تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة عدة مواضيع كان أبرزها الأزمة الحكومية المستجدة على الساحة اللبنانية والمتعلقة بتوفق جلسات الحكومة بسبب الخلاف على ملف التعيينات...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة عدة مواضيع كان أبرزها الأزمة الحكومية المستجدة على الساحة اللبنانية والمتعلقة بتوفق جلسات الحكومة بسبب الخلاف على ملف التعيينات...
السفير
هذه هي مواقف سليمان وبري وميقاتي وعون و«حزب الله» وجنبلاط من الأزمة المفتوحة
الحكومة تنتظر «بدل نقلها» من التعطيل ... إلى التفعيل
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "بمنطق تبسيط الأشياء، يمكن القول إن حكومة نجيب ميقاتي تواجه أزمة سياسية غير مستعصية، عنوانها المباشر والجذاب «التعيينات»، ولكن مضمونها الفعلي، قد يكون أقل من ذلك بكثير، سواء اتصل بالسياسة أم الإدارة أم الاقتصاد أم المزاجية أم «الكيمياء الناقصة» بين مشارب مكوناتها السياسية.
أما في منطق التضخيم، فيمكن القول إننا لسنا أمام اعتكاف حكومي وحسب، بل أمام أزمة سياسية مستعصية، عنوانها الخلاف على تعيين موظف، ولكن مضمونها متصل بحسابات وخيارات دولية وإقليمية.
تبدأ هذه الحسابات بالداهم منها وهو الاستحقاق السوري المشرّع على الوقت.. والاحتمالات، وتنتهي بالملف النووي الإيراني وارتفاع اللهجة الإسرائيلية عن توجيه ضربة عسكرية لايران واستعداد طهران للردّ على تنفيذ الحظر النفطي في تموز المقبل، من دون إغفال محطة المحكمة الدولية، خاصة أننا على عتبة أربعة اسابيع من موعد تمديد بروتوكول المحكمة، وهي الفترة التي كان يفترض أن يسعى خلالها لبنان الى تعديل البروتوكول، بشقيه السيادي والمالي، بالإضافة الى عناوين أخرى، صارت موضوعة على طاولة «الخبراء» في بيروت.. قبل أن تطير الى لاهاي.
وبين هذا المنطق وذاك، يمكن الاستنتاج أن الحكومة، قد فشلت حتى الآن، وبالدليل الحي، في اختبار إثبات تماسكها وتجانس مكوناتها، وقدمت شهادة لا لبس فيها بعد أقل من سبعة أشهر على ولادتها بأنها حكومة موجودة بحكم الضرورة، ويكاد من أعطاها تســمية «حكومة كلنا للعمل»، يتواضع بجعله «كلنا للشلل والتعطيل».
في سبعة أشهر، تمنى اللبنانيون لو ان هذه الحكومة نجحت في توفير الحد الأدنى من الامان السياسي والاجتماعي والاقتصادي، بدل تقاذف كرة المسؤولية والتعطيل، وها هي اصبحت حكومة مستقيلة عملياً، انما مع وقف التنفيذ، تستمد بقاءها من بدعة تعليق جلساتها ريثما يتوقف التعطيل بحسب الشعار الذي رفعه رئيس الحكومة وعاد وكرره من طرابلس امس، ملقياً الكرة في ملعب رئيس «تكتل الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون، وجدد أمام زواره لاءاته: لا استقالة ولا اعتكاف ولا جلسات لمجلس الوزراء طالما استمر التعطيل العوني، وأكمل: «لولا دقة الظروف الإقليمية واللبنانية.. لكنت أقدمت على الاستقالة».
واذا كان من البديهي القول إن الازمة الحكومية المستجدة هي تتويج طبيعي ومنطقي لعلاقة طالما ربطها خيط رفيع جداً بين ميقاتي وعون، فإن وقائع «الاشتباك الأخير» في مجلس الوزراء، أمس الأول، وما أحاط به، تشي بخطر انقطاع هذا الخيط، وهو أمر تبدّت أولى معالمه بإدخال الحكومة في عنق زجاجة ضيقة، لا يمتلك أيّ من مكوّناتها قدرة التنبؤ على كيفية إخراجها منه.. ومتى؟
ولقد ألقت هذه الازمة بثقلها على المشهد الداخلي، وسجلت في هذا السياق حركة اتصالات محدودة ليل الاربعاء الخميس، على مثلث «حزب الله» ـ «امل» ـ «التيار الوطني الحر»، وما بين «حزب الله» والرئيس نجيب ميقاتي إثر انفضاض جلسة مجلس الوزراء ليل الاربعاء الماضي، بهدف تجاوز هذه الأزمة التي باتت محكومة بسقف عالٍ من الشروط لدى رئيس الحكومة، يقابله في الجانب الآخر سقف مماثل من الشروط المضادة لدى رئيس «تكتل الاصلاح والتغيير».
رئيس الجمهورية ميشال سليمان يده بيد ميقاتي، وكل غايته تشكيل سد في وجه المد العوني، سواء في السياسة ام التعيينات التي يقول إنه يريد حصته منها مهما كلف الأمر، ولا رجعة لديه عن هذا القرار، وهو يدعو ميشال عون الى الاقتداء بحليفه «حزب الله» الذي لا يجعل شاردة أو واردة تمر إلا بالتنسيق والتضامن والتكامل بينه وبين الرئيس نبيه بري وهو أمر يسري أيضاً على باقي مكونات الحكومة حيث يتشاور نجيب ميقاتي مع حلفائه في التعيينات وغيرها ولا يترك وليد جنبلاط استحقاقاً إلا ويأخذ بخاطر ورأي طلال ارسلان..
واما وليد جنبلاط، فقد ملّ من سماع اسطوانة من يسمّيهم «ملائكة الشرف البرتقاليين»، وهؤلاء لو مارسوا قليلاً من التواضع «لكان ذلك أرحم للبلد».. وعندما يُسأل عما اذا كان له دور ما في حركة الاتصالات، يفضل النأي بنفسه عن ذلك بقوله «ليست لي علاقة». الا انه قال في برنامج «كلام الناس» في المؤسسة اللبنانية للإرسال «إن كل الامور تحل، ويجب ان يحكى مع ميشال عون، إننا يجب ان نبقى في هذه الأكثرية حفاظاً على البلد، ونستطيع ان نعالج ملف التعيينات بهدوء من دون مزايدات». ورداً على سؤال عما اذا كان ميقاتي في صدد الاعتكاف، قال جنبلاط: غير مسموح لأحد منا الاعتكاف. واعلن رداً على سؤال آخر «لن اترك نجيب ميقاتي أبداً وسأبقى معه نغرق معاً او نعوم معاً».
واما نبيه بري فلا يقل تبرماً، فما حصل في مجلس الوزراء كان متوقعاً بالنسبة له، خاصة في ظل التراكمات الكثيرة حيال الكثير من الملفات، ولا يعكس ما يوحي بإطلاقه حركة اتصالات لاحتواء ارتدادات الازمة، وحتى مساء امس لم يكن قد تواصل مع رئيس الحكومة، وقال لـ«السفير»: «ما جرى في مجلس الوزراء هو نتاج قلوب مليانة»، مستغرباً ان يفعل اهل الحكومة ما يفعلونه بها، داعياً الى التوقف عن جلد الذات بهذه الطريقة. ومشدداً في الوقت نفسه على ضرورة وقف النكايات المتبادلة بين اطراف مجلس الوزراء، لأن من شــأنها ان تؤذي لبنان واللبنانيين ليس إلا.
واما «حزب الله» الذي اختار أن يكون في سراء وضراء واحدة مع نبيه بري، فعينه على الحليف الاستراتيجي ميشال عون، وعلى نجيب ميقاتي رئيس حكومة الضرورة الذي لا بديل عنه، وأن لا يخسر وليد جنبلاط، والأهم من ذلك كله أن يحفظ الحكومة واستمراريتها ومعها استقرار البلد في هذه اللحظة المصيرية، التي يخشى فيها ان يكون لبنان مرآة عاكسة لشتى تناقضات واحتمالات الاقليم.
وها هو الحزب يحرّك ماكينته في الاتجاهات كلها، ولكن لا نتائج احتوائية حتى الآن، فميقاتي متصلّب، وعون رافض لاستمرار الابتزاز من الحلف الوسطي الممتد من ميشال سليمان الى نجيب ميقاتي ووليد جنبلاط «وأنا لن أقبل بالقفز فوق موقع وحجم ما يمثله تكتل الإصلاح والتغيير الذي يشكل ثلث الحكومة وصاحب أكبر كتلة نيابية مسيحية» على حد تعبير زوار عون.
النهار
الأزمة الحكومية عالقة وجسور الوساطات مقطوعة
المحكمة تطلب التمديد وتعيين خليفة بلمار قريباً
وتناولت صحيفة النهار الأزمة الحكومية اللبنانية وكتبت تقول "غداة انفراط عقد الحكومة، أقلّه في مرحلة تعليق جلسات مجلس الوزراء، مع اعلان رئيسها نجيب ميقاتي امس "ان لا اعتكاف ولا استقالة من حكومة الوطن وآن الاوان لكي يكون مجلس الوزراء منتجاً وفاعلاً ومتجانساً وعلى قدر المسؤولية"، بدا الغموض سيد الموقف انطلاقاً من جملة مواقف ومعطيات تؤكد ان مسألة التعيينات كانت "القشة التي قصمت ظهر الجلسة" ولم تكن سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد، وقت انبرى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط للدفاع عن ميقاتي وانتقاد وزراء رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بشدة.
الأكثرية تسأل
وقالت مصادر في الاكثرية لـ"النهار" ان طريقة المعالجة للوضع الحكومي المستجد لم تتبلور امس، لكن العمل لن يكون على طريقة "رأب الصدع"، أي ترميم هذا الوضع من دون حل جذري ومعرفة الاثمان التي يمكن ان يقدمها اطراف النزاع الثلاثة: رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الرئيس ميقاتي والنائب ميشال عون. وتساءلت: لماذا في هذه اللحظة بالذات يذهب الرئيس ميقاتي في هذا الاتجاه؟ هل لتفادي معضلة تمديد بروتوكول المحكمة الخاصة بلبنان؟ هل لتفادي نتائج ابحاث اللجنة اللبنانية – السورية بالنسبة الى الحدود، اذ تسلم الجانب اللبناني امس من الجانب السوري لوائح بأسماء مطلوبين؟ هل لتحضير زيارة باريس بطريقة معينة؟".
سليمان
وسط هذه الاسئلة رصدت "النهار" مواقف من وصفتهم مصادر الاكثرية بأطراف الأزمة. فقال وزير البيئة ناظم الخوري، أحد وزراء الرئيس سليمان في الحكومة، لـ"النهار": "لقد سعى رئيس الجمهورية ويسعى الى اعادة احياء جلسات مجلس الوزراء واعادة تفعيل العمل الحكومي ان بالاتصال برئيس الحكومة وان بالافرقاء الآخرين المعنيين بالحكومة. وهو سعى منذ ان طرح موضوع التعيينات في مجلس الوزراء الى اقناع وزراء التيار الوطني الحر بالتوافق والاجماع على التعيينات التابعة لرئاسة الحكومة، خصوصاً ان لا ملاحظات على التعيينات في المضمون ولا على اسم الشخص المطروح. وهو اعتبر ان لا مبرر للتحفظ او الاعتراض ما دام الشخص المطروح لديه كفاية وخبرة. وهو سأل (أي الرئيس سليمان) وزراء التيار الوطني الحر: اذا كانت لديكم ملاحظات او مآخذ على الشخص المطروح يحول دون تعيينه، فأطلعونا على ذلك". وأكد ان سليمان "سعى ولا يزال من اجل تفعيل العمل الحكومي بنمط جديد".
ميقاتي
اما الرئيس ميقاتي، فقد اطلق امس مواقف من الوضع الحكومي خلال رعايته انتهاء اعمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير مرفأ طرابلس. ولاحظ ان تعليق جلسات مجلس الوزراء لم ينسحب على العمل الحكومي بدليل اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة درس العروض المقدمة من شركات استئجار بواخر توليد الطاقة. وقد شارك في الاجتماع اعضاء اللجنة الوزراء محمد الصفدي وجبران باسيل وناظم الخوري.
عون
وتفيد معلومات "النهار" ان اي اتصالات لم تتم امس مع العماد ميشال عون في شأن ما حصل في مجلس الوزراء ولا حتى من اجل معاودة الجلسات. وعلى رغم ان الوزير باسيل شارك في اجتماع السرايا، فإن البحث لم يتطرق الى المشكلة. وصرح باسيل الذي زار بكركي مساء والتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لـ"النهار": "لسنا نحن من اتخذ موقف المقاطع للجلسات الوزارية او لجلسات مجلس الوزراء، لا بل اننا طرحنا موضوع الكهرباء وعرضنا كل الامور وسار كل شيء بإيجابية. اما عن جلسات مجلس الوزراء فنحن سنحضر الجلسة حين ندعى اليها". واشار الى انه اطلع البطريرك على "حقيقة ما حصل، لانه ليس خلافاً عادياً. فقد فرض رئيس الحكومة علينا بدعة دستورية، وخيّرنا بين الانتقاص من صلاحياتنا او تعليق عمل مجلس الوزراء. ونحن مؤتمنون مضموناً على حقوق الناس الذين نمثلهم وشكلاً وعلى الحفاظ على كرامتهم".
بري
ولم يجر رئيس مجلس النواب نبيه بري حتى مساء امس اي اتصال مع ميقاتي وعون. وسألته "النهار" ماذا سيفعل من موقعه لرأب الصدع بين الطرفين، فأجاب: "لدي كامل الثقة بالرئيسين ميقاتي وعون في حرصهما على الحكومة لاعادة اطلاقها".
لكن رئيس المجلس اشار الى ان "ابناء البيت الحكومي الواحد يختلفون ويتشاجرون فماذا ترك هؤلاء للآخرين؟ المشكلة ان ثمة قلوباً مليانة في الحكومة تدفع الى هذا الاتجاه الذي يجب تطويقه ومنع استفحاله حفاظاً على الحكومة ومصالح اللبنانيين أولاً".
"حزب الله"
وفيما يطل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمتين الثلثاء المقبل في ذكرى المولد النبوي وفي 16 شباط في ذكرى "القادة الشهداء"، تكهنت مصادر مواكبة بأن التطورات الحكومية المستجدة قد تفرض نفسها بنداً في كلمته الثلثاء، خصوصاً انه في اطلالته الاخيرة تطرق الى "شبهة في العمل الحكومي" ودعا الى "التواصل" الذي أثمر العشاء الشهير بين ميقاتي وعون.
جنبلاط
وخلال اطلالته أمس في برنامج "كلام الناس"، عبر "المؤسسة اللبنانية للارسال" قال النائب جنبلاط: "تكفي المزايدة من وزراء عون، وفي كل اسبوع هناك منشور هناك مزايدة ويكفي هذا الامر".
وأضاف: "ميشال عون كان أحد أركان ثورة الارز، ولكن لا يحق له أن يهين الشهداء الاحياء والشهداء الاموات وهؤلاء هم من أعادوه من المنفى. قناعته ان يتحالف مع حزب الله فلا مشكلة فيها، نحن ايضا نتحالف مع حزب الله ولكن سجلنا ملاحظة واعتراضا على معالجة الموضوع السوري. ميشال عون يتحدث عن الحسم بسوريا ولكن الامور لا تسير بالحسم".
وأكد انه سيبقى متحالفا مع نجيب ميقاتي، "فاما نغرق معا وإما نفوش معا".
واعتبر ان الرئيس بري "يلعب دورا ايجابيا ممتازا"، مؤكدا ان "من حق رئيس الجمهورية أن يكون له قرار في اختيار التعيينات".
المحكمة
وغداة اعلان المحكمة الخاصة بلبنان الانطلاق في مسار المحاكمة الغيابية لمتهمي "حزب الله" الاربعة باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وصف الناطق باسم المحكمة مارتن يوسف امس في مؤتمر صحافي في بيروت ما صدر عن المحكمة بأنه قرار "تاريخي". وقال إن المحكمة الخاصة بلبنان هي المحكمة الدولية الاولى التي يمكنها ان تجري محاكمة غيايبة منذ 50 سنة. وأضاف "ان عملية تعيين خلف للمدعي العام دانيال بلمار هي في طريقها الى التنفيذ". وأشار الى ان قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين سيحدد في آخر نيسان موعد المحاكمات.
وسئل عن التجديد للمحكمة، فأجاب: "طلبت من الامين العام (للأمم المتحدة بان كي – مون) تمديد عمل المحكمة ثلاث سنوات، ويعود الى الامين العام بعد التشاور مع الحكومة اللبنانية ومجلس الامن اتخاذ قرار التمديد". ولفت الى ان الطلب "تم قبل أشهر عدة خلال عام 2011". وأعلن رئيس مكتب الدفاع لدى المحكمة فرنسوا رو تعيين محامين للمتهمين الاربعة و"سينطلقون فورا بعملهم في مهمة صعبة".
الأخبار
ميقاتي: لست مستعجلاً... وليوقّع وزير العمل مرسوم «بدل النقل»
كما تناولت صحيفة الأخبار الشأن الداخلي اللبناني وكتبت تقول "لم تظهر بعد أي مؤشرات على أن الأزمة الحكومية الحالية ستنتهي إلى حل في القريب العاجل. فرئيس الحكومة غير مستعجل، والتيار الوطني غير مستعجل، فيما الرئيس نبيه بري ينتظر توقف الفريقين عن التراشق الإعلامي، ليبدأ مبادرة حل الأزمة. ورغم ارتفاع مستوى التصعيد الكلامي المتبادل، تؤكد اوساط بري أن الأزمة لا تزال تحت السيطرة.
من يعرف الرئيس نجيب ميقاتي، يصعب عليه أن يصدق أنه هو ذاته من كان في السرايا الحكومية بعد ظهر أمس. الرجل الشديد الهدوء، والذي يحسب لكل كلمة تصدر عن لسانه ألف حساب، وضع بعضاً من صفات الهدوء المعهود جانباً، وانطلق إلى الهجوم. ليس نادماً على أي تفصيل بدر عنه أول من امس في جلسة مجلس الوزراء. لا يقبل التشكيك في نواياه لناحية طرحه بنداً خلافياً على جدول أعمال مجلس الوزراء.
بالأصل، يرفض أن يكون سد الشغور في الهيئات الرقابية بنداً خلافياً. فصورة الحكومة على المحك: «رئيس الجمهورية قال قبل عشرة أيام إن الحكومة غير منتجة. والعماد ميشال عون يقول إن هناك عرقلة للتعيينات في الحكومة. وعندما يُقال الحكومة، اكون اول المعنيين. وانا أريد أن يعرف الجميع من هو المعرقل الحقيقي. طرحوا تعيين غسان بيضون في وزارة الطاقة، فقبلنا. وطلبوا تعيين مدير للصناعة، فقبلنا. ثم اقترح وزير الخارجية مرتين تعيين الامين العام لوزارته، فرفضوا». تصل نبرته إلى ذروة الارتفاع حين يتحدث عما جرى على طاولة مجلس الوزراء في بعبدا أول من أمس. يقول لـ«الأخبار»: «قبل أن ادرج التعيينات على جدول الأعمال، اتصلت بوزير العدل، وطلبت منه أسماء أفضل ثلاثة قضاة أرثوذوكس لتعيينهم في الهيئة العليا للتفتيش. وبالفعل، أعطاني أسماء ثلاثة قضاة، لا أعرف أياً منهم. اخترت واحداً، وطلبت لقاءه. التقيته لمدة عشر دقائق فقط لكي لا أقترح تعيين شخص لا أعرفه ولو بالشكل». تمتزج حدة نبرته بشيء من الغضب: «قلت لهم إذا كنتم ترفضون الشخص، فاختاروا أي واحد من الثلاثة، لكنهم لا يريدون. أصروا على سحب البند. هذه صلاحيتي ولن اتخلى عنها. تخيلوا لو أنني قبلت سحب البند، أين ستصبح صلاحيات رئاسة الحكومة؟».
والآن، إلى أين؟ «لست مستعجلاً»، يقول، مضيفاً: «ما يهمني هو الإنتاجية. جميعهم يتحدثون عن الانتاجية، ويقولون إنهم يرفضون أن تكون قرارات مجلس الوزراء حبراً على ورق. وليخبروني: من غيرهم حوّل هذه القرارات إلى حبر على ورق؟ لماذا لا يوقع وزير العمل قرار «بدل النقل» الذي صدر بأكثرية من مجلس الوزراء؟».
يرفض ميقاتي أن يكون ثمة رابط بين ما جرى في مجلس الوزراء وما يُحكى عن رغبة بتجميد عمل الحكومة اللبنانية، بانتظار انقشاع الرؤية في سوريا. ففي بعض الصالونات السياسية، يُحكى عن كون القيادة السورية قد طلبت من الجيش اللبناني ان ينفذ عملية أمنية في البقاع، وأخرى في وادي خالد، وأن الجيش ربط تنفيذ هذا الامر بغطاء سياسي من رئيس الحكومة. يرفض ميقاتي هذا الربط. يقول إن مهمة الجيش اللبناني هي حماية الحدود، وهو ما تقوم به المؤسسة العسكرية حالياً. يضيف: ما جرى مرتبط بالصلاحيات لا اكثر.
لا يكتفي ميقاتي بتأكيد كونه لن يعكتف ولن يستقيل بسبب الأزمة الحكومية الراهنة. وما يعبر عنه يؤكد أن الأسباب التي دفعته إلى تولي رئاسة الحكومة لم تنتفِ بعد، إذ من غير الممكن «أن تتألف حكومة أخرى». ويعطي ميقاتي دليلاً على عدم اعتكافه، وهو ترؤسه أمس للجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف الكهرباء، والتي شارك فيها وزير الطاقة جبران باسيل. واللجنة بدأت بحث ملف استئجار البواخر، على ان تنهي تقريرها الأسبوع المقبل.
لا ينفي «الحاج نجيب» خلوّ الساحة اليوم من وسيط يسعى إلى حل الأزمة، لكنه يؤكد «اننا بالنهاية سنصل إلى حل». تنفرج أسارير دولة الرئيس عند الحديث عن الرئيس نبيه بري، وعن سبب عدم تدخله بعد، كما جرت عليه العادة، لمحاولة إيجاد تسوية. إلا ان رئيس الحكومة يرفض الإفصاح عن السبب، مكتفياً بالابتسام.
بري ينتظر «انتهاء الكلام»
هذا في السرايا. اما في عين التينة، فيقول مقربون من رئيس المجلس النيابي إنه ينتظر أن «ينتهي المعنيون بالأزمة من الكلام والتراشق الإعلامي. وبعد ذلك، سيزيّت الرئيس ماكينته ليبدأ بالسعي إلى العثور على مخرج للأزمة». وأكدت مصادر بري أنه «لم يظهر بعد أنّ خلف المواقف العالية النبرة مخططات مخفية، وأن الأزمة لا تزال تحت السيطرة».
أما في بعبدا، فأكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه متفق مع رئيس الحكومة على اعتماد الآلية المتفق عليها في التعيينات، إضافة إلى معياري الكفاءة ونظافة الكف عند المديرين العامين المنوي تعيينهم. وقال سليمان لقناة «الجديد» إنه «ليس من المهم تطيير جلسة حكومة أو اثنتين أو ثلاث بل المهم أن لا تعقد الجلسات من أجل تحاصص المواقع».
ودعا سليمان الوزراء الذين يماطلون في تقديم لوائح الأسماء التي في حوزتهم في مجلس الخدمة المدنية الى «الإسراع، لأنهم يعرقلون التعيينات، وليس رئيس الجمهورية هو من يعرقل».
الرابية: معركة الدور المسيحي
في المقابل، قالت مصادر مقربة من النائب ميشال عون لـ«الأخبار» إن ما يجري هو «تعبير عن المعركة الاخيرة التي يمكن ان يخوضها التيار الوطني الحر لإعادة التوازن إلى الدور المسيحي في الحكم، لا من الناحية العددية، بل من ناحية المشاركة في القرار». وقالت المصادر: «إن هذه القضية متمحورة حول طريقة التعامل معنا. كل ما نطرحه من تعيينات يُعرقَل، ثم يأتون إلينا ليقولوا عليكم ان «تمشّوا» هذا الملف». لكن المصادر ذاتها ترى في المقابل إيجابية مما جرى، إذ ربما «سيتم حل الازمة من خلال إيجاد حل لكامل ملف التعيينات العالق».
بدوره، اكد الوزير جبران باسيل ان المشكلة الحقيقية تكمن في الصلاحيات، «إذ كيف يمكن القول إن الوزير يجب أن يُناقش، فيما رئيس الحكومة لا تجوز مناقشته؟» ونُقِل عن باسيل قوله إن رئيس الجمهورية، وبدل ان يصر على إعادة بعض الصلاحيات إلى الرئاسة، قرر منح رئيس الحكومة صلاحيات ليست له. وفي مواجهة باسيل، علق سياسيون عونيون وآخرون من قوى 8 آذار سلباً على أداء «بعض التيار الوطني الحر، وخاصة الوزير جبران باسيل، الذي قرر التعامل مع ما أنجز في جلسة مجلس الوزراء ما قبل الاخيرة من باب تسجيل النقاط، وخاصة لناحية القول إن الحكومة رضخت للتهديد العوني باللجوء إلى الشارع». لكن وزير الطاقة اكد أن موقفه عبّر عنه في جلسة مجلس الوزراء أول من امس، حين قال لرئيس الحكومة «إننا لم نحدد أي موقع للتظاهر، لكن هذا حقنا». وأشار باسيل أمس إلى ان تكتل التغيير والإصلاح «غير مستعجل على التوصل إلى حل للأزمة، لأنها بالدرجة الاولى أزمة رئيس الحكومة، وهو قرر تعطيل مجلس الوزراء، ونحن أصلاً لدينا رغبة بالاستقالة».
وكان رئيس الحكومة قد لفت صباح أمس، خلال رعايته إطلاق مشروع المرحلة الثالثة من توسيع مرفأ طرابلس، إلى «أنني تلقيت طوال الفترة الماضية كل سهام التجني وتجاوزتها من اجل مصلحة لبنان وواجهت المصاعب كافة لأن هدفي الاستقرار وحمايته. وبالتالي، آثرت سياسة عدم الدخول في السجالات او الانغماس في ما لا طائل لوطننا على تحمله». وشدد ميقاتي على أن «البعض يسعى الى تعطيل مجلس الوزراء وهذا امر نرفضه تماماً»، مشيراً الى أنّ «المسألة ليست مسألة اعتكاف او استقالة، فنحن لن نستقيل من خدمة الوطن او نعتكف عنها».
جنبلاط: لا أراهن على سقوط الأسد
بدوره، أكد النائب وليد جنبلاط عبر برنامج «كلام الناس» على شاشة «أل بي سي»، أنه لا يندم على المشاركة في الحكومة، مشدداً على أن الأزمة الحكومية الحالية قابلة للحل، «ولا بد من الكلام مع عون». وشدد جنبلاط على استمرار تحالفه مع الرئيس نجيب ميقاتي، «وإما أن نغرق سوياً، او «نفوش» سوياً. وتحالفي مع ميقاتي كان في إطار الـ«سين ــ سين»». ونفى رئيس «جبهة النضال الوطني» أن يكون قد تلقى تحذيرات عن وجود محاولة لاغتياله، مدافعاً عن رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن، «لأن علينا ألا ننسى أن فرع المعلومات اوقف عشرات الجواسيس». وأكد أنه لا يراهن على سقوط النظام السوري، «بل أراهن على انتقال تدريجي من الحل الأمني إلى الحل السياسي» في دمشق، معلناً رفضه التدخل العسكري في سوريا.
اللواء
رئيس الحكومة من طرابلس: آن الأوان ليكون مجلس الوزراء منتجاً
سليمان يتضامن مع ميقاتي وجنبلاط يدعو حزب الله للتدخّل
بدورها صحيفة اللواء تناولت الازمة الحكومية في لبنان وكتبت تقول "دافع تحالف الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط عن القرار الذي اتخذ امس بتعليق عقد جلسات مجلس الوزراء، ريثما يحصل تفاهم سياسي على آلية تعيد الحيوية الى المجلس وتكرس اعرافاً تراكمت منذ العمل في اتفاق الطائف اوائل تسعينيات القرن الماضي، على قاعدة ان ما حصل كان ضرورياً لاحداث صدمة تسقط سيف التهويل العوني وتحمل حزب الله على التدخل لدى حليفه انقاذاً للاستقرار، ودرءاً عن ادخال البلاد في حمأة الازمة السورية المفتوحة على مسارات خطيرة اذا انهارت المحاولات الجارية لانضاج طبخة حل سياسي، دبلوماسي يفسح في المجال امام انتقال هادئ للسلطة في سوريا.
وما اكسب هذه الوجهة مشروعيتها، ما تأكد عن معلومات جدية حول محاولة لاغتيال النائب سامي الجميل، حيث كان يعتزم المشاركة في عشاء في قرية بحرصاف المتنية اليوم، وهو الامر الذي اكده لـ«اللواء» والده الرئيس امين الجميل، مشيراً الى ان فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي هو الذي ابلغه عن خطة تستهدف اغتيال النائب الجميل، وان التحضيرات للمحاولة اكتملت لها في الساعة والمكان المحددين الذي كان من المقرر ان يتواجد فيه، لكنه تحفظ عن بقية التفاصيل او عن معلومات اضافية قد تكون في حوزة الجهاز الامني اللبناني.
واذا كانت الحركة الرسمية على مستوى رئيسي الجمهورية والحكومة صبت في اتجاه ان لا استقالة ولا اعتكاف، فترأس الرئيس ميقاتي اجتماعاً للجنة استجرار الكهرباء بالبواخر في حضور وزير الطاقة جبران باسيل، واعلن الرئيس سليمان انه متفق مع رئيس الحكومة على آلية توصل اصحاب الكفاءة ونظافة الكف من المديرين الجدد، فإن مرجعاً رفيعاً قال لـ«اللواء» ليل امس ان «اي مسعى جدياً لم يسجل لمعالجة ذيول جلسة الاربعاء الماضي، لا سيما من قبل الرئيس نبيه بري او حزب الله الذي ربما تريث الى مطلع الاسبوع المقبل لاعلان موقف بما يجري على لسان امينه العام السيد حسن نصر الله الذي سيتحدث الثلاثاء في احتفال الحزب بذكرى المولد النبوي الشريف، مع العلم أن مصادر عونية أدرجت زيارة الوزير باسيل إلى بكركي لوضع البطريرك الماروني في أجواء ما جرى في مجلس الوزراء، وكيف أن وزراء عون يسعون للدفاع عن الحق المسيحي في تعيين الموظفين المسيحيين بموافقة مرجعياتهم، في إشارة إلى عون، مع الإشارة الى أن البطريرك الراعي سبق وتفاهم مع رئيس الجمهورية على دعمه للمرشحين الذين يتبناهم سليمان.
ميقاتي
وفي موقف كان موقع ترقّب، شدد الرئيس ميقاتي في احتفال انتهاء أعمال المرحلة الثانية من مشروع توسيع مرفأ طرابلس، على أن رؤيته للعمل الحكومي تكمن في أن يكون منتجاً وعلى مستوى التحديات، لافتاً إلى أن «واجبه الدستوري هو إدارة العمل الحكومي وإدارة مساره كلما دعت الحاجة إلى ذلك»، مؤكداً أن الدولة لن تكون مركزاً لتقاسم المغانم، «ولن أكون إلا درعاً لصون المؤسسات وخدمة أبنائها».
ولفت ميقاتي إلى أنه تلقى طوال الفترة الماضية كل سهام التجني والمزايدة وتجاوزها لمصلحة لبنان، مشيراً إلى أنه آثر عدم الدخول في سجالات أوانتهاج سياسة الرهانات الخاطئة، معلناً رفضه باسم اللبنانيين، سعي البعض لتعطيل عمل مجلس الوزراء، موضحاً أن المسألة ليست مسألة إعتكاف أو إستقالة، «فنحن لن نستقيل من خدمة الوطن أو نعتكف عنها، ولكن آن الأوان أن يكون مجلس الوزراء منتجاً وفاعلاً».
جنبلاط
أما جنبلاط، فقد أكد من جهته، في مقابلة مع تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال L.B.C بقاءه في التحالف مع الرئيس ميقاتي، قائلاً: «إما أن نغرق معاً أو نفوش معاً»، معلناً أنه ليس نادماً على هذا التحالف الذي قام أساساً على منع التوتر بعد فشل المحاولة القطرية - التركية للمصالحة، مراهناً على مسعى ممكن أن يقوم به الرئيس بري لرأب الصدع الحكومي، معتبراً أن رئيس المجلس يلعب دوراً إيجابياً وممتازاً في الموضوع اللبناني، ومؤكداً أن من حق الرئيس سليمان أن يكون له قرار في اختيار التعيينات.
واعتبر جنبلاط أنه من غير المسموح لأحد منا أن يعتكف، وأن لا أحد يبتز ميشال عون، لكنه لاحظ ان كل اسبوع هناك منشور يعتبر نفسه «اشرف الناس»، مشددا على ضرورة ارساء شبكة امان، كاشفا عن قيامه بجهود مع ميقاتي لتخفيف التشنج في البلد، كما كشف بأنه ارسل رسالة الى الرئيس سعد الحريري في عيد الاضحى، وانه اتصل به في المستشفى، نافيا اية عداوة معه، لافتا إلى ان تكريم رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز واجب.
ترقب وانتظار
وسط هذه المواقف، لم يطرأ على الحركة السياسية في البلد، اي تطور، بانتظار مسعى ما يفترض ان يقوم به الرئيس بري والبطريرك الماروني وربماايضا رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، وسط توقعات وزارية بأن يطول تعليق جلسات مجلس الوزراء لاسابيع، انطلاقا من تسريبات عونية تفترض ان ما جرى في مجلس الوزراء، مجرد مرحلة زعل ظرفية تنتهي بتجديد بروتوكول المحكمة الدولية المقرر في نهاية شباط الحالي، وان ما قام به ميقاتي محاولة استرضاء للرئيس سليمان ورد الصفعة التي وجهها اليه عون في الاسبوع الماضي، فيما ذكرت معلومات ان اجواء حزب الله مما جرى ليست سلبية، لكن الحزب لم يصل بعد إلى مرحلة مكاشفة حليفه بأنه ليس بهذه الطريقة يتم التعاطي مع رئيس الحكومة، ربما في انتظار الاحتفال مع التيار العوني الاثنين بذكرى توقيع مذكرة التفاهم معه.
المستقبل
استبعد حلحلة العقد سريعاً لعقد جلسة للحكومة
سليمان عبر "تويتر": متمسك بالأقدمية والكفاءة في التعيينات
من جانبها تناولت صحيفة المستقبل الشأن اللبناني وكتبت تقول "اعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان عبر موقع "تويتر" امس، أنه "متمسّك بمبدأ الأقدمية والكفاءة والجدارة، في التعيينات على كل المستويات، كما هو متمسك بالبعد قدر الإمكان عن المحسوبيات، في مقاربة الشأن السياسي والحياتي للناس". وفي حديث الى قناة "الجديد"، علّق رئيس الجمهورية على ما حصل في مجلس الوزراء أول من أمس بالقول: "ليس المهم تطيير جلسات الحكومة، بل المهم عدم انعقاد الجلسات للتحاصص على حساب معايير الكفاءة".
وأكد أنه "حريص على آلية التعيينات التي أُقرّت عبر مجلس الخدمة المدنية"، لافتاً إلى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي متّفق معه على هذا الأساس وهو يلتزم بالآلية. ودعا "الوزراء المماطلين في رفع الأسماء الموجودة لدى مجلس الخدمة المدنية، إلى الإسراع في تقديمها لأنهم يعرقلون التعيينات"، معتبراً أن "أصحاب الكفاءات الذين تقدموا الى المراكز الوظيفية يعرفون من يعرقل، إلا أن هذه العرقلة لا يمكن أن تبقى إلى ما لا نهاية". وأشار إلى أنه يعمل على تذليل العقبات لعقد جلسة للحكومة الأسبوع المقبل وإن استبعد حلحلة العقد بشكل سريع، مشدداً على أن "العوائق لن تزال إلا بالعودة الى نهج المؤسسات والدستور".
وفي نشاطه في قصر بعبدا، عرض رئيس الجمهورية مع وزير الاتصالات نقولا صحناوي ووفد من الاتحاد الدولي للاتصالات، للتحضيرات والمواضيع التي ستبحث فيها "قمة التواصل العربي"، التي تنعقد في قطر الشهر المقبل ودور تقنية الاتصالات والمعلومات والاخطار الناجمة عنها، اضافة الى مسألة قرصنة اسرائيل وتعديها على شبكات الاتصالات اللبنانية. وتناول مع النائب ميشال فرعون الاوضاع الراهنة في لبنان، ومع الوزير السابق خليل الهراوي عدداً من المواضيع والملفات السياسية المطروحة قيد النقاش راهناً.
واطلع من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على الوضع المالي والنقدي والتدابير التي يتخذها المصرف للحفاظ على هذا الوضع. كذلك اطلع من رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الاوسط "الميدل ايست" محمد الحوت على اوضاع الشركة وخطوات تحسينها وتعزيز اسطولها الجوي.
وزار بعبدا وفد من الرهبنة المريمية اللبنانية برئاسة الاباتي بطرس طربيه، الذي أثار مع رئيس الجمهورية موضوع البنى التحتية المتعلقة بالمواصلات، والتي تساهم في إنماء منطقة زوق مصبح ومؤسساتها والساكنين فيها، إضافة الى تسهيل انتقال الطلاب الذين يقصدون تلك المنطقة.