افتتحت في العاصمة الايرانية طهران اليوم الاربعاء اعمال المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للوحدة الاسلامية بحضور مسؤولين ايرانيين كبار في مقدمتهم الرئيس محمود احمدي نجاد.
افتتحت في العاصمة الايرانية طهران اليوم الاربعاء اعمال المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للوحدة الاسلامية بحضور مسؤولين ايرانيين كبار في مقدمتهم الرئيس محمود احمدي نجاد. وحضر المؤتمر مسؤولون وعلماء وشخصيات من 57 بلدا اسلاميا منها مصر وسورية والعراق ومن مختلف المذاهب ومنهم مفتي سورية الشيخ بدر الدين حسون.
وافتتح المؤتمر بكلمة الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية آية الله الشيخ محمد علي التسخيري، حيث قال في كلمته "ان الشرق الاوسط الجديد قد ولد بفضل الصحوة الاسلامية ورغم ارادة الولايات المتحدة".
وقد ألقى الشيخ مولوي محمد اسحق مدني رئيس المجلس الاعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية كلمة امام المؤتمر. اكد فيه ان الصحوة الاسلامية لم تكن ظاهرة موهومة بل هي ثمرة دماء الآلاف من الشهداء في العالم الاسلامي. واضاف "يجب تحمل كل الصعاب وانواع الحظر والضغوط من قبل السلطويين في سبيل تحقيق اهداف الصحوة الاسلامية".
وتليت في المؤتمر كلمة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري القاها نيابة عنه عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل كمال خليل الحاج حمدان، وقال فيها ان "الثورة الاسلامية في ايران باتت تشكل مركزا مفصليا انعكس على العالم الاسلامي في جميع الصعد". واعتبر ان "موضوع الوحدة الاسلامية ماثل امامنا وهو شرط استمرار الصحوة وحجب الاعداء". وأضاف ان "الامة الاسلامية الان في زمن تهدد فيه الاماكن المقدسة بحفريات الاحتلال الاسرائيلي من المسجد الاقصى الى الحرم الابراهيمي وان اعتداءات العدو الصهيوني لايمكن اختزالها في كلمة".
واكد حمدان ان "ايران وسوريا تواجهان الكيان الصهيوني وان اي شعب يواجه هذا الكيان فهو مستهدف وهذا ما يحصل في البحرين وفلسطين". وتابع ان الصحوة الاسلامية تعني ان العدو الصهيوني هو العدو الاساس وان الربيع العربي يعني ضرب اتفاقيات اوسلو من الاساس.
مفتي سورية الشيخ بدر الدين حسون بدأ كلمته بالاشادة بالجمهورية الاسلامية الايرانية ورئيسها قائلا "اعتز بالرئيس احمدي نجاد عندما اراه على منبر الامم المتحدة يبدأ بالصلاة على النبي محمد وآله ويخاطبهم بلغة الاسلام الذي اعزنا الله به". واضاف "نحن امة واحدة قبل ان نكون سنة او شيعة وربيعنا ربيع نبينا وفكر جعفرنا الامام الصادق سلام الله عليه وهنا تظهر الوحدة الاسلامية".
وتابع المفتي حسون "ذنب ايران انها جعلت تقدمها العلمي في خدمة الانسانية وذنب ايران هو ان قائدها قال ان القدس في قلب الجمهورية الاسلامية". وأكد ان "الامام الخميني طرح فكر التقريب لانه عرف هناك ان قضية ضعف الامة يتم العبث من خلالها". وقال "عندما صمدت ايران الاسلامية وسوريا ولبنان بكل اطيافه كان النصر حليفا للامة الاسلامية"، مضيفا ان اعداء الاسلام بدأو حربا جديدة اسمها حرب الفضائيات وقاموا بتقسيمنا وتفريقنا وتمزيقنا .
وفي ما يتعلق باوضاع سورية قال الشيخ حسون "سيضيقون على سورية ويحاصرونها لكننا نقول لابنائها حكومة وشعبنا اياكم ان تتحولوا الى صومال آخر ".
وفي كلمته أمام المؤتمر، اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان الظلم انتشر في الكثير من بقاع العالم بسبب هيمنة المستكبرين ونهب ثروات الشعوب. وقال احمدي نجاد ان الظلم انتشر في الكثير من بقاع العالم بسبب هيمنة المستكبرين ونهب ثروات الشعوب، مضيفا ان الاستكبار علم ان اسلوبه في الاستعباد لم يعد يجدي نفعا فلجأ الى الديمقراطية الزائفة وشعارات الحرية.
واشار احمدي نجاد الى هيمنة الصهيونية على القرارات الاميركية. وقال ان خيارات الحزبين الحاكمين في اميركا تقع تحت امرة الصهيونية والشعب الاميركي يعاني من العيش تحت وطأة هذه الدوامة. كما اضاف احمدي نجاد بان شعوب اوروبا ايضا ليست هي الحاكمة ولا تتمتع بالديمقراطية فهي تخضع لسلطة الرأسمالية والصهيونية.
وقال احمدي نجاد ان الغرب والاستكبار عمدا على مر التاريخ على خيانة الشعوب باسم الديمقراطية وحقوق الانسان. واضاف "الاستخفاف بالانسانية الذي يتعمده الغرب يتمثل في زرعه الكيان الصهيوني ليس في منطقتنا فحسب بل وفي العالم كله". وتابع احمدي نجاد قائلا "ان اميركا كرست انفاق 80 مليار دولار لصنع القنابل الفتاكة من اجل اشعال الحروب واثارة الفتن واذلال الانسان في العالم". واعتبر ان استخفاف الغرب بالانسانية يتمثل ايضا في ولائه للصهيونية ونبذه الرسالات السماوية.
واشاد الرئيس الايراني بعمل المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية. وقال ان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية قدم الكثير للامة الاسلامية وعلينا السعي لاضاءة طريق المستقبل. وقال ان المدارس السياسية التي صنعها الانسان لم تخلصه من الذل بدليل انهيار الليبرالية والماركسية اللتين جاء بهما وانه لا حل الا بالدين الالهي الذي ارسله للانسانية جمعاء من اجل سعادتها وبلوغها الكمال. واضاف "الوحدة الاسلامية المنشودة هي الوحدة من أجل المستقبل وليس للماضي وهي دعوة للتحرك من اجل تحقيق الاهداف"، مضيفا ان الحكام في العالم لا يدعون اليوم الا لانفسهم ومن يكرس التوحيد والعدالة لا يكون الا من سنخ النبي (صلى الله عليه وآله).
كما اكد احمدي نجاد ان محور وحدتنا هو الاعتصام بحبل الله تعالى ولن يكون هناك خلاف بيننا اذا كانت دعوتنا لله، واعتبر ان ايران ارض كل الطوائف والمذاهب وهي لا تطمح للهيمنة على احد . واشار الى الاوضاع في العراق واعتبر انه قبل احتلال العراق كان أبناء طوائف هذا البلد متحابين فيما بينهم لكن الخلاف حل بينهم بمجيء الاحتلال. واضاف "الاعداء يحاولون بث الفرقة وزرع الفتن بيننا شعوبا ومذاهب وطوائف وان الاحتلال الاميركي زرع الفتن الطائفية والعداوة والبغضاء في منطقتنا منذ أن وطأ ارض العراق".
ويهدف هذا المؤتمر الى تهيئة الظروف لايجاد الوحدة والتضامن في العالم الاسلامي والمساهمة الفكرية للعلماء للتقريب بين الرؤى العلمية والثقافية في مجالات الفقه والاصول وعلم الكلام والتفسير وباقي المواضيع. كما يناقش المؤتمر قضايا العالم الاسلامي ومشاكل المسلمين بغية التوصل الى حلول مناسبة واتخاذ مواقف مشتركة في ازاء ذلك.