مراقبون عرب في سورية: خائفون على حياتنا جراء التحريض الإعلامي الذي يمارس ضدنا.. والتمويل موجود لثلاثة أشهر ..
نضال حمادة
مساء الثلاثاء الماضي الساعة الثامنة بتوقيت العاصمة السورية دمشق، اجتمع الفريق محمد احمد الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا مع المراقبين المتواجدين في دمشق في أحد فنادق العاصمة السورية، بينما تم الاتصال بباقي المراقبين المتواجدين في المدن والمناطق السورية الأخرى عبر الهاتف لإبلاغهم بنتيجة اجتماع دمشق. هذا الكلام نقله لنا مراقبون عرب أعضاء في البعثة في حديث هاتفي حصل معهم.
وحسب ما قاله لنا البعض منهم فإن الفريق الدابي أشار في بداية الاجتماع إلى تقرير البعثة الذي عرض على مجلس جامعة الدول العربية ومن ثم تطرق إلى انسحاب المراقبين الخليجيين مقللا من أهميتها على عمل البعثة التقني. كما انه طمأن المراقبين الى وجود التمويل اللازم لعملهم للفترة المقبلة. كما أن الدابي أشار على المراقبين بتوخي الحذر نتيجة الحملات الإعلامية التي تتعرض لها بعثة المراقبين. وفي هذا الموضوع تحديدا قال بعض المراقبين العرب العاملين ضمن بعثة جامعة الدول العربية في سوريا ان المشكلة الكبيرة التي يتعرضون لها حاليا هي التحريض الإعلامي الذي تمارسه قناة الجزيرة بالتحديد على مهمتهم، ما يجعلهم عرضة للاغتيال والأذى من قبل المسلحين، وقال احد المراقبين الذين تحدثنا معهم عبر الهاتف أن هذا الخوف يعم الجميع دون استثناء ، وأشار المراقب إلى انسحاب الخليجيين من البعثة بالقول أنه انسحاب تمويلي ليس أكثر لأن عشرين شخصا لا يقدمون ولا يؤخرون في عمل البعثة التقني والميداني.
وفي موضوع التمويل وحسب معلومات حصلنا عليها من هيئات حقوقية عربية أرسلت بعض المراقبين، فإن هناك تمويلا يكفي لثلاثة أشهر مقبلة وذلك يعود إلى أن الميزانية التي خصصت في البداية كانت لخمسمائة وعشرين مراقبا لمدة شهر واحد، غير أنه لا يوجد في سوريا سوى مائة وخمسين مراقبا، ما يعني أن العدد الموجود حاليا في سوريا يمكنه أن يعمل بالميزانية لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
وحسب أحد المراقبين فإن أتعاب المراقب الواحد اليومية تبلغ (مائة وأربعين دولار) للمراقب. وهذا ما جعل بعض المراقبين العرب الآتين من أوروبا مثلا أو من أميركا يفكرون بالعودة نظرا لتركهم مصالح لهم في تلك البلاد وعدم تناسب المخصصات، حيث قال أحدهم: أنا أترك مصلحة في إحدى الدول الأوروبية وأدفع ضرائب عليها وهنا المائة وأربعون دولار لا تسد قيمة الضرائب .
في السياق وفي عودة إلى سحب المراقبين الخليجيين، يبدو أن المراقبين السعوديين الثلاثة الذين كانوا ضمن البعثة هم في الأصل عناصر في مؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، وقد تم إلحاقهم بالخارجية السعودية حسب ما يقوله بعض المراقبين، لذلك فإن انسحاب هؤلاء لن يؤثر على مهنية الفريق بالتأكيد.
الوضع السياسي:
يبدو أن قرار مجلس الجامعة إخبار مجلس الأمن الدولي بخطة العمل حول سوريا المستوحاة من النموذج اليمني وذهاب حمد بن جاسم آخذا معه آمين عام الجامعة العربية إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول سوريا، هو الحركة الأخيرة ضمن الألاعيب التي تمارسها الدبلوماسية القطرية في التحرك ضد سوريا، خصوصا في ظل الوضع الانتخابي الصعب للرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي ، والموقف الروسي الثابت.
وقد أشار النائب في البرلمان الفرنسي جيرار بابت في حديث معنا إلى هذا التوجه بالقول أن لساركوزي مشاكل أخرى سوف تلهيه قريبا عن كل الموضوع السوري مضيفا: ألم تر استطلاعات الرأي هذا اليوم (البارحة الخميس)؟ الفرق بلغ عشرين نقطة بينه وبين المرشح الاشتراكي وهذا الفرق بالنسبة لي يعني شيئا واحد هو أن النتيجة محسومة من الآن ، وأضاف النائب عن مدينة (تولوز) لن يكون (فرانسوا هولند) صداميا مع سوريا كما هو الحال مع ساركوزي ولن يتابع الموضوع السوري كما هو متابع حاليا، وهذا من حظ النظام في سوريا، غير أن المرشح لتولي وزارة الخارجية في حال فوز (هولند) سوف يكون من المقربين لإسرائيل وسوف يكون احد اثنين (بيار موسكوفيسكي) أو (لوران فابوس) وهذا سيء بالنسبة للفلسطينيين ولكن يختلف الأمر في الموضوع السوري مع أن لـ (فابوس) مواقف جيدة بالنسبة للقضية الفلسطينية صدرت مؤخرا. يختم النائب الفرنسي حديثه معنا.
أما على صعيد المعارضة السورية في باريس، يبدو من اتصالات هؤلاء ومن الأجوبة التي حصلوا عليها منذ يومين أن روسيا ما زالت متصلبة في موقفها ولن تتراجع عنه، وهذا ما دفع البعض من المعارضة السورية إلى الطلب من جميع المعارضين السوريين ومن نبيل العربي وحمد بن جاسم الذهاب إلى موسكو قبل التوجه إلى نيويورك، فيما بدأ النقاشات تدور حول ضرورة الانفتاح على طهران التي تملك نفوذا كبيرا ضمن تشكيلات أساس في الجيش السوري. كما يردد بعض المعارضين السوريين من قيادات الصف الأول، ويردد هذا البعض من الصف الأول في المعارضات السورية همسا قصة زيارة قام بها قيادي كبير في جماعة الإخوان المسلمين السورية إلى طهران خلال الفترة القريبة الماضية..
للحديث تتمة....