إذا كانوا يريدون أن يخرجوا علينا بقرار باهت فمن الأفضل أن لا يكون هناك قرار، هذه آخرتها سوف نذهب إلى موسكو. الذي قرر الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي من العرب أما حمار جدا أو ذكي جدا ولكنه متآمر في ذكائه
"إذا كانوا يريدون أن يخرجوا علينا بقرار باهت فمن الأفضل أن لا يكون هناك قرار، هذه آخرتها سوف نذهب إلى موسكو، الذي قرر الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي من العرب إما حمار جدا أو ذكي جدا ولكنه متآمر في ذكائه."
هذا بعض من كلام تحدثت به شخصيات بارزة في المعارضات السورية المقيمة في باريس من المجلس الوطني ومن هيئة التنسيق، والجملة الأخيرة لناشط بارز في جماعة الإخوان المسلمين السورية، وهذا الرجل يتحدث في مواضيع مهمة ويملك من المعلومات الكثير لكنه يقطرها بالقطارة.
قلت له: "تتهمون الغير بالتقية وها أنت تمارسها بحرفية نادرة." لكنه ردّ بأنه سرّب الكثير. "الا يكفيك أنني أخبرتك ان فاروق طيفور زار طهران أما نتيجة الزيارة فأنا لست مطلعا عليها؟ ثم من قال لك إن الإخوان المسلمين هم من يقف وراء إفشال الاتفاق الذي وقعه برهان غليون مع هيئة التنسيق في القاهرة يوم 29 كانون أول الماضي؟ لمعلوماتك، إن الإخوان المسلمين انسحبوا من التفاوض مع الهيئة منذ الزيارة التي قامت بها الأخيرة لقطر والتقت ولي العهد (تميم بن حمد بن خليفة) دون أن تلتقي حمد بن جاسم، وقد زادوا الطين بلة عندما رفضوا زيارة أنقرة."
قلت له: "ولكن سمير العيطة زار أنقرة والتقى مسؤولين في الخارجية." فردّ علي: "أنت تعرف أن سمير العيطة ترك الهيئة أو أنه على يمين الهيئة أو على يسارها لا يهم، ولكن الدعوة وجهت للهيئة وكان من المقرر ذهاب وفد من ثلاثة أشخاص، وعشية السفر تراجع اثنان وذهب سمير العيطة وحده."
وعن جلسات الحوار في القاهرة بين الهيئة والمجلس، والتي حضرها أحمد رمضان، قال الناشط الإخواني السوري: "من قال إن أحمد رمضان يمثل الجماعة؟ هو كان في بدايات عهده عضوا فيها لكنه ترك وانصرف لأعماله الشخصية وكان مديراً لمحطة القدس في بيروت وهو الآن لا يمثل الجماعة لا من قريب ولا من بعيد، ولم يحضر جلسات الحوار في القاهرة أي ممثل عن الجماعة."
نترك الناشط الإخواني السوري، لنسمع ضجيج المعارضات السورية ونقمتها على الدعسة الناقصة في الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي دون رضا الروس. "الفيتو الروسي خير من قرار فارغ." يقول البعض من المعارضة: "كان من الأفضل البقاء على بعثة المراقبين العرب بدل حرق المراحل. على الأقل كان الضوء الأخضر الروسي الإيراني أمام تدخل وحدات الحرس الجمهوري في ريف دمشق مجمدا.أما الآن فيقول لنا ماهر الأسد إنه لبس البزة العسكرية، ولن يطول الأمر حتى نرى الدبابات تقتحم حمص. على كل حال، المؤشرات تشير إلى هذا الأمر."
ما هي تقديرات شخصيات المعارضة السورية حول التحركات في مجلس الأمن الدولي؟
المجلس الوطني السوري في مأزق.. رفض المجلس الوطني السوري مرارا ما أسماها "تدخلات روسيا بالشأن السوري" وهو قبل يومين من جلسة مجلس الأمن الدولي رفض بيان روسيا الذي أعلن قبول النظام بالتفاوض مع أطياف المعارضة في موسكو. يضاف إلى هذا الموقف الحرج دخول المجلس في حالة انعدام توازن داخلي مع اقتراب نهاية الشهر الإضافي في ولاية برهان غليون الرئاسية. وإذا كانت بعض التسريبات عن تجديد شهر آخر حفاظا على التماسك الداخلي وحفاظا على خطة الإمساك بغليون شهرا وراء شهر، وهو الذي أتي به واجهة مرحلية لا أكثر، فإن قراراً من مجلس الأمن يتضمن ذهابا إلى موسكو للحوار مع النظام السوري تحت إشراف الروس، من شأنه أن يطيح كليا بفكرة التجديد شهرا آخراً، والسبب أن جماعة الإخوان المسلمين وباقي الأعضاء في المجلس لا يريدون أن يكون برهان رئيساً لوفدهم المفاوض هناك، وبالتالي حرمانهم من أي حصة في السلطة لصالحه في حال تم الاتفاق على تقاسم او شيء من هذا القبيل.
ومن مشاكل المجلس الوطني حالياً الدعم الفرنسي القوي لعضو المجلس جورج صبرا ليكون خليفة لبرهان غليون. هل سيرأس مسيحي المجلس في المفاوضات؟ أو هل ستولى حقيبة رئاسة الوزراء إلى مسيحي؟
"جماعة الإخوان السورية لا تريد حتى البحث في هذا الموضوع،" يقول العارفون من الجمع المعارض. ثم إن جورج صبرا خرج مؤخرا من سوريا، وهناك من يقول من جماعة الإخوان المسلمين بالتحديد إنه خرج برضا النظام وعلمه. أما بسمة قضماني، فتلك قصة اخرى، ولا يزال اللغط حادا حول دعوتها إلى ندوة ينظمها المعهد الكردي السوري في مجلس النواب الفرنسي. فالمحامية الكردية السورية التي دعت القضماني تقول إن السلطات الفرنسية فرضتها عليها، بينما ينفي ناشطو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني) هذا الكلام ويقولون "إن قضماني أصبحت خارج الحسابات الفرنسية مثلها مثل برهان غليون، والقضية هي أن المعهد الكردي تشرف عليه إمراة صهيونية اسمها جويس بلو، وهي التي فرضت حضور بسمة قضماني متحدثة في الندوة، بسبب صديق مشترك إسمه برنارد هنري ليفي."
باختصار شديد، الذهاب إلى موسكو مشكلة وعدم الذهاب مشكلة، أما انفجار المجلس من الداخل فهو مسألة وقت.
لماذا تم تحويل الملف إلى مجلس الأمن الدولي؟
يقول قياديون في المعارضات السورية إن القضية تحمل شقين :
أ – مسألة حسابات شخصية تتعلق بكل الذين تحدثوا مع الأسد بسقف عال وطالبوه بالتنحي منذ عدة أشهر وأولهم وزير خارجية فرنسا وحليفه القريب في جامعة الدول العربية حمد بن جاسم. السبب هو أن تقرير بعثة المراقبين العرب جاء محبطا للطرف العربي والدولي الذي أرسلها فكانت عملية الاستمرار بالبعثة انتحاراً سياسياً وتصبّ في خانة النظام السوري في مفارقة عجيبة ولم يكن هناك بديل جاهز إلا مجلس الأمن الدولي ينقذ ماء وجه الجماعة بأي طريقة كانت، ليقولوا للعالم فعلنا كل ما بوسعنا والحق على روسيا.الم يتبجح (الان جوبيه) فور عودته من نيويورك بالقول أمام مجلس النواب الفرنسي أن حضوره ووزراء وباقي وزراء الخارجية ساهم في تليين الموقف الروسي؟
ب – الشق الثاني قديم جديد وهو الاستعجال باستخدام الجامعة قبل شهر آذار موعد القمة العربية القادمة في بغداد وبالتالي رئاسة العراق الدورية لمجلس الجامعة تسعة أشهر قادمة ما سوف يخرج الملف السوري عن أولويات الجامعة العربية.
تناقض الأولويات بين القطري والسعودي:
يقول معارض سوري بارز خارج تكوينات المعارضات السورية من جماعات وهيئات ومجالس أن القطريين فتحوا قواعد تدريب في قطر لمقاتلين سوريين معارضين للنظام، لأن المعركة هنا أصبحت لهم معركة حياة أو موت وهم يتخوفون ألاعيب المخابرات السورية وانتقامها في حال ارتاح النظام السوري، ويضيف المعارض أن الانجاز الوحيد الذي يعتبر حمد بن جاسم أنه نجح بتحقيقه هو إيجاد أرضية مسلحة في سورية تقاتل الجيش السوري وهذا الأمر لن يتخلى عنه وسوف يسعى إلى تعزيزه في لعبته التي دخلت مرحلة المصير الشخصي بالنسبة له. هنا يبدو التباين واضحا مع السعوديين، يقول المعارض، فالقضية إن هناك من قال للقطري والسعودي عليكم التعاون في الموضوع السوري لكن أولويات السعودية هي إيران، والعائلة المالكة السعودية لا تتوقف عن حث "إسرائيل" وأميركا على ضرب إيران. ويبدو أن التحفظ السعودي على شنّ حملة عسكرية لإسقاط النظام في دمشق والممتد لأشهر عدة خلت يأتي على خلفية الاقتناع السعودي أن الأولى هو شنّ حرب على إيران مباشرة، لأن ضعف إيران وانشغالها بنفسها سوف يؤدي إلى انهيار حلفائها في المنطقة وعلى رأسهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. فالأولى بالنسبة للسعودية قطع الرأس بدل الالتهاء بالأطراف لأن الحرب على سوريا سوف تكون أكثر تعقيداً بسبب الدعم الإيراني الذي سوف تتلقاه سوريا ودعم حزب الله وحتمية الضغط على الخاصرة الرخوة للغرب عبر قصف "إسرائيل" بسبب قرب سوريا الجغرافي منها، يقول هذا المعارض السوري الذي يزور السعودية دوريا معلقا على التباين بين الإستراتيجية السعودية والإستراتيجية القطرية في هذا الشأن.