعاون لتدارك انعكاسات ما يجري في المنطقة، وخصوصا في سوريا على الساحة اللبنانية، ومحاولة وأد أي فتنة سنية شيعية قد تنفجر في أي لحظة، وإحياء تفاهم قديم أطاحت به الصراعات السياسية.وكشف رئيس «جمعية الأخوة للإنماء والتربية الإسلامية» في طرابلس الشيخ صفوان الزعبي، عن أن «هذه اللقاءات ليست جديدة، وهناك محاولة لإحياء التفاهم الذي وقع بين التيار السلفي وحزب الله في عام 2008 ثم ألغي بضغط من قوى سياسية ومنها تيار المستقبل». وقال الشيخ الزعبي الذي يمثل جناح «السلفية العلمية» في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتفق مع حزب الله على أمور أساسية ونختلف معه على أخرى، نتفق على عداوتنا لإسرائيل ولمنع الفتنة السنية الشيعية التي ليست من مصلحة الطائفتين، ومحاربة الفكر التكفيري عند السنة والشيعة، وما يسمى الإسلام العلماني، لكننا نختلف على السياسة التي ينتهجها حزب الله على الساحة اللبنانية والدور الأمني الذي يقوم به، والخطاب السياسي الذي يزيد من الاحتقان الداخلي، ومقاربة ما يجري في سوريا»، مشيرا إلى أن «التيار السلفي العلمي ليس مع النظام السوري وليس مع الثورة، في حين أن حزب الله يقف مع النظام السوري ويرفض إسقاطه ويدافع عنه علنا». أضاف «نحن مع تغيير النظام في سوريا ولكن بغير أساليب الثورة، فطريقتنا كسلفيين أن تغيير النظام يأتي عبر تغيير المجتمع، فإذا أردنا الدولة الإسلامية يجب أسلمة المجتمع أولا، وإذا أردنا دولة ديمقراطية عادلة يجب نشر العدالة والمساواة لتتحقق العدالة». أضاف «الحركة السلفية هي مذهب وليست تنظيما، لذلك فهي ليست موحدة، فالمراقبون يقسمونها إلى ثلاث فئات: السلفية الجهادية التي يمثلها الشيخ داعي الإسلام الشهال، السلفية التكفيرية ويمثلها الشيخ عمر بكري، والسلفية العلمية التي نمثلها نحن».وردا على سؤال عما إذا كانت ثمة إمكانية لإعادة بناء التفاهم بين السلفية العلمية وبين حزب الله، قال الزعبي «الكرة الآن في ملعبهم، فإما يستجيبون لنداء العقل وإما لا يلقون بالا وتبقى الأمور على ما هي عليه، هم يعرفون أن الأرض مهيأة اليوم للفتنة وللحرب الأهلية، وهي تنتظر من يشعلها، وعندها يدفع البسطاء الثمن، لذلك نصر على إحياء هذا التفاهم». وحول ما إذا كانت هذه اللقاءات محاولة من حزب الله لاختراق الساحة السنية، وخصوصا في طرابلس، أوضح أن حزب الله اخترق الساحة السنية منذ سنوات طويلة، كما أنه اخترق تيار المستقبل، علينا أن نعترف الآن بأن هناك مشكلة كبيرة وهي من سيملأ الساحة السنية، هل هي الشخصيات السياسية السنية أم التطرف أم حزب الله؟. البعض يظن أن الخطر على لبنان آت من حزب الله ومن تنظيم القاعدة، لكن برأيي الخطورة تكمن في تجار الدين وتجار السياسة الذين يتحالفون مع الشيطان من أجل الحصول على المال والسلطة. ورأى أن «ما يحصل في سوريا اليوم حرب حقيقية بدأت ولا أحد يعرف أين ومتى تنتهي، نحن في لبنان وقبل أن ننقسم بين مؤيد للنظام السوري ومؤيد للثورة علينا أن نساعد أنفسنا ونحصن ساحتنا لأن الخطر كبير وداهم».
- اللواء: لقاء إسلامي لبناني فلسطيني في الضاحية لدرء الفتنة بين السنّة والشيعة
علمت «اللواء» انه عقد لقاء إسلامي لبناني - فلسطيني في الضاحية الجنوبية ليل الثلاثاء - الأربعاء بناء لدعوة من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، شارك في اللقاء عن «حزب الله» الشيخ عبد المجيد عمار، رئيس المكتب السياسي لـ «الجماعة الاسلامية» عزام الأيوبي، ممثّل حركة حماس في لبنان علي بركة ومسؤول حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي.وعلمت «اللواء» أيضاً ان الدعوة محاولة لإعادة احياء اللقاء الدوري الذي كان قائماً بين التنظيمات الإسلامية اللبنانية والفلسطينية منذ سنتين وانقطع لأسباب سياسية عديدة.ولقاء أوّل أمس في الضاحية كان تشاورياً وجلسة تمهيدية من أجل التوافق على سبل درء الفتنة بين اللبنانيين وخاصة بين السنّة والشيعة خشية من تداعيات الخلافات القائمة في وجهات النظر حول ما يجري في سوريا من احداث.وقد توافق المجتمعون على أهمية استمرار التشاور بينهم من أجل القضاء على أية عوامل داخلية أو خارجية يمكن أن تؤدي إلى فتنة بين المسلمين السنّة والشيعة.وكشفت مصادر على اطلاع أن بعض المنظمات والأحزاب الإسلامية التي تربطها علاقة قوية بالجمهورية الإسلامية في إيران وفي مقدمها «حزب الله» كانت قد تلقت «نصيحة» إيرانية منذ أشهر تقضي بأهمية اتخاذ مواقف «متوازنة» ما بين النظام في سوريا والمعارضة على الصعيدين السياسي والإعلامي، وأن في مقدور «حزب الله» الانفتاح على المعارضة السورية عبر الاخوان المسلمين.وعُلم أن الصراحة كانت سائدة بين المجتمعين على أهمية العمل المشترك على منع عوامل الفتنة بين المسلمين رغم الاختلاف في وجهات النظر بالنسبة لمسار الأحداث في سوريا.وأن اللقاء يمكن أن يتجدد بعد أسابيع قليلة بين هذه القوى.
- السفير: "أسرى في لبنان: الحقيقة عن حرب لبنان الثانية" (16).. بـيــــت المـــوت فــي دبـــل.. أو الـثـقــب الأكـثر سـواداً فـي تاريـخ الجيـش الإسـرائيلـي
«بيت الموت» هو الوصف الذي أطلق على احد منازل قرية دبل بعدما أطلق «حزب الله» صاروخين على إحدى غرفه أدى انفجارهما الى مقتل 9 جنود من ألوية النخبة. في الحلقة الخامسة عشرة من كتاب «أسرى في لبنان: الحقيقة عن حرب لبنان الثانية»، يروي المعلقان الإسرائيليان عوفر شيلح ويوءاف ليمور تفاصيل عملية الدخول الى قرية دبل التي ستكون بمثابة محطة انتقالية وخشبة انطلاق للوصول الى الهدف الحقيقي وهو قرية «رشاف» للسيطرة عليها من اجل فتح محور لوجستي لحركة الفرقة كلها لمواصلة السير في اتجاه مواقع إطلاق الصواريخ في «صدّيقين» و«زبقين». نهار الأربعاء في 9 آب اجتمع المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر لمناقشة خطة الجيش المتعلقة بالهجوم البري على جنوب لبنان. استمر النقاش ست ساعات، وقدم خلاله رئيس شعبة العلميات غادي ايزنكوت تقريراً حول انتهاء «هجوم الراية» في مدينة بنت جبيل (...) «لكن ليس بصورة كاملة». وعرض خطة الهجوم البري الذي لم يكن متحمساً لها نهائياً. جاءت الخطة تحت عنوان «تغيير الاتجاه رقم (11)» وهي عبارة عن هجوم تنفذه اربع فرق عسكرية هي (91) النارية في الجنوب، و(162) في اتجاه الغرب نحو وادي السلوقي، وفرقة (عمود النار) في منطقة مرجعيون ـ الخيام (في البداية كان الهدف من هذه الفكرة ان تسيطر على قلعة الشقيف خلف الليطاني، لكن هذا الاحتمال البعيد المدى ألغي لاحقاً لسبب بسيط، وهو أن إسرائيل كانت نسفت جسور الليطاني في 12 تموز، ولم يكن هناك أي طريقة تستطيع فيها دبابات الفرقة عبور نهر الليطاني والصعود الى هناك).خلال المناقشات، شدد رئيس هيئة الأركان دان حالوتس على أهمية وضرورة الجهد العسكري البري لسببين: اولاً، من اجل إنجاز مهمة تقليل الصواريخ، ثانياً، بسبب الصورة. وقال «على الجيش الإسرائيلي ان يعمل على الارض وأن ينتصر». هنا سألت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني «ما هو الانتصار»؟ فأجابها حالوتس «الانتصار هو أن نصل الى المفاوضات السياسية في وضع أسهل لنا». سأل الوزراء كم من القوت سيتطلب ذلك؟ فتعهد حالوتس بتطهير المنطقة خلال شهر واحد «لكن ليـــس بيتاً بيتاً». وانتهى الاجتماع للتصويت على الخطة مع علاتها ومن دون اعتراض.في الساعة الخامسة من بعد ظهر الأربعاء (9 آب)، تلقى نائب رئيس الأركان موشيه كابلينسكي في قيادة المنطقة الشمالية إشعاراً فحواه ان الهجوم تأجل الى ليل الخميس الجمعة 10 و11 آب. وبينما كان المجلس الوزاري المصغر يخوض نقاشاً، وفي الوقت الذي كان قائد المنطقة الشمالية اودي آدام يتجول وهو يعاني الإحباط، كان جنود الاحتياط في فرقة «عمود النار» الموجودون في قرية دبل يواجهون مشكلة من نوع مختلف تماماً.
الدخول الى قرية دبل
ليل 8 و9 آب وقبل منتصف الليل بساعة واحدة، اجتاز اوائل المقاتلين التابعين للواء 551 الحدود. ووفقاً للأوامر كان على المقاتلين التحرك قبل ذلك بنحو 3 ساعات أي عند حلول الظلام بالضبط، إلا أن أفراد الاحتياط التابعين لهذا اللواء والذين كانوا في أغلبيتهم شباباً سُرحوا من الخدمة العسكرية النظامية قبل ذلك ببضعة اعوام لم يلتزموا بالأمر.كان لهذا التأخير مدلول أكبر من ان يكون مجرد شيء طريف. كانت تلك الليلة قمراء يستطيع فيها العدو أن يرى من بعيد. وقد قلّصت هذه الأوضاع أكثر فأكثر حرية اختيار محور طريق خالية وملائمة. وكان الجيش يتحرك من تلقاء ذاته فقط على محاور طرق قليلة فُحصت ووجدت خالية من العبوات الناسفة الجانبية ومن الحفر الملغّمة. لذا تحرك محاربو اللواء جميعهم على طريق واحد. وهم لم يكونوا هناك وحدهم. ذلك أن هذه الطريق هي المحور اللوجستي الذي استخدمته القوات كلها في المنطقة، للانتقال الى داخل لبنان ومنه. وليس فقط هذا التشكيل الناري، كما ان أقساماً من الفرقة (91) تعمل على مسافة ليست كبيرة.سار جنود «اللواء 551» في رتلين تفصل بينهما مسافة اقل مما اقتضته أوضاع الرؤية. كان عليهم اجتياز أربعة كيلومترات فقط، غير أن التوقف المتتالي والكثافة والاكتظاظ على الطريق، أمور أدت كلها الى جعل أوائل المحاربين بحاجة الى أربع ساعات لاجتياز هذه المسافة القصيرة نسبياً. وعندما وصل أوائل الجنود من هذا الرتل بمحاذاة هدفهم، كان أواخر الجنود لا يزالون داخل الأراضي الإسرائيلية. وحين بزغ الفجر كانت الأغلبية الحاسمة من أفراد اللواء لا تزال في الطريق وحتى قبل أن يتمركز أي واحد منهم في موقعه.
رشاف محطة الى صديقين ـ زبقين
كانت قرية «دبل» الواقعة شمال شرقي مستوطنة شتولة، هي الهدف الذي يجب الوصول اليه، وقد قيل لضابط اللواء في التعليمات التوجيهية إنها خالية من سكانها، فهي قرية مسيحية لا وجود فيها لعناصر «حزب الله»، كما أن قوات الجيش دخلتها وخرجت عدة مرات. وهذه القرية ستكون وفقاً للتعليمات، بمثابة محطة انتقالية وخشبة انطلاق للوصول الى الهدف الحقيقي وهو قرية «رشاف» التي يجب السيطرة عليها من اجل فتح محور لوجستي لحركة الفرقة كلها لمواصلة السير في اتجاه مواقع إطلاق الصواريخ في «صدّيقين» و«زبقين».قال قائد التشكيل الناري اللواء ايال ايزنبرغ للجنود انه «يتوجب عليكم الوصول في ساعات الظلام، فتدخلون البيوت بمجموعات صغيرة، بحيث لا يزيد عدد كل مجموعة على بضعة محاربين، وتبقون هناك يوماً واحداً ثم تواصلون السير في الليلة التالية. ويجب الاّ يستغرق هذا الإجراء كله، الى ان تصلوا الى صدّيقين وزبقين، اكثر من أربعة ايام».
إلغاء مهمة
وفي الوقت الذي كان فيه المحاربون يشقّون طريقهم نحو الشمال، تلقى، أيزنبرغ نهار السبت 12 آب مهمة جديرة بالتشكيل الناري، تتمثل في الإقلاع بالمروحيات ثم الهبوط بمحاذاة الليطاني، شمالي مواقع الإطلاق الصاروخية المركزية التابعة لـ«حزب الله»... ومن هناك السيطرة على المنطقة كلها، والقيام بعملية تمشيط في اتجاه الجنوب من خلال تدمير منصات «الكاتيوشا» بنيران دقيقة التوجيه، وقد «أطلق على هذه العملية اسم «تغيير الاتجاه الرقم 5,8».سبقت هذه الخطوة عملية استبدال معقدة للقوات، إذ ان لواء الاحتياط المظلي الذي كان خصص في البداية للمشاركة في العملية العسكرية، وُجد غير صالح وغير مؤهل لصعود المروحيات بسبب نقص التدريبات الملائمة. وقد استبدل بـ«لواء ناحال» الذي وُضع لهذا الغرض بقيادة أيزنبرغ، منضماً بذلك الى «اللواء 551».انتظر مقاتلو «اللواء 551» ثلاثة أيام أخرى، قبل الإقلاع نحو الليطاني، وبعدها وصلهم أمر مفاجئ على صلة بالمهمة الأولى التي كانت ألغيت: على «اللواء 551» الدخول سيراً على الأقدام من منطقة «زرعيت» الى داخل المنطقة الإشكالية، والمرور بقرية «دبل» في الطريق الى قرية رشاف. وكانت هذه مهمة مشاة تقليدية تماماً ولا تتلاءم مع بنية وحدات «اللواء 551»، ومع التدريب الذي اجتازه جنوده.
يوم الحشر في دبل
عندما وصل القسم الأكبر من القوة الى قرية «دبل»، كان ضوء النهار قد سطع، فأرسل القادة العسكريون لـ«اللواء 551» سرايا كاملة الى البيت الأقرب من دون أي حساب لاحتمال أن يكون هذا البيت واقعاً تحت سيطرة النيران من أماكن أخرى، ولا لعدد الجنود المحشورين بداخله. وكان نجل قائد عسكري إسرائيلي معروف عمل على تطهير وفحص احد البيوت من اجل إخلاء مكان لنحو عشرة جنود كانوا يسيرون وراءه، لكنه ذهل عندما رأى 100 جندي يتدفقون الى داخل المبنى نفسه!وسط هذه الحالة من الصخب المضطرب في ساعات النهار الأولى، قام كل قائد بعمل ما يراه ملائماً. أحد قادة الكتائب رفض إدخال جنوده الى البيوت القريبة منه، برغم التعليمات اللاسلكية الصارمة، وقال «هذه البيوت مكشوفة، وأنا لن أدخل إلاّ للبيوت التي تمت الإشارة إليها بالصورة الجوية». لكن عندما وصل مقاتلوه الى بيوتهم، اكتشفوا أن قوات اخرى شغلتها قبلهم، فحشر البعض نفسه مع هذه القوات، برغم إداركه أن صاروخاً واحداً من شأنه إحداث مذبحة.وقف قائد كتيبة الهندسة التابعة للواء، وهو اللفتنانت كولونيل زوهار، على إحدى السلاسل الجبلية ملوّحاً بيده، وداعياً الجنود الى الإسراع بدخول البيوت. وأُرسلت سرية متخرجي المظليين «يهلوم» الى بيت غير مكتمل البناء، كان قائماً وحده في طرف السلسلة الجبلية، ومكشوفاً تماماً من الاتجاهات كلها. قال المقاتلون للضابط الذي قادهم الى ذلك المبنى «هذا البيت هو الأكثر بروزاً في القرية»، لكن الضابط رفض تغيير الأمر، حتى عندما تبين أن الطبقة العلوية، من البيت شغلها مقاتلون من سرية اخرى. في نهاية الامر بلغ عدد الجنود الموجودين داخل المبنى 120 جندياً على الأقل. وعلى غرار الأمر في بقية البيوت، كان ينقص الجنود الطعام والشراب والمعدات المهمة والحقيقية، إلا أنه وخلافاً للبيوت الأخرى كان ينقصهم الحظ ايضاً!
حكاية دخول البيوت كانت واحدة من الثقوب السود في حرب لبنان الثانية، فضباط التوجيه، قالوا في التعليمات التوجيهية إن هذا هو أفضل مكان للبقاء فيه خلال النهار. ومن جهة أخرى وفي رسالة مناقضة لم يكن واضحاً ما الذي يجب عمله، فقد تم تحذير المقاتلين الجنود من مغبة التعرض للصواريخ المضادة للدروع في أثناء وجودهم داخل البيوت، كما اقترح الضباط في التوجيه عليهم حلولاً غريبة، مثل تحطيم أرضية البيت ثم إخراج الرمل واستخدامه لتحصين منافذ البيت.لكن القادة العسكريين الأقل رتبة كانوا يرون خلاف ذلك، وقال قائد طاقم في «اللواء 551» بعد الحرب «قبل دخول لبنان طلبنا من قائد اللواء ان يسمح لنا بالسير في السلاسل الجبلية، وبالتمركز في المنطقة واصطياد العدو، إلا اننا عملياً نحن الذي تعرضنا للصيد، إذ كنا جياعا ومنهكين، ومختبئين لا نقوم بالهجوم ولا نعرف من اين سيأتينا هذا الامر. وخلال الأيام كلها التي كنا فيها هناك، لم نطلق ولا حتى رصاصة واحدة ولم نفعل شيئاً سوى الاختباء». أمضى هؤلاء الجنود الأيام التالية وهم في حالة استلقاء الواحد بجانب الآخر في الغرف الداخلية. حيث قضوا على كميات الطعام والماء القليلة التي كانت في حيازتهم، مصغين الى أصوات الصواريخ المضادة للدروع، آملين ألاّ تصل إليهم. وكان كل من أراد قضاء حاجته يتوجه الى أول الدرج، امّا من كان يريد تناول الطعام، فكان يأكل من المعلبات الغذائية اللبنانية التي وُجدت في إحدى الغرف. وقد عزّى الجنود أنفسهم بالقول إن «هذه المعلبات هي على الأقل أفضل من تلك التي كان يفترض بالجيش ان يقدمها لنا».لطالما حذر القادة الجنود من مغبة الخروج من البيوت قائلين إن «حزب الله» يعرف المنطقة أفضل منا، كما أنه يتفوق علينا في النهار». وقال مساعد قائد اللواء لأحد قادة السرايا، الذي توجه اليه بسؤال عن المصير الذي ينتظر الجنود؟ «إننا لا نعرف ما هو مصيرنا، ولا الى اين سنصل».
«بيت الموت» في دبل
قبل الظهر حان دور موران هرئيل في الحراسة. وفي جميع البيوت، علّق الجنود بطانيات وشراشف على النوافذ، لإخفاء ما يجري في الغرف. كما وضعوا حراساً بالقرب من النوافذ كي يحذروهم إذا ما اقترب عناصر «حزب الله». لكن العدو لم يُظهر نفسه، بل إن مقاتليه كمنوا داخل مخابئهم في القرى و«المحميات الطبيعية»، فما كانوا يهاجمون إلا الفريسة البارزة.استناداً إلى احد التقارير، ورد في الساعة التاسعة صباحاً إنذار يفيد بإطلاق صواريخ في اتجاه القوة الإسرائيلية الموجودة في قرية «دبل»، لكن القوات لم تسمع عنه، كما ان الوجود المكثف داخل البيوت لم يتغيّر. في الساعة الثانية عشرة ظهراً وعندما كان موران يقف إلى جانب الباب وصل الصاروخ الاول. دخل الصاروخ من خلال الباب فاقتلع عتبته العليا، وجزءاً صغيراً من الحائط، وانفجر في وسط الغرفة. كان موران، وهو شخص اعسر يحرس بالقرب من عتبة الباب اليُمنى، فأصابت شظايا الصاروخ وعتبة الباب العليا والحائط، الجزء الأيسر من جسمه وتسببت بفقده إحدى عينيه وإصابته في يده وقدمه. اما الانفجار الرئيسي فوقع وراءه داخل الغرفة، حيث استلقى رفاقه في الطاقم، إذ سقط صاروخ ثان بعد قليل، موقعاً إصابات في المكان نفسه. ونتيجة انفجار الصاروخ الثاني، بدأ جزء من الذخيرة بالانفجار أيضا لكن ولحسن حظ اولئك الجنود الذين كانوا موجودين في الطبقة العليا، لم تنفجر المواد الناسفة الخاصة التي حملتها معها «سرية الهندسة».أدت هذه الانفجارات إلى مصرع 9 من مقاتلي السرية وجرح عشرين، وإزاء الاكتظاظ الشديد داخل البيت ووجود مواد ناسفة كثيرة، كان من الممكن ان يكون هذا العدد أكبر. مع ذلك كان الحدث الأصعب الذي وقع الأربعاء في 9 آب، وهو اليوم الذي فقد فيه الجيش الإسرائيلي 15 مقاتلا في الجنوب اللبناني. قام رفاق موران بإنقاذه تحت وابل من النيران من داخل «بيت الموت»، وحملوه مع الجرحى الآخرين برغم انهمار قذائف الهاون، الى حقل أشجار من الزيتون بعيداً عن البيوت.
في الساعات التالية، بقي موران وسائر الجرحى في الحقل، بينما قذائف الهاون تسقط على بعد عشرات الأمتار منهم. وكانوا مقتنعين بأنه في أي لحظة ستسقط عليهم القذيفة الأخيرة في حياتهم.انتشر في الحقل على مسافة كيلومترات قليلة من الحدود ما لا يقل عن 27 حمالة إسعاف وضع فوقها القتلى والجرحى في ظل جو حار وملتهب، كان خلالها موران يتوسل لإعطائه مادة «المورفين» كي يخفف آلامه إلا ان الجندي الممرض لم يكن لديه كمية كافية من هذه المادة، فكان يقوم بين الحين والآخر بمحاولة تهدئته، عن طريق إيهامه بأنه يعطيه جرعة من المورفين في الشرايين، كما نفد الماء المخصص للجرحى بسرعة، وكان موران يقول لنفسه إنه لن يخرج حياً من قرية «دبل».كان قائد «اللواء 551» في ذلك الوقت، في بيت لا يبعد بضع مئات من الأمتار عن البيت الذي أصيب. وعندما علم بالإصابات التي وقعت داخل كتيبة الهندسة طلب الحصول على عملية إجلاء بالمروحيات. لكن الوقت مر ولم تصل أي مروحية. وبعد انتظار دام ساعات، قيل له إنه لن يكون هناك إجلاء بالمروحيات بســبب المخاوف من قيام «حزب الله» بالتعرض للمروحيات. وفي جميع الأحوال كان عدد الجرحى اكبر من ان تتمكن القوة المتبقية من إنقاذهم بقواها الذاتية.لم يعرف قسم كبير من مقاتلي «اللواء 551» شيئاً عن هذا الحادث قط، فإحدى السرايا التي كانت موجودة على مسافة 150 مترا فقط من البيت، أمضت النهار وهي مختبئة من دون ان تعرف انه على بعد دقيقتي مشي سريع هناك رفاق لهم يصارعون الموت.كان الشخص الذي انقذ الوضع في نهاية الامر (بعد أربع ساعات من النزيف) هو قائد الفرقة (91) غال هيرش الذي كانت قواته تعمل على مسافة غير بعيدة من قرية «دبل». بموجب امر صادر عنه، وصلت قوة من «لواء غولاني» مشياً على الأقدام، وبدأت بإنقاذ الجرحى وسارت قافلة من الحمالات الطويلة في اتجاه الحدود الإسرائيلية، تاركة وراءها المحاربين الآخرين التابعين لـ«اللواء 551».
عبوة ضخمة لم تكتشف طيلة 33 يوماً
قبل نهاية الأسبوع الأخير من حرب لبنان الثانية، سيطر «اللواء 551» على نحو نصف بلدة «رشاف» من دون معارك حقيقية. وقد ُأصيب بعض الضباط بالذهول لدى سماعهم بعد الحرب وفقاً لتقويم الاستخبارات العسكرية أنهم قتلوا في عمليتهم العسكرية هذه نحو 15 عنصرا من «حزب الله»، علماً أن التحقيقات الخاصة باستخلاص النتائج، تحدثت عن قتل عنصر أو عنصرين من مقاتلي «حزب الله» فقط!.وعندما كان يخيل لمحاربي هذا اللواء انهم في طريق العودة الى البيت، قيل لهم فجأة إن عليهم العودة الى «رشاف»، بعد سيطرة «حزب الله» عليها مجدداً، فتقدم الجنود في اتجاه القرية، لكن من دون أي شعور بالفرح وعندما صاروا على مسافة نحو 100 متر من بيوتها الأولى، وصل امر الإلغاء الأخير الذي تلقته الوحدة في هذه الحرب... وفي هذه المرة لم يأسف احد على هذا الأمر.واجه المقاتلون حادثة عابرة تركتهم على غرار ما جرى في بعض الحوادث السابقة، في وضع لا يعرفون ما إذا كان عليهم أن يضحكوا ام يبكوا. ففي أثناء العودة الى داخل إسرائيل، وبالقرب من المعبر الحدودي عند السياج، وبمحاذاة النقطة التي اختطف منها الأسيران إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف قبل ذلك بأكثر من شهر، شعر احد المقاتلين انه بحاجة الى التوقف لقضاء حاجته. ولسبب ما بدا له أنه من الأفضل القيام بهذا الأمر فوق الأراضي اللبنانية بالذات، لذا بقي في الجانب الشمالي من السياج حيث انحرف قليلا عن محور الطريق ليقضي حاجته براحته.وعندما قرفص الجندي المذكور لاحظ شيئاً ما، وتبين له ان هذه قذيفة من طراز «آر بي جي». لكن المهم ما تكشف ورائها: عبوة ناسفة ضخمة قُدر وزنها بنحو 900 كيلوغرام من المواد الناسفة. وهكذا تكون العبوة قد بقيت شهراً كاملاً، منذ يوم الاختطاف حتى اليوم الذي خرج فيه آخر مقاتلي التشكيل الناري الأراضي اللبنانية، موجودة في محور مركزي، من دون أن ينتبه لها احد من الجانب الاسرائيلي.
(في الحلقة المقبلة: الفرقة التي هزمت نفسها في مرجعيون)
أخبار محلية متفرقة
النهار: شربل نحاس أثار سجالين في جلسة مجلس الوزراء..ميقاتي ضرب بيده على الطاولة ورفض اتهام الحكومة
بينما كانت الانظار متجهة الى ملف الكهرباء، وما يتسبب به من تداعيات على الوضع الحكومي، انفجر في جلسة مجلس الوزراء في السرايا امس خلافان غير متوقعين بين وزير العمل شربل نحاس ووزير الداخلية مروان شربل بداية، ومن ثم بين وزير العمل ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.وفي المعلومات ان وزير العمل عاكس الرئيس ميقاتي بحدة خلال مناقشة بند تملك احد الرعايا العرب وقال: "هذا موضوع غير قانوني ويجب إلغاؤه". وتابع مقاطعاً رئيس الحكومة بالقول: "لا، لا، البلد ليس للبيع". فما كان من رئيس الحكومة الا ان ضرب بيده على الطاولة صارخاً في وجهه، ودعاه الى الكفّ عن المعاكسة والمشاكسة، وسأله: "هل تريد ان تؤمم البلد؟ أنا لن أسمح لأحد بأن يمسّ بالحرية الاقتصادية في البلد".وكان سبق ذلك خلاف اثاره الوزير شربل نحاس مع وزير الداخلية عند مناقشة بند تطويع عناصر في قوى الامن الداخلي، اذ قال ان المدير العام للامن العام اللواء أشرف ريفي كان يجب معاقبته واتخاذ اجراءات مسلكية في حقه منذ واقعة الطبقة الثانية من مبنى وزارة الاتصالات وحادثة الشبكة الثالثة للاتصالات وانه يجب إقالته. وردّ عليه الوزير مروان شربل بأن "من كان عليه القيام بذلك هو وزير الداخلية السابق زياد بارود ولم يفعل ذلك. ولو كنت مسؤولاً آنذاك لما سمحت بأن تصل الامور الى ما وصلت اليه". وقال لنحاس: "كل مرة تفتح هذا الموضوع وتنهال عليّ بالاتهامات والتجنيات وانا لم أكن مسؤولاً. ولا يمكنني اتخاذ اجراءات مسلكية عن فترة لم أكن فيها مسؤولاً". وردّ نحاس بأنه يجب ان تكون هناك استمرارية في قرارات الوزراء.وعندما احتدم السجال، همّ الوزير مروان شربل بالمغادرة، لكن رئيس الحكومة وعدداً من الوزراء لحقوا به "وما نوا عليه" ليعود الى الجلسة.ولدى مغادرته، مازح الصحافيون الوزير نحاس بسؤاله عن سبب مشاغبته، فقال: "انا ، الله يساعدني". واكد انه تصالح مع الوزير مروان شربل. وان المسألة لا تستحق التوقف عندها.وفي المعلومات ايضا ان قضية دعم المازوت وذهاب ربحه الى المافيات، لا سيما في الليلة الاخيرة من مدة الدعم، فتحت للنقاش في مجلس الوزراء. وابلغ الرئيس ميقاتي مجلس الوزراء انه كلف التفتيش المركزي اجراء تحقيق في الاهدار والسمسرات التي حكي عنها.واثيرت ازمة الكهرباء من باب البند المدرج في الجدول والمتعلق بطلب وزارة الطاقة استكمال وصلة التوتر العالي في منطقة المنصورية، وتقرر ان تخصص جلسة الثلثاء المقبل المقررة في بعبدا في جزء منها لملف الكهرباء برمته، وللاستماع الى عرض وزير الطاقة الخطوات التي قطعها في خطة الكهرباء وما ينقصه لاستكمالها.وفي ملف التوتر العالي، تقرر استكمال مد الوصلة، وفتح الباب امام من يرفض السكن تحتها ليبيع مسكنه للدولة، وكلفت وزارة المال بتخمين المساكن التي يرغب اصحابها في بيعها. وتركز النقاش على ان خطورة مد خط التوتر تحت الارض اكبر منها فوق الارض. وان نسبة الخطورة من إشعاعات التوتر العالي هي اقل بعشر مرات من إشعاعات الهاتف الخليوي.وكانت الجلسة بدأت بمداخلة لرئيس الحكومة رد فيها على الاتهامات الموجهة الى الحكومة بتعطيل المشاريع، واكد "التضامن الوزاري، وان مجلس الوزراء هو المكان المناسب للنقاش والحوار". وقال: "قد تكون هناك اختلافات في وجهات النظر، ولكن لا يجوز ان يكون هناك خلاف. ولا يجوز القول إن مجلس الوزراء هو من يعطل المشاريع، واذا كان هناك تأخير في مشروع، فيكون لمزيد من الدرس وليس للتأجيل والتعطيل. ويقتضي التنبه الى هذا الموضوع وانعكاساته".واللافت انه في حين خرج الوزير محمد فنيش من الجلسة مستذكرا الدور الايجابي الذي اداه رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في مساعدته، عندما كان وزيرا للطاقة، في تنفيذ وصلات التوتر العالي، حمل الوزير حسين الحاج حسن على "15 سنة من تخريب البلد من الفريق الآخر (المعارضة) وقال: "لا يجوز ان ترمى مسؤولية هذه السياسة التخريبية على الوزير باسيل". وأكد ضرورة "وقف الكلام السخيف المتداول في الاعلام"، وان "التحالف بين "الحزب" و"التيار" جذري وعميق".ودافع الحاج حسن عن الوزير باسيل في ملف المازوت ايضا، سائلا: "هل المافيات جديدة في لبنان؟ كلما كان هناك دعم لفترة محدودة تتلاعب المافيات بالأسعار".وأقر مجلس الوزراء بالاجماع عرض مؤسسة "اليسار" موضوع استثناء العقارين الرقم 2891 و2892 من منطقة برج البراجنة العقارية من الضم والفرز، وهما تابعان للسفارة الايرانية.
- النهار: أمانة 14 آذار: "النأي بالنفس" تحوّل انحيازاً.. سياسة إيران ترهن استقرار الجنوبيين
رأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أنّ ما تسمّيه الحكومة "النأي بالنفس" عن التطوّرات في سوريّا "يترجم إنحيازاً للنظام السوريّ وربطاً للبنان به وبمصيره". وشددت على أنّ "تصريحات المسؤول الإيراني قاسم سليماني تعكس سياسة إيرانيّة إستباحيّة للبنان وجنوبه". وجاء في البيان الأسبوعي الذي تلاه النائب السابق مصطفى علوش: "إنّ "النأي بالنفس" بدل أن يكون تحصيناً لأمن لبنان من تداعيات أزمة نظام الأسد، تحوّل سياسة منهجيّة تقوم على دعم هذا النظام والنيابة عنه والنطق باسمه كما حصل في الإجتماع الوزاري العربي الأخير من جهة وعلى الصمت المطبق حيال إعتداءات النظام داخل الأراضي والمياه اللبنانيّة وعلى المواطنين اللبنانيين كما جرى في منطقة العريضة الأسبوع الماضي من جهة ثانية، وعلى التخلّي عن واجبات الدفاع والحماية بأشكالها كافّة من جهة ثالثة". وطالبت الحكومة بإستدعاء السفير السوري ومطالبته بالإعتذار إلى اللبنانيين، وبرفع شكوى ضدّ نظام الأسد أمام الأمم المتّحدة".وتوقّفت عند "تصريحات المسؤول الإيراني قاسم سليماني التي تعكس سياسة إيرانيّة إستباحيّة للبنان وجنوبه وترهن استقرار الجنوبيين وعيشهم بقرار طهران". واستنكرت هذه التصريحات مستغربةً صمت الحكومة حيالها، ومحذرة النظام الإيراني "من محاولته مباشرةً وعبر "حزب الله" إشعال هذه الجبهة وتصدير أزمة النظام الإيراني الى لبنان".
- النهار: بري غسل القلوب بين أعضاء المال والاعتذار لم يُثر:التزام النظام الداخلي واللجنة النيابية ليست مكاناً للردّ السياسي
..في مكتبه في المجلس، جمع بري لجنة المال بكل اعضائها، رئيسا ونوابا.ووفق معلومات لـ”النهار” فقد ركز على “التزام النظام الداخلي بمعزل عن اي اعتبار آخر”، وتحدث عن الدور التشريعي والسياسي للنائب، مشددا على “نقطتين: الاولى، ان رئيس اللجنة يصرّح بعد الجلسة بالتوافق مع اعضاء اللجنة حول المقررات، اما اذا كانت هناك خلافات فلا بد من الاتفاق بينهم على الكلام بالخلافات.والثانية، اذا اراد رئيس اللجنة التكلّم بصفته نائبا ومن تيار سياسي معين، وليس كرئيس لجنة، فعليه الاشارة الى ذلك”.وفق هاتين النقطتين، حّدد بري البوصلة امام النواب، واكد ان “اللجنة النيابية ليست مكانا للرد على اي موقف سياسي يصدر من خارجها”.بعد هذا الاطار، ترك الكلام للنواب. وذكّر نواب المعارضة بملاحظاتهم على طريقة كنعان في ادارة الجلسات، واشاروا الى ان “التعامل مع لجنة المال لم يكن وفق الاصول، اذ كانت تسرّب معلومات وتستعمل لهجوم سياسي مركز على حقبة معينة”.اما كنعان فكان يحمل ملفا بأعمال لجنة المال ومواقفه التي كانت تعلن بعد الجلسات، واشار الى انه لم يتخط مواد النظام الداخلي، وكرر انه ضد مبدأ المقاطعة، ولا سيما ان المادة 44 من النظام الداخلي واضحة في مسألة تغيّب اعضاء اللجنة، وان اي خلاف شخصي يمكن ان يحوّل الى القضاء، لا ان يعالج بالمقاطعة، والا فان العمل التشريعي يتجمد كلّه.ازاء ذلك، استمع بري لكنه حرص على الطلب من الجميع “طي صفحة الماضي”، اذ لم تخل النقاشات من العودة الى الماضي، فكان بري في كل مرة يحاول عدم الاسترسال في اثارة القضايا الخلافية، ويصر على التطلّع الى الامام. كذلك، طرحت مسألة نصاب جلسات اللجنة عند مناقشة الموازنة، واذا كانت لجان اخرى يفترض ان تحضر، وتقرّر التريث في بت الموضوع الى حين الاطلاع على مواد النظام الداخلي.هذا “الجو الايجابي” نقله ايضا النائب غازي يوسف، فقال لـ”النهار” ان “الاجتماع تميّز بالتزام الجميع حرفية مواد النظام الداخلي، وتحديدا المادة 34 منه والتي تنص على ان جلسات اللجان واعمالها ومحاضرها ووقائع المناقشة والتصويت سرية، ما لم تقرر اللجنة خلاف ذلك.ولكن ماذا عن الاعتذار؟ تفيد اوساط نيابية شاركت في الاجتماع ان “مسألة الاعتذار لم تثر”، اما يوسف فيجيب: “لقد تمّ تخطيه من ضمن الماضي ومن ضمن عملية غسل القلوب التي تمت اليوم بمبادرة مشكورة من الرئيس بري”.وفيما علم ان الاسبوع المقبل ستعقد لجنة المال جلسة بكل اعضائها، حرص مقرر اللجنة النائب فادي الهبر على عدم الاضافة الى كلام رئيس اللجنة، انما تهرّب من الاجابة عن طلب الاعتذار الى الرئيس فؤاد السنيورة...وعلمت “النهار” ان “بري تكلم خلال الاجتماع بمنطق ايجابي، فلم يوجه انتقاداته او ملاحظاته الى لجنة ضد اخرى”، وانما اشار الى ان “هناك لجانا تعمل اكثر من غيرها، وثمة نواب ينشطون اكثر من غيرهم، ولكن على الجميع تفعيل العمل التشريعي”...
- الجمهورية: بلمار يودّع مُسترسلاً في الماضي... مُستثنياً المستقبل!
كان القاضي بالمار حريصاً في اللقاءات التي أجراها حتى الآن في لبنان أن يؤكّد أمام من التقاهم من المسؤولين أنّه سعيد للغاية بما حقّقه على مستوى إنشاء المحكمة وعملها، وتحديداً منذ أن انتقل من مهمّته الأولى رئيساً للجنة التحقيق الدولية الى كونه مدّعيا عامّا للمحكمة مُعدّداً الإنجازات التي تحقّقت في مؤسّسة لا تشبه إلّا نفسها بكلّ المقاييس القضائيّة والقانونية والدولية، وكونها تجربة رائدة لم يشهدها العالم على مستوى المحاكم الجنائيّة الدولية من قبل.ولفتَ بلمار الى أنّ ما تحقّق يدعو كلّ من يعنيه الأمر لتوجيه الشكر الى فريق كبير من المسؤولين الدوليّين بدءاً من العاملين في المكتب القانوني في الأمانة العامة للأمم المتحدة ومساعدي الأمين العام وصولاً الى القضاة اللبنانيّين الكبار الذين وضعوا خبراتهم بتصرّف هذه المؤسّسة الدولية المستقلة لتوليد قانون خاص جمع بين ما تقول به القوانين الدولية والقانون اللبناني في خلطة سحريّة وفّرت طريقة عمل نموذجيّة تراعي المعايير الدولية الشاملة من جهة والخصوصية اللبنانية من جهة أخرى. مُعتبراً أنّ ما أنجِز سيشكّل مادة تدريس في المعاهد والجامعات الدوليّة باعتبارها نماذج فذّة تخضع للتجارب للمرّة الأولى.
الخَلف واحد من ثلاثة
تحاشى بلمار في لقاءات الأمس البحث في مستقبل المحكمة وملف التجديد للاتّفاقية القائمة بينها ولبنان الموقّعة في 30 آذار من العام 2009 بعد مرور السنوات الثلاث الأولى على تأسيس المحكمة، مُعتبراً أنّ هذه المهمّة أُلقِيت منذ البداية على عاتق الأمين العام للأمم المتحدة وحده. وإنّ رأي مجلس الأمن ولبنان رأيان استشاريّان قد يأخذ السيّد بان كي مون بهما أو لا. لكنّه وعلى الأرجح قد حسم أمره بالإيعاز الى من يعنيه الأمر بتمديد التفويض المعطى للمحكمة ثلاث سنوات إضافيّة تاركاً الباب مفتوحاً على نقاش قصير قد تشهده الساحة اللبنانية لوحدها باعتبار أنّ الأكثرية في مجلس الأمن لا تناقش في هذا الملف طالما إنّ المحكمة لم تنجز عملها الى اليوم وإنّ أمامها مهامَّ كبرى تتّصل بالدرجة الأولى بالتحضيرات الجارية لبدء المحاكمات ولو غيابيّاً ما لم يُحضر لبنان المتّهمين الأربعة أمامها أو أولئك الذين ستشملهم المذكّرات اللاحقة في ما خصّ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم الأخرى المرتبطة بها.
...والبديل على نار حامية
وفي المعلومات المتداولة على نطاق ضيّق أنّ بلمار تعاطى مع المسؤولين اللبنانيّين بمهنيّة عالية، فهو لم يسمح لنفسه الحديث عن مرحلة لن يكون له فيها أيّ دور، لا بل فإنّه يعتبر أنّ اللعبة في ايادٍ أمينة، وهي التي ستختارالخلَف الذي لم يكشف عنه بعد ليسلمه الأمانة، على رغم إشارته العابرة الى أنّ الاسم البديل على نار حامية وأنّه على علم من مصادر متعدّدة باستشارات يجريها الأمين العام بسرّية تامّة لاختيار واحد من بين ثلاثة أسماء لا أكثر رشّحت لهذا المنصب، وأنّه ليس من الأصول أن يتدخّل في هذا الأمر ما لم يسأل عنه.تزامُناً، عبّر بلمار عن تقديره للجهود التي بذلتها المراجع الأمنية والقضائية اللبنانية التي سجّلت أرقى أشكال التعاون معه ومع مكتبه في بيروت وكلّ من يمثل أجهزة المحكمة. لافتاً إلى أنّه تابع مواقف قيادات وأطراف أخرى تعاطت مع هذه المحطات على خلفيات سياسية ومن مواقع عدّة، لكنّه لم يُعِرها الأهمّية التي كان يتوقّعها بعضهم تأكيداً منه على التزام ما فرضه موقعه والصلاحيّات بما يخدم السعي الى تحقيق النتائج التي توخّاها ومستقبل المحكمة من النواحي كافّة.
لقاءات غير معلنة
على هامش الزيارة التي بدأها بلمار في بيروت تحدّثت مصادر متابعة عن محطّات غير معلنة فيها، ولعلّ أبرزها تلك التي سيجريها مع عائلات الشهداء والضحايا والمتضرّرين جرّاء الجريمة الأم الواقعة في 14 شباط وما ارتبط بها، بعدما ضُمّت الى اهتمامات المحكمة الجرائم الثلاث المتصلة بمحاولة اغتيال كلّ من نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع السابق الياس المُر والوزير السابق مروان حمادة واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي.أضِف الى ذلك، تتداول المنتديات القضائية المعنيّة بالمحكمة في معلومات عن لقاءات أخرى ستُعقد مع المتضرّرين والمحامين المكلّفين الدفاع عن مصالحهم، مع الإشارة المسبقة بأنّه لن يفشي أيّة أسرار. وإن كان لديه الكثير ليُقال، فإنّه سيصرّ على إحياء كلّ أشكال الثقة بالمحكمة التي لن تقول إلّا الكلمة الفصل في كلّ ما تجريه من أعمال بحث وتحقيق. وهي لن تدين إلّا المجرمين الحقيقيين بأسمائهم وأدوارهم، وهم من الذين تثبت بحقّهم التُهم الموجّهة اليهم بأدلّة غير قابلة للتشكيك أو للنقاش، وإنّ غداً لناظره قريبُ.
- الديار: مصدر حكومي: بلمار نقل اطمئنان المحكمة للتمويل والتجديد.. وأبلغناه حرص لبنان على «عدم التسييس»
..مصدر حكومي أكّد أنّ بلمار جاء مودّعاً، وقد تحدث أمام المسؤولين الذين التقاهم عن التجربة المميزة التي اكتسبها من هذه المهمة التي أوكلت اليه مثنياً على التعاون الذي قام بينه وبين السياسيين والقضائيين طوال فترة تولّيه مسؤولياته كرئيس للجنة التحقيق الدولية والمدعي العام في المحكمة. كما شدّد على الإطمئنان الذي بثّه تمويل المحكمة الخاصة بلبنان من قبل الحكومة اللبنانية (فيما يتعلّق بحصتها منه) في نفوس العاملين كافة في المحكمة، وفي الثقة التي أولتها مجدّداً لهم. ولفت الى ضرورة أن تستمر المحكمة في مهامها من أجل الكشف عن مرتكبي جريمة الحريري والجرائم الأخرى، وضرورة التزام لبنان بالقرار 1757 المتعلّق بها، مشيراً الى أهمية تجديد البروتوكول الموقّع بين الحكومة اللبنانية والمحكمة الدولية الذي سيحصل في الأول من آذار المقبل تزامناً مع انتهاء مهامه، ولفترة ثلاث سنوات إضافية. ونفى المصدر أن يكون بلمار قد أوصى المسؤولين اللبنانيين بضرورة العمل على تسليم المتهمين الأربعة الى المحكمة الدولية، مشدّداً على أنّه لم يتطرّق الى هذا الموضوع، ونافياً كذلك أن يكون بلمار قد وضعه في أجواء صدور قرارات إتهامية أخرى عن المحكمة في وقت قريب. وأكّد أنّه لم يثر معه خلال اللقاء مسألة بدء المحاكمات الغيابية أو موعد البدء بها، خصوصاً وأنّها مسائل قانونية يقرّرها قضاة المحكمة أنفسهم. أمّا المصدر الحكومي فقد شدّد أمام ضيفه على ضرورة أن تعمل المحكمة الدولية على كشف حقيقة الذ