تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء بشكل أساسي موضوع جلسة مجلس الامن المفتوحة، المخصصة لمناقشة الازمة السورية والتي استمرت حتى الساعة الثانية من فجر اليوم، الى مبارزة سورية - قطرية حادة.
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء بشكل أساسي موضوع جلسة مجلس الامن المفتوحة، المخصصة لمناقشة الازمة السورية والتي استمرت حتى الساعة الثانية من فجر اليوم، الى مبارزة سورية - قطرية حادة.
السفير :
صحيفة السفير عنونت"حفل خطابي غربي يقفله مندوبا روسيا والصين ... ويرجئ التصويت على مشروع القرار"و"مجلس الأمن: حمد والعربي يتوسلان التدخل الدولي ... وسوريا تذكّرهما بالعروبة "
وكتبت تقول "المواجهة العربية الحادة التي شهدها مجلس الأمن الدولي امس، وسبقت الحفل الخطابي الغربي الذي نظم حول الأزمة السورية وشارك فيه اربعة وزراء خارجية غربيين، أعادت طرح السؤال حول مبدأ التدخل الخارجي، العربي والدولي اللذين سقط الفارق بينهما، في سوريا، ومهّدت لإحباط قرار الجامعة العربية المفاجئ والغريب بالذهاب في مشكلة داخلية في بلد عربي إلى أعلى هيئة دولية، حتى قبل أن تضطر روسيا والصين الى استخدام حق النقض على هذا الانتهاك لميثاق الأمم المتحدة وعلى ذلك التورط الخطر الذي يمكن ان يزيد الحريق السوري اشتعالاً واتساعاً".
كانت المواجهة التي افتتحها رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني واستكملها الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، قبل ان يرد عليهما المندوب السوري بشار الجعفري بلغة الشعر والتاريخ والسياسة العربية، هي الأكثر إثارة في جلسة استعراضية رتيبة خلت من أي مفاجآت في كلمات وزراء خارجية اميركا وفرنسا وبريطانيا والبرتغال، التي وزعت سلفاً وحددت سقف الموقف المشترك الذي يدعم مبادرة الجامعة العربية، وينكر تهمة التدخل الخارجي، في شقه العسكري في هذه المرحلة، لكنه يرتكز على المبادرة العربية لكي يبدي استعداداً ضمنياً للمضي قدما تحت شعار الدفاع عن الشعب السوري، وتطوير اشكال التدخل السياسي والاقتصادي المعتمدة حالياً.
لكن الموقف الحاسم الذي عبّر السفير الروسي فيتالي تشوركين، فضّ الحفل الخطابي وبدد التواطؤ العربي والغربي، وأعاد التذكير بما فات المسؤول القطري والامين العام للجامعة عن الحاجة العالمية الى تشجيع الحوار الداخلي وليس الصراع الأهلي في سوريا، وجدّد اقتراح استضافة مثل هذا الحوار الوطني السوري في موسكو، وطالب بإقناع المعارضة السورية بالقاء السلاح والجلوس حول طاولة الحوار، معبراً عن رفضه للنص الذي صاغه المندوب المغربي باسم الجامعة العربية والدول الغربية. وهو ما فعله المندوب الصيني لي باو دانغ الذي شدّد على ضرورة انهاء
جميع اشكال العنف في سوريا وافتتاح عملية سياسية تشمل جميع الاطراف في سوريا بما يمكنهم من الخروج من الأزمة بمساعدة المجتمع الدولي، وبناء على المساعي العربية التي تمنى لها النجاح، ثم أعلن تأييده لمشروع القرار الروسي.
وافادت الانباء ان النقاش ما زال مستمراً حول مشروعي القرارين المغربي والروسي من أجل تعديلهما والتوصل الى نص مشترك، وهو ما يمكن ان يستغرق الايام القليلة المقبلة، لكنه لن يسفر عن أي نتيجة سوى الذهاب الى التصويت عليهما واستخدام الفيتو من قبل الدول الخمس الدائمة العضوية.
في دمشق
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان «الرئيس بشار الأسد زار عدداً من جرحى الجيش والقوات المسلحة وقوى الأمن في مستشفى «الشهيد يوسف العظمة» في دمشق ممن أصيبوا خلال تصديهم للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تستهدف الوطن والمواطنين في مناطق مختلفة من سوريا».
وأضافت «اطمأن الأسد إلى صحة الجرحى واستمع منهم إلى ظروف إصاباتهم وتمنى لهم الشفاء العاجل، واطلع من الأطباء المشرفين على الحالة الصحية للمصابين وسير العملية العلاجية، مؤكداً ضرورة استمرار تقديم كل الرعاية اللازمة للمصابين وبالسرعة الكلية، خاصة أنهم أظهروا إرادة وشجاعة منقطعة النظير وقدموا أغلى ما عندهم للحفاظ على أمن واستقرار سوريا».
جلسة مجلس الامن
يدعو مشروع قرار قدّمته دول عربية وغربية الى مجلس الامن الاسد الى انهاء اعمال «العنف» ضد المعارضة ونقل «كل السلطات الى نائب الرئيس» كبداية لعملية انتقال ديموقراطي. لكن مشروع القرار يهدد «بإجراءات أخرى» اذا لم يلتزم الاسد به بعد 15 يوماً. ويؤكد القرار انه لا يجبر الدول على «اللجوء الى استخدام القوة او التهديد باستخدام القوة»، وقال دبلوماسي إن تلك العبارة تهدف الى تهدئة مخاوف روسيا والصين.
وفي الجلسة العلنية للمجلس التي افتتحها رئيسه لهذا الشهر مندوب جنوب افريقيا، قال الشيخ حمد، «لقد طلب مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بقراره المتخذ في اجتماع القاهرة في 22 كانون الثاني أن أتولى بصفتي رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن السوري مع الأمين العام لجامعة الدول العربية إبلاغ مجلس الأمن بالخطة التي اعتمدها بموجب هذا القرار، والطلب من مجلس الأمن دعم الخطة المذكورة طبقاً لقرار مجلس الأمن».
وأضاف «أود أن أؤكد منذ البداية بأن مصلحة سوريا هي هدفنا الأول والأخير، وبالتالي ضرورة حماية سيادة سوريا واستقلالها السياسي ووحدة أراضيها وضمان الاستقرار فيها، وبالمثل نؤكد على ضرورة تماسك الشعب السوري ووحدته وتآلف أطيافه وحماية جميع فئاته العرقية والدينية والاجتماعية. إن سوريا بنسيجها الاجتماعي الفريد وأصالتها الفكرية والحضارية عزيزة على كل العرب وإنني أتحدث إليكم لأبلغكم بما قررته منظمة كل العرب».
وقال «كان لمجلسكم موقف مشهود في دعمنا سواء على الصعيد الوطني في حل مشاكل دارفور ولبنان والنزاع بين إريتريا وجيبوتي أم على صعيد الجامعة العربية في حرب لبنان أو حرب غزة ونحن نتطلع بالروح نفسها أن يكون لمجلسكم موقف إيجابي في مساندة الموقف العربي بشأن الأزمة السورية. إننا نأتي إلى مجلسكم لنطالب بتحمل مسؤولياتكم بموجب ميثاق الأمم المتحدة في مواجهة المأساة الإنسانية التي تحصل في سوريا وذلك بإصدار قرار واضح بدعم المبادرة العربية الأخيرة بالقرار الذي اعتمده مجلس الجامعة على المستوى الوزاري وأن يتخذ مجلس الأمن كل الإجراءات استناداً إلى قرارات الجامعة وخاصة القرارات الاقتصادية ووقف الرحلات إلى سوريا . إننا لا نطالبكم بتدخل عسكري، ولكن نريد ضغطاً اقتصادياً ملموساً، لعل النظام السوري يدرك بأن لا مفر هناك من تلبية مطالب شعبه، كما أننا لا نهدف إلى تغيير النظام لأن هذا شأن يعود للشعب السوري»، محذراً من ان «الوضع في سوريا يمثل تهديداً للمنطقة برمتها».
العربي
وحث العربي مجلس الأمن على اتخاذ «إجراء سريع وحاسم»، معتبرا ان الدول العربية تحاول تفادي التدخل الأجنبي في الأزمة السورية.
وبعد ان كرر الحديث مطولاً عن المبادرات العربية تجاه سوريا، اعتبر العربي ان المعارضة حملت السلاح بسبب «الاستخدام المفرط للقوة من قبل القوات السورية».
وقال «اننا نرى ان الاولوية هي اصدار قرار يطالب جميع الاطراف بوقف النار لحماية حياة السوريين ودعم الخطة العربية»، مشدداً على ان «الدول العربية تهدف الى ابقاء الحل لدى الدول العربية من دون تدخل خارجي خصوصاً العسكري»، موضحا ان «جميع قرارات الجامعة العربية تشدد على الحرص الكامل على وحدة سوريا وسلامة اراضيها وسيادتها ومن هنا فان هدف الجامعة هو أن يدعم المجلس الخطة العربية وليس أن يحل مكانها». وقال «لا تخذلوا الشعب السوري. المطلوب قرار واضح يدعم الجهود العربية وأرجو دعم القرار الذي قدمه المغرب».
الجعفري
أكد الجعفري، بعد ان تحدث عن دعم السوريين في الستينيات لدول الخليج للتحرر من الاستعمار البريطاني، أن «الوطنية السورية ترفض التدخل الخارجي وتشدد على أن سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها خط أحمر، وتؤكد على الوقوف صفا واحدا في وجه الفتنة والفرقة ونبذ العنف وعدم الاحتكام إلى السلاح في معرض المطالبة بالإصلاح».
وقال إن «سوريا تمر اليوم بتحديات فاصلة في تاريخها ونحن نريد لهذه المرحلة بالذات أن تكون بإرادة شعبنا لا بإرادة أحد آخر، ونقطة تصميم على الأمل بتلبية تطلعات الشعب السوري المحقة». وأضاف إن «الوطن ملك للجميع ولكل أبنائه، وفي سوريا لا توجد أغلبية وأقلية بل يوجد سوريون فقط وهو أمانة في أعناقهم حتى ولو تم التغرير ببعضهم وخرج البعض الآخر عن جادة الصواب».
وأكد الجعفري أن «سوريا ترفض أي قرار خارج إطار خطة العمل العربية التي وافقت عليها والبروتوكول الموقع بينها وبين الجامعة العربية، وتعتبر القرار الذي صدر عن اجتماع مجلس الجامعة الأخير انتهاكاً لسيادتها الوطنية وتدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية وخرقا فاضحا للأهداف التي أنشئت من أجلها الجامعة العربية وانتهاكا للمادة الثامنة من ميثاق الجامعة&r