15-11-2024 09:10 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 06-02-2012: الفيتو المزدوج يقسم العالم معسكرين

الصحافة اليوم 06-02-2012: الفيتو المزدوج يقسم العالم معسكرين

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها الأحداث المرتبطة بتطور الأزمة في سورية لا سيما تبعات الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن...

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الإثنين عدة مواضيع كان أبرزها الأحداث المرتبطة بتطور الأزمة في سورية لا سيما تبعات الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن...

السفير
لافروف وفرادكوف إلى دمشق غداً لطلب تنازلات سياسية ... وخدمات عسكرية
موسكو تطلق مبادرتها البديلة .. لمعالجة الأزمة السورية
الخبـراء الروس عـادوا إلـى سـوريـا والكـرملـين يفعّـل محطـة تنـصت علـى الـدرع الصـاروخي 

وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "لم تكد تنطفئ الأنوار في قاعة مجلس الأمن الدولي على «الفيتو» المزدوج الروسي- الصيني، حتى انطلقت في الساعات التالية الإشارات التي توضح بلوغ الصراع على سوريا عتبة جديدة.

ويستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق غداً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرافقه رئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف. وفيما يعمل الأول للحصول على ضمانات من الرئيس السوري بالقبول بتقديم تنازلات سياسية حقيقية، يعمل الثاني على طلب إعادة تفعيل اتفاق روسي- سوري سابق لاستئناف محطة التنصت الروسية في دمشق عملها في منطقة القوس التركي الأسيوي.

ويأتي المسعى الروسي رداً على نشر حلف شمال الأطلسي درعه الصاروخي في تركيا، وهو ما اعتبر تهديداً أطلسياً مزدوجاً لروسيا وإيران ـ رد عليه الإيرانيون بالتهديد بقصف المواقع الجديدة، فيما اعتبره الروس تجديداً للحرب الباردة لروسيا من الجناح الجنوبي للأطلسي.

وتقول مصادر عربية إن الخبراء الروس بدأوا بالعودة بقوة إلى الأجهزة السورية التي ساهموا في بنائها وتدريب ضباطها في الماضي، ويشرفون على إعادة تأهيل بعضها، في ظل الحديث عن رغبة النظام السوري بالاستفادة من نافذة مفتوحة ودعم روسي واضح كي يحاول استعادة المناطق التي أنكفأ عنها في الأشهر الماضية، لا سيما في أرياف المدن التي تجنب فيها مواجهات واسعة، والمبادرة إلى تصعيد الحسم ضد المعارضة مستفيداً من تقارير مراقبي الجامعة العربية التي أقرت بتسلح وعسكرة في الحراك الشعبي، لا سيما مع توسع «الجيش السوري الحر». 

ولا يستبعد خبراء أن تكون العودة الروسية الاستشارية والسياسية، احدى الأوراق التي ستلعبها موسكو باستعادة الصلة مع المؤسسات العسكرية والأمنية السورية، التي يعرفها خبراؤها عن قرب، لوضع احتمال الانقلاب العسكري على الطاولة، إذا لم تنجح المبادرات الحالية بالحفاظ على الموقع الروسي الاستراتيجي في سوريا في ظل العودة إلى الحرب الباردة.
وعلى الجانب الآخر لدى الخاسرين في المواجهة في نيويورك. لم يفاجئ الفيتو أحدا من الذين عملوا على اختبار تصميم روسيا على الذهاب حتى النهايات المنطقية للدفاع عن النظام السوري. ولم تنجح الجامعة العربية في تسليم الوديعة السورية الحارقة إلى الأسرة الدولية، ولكنها لن تستردها وحيدة، بعد أن عملت طيلة الأسابيع الماضية على إيصالها إلى مجلس الأمن.

فخلال الساعات الأخيرة أطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي لم يكن ليمكنه السكوت على التحدي الروسي، ما يشبه المحاولة الأولى لاستيعاب الفشل في مجلس الأمن، وتعويض الجامعة العربية عن خسارتها الحصول على تغطية دولية لمحاولتها تحويل تنحية الرئيس بشار الأسد إلى مطلب يحظى بشرعية دولية، بالإعلان عن تشكيل «مجموعة اتصال دولية حول سوريا»، وهو ما أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أيضاً. وتقترب هذه المجموعة من تلك التي كان ساركوزي عرابها حول ليبيا وأدت الى تدخل عسكري دمر البلـد واطاح بالعـقيد الراحل معمر القذافي.  وقال ساركوزي إن «فرنسا لن تستسلم، وهي تتشاور مع شركاء عرب وأوروبيين لتشكيل مجموعة أصدقاء الشعب السوري بهدف حشد التأييد الدولي لتنفيذ خطة نقل السلطة التي طرحتها جامعة الدول العربية».

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، امس، ان الاتحاد الاوروبي «سيشدد العقوبات المفروضة على النظام السوري». وقال جوبيه، لقناة «بي اف ام تي في» الفرنسية، بخصوص إنشاء «مجموعة اصدقاء الشعب السوري» التي تحدث عنها ساركوزي، ان الرئيس «سيتخذ مبادرات في الايام المقبلة سعياً الى جمع كل من يعتقد ان الوضع الحالي غير مقبول على الاطلاق» في سوريا.  وقال جوبيه إن المجموعة قد تشمل الدول الـ13 من اصل 15 اعضاء مجلس الامن التي صوتت لصالح مشروع قرار عرقله فيتو مزدوج صيني روسي، اضافة الى دول الجامعة العربية و«كل من يريد الانضمام الينا للضغط على سوريا».

ويوفر الإجماع في الجامعة العربية على الخطة، التي ردت من مجلس الأمن، قاعدة شرعية أخلاقية وسياسية كافية لإطلاق تجمع قد لا يتوقف عند حد العمل على عزل النظام السوري فحسب، لكنه قد يوفر جانباً مهماً من قاعدة شرعية وقانونية أخرى، بحسب مصادر دبلوماسية غربية، لتشكيل محور دولي غربي ـ عربي ـ تركي، عمل القطريون بقوة على تشكيله، ليكون قادراً في المستقبل على التكيف مع معطيات الصراع السوري.

والمشروع يظهر أن المبادرة لم تكن سوى ممر إجباري نحو التدويل، وأن أحداً في «المجلس الوطني السوري» بشكل خاص، لم يكن يعتريه كبير تفاؤل بقدرة الجامعة العربية على فرض خطتها كاملة على النظام السوري. ولم يعلن المجلس تأييده كاملاً إلا عندما بدأت عملية تسفير المبادرة من القاهرة إلى نيويورك، كما طالب منذ البداية.

ومع فشل المعارضة في نقل المعركة إلى مجلس الأمن، بسبب الفيتو الروسي ـ الصيني، تصعد أصوات اليائسين من استعادة السلمية، ويصعد معه نفوذ المراهنين في أوساطها على الخيار العسكري العاري والمجرد. والخيار العسكري المعارض اجتهد النظام السوري في تأجيجه باعتماده الحل الأمني جواباً وحيداً منذ بداية الحراك الشعبي. ولأن اليأس من بطء فعالية العقوبات الاقتصادية وحدها في نخر قواعد النظام قد انتقل إلى الأوروبيين، سيعمل بعض أطراف المحور المقبل، من دول ومنظمات إقليمية، على توفير المزيد من الإمكانيات المالية واللوجستية والتسلحية والبشرية لإحداث توازن «رعب» بين المعارضة التي تسعى وراء المزيد من السلاح وبين النظام السوري. والتوازن قد يستغرق أشهراً قبل التوصل إليه اتكالاً على «همم» العاملين على تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية الأردنية - التركية - اللبنانية.

ومستفيدة من تجربتها الليبية، قد تعمل دول على إرسال طائراتها لإنزال معدات في الداخل السوري، لا سيما في منطقة إدلب، وهي منطقة لا يسيطر عليها الجيش السوري بشكل كامل، وقد نجحت المعارضة، في تحويل أجزاء منها إلى بؤر مسلحة قادرة على استقبال وحدات من الجيش السوري مرشحة للانشقاق. وستكون مهمته العاجلة، التصدي للهجوم المضاد، الذي يشنه النظام السوري منذ أسبوع لاستعادة السيطرة على مناطق واسعة تخلى عنها منذ أشهر، في ريف دمشق ودرعا وحماه وإدلب وجبهة حمص المشتعلة.

والخطط البديلة والسريعة ليست وقفاً على الخاسرين في مجلس الأمن. فقبل يومين من التصويت على مشروع القرار العربي - الغربي، قام السفير الروسي لدى سوريا عظمة الله كولمحمدوف بجولة على بعض قادة المعارضة في الداخل، ودعاهم إلى جلسة حوار غير مباشر في موسكو ، مع ممثلين عن النظام السوري. وتمهد «مبادرة « السفير الروسي للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف بالرئيس بشار الأسد غداً الثلاثاء في دمشق. وتحاول المبادرة الحصول على أوراق من المعارضة في الداخل، كهيئة التنسيق الوطني والديموقراطي التي يقودها حسن عبد العظيم، او تيار بناء الدولة السورية الذي يقوده لؤي حسين، بعد أن رفضها المجلس الوطني السوري. كما تحاول الإيحاء بوجود تصور متكامل وبديل عن الصدام في مجلس الأمن عبر مفاوضات ترعاها موسكو بين المعارضة والنظام.

ولكن المستشار السياسي في السفارة الروسية في دمشق البروس كوتراشوف قال إن «بعض المعارضين قد وافقوا على العرض» رافضاً الإفصاح عن أسماء الموافقين «لأن العملية السياسية لا تزال في بدايتها». وأضاف «من حق المعارضين ان يقبلوا او يرفضوا، لكننا سنواصل العمل على مبادرتنا ومن الممكن ان يغيروا موقفهم، لأن الأوضاع متحركة وغير ثابتة وهناك تطورات، ولم نلق رفضاً مبدئياً، ولكن شروط للحوار» وقد يكون تنفيذ بعضها ممكناً والبعض الآخر صعباً و«لكننا نرى انه لا بد من أن يبدأ الحوار بين السوريين من دون شروط، لأن المحاولات السابقة لتنظيم أي حوار أخفقت بسبب الشروط المسبقة، وقد رأينا أن وجود وسيط ما قد يسهل الحوار». ولا يربط الروس استخدام الفيتو بأي اعتبارات استراتيجية «لأن استخدام الفيتو في مجلس الأمن هو من اجل الحفاظ على وحدة سوريا».  ويقول، رداً على سؤال هل يجري التنسيق مع الجامعة العربية في الدعوة إلى الحوار والمفاوضات، «لا يوجد أي صلة بين المبادرتين. لكن فكرة الحوار موجودة في المبادرتين، ونحن جاهزون للتنسيق معهم إذا شاؤوا».


النهار
واشنطن تقفز فوق الفيتو الروسي – الصيني إلى الدعوة لتحالف دولي يدعم المعارضة السورية
لافروف سيطالب الأسد غداً بالتعجيل في الاصلاحات وبحوار وطني

وتناولت صحيفة النهار الأحداث في سورية وكتبت تقول "غداة الفيتو الروسي - الصيني المزدوج الذي أجهض للمرة الثانية في اقل من اربعة اشهر مشروع قرار عربياً - اوروبياً عن  سوريا، اقترحت واشنطن تشكيل تحالف دولي لدعم المعارضة السورية التي تطالب بإطاحة الرئيس بشار الاسد، الامر الذي عزز المخاوف من تصاعد العنف في المرحلة المقبلة وانزلاق البلاد الى حرب اهلية شاملة. وفي انتظار زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدمشق غداً، دافعت موسكو عن استخدامها الفيتو وقالت انها ستطلب من الاسد التعجيل في وتيرة الاصلاحات واجراء حوار وطني شامل.

 ومع احتدام الموقف الدولي حول سوريا، كان الوضع الميداني يزداد تعقيداً، إذ تحدث  ناشطون عن سقوط 56 قتيلاً بينهم 28 عسكرياً، وقت اعلن قائد "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الاسعد الذي يتخذ أنقرة قاعدة له، ان القوة هي الطريقة الوحيدة التي يفهمها النظام السوري. وقال ناشطون ان 200 شخص قتلوا في قصف الجيش السوري لحي الخالدية بحمص ليل الجمعة - السبت في الفصل الاكثر دموية من حملة القمع للاحتجاجات المستمرة منذ 11 شهراً. ص11  

وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، خلال زيارة لها لصوفيا، من تزايد فرص نشوب "حرب اهلية وحشية" مع تزايد تحرك السوريين الذين يتعرضون لهجمات من حكومتهم للدفاع عن انفسهم، إلا اذا وفرت الخطوات الدولية طريقاً آخر. ووصفت الفيتو الروسي - الصيني المزدوج بانه"مهزلة". وقالت: "في مواجهة مجلس امن غير فاعل، علينا مضاعفة جهودنا خارج الامم المتحدة". وأضافت ان الولايات المتحدة ستعمل مع دول اخرى لمحاولة تشديد العقوبات "لتجفيف موارد التمويل وشحنات الاسلحة التي تعمل على استمرار دوران آلة الحرب التابعة للنظام". ... "سنعمل على كشف الذين لا يزالون يمولون النظام ويرسلون اليه الاسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل ومنهم النساء والاطفال". ودعت "أصدقاء سوريا الديموقراطية في أنحاء العالم لدعم خطط المعارضة السلمية والسياسية من أجل التغيير، ولدعم حق الشعب السوري في مستقبل افضل".

وترقى هذه الدعوة الى حد تشكيل مجموعة رسمية من الدول التي تمتلك افكاراً متماثلة لتنسيق المساعدة للمعارضة السورية، مشابهة لمجموعة الاتصال حول ليبيا التي أشرفت على المساعدة الدولية للمعارضة الليبية التي أطاحت الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وقال مسؤولون اميركيون ان من شأن مثل هذا التحالف ان يضغط اكثر على نظام الاسد، وتعزيز العقوبات ضده، وجمع المعارضة المشتتة في الداخل والخارج، وتوفير مساعدة انسانية للسوريين المحاصرين بالقتال،  والعمل على منع تصعيد العنف من طريق ممارسة الرقابة على بيع السلاح.  

 باريس
 وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السبت إن بلاده تتشاور مع دول عربية واوروبية من اجل تشكيل "مجموعة اصدقاء الشعب السوري" التي ستحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية.  وأفاد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان الاتحاد الاوروبي "سيشدد العقوبات المفروضة على النظام السوري". وصرح لقناة "بي اف ام تي في": "سنساعد المعارضة السورية على تنظيم نفسها وستشدد اوروبا العقوبات المفروضة على النظام السوري ثم سنسعى الى تعزيز الضغط الدولي، وسيأتي وقت سيجبر فيه النظام على ان يدرك انه معزول ولا يمكنه الاستمرار". 

 أنقرة تنتقد إيران ولبنان
وفي موقف لافت وعنيف، انتقد نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج صراحة صمت ايران حيال قمع النظام السوري للمتظاهرين في سوريا. ونقلت عنه وكالة  "الاناضول" التركية شبه الرسمية خلال اجتماع في بورصة  لحزب العدالة والتنمية  الحاكم: "اني اتوجه اليك يا جمهورية ايران الاسلامية. لا ادري ان كنت جديرة بان تحملي اسم الاسلام، لكن هل تفوهت بعبارة واحدة للتعليق على ما يحدث في سوريا؟". ولم يوفر المسؤول التركي لبنان بانتقاده اذ تساءل "هل تفوه لبنان بكلمة واحدة للتعبير عن تعاطفه مع اشقائنا المسلمين الذين يقتلون؟ لا، فقط تركيا رفعت صوتها".

موسكو
وفي المقابل، رأى نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان الدول الغربية هي التي تتحمل مسؤولية فشل التصويت في مجلس الامن لانها "لم تبذل الجهد الكافي للتوصل الى توافق" على مشروع القرار.
واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسعى خلال زيارته المقبلة الثلثاء لدمشق الى "التطبيق السريع للاصلاحات الديموقراطية الملحة". وقالت انه "لهذا الغرض امر الرئيس دميتري ميدفيديف سيرغي لافروف ورئيس الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف بزيارة دمشق في السابع من شباط لعقد اجتماع مع الرئيس الاسد". واضافت ان روسيا تؤكد ضرورة السعي الى اطلاق حوار وطني شامل في سوريا يشمل اطراف النزاع كافة، ووضع حد للعنف من جميع اطراف الازمة.

إيران: الفيتو قرار "صائب"
وفي طهران، قال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي "ان الصين وروسيا باستخدامهما الفيتو على اقتراحات فرض عقوبات، انما اتخذتا قرارا صائبا ينم عن موقف دولي جيد". واضاف: "لقد تحول مجلس الامن اداة في يد الغرب للقيام باعمال ترهيب، واتخاذ قرارات احادية في حق أول اخرى، الا ان روسيا والصين اتخذتا موقفا معارضا هذه المرة". واعتبر ان هذا الفيتو المزدوج الروسي – الصيني "افهم الغرب ان عليه الا يستخدم مجلس الامن اداة".


الأخبار
سوريا.. واشنطن تصرّ على «فضيحة» التصويت في مجلس الأمن وتشعر بـ«الاشمئزاز»
الفيتو المزدوج يقسم العالم معسكرين

بدورها صحيفة الأخبار تناولت الشأن السوري وكتبت تقول "ربما لم تواجه العلاقات الروسية الأميركية أزمة منذ نهاية الحرب الباردة بحجم الأزمة الحالية. الفيتو المزدوج أول من أمس يقول إن تغيير المعادلات يجب أن يمر بالتفاهم مع روسيا والصين، وليس بخطط تصاغ في القاهرة أو الدوحة، ثم تجلب إلى مجلس الأمن لوضع الختم عليها.

لم تكن المفاجأة في مجلس الأمن الدولي السبت الماضي أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض لمنع تدويل الأزمة السورية ووضع حد للدور الذي أدّته الدبلوماسية القطرية ـــ السعودية. المفاجأة أن الضغوط الغربية الكبيرة والمغريات الاقتصادية الخليجية، التي جعلت حتى الهند وجنوب أفريقيا تؤيّدان مشروع القرار، لم تبدّل من موقفي موسكو وبكين، اللتين ردّتا على حصارهما في المجلس بتأكيد أن سوريا خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

وراء «العند» الروسي كان هناك معلومات تلقّاها الجانب الروسي تفيد بأن أي قرار يصدر عن المجلس ويزكّي خطة الجامعة العربية، سيستتبع بخطوات عسكرية على الأرض ستأتي سريعاً تحت الغطاء الدولي. موسكو وبكين تعلمان تفصيلاً حجم الدعم المالي واللوجستي الذي تقدمه الدول الغربية والخليجية للمجموعات المسلحة التي تفجّر الأوضاع في المدن السورية، وتوسّع الهوة بين الحكومة والمعارضة المدنية المطالبة بحقوقها الشرعية. تلك الجماعات التي تعمل عبر الحدود من لبنان وتركيا والعراق والأردن. بل إن موسكو تحديداً كانت تنقل إلى دمشق تفاصيل عن حجم الموضوع وليس العكس. ومن تلك التفاصيل خطة عربية ـــ غربية لتوسيع التدخل العسكري في سوريا كجزء من مشروع دفاعي عن دول الخليج العربية التي تواجه خطر الحرب على تخومها أو على أراضيها في حال تقرر خوض المواجهة مع إيران. واعتبرت الخطة إسقاط سوريا العاجل من ضمن الأولويات، كمرحلة استباقية لتقليص الخسائر وضمان النصر في أي مواجهة إقليمية مقبلة تعيد رسم خريطة المنطقة على أسس جديدة تستبعد منها موسكو وبكين وطهران. الخطة بحثت في اجتماع سرّي على انفراد عقد في بروكسل بين عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، والأمين العام لمنظمة حلف شمالي الأطلسي أندرس فوغ راسموسين في 29 كانون الثاني الماضي.

لذا كان لا بد للغرب من تسريع إمرار مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي من أجل كسب التغطية الشرعية الدولية للخطة العربية المتضمنة تنحية رأس السلطة في دمشق، بشار الأسد. في مسوّدة المشروع الرابع، قدمت تنازلات كثيرة للجانب الروسي الصيني، من ضمنها التنديد بكافة أشكال العنف من الطرفين، وحذفت الدعوة إلى تنحّي الرئيس. لكن الفقرة السابعة من الفقرات العاملة في المشروع بقيت تتضمن تزكية للخطة العربية برمتها ودعوة إلى تطبيقها بالكامل. وهو المنفذ الذي يمكن توظيفه عسكرياً في أي تطورات لاحقة بعد استصدار القرار. وعندما سئل جيرارد آرو، مندوب فرنسا، قبيل جلسة المشاورات الطويلة التي عقدت في نيويورك مساء الخميس الماضي إن كانت الدول الغربية تنازلت عن تنحية الرئيس الأسد، نفى ذلك نفياً تاماً. وقال إن تطبيق الخطة العربية يعني تحديداً تنحّي الأسد، لكن من خلال الحوار السياسي الجامع الذي يفترض تطبيقه خلال أسبوعين. ووعد آرو، قبل المشاورات، بوضع مشروع القرار المغربي ـــ الغربي، الذي تتبنّاه السعودية والبحرين وعدة دول غربية وعربية أخرى وشرق أوسطية مثل تركيا، بالحبر الأزرق للتصويت عليه في أقرب وقت ممكن. وهذا ما حدث بالفعل في تلك الليلة. وكان ذلك أولى الإشارات إلى نفاد الطاقة على المساومة وبلوغ قعر التنازلات، ونفاد الوقت بسبب التطورات العسكرية على الأرض، ولا سيما في مدن تستعر فيها الحرب الأهلية مثل حمص وريف دمشق.

الإعلان عن جلسة السبت الطارئة كان في وقت متأخر يوم الجمعة. وكانت مواعيد الجلسة أيضاً متضاربة، والأسباب تعود إلى الاتصالات التي أجرتها وزيرة الخارجية الأميركية مع نظيرها الروسي. كان يفترض أن تبدأ الجلسة عند التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي لنيويورك، لكن السفراء مكثوا في المجلس أكثر من أربع ساعات ينتظرون نتائج الاتصالات بالعواصم وهواتفهم اليدوية لا تتوقف عن الاستقبال والإرسال. ولوحظ احتشاد مجموعة الدبلوماسيين العرب حول المندوبة الأميركية سوزان رايس في قاعة المجلس. وزعت رايس، رغم عبوسها وتأزمها الواضح، ابتسامات تطمينية للدبلوماسيين العرب. وغاب فيتالي تشوركين، مندوب روسيا، عن الصورة حتى ما قبل بدء الجلسة بقليل. كان طيلة تلك الفترة يتعرض لضغوط من كل جهة. أما وفد المعارضة السورية، الذي قدم إلى نيويورك برئاسة برهان غليون، فقد غاب عن المشهد تماماً.

غالبية المراسلين في الأمم المتحدة بقوا حتى ما قبل دقائق من التصويت يتوقعون امتناع روسيا والصين عن التصويت، وفوجئوا تماماً بالنتيجة. ولم يسع سوزان رايس، التي شعرت بالفشل الدبلوماسي الذريع، إلا أن تعرب عن «اشمئزاز الولايات المتحدة» من موقف الدولتين اللتين تعطّلان عمل المجلس «وتأخذانه رهينة... لمصالح فردية» حسب تعبيرها. أمر لم يرد عليه المندوب الروسي الذي قال في كلمته بعد التصويت، «إن بعض الدول النافذة في المجتمع الدولي، ولسوء الحظ من أولئك الذي يجلسون حول هذه الطاولة، كانوا يقوّضون منذ بداية العملية أي فرصة لتسوية سياسية». وشرح ذلك في حديثه إلى الصحافيين بعد الجلسة عندما تكلم عن دعم الجماعات المتطرفة المسلحة التي يجب استبعادها من التسوية السياسية في سوريا، بينما تصرّ الولايات المتحدة على ضرورة مشاركة كل أطياف المعارضة السورية بدون استثناء. أمر علّق عليه دبلوماسي ساخراً، «نشاهد للمرة الثانية خلال بضعة عقود من الزمن تحالفاً غربياً متجدّداً مع الجماعات التكفيرية في الشرق الأوسط».

في الجلسة تحدث مندوب سوريا لمدة 25 دقيقة، وسأل مندوبة الولايات المتحدة إن كان ذلك الاشمئزاز من الفيتو ينسحب على الستين فيتو التي استخدمتها بلادها لمنع التسوية الشاملة والعادلة للصراع العربي ـــ الإسرائيلي. ورداً على سؤال «الأخبار» عن موقفه من الاشمئزاز الأميركي من الفيتو المزدوج، قال مندوب روسيا، فيتالي تشوركين، إنه لا ينزل إلى هذا المستوى.

أما مندوب فرنسا جيرار آرو، فقد خرج من الجلسة ليذكّر المراسلين بأن «مجازر حمص» تتزامن مع مجزرة حماة التي وقعت قبل ثلاثة عقود وراح ضحيتها عشرات الآلاف. وعندما سألته «الأخبار» عن أسباب استضافة أوروبا، وخاصة فرنسا وإسبانيا، نائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد في أوروبا منذ خروجه من سوريا بعد المجزرة، جاء ردّه «إننا شعب مضياف»، وترك المنصة قاطعاً حديثه وسط ضحك المراسلين.

أما سوزان رايس، فقد ركّزت بعد الفيتو على رفع راية «الثورة العربية» بالتعاون مع دول المنطقة «من الحلفاء». وقالت بالأسلوب الدعائي نفسه الذي كانت تخاطب به الدعاية الأميركية شعوب الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة، «الولايات المتحدة تقف في صفّكم أيها الشعب السوري، ولن يغمض لنا جفن قبل أن تنالوا بشجاعتكم حقوقكم». وتحدثت عن «وسائل أخرى» لتقديم الدعم.

أما مندوب روسيا فخرج مدافعاً عن موقفه، وقال إنه لم يلمس أي صدق في النيّات بتسوية الأمر في الأزمة السورية سلمياً. ونفى ما تحدث عنه مندوب بريطانيا مارك لايل غرانت من أن روسيا اشترطت تعديل مشروع القرار بحيث يطلب سحب المسلحين من المدن قبل انسحاب قوى الأمن السورية، وأكد أن الاقتراح الروسي كان واضحاً في تزامن الانسحابات من الطرفين، والإفراج عن المعتقلين وإعادة الأمن إلى المدن.


اللواء
موسكو تبحث عن مخرج للأسد بعد تعطيل مجلس الأمن!
التحالف الغربي - العربي يقترب من الإعتراف بالمجلس الوطني وكلينتون وجوبيه لتشديد العقوبات

كما تناولت صحيفة اللواء الأزمة في سورية وكتبت تقول "ماذا بعد الفيتو الروسي -الصيني في مجلس الامن الدولي سؤال يطرح على وقع تصاعد وتيرة العنف التي اوقعت امس  56 قتيلا بينهم 28 عسكريا جراء الاشتباكات بين الجيش النظامي والمنشقين عنه في انحاء مختلفة من البلاد .وبانتظار ماذا سيحمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف برفقة رئيس الاستخبارات معه إلى دمشق غدا. توعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس بتشديد العقوبات الحالية المفروضة على النظام السوري والسعي لفرض عقوبات اخرى تجفف مصادر التمويل وواردات الاسلحة لسوريا.

وفي مسعى لتشديد الخناق على الاسد بعد يوم من تصويت روسيا والصين بالنقض ضد قرار حول سوريا، قالت كلينتون ان واشنطن ستعمل كذلك مع اصدقاء سوريا حول العالم لدعم الاهداف السلمية للمعارضة السورية. من جهته، اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه امس ان الاتحاد الاوروبي «سيشدد العقوبات المفروضة على النظام السوري» . وقال جوبيه لقناة بي اف ام تي في «سنساعد المعارضة السورية على تنظيم نفسها وستشدد اوروبا العقوبات المفروضة على النظام السوري ثم سنسعى الى تعزيز الضغط الدولي، وسياتي وقت سيجبر فيه النظام على ادراك انه معزول ولا يمكنه الاستمرار».

وبخصوص انشاء مجموعة اصدقاء الشعب السوري المقررة التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اشار جوبيه الى ان الرئيس «سيتخذ مبادرات في الايام المقبلة سعيا الى جمع كل من يعتقد ان الوضع الحالي غير مقبول على الاطلاق» في سوريا.

واعلنت وزارة الخارجية الروسية امس ان وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسعى خلال زيارته غدا الى دمشق الى الدفع من اجل «التطبيق السريع للاصلاحات الديمقراطية الملحة». وتهدف زيارة لافروف الى دمشق غدا يرافقه رئيس الاستخبارات الخارجية الروسي، الى العمل على احلال الاستقرار في سوريا عن طريق تطبيق اصلاحات سريعة، بحسب الوزارة. وقالت انه «لهذا الهدف امر الرئيس ديمتري مدفيديف فان سيرغي لافروف ورئيس الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف سيزورا دمشق في السابع من شباط لعقد اجتماع مع الرئيس الاسد».

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امس ان الدول الغربية هي التي تتحمل مسؤولية فشل التصويت في مجلس الامن الدولي على قرار يدين القمع في سوريا لانها «لم تبذل الجهد الكافي للتوصل الى توافق» حوله، بعد استخدام الصين وروسيا الفيتو لمنع تبني القرار.
عربيا، دعا رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي كل الدول الى طرد سفراء سوريا احتجاجا على القمع الدموي للحركة الاحتجاجية. من جهته رأى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ميونيخ حيث يعقد مؤتمر حول الامن بمشاركة العديد من المسؤولين العرب، ان تصويت روسيا والصين شكل «اشارة سيئة» الى الاسد «تعطي حق القتل». كما ندد وزير الخارجية المصري محمد عمرو ب»المأساة الانسانية» في سوريا ودعا المجتمع الدولي الى «وضع حد لها».

ومن المقرر ان يلتقي وزراء الخارجية العرب في الحادي عشر من الشهر الحالي في القاهرة لمناقشة تطورات الملف السوري، واعلن الامين العام للجامعة نبيل العربي ان الوزراء العرب سيناقشون امكانية عرض الخطة العربية مجددا امام مجلس الامن في وقت لاحق. وذكرت مصادر دبلوماسية عربية ان وزراء الخارجية سيجددون تمسكهم بقراراتهم السابقة بشأن التعامل مع هذه الأزمة ، نافية وجود اية توجهات أو احتمالات للتراجع عن المبادرة العربية التي تمخضت عن اجتماع 22كانون الثاني الماضي . ورأى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان التصويت يدل على «استمرار عقلية الحرب الباردة». واضاف ان «روسيا والصين لم تصوتا باخذ الوقائع في الاعتبار بل ضد الغرب».

وبخلاف غالبية المواقف الاخرى اعتبر وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي امس ان القرار الذي اتخذته روسيا والصين ، كان قرارا «صائبا». وقال صالحي، حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية، «ان الصين وروسيا باستخدامهما الفيتو على اقتراحات بفرض عقوبات، انما اتخذتا قرارا صائبا ينم عن موقف دولي جيد».

وفي قلب العاصمة السورية، تجمع مئات السوريين ظهر امس تأييدا لموقف موسكو وبكين في مجلس الامن، رافعين الاعلام الروسية والصينية بالاضافة الى العلم السوري وصور الرئيس بشار الاسد. واعتبرت صحيفة تشرين السورية الحكومية ان استخدام روسيا والصين حق النقض «يتيح لبعض الدول امكانية اعادة النظر بقراراتها»، كما سيكون «حافزا لسوريا لتسريع خطواتها الاصلاحية». وذكرت الصحيفة ان الفيتو «يتيح لبعض الدول إمكانية دراسة مواقفها جيدا من الازمة السورية واعادة النظر بقراراتها بما يخدم استقلال سوريا وسيادتها».

وقال السفير المغربي لدى الامم المتحدة محمد لوليشكي، العضو العربي الوحيد في مجلس الامن والذي لعبت بلاده دورا اساسيا في صياغة القرار «اود التعبير عن خيبتنا واسفنا الكبيرين» للفيتو الروسي والصيني. وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان الولايات المتحدة «مشمئزة من هذا الفيتو الذي يمنعنا من معالجة ازمة تزداد خطورة في سوريا» واتهمت الصين وروسيا ب»التخلي عن الشعب السوري وحماية طاغية» مؤكدة «انهما سيتحملان مسؤولية اي اراقة دماء جديدة».

من جهته، دافع السفير الروسي فيتالي تشوركين عن فيتو بلاده معتبرا ان النص «يدعو الى تغيير النظام، مشجعا المعارضة على السعي للسيطرة على السلطة» ويوجه «رسالة غير متوازنة الى الطرفين» النظام والمعارضة، مؤكدا انه «لم يكن يعكس واقع الوضع في سوريا».


المستقبل
المعارضة السورية تعتبر الفيتو الروسي ـ الصيني رخصة للمضي في القتل
واشنطن تدعو الى تشكيل ائتلاف دولي ضد الأسد

من جانبها صحيفة المستقبل تناولت الأحداث في سورية وكتبت تقول "أثار الفيتو الروسي - الصيني المشترك ضد مشروع قرار عربي غربي يدين العنف الذي يمارسه نظام دمشق ضد المدنيين قابله موافقة 13 دولة من أصل 15 يتألف منها مجلس الأمن، موجة من الغضب الدولي العربي الشعبي العارم استدعت واشنطن وباريس ولندن إلى تصعيد إجراءاتها المضادة سعياً إلى إجبار الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي من خلال تشديد الإجراءات التي تضيق الخناق على حكمه، فيما عمت التظاهرات عدداً من العواصم العربية والغربية في حملة استنكار واسعة لما قامت به موسكو وبكين ما اعتبره المجلس الوطني السوري إجازة للسلطات السورية للمضي في مجازر حصدت أمس 56 قتيلاً ما بين مدني وعسكري في اشتباكات بين جيش السلطة و"الجيش الحر".

فغداة فشل مجلس الامن في اصدار قرار حول سوريا من جراء رفض روسيا والصين، توعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بتشديد العقوبات المفروضة على النظام السوري والسعي الى فرض عقوبات أخرى تجفف مصادر التمويل وواردات الاسلحة لسوريا، مؤكدة انه يجب تشكيل ائتلاف دولي خارج إطار الأمم المتحدة للضغط على الأسد لإجباره على التنحي.

واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية الفيتو الروسي والصيني "مهزلة"، ولا سيما أن التصويت جاء بعد يوم من قصف القوات السورية مدينة حمص موقعة أكثر من 200 قتيل في أسوأ ليلة دموية خلال الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 11 شهرا ضد حكم الاسد. وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة ستعمل مع دول اخرى لمحاولة تشديد العقوبات "لتجفيف موارد التمويل وشحنات الاسلحة التي تعمل على استمرار دوران آلة الحرب التابعة للنظام". وقالت "سنعمل على كشف الذين ما زالوا يمولون النظام ويرسلون إليه الاسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل ومنهم النساء والاطفال". وتابعت "سنعمل مع أصدقاء سوريا الديموقراطية في شتى أنحاء العالم لدعم خطط المعارضة السلمية والسياسية من أجل التغيير".

لكن كلينتون لم تذكر أي تفاصيل عن الدول التي قد تتعاون في هذا الامر أو ما الذي ستفعله تحديداً، ولكنها تسعى على ما يبدو إلى تشكيل مجموعة "اصدقاء سوريا" للعمل في ظل عدم القدرة على احراز تقدم في الامم المتحدة بسبب روسيا والصين. وأضافت "ما حدث أمس في الأمم المتحدة كان فظيعاً.. الدول التي رفضت دعم خطة الجامعة العربية تتحمل كامل المسؤولية عن حماية الآلة الوحشية في دمشق"، وأضافت "في مواجهة مجلس أمن عاجز علينا أن نضاعف جهودنا خارج الأمم المتحدة مع الحلفاء والشركاء الذين يدعمون حق الشعب السوري في مستقبل افضل".

ودعت كلينتون في تصريح الى راديو "سوا" الاميركي الى تشكيل مجموعة أصدقاء سوريا الديموقراطية لتوحيد الشعب السوري وتعبئته ضد نظام الاسد. وقالت ان هذه المجموعة ستكون مماثلة لمجموعة الاتصال حول ليبيا التي ساهمت في جهود اطاحة نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، مشيرة إلى أنها لن تكون مطابقة لها تماماً. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إنها تشعر "بالاشمئزاز" من الفيتو الروسي الصيني، وأضافت ان "اراقة اي دماء اخرى ستكون المسؤولية عنها على عاتق روسيا والصين".

وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمس ان الاتحاد الاوروبي "سيشدد العقوبات المفروضة على النظام السوري". وقال جوبيه لقناة "بي اف ام تي في" "سنساعد المعارضة السورية على تنظيم نفسها وستشدد اوروبا العقوبات المفروضة على النظام السوري ثم سنسعى الى تعزيز الضغط الدولي، وسيأتي وقت سيجبر فيه النظام على ادراك انه معزول ولا يمكنه الاستمرار".

وكان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه اعتبر ان موسكو وبكين، بلجوئهما الى الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدين سوريا "تتحملان مسؤولية كبيرة". وقال في تصريح مكتوب "اثنان من اعضاء مجلس الامن كان لهما خيار آخر عبر لجوئهما الى الفيتو يمنعان المجتمع الدولي من التعبير و(يحولان دون) تعبئة مجلس الامن من اجل تسوية سلمية لهذه المأساة. ان هذين البلدين يتحملان مسؤولية كبيرة". وأضاف ان "فرنسا لن تظل مكتوفة اليدين امام الشعب السوري الشهيد. ستضاعف جهودها وتتخذ مبادرات جديدة لدعم السوريين".

وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أمس لاذاعة "ار تي ال" ان "روسيا لا تستطيع ان تبقى الى ما لا نهاية" على نهجها المعرقل في الامم المتحدة للقرارات المتعلقة بالملف السوري. وقال الوزير "ان روسيا لاسباب لا تقر بها تعرقل كل الجهود(..) ويحق لنا نحن الاوروبيين أن نظهر اننا لن نقبل ابدا بهذا النظام (السوري). يمكن لروسيا ان تصمد 15 يوما او شهرين، لكنها لن تصمد الى ما لا نهاية".

ووصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ النظام السوري بأنه محكوم عليه بالزوال وأنه قاتل، محذراً من أن البلاد تتجه نحو حرب أهلية بعد الفشل الدرامي للجهود الديبلوماسية التي دعت لتنحي الأسد. وأضاف هيغ ان "تصويت روسيا والصين أعطى لموقف الأسد قوة، وهاتان الدولتان تتحملان مسؤولية متزايدة حول العنف المستمر وهذا يعني تزايد الغضب في الشرق الأوسط والعالم العربي تجاه موقفهما".

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو في مؤتمر أمني في ميونيخ "استمر منطق الحرب الباردة بكل اسف في الامم المتحدة. لم تصوت روسيا والصين بناء على الحقائق القائمة، لكنه موقف يعكس الى حد بعيد موقفا مناهضا للغرب. لا يجب استخدام حق الفيتو من هذا المنظور".