تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدة مواضيع كان ابرزها تطور الأحداث في سورية خاصة المواقف الغربية من الأزمة والتطورات الأمنية داخلياً...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدة مواضيع كان ابرزها تطور الأحداث في سورية خاصة المواقف الغربية من الأزمة والتطورات الأمنية داخلياً...
السفير
أنقرة وواشنطن وباريس تلوّح بـ «مؤتمر أصدقاء سوريا» على وقع تزايد العنف
موسكو تحذر من أي تحرّك دولي أحادي: الحل بالحوار الوطني السوري
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "تمسكت موسكو، التي تتعرض لضغوط قوية جدا من العواصم الغربية، بموقفها من الأزمة السورية، محذرة أمس من التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، أو من «أي تحرك أُحادي» في مجلس الأمن الدولي أو خارجه. وكررت رفضها الخطة العربية التي تنص على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وضرورة تشجيع السوريين من خلال الضغط على المعارضة، لإجراء حوار في ما بينهم للخروج من الأزمة.
في هذا الوقت، أعلن البيت الأبيض الاميركي أن واشنطن «تأمل عقد اجتماع مع الشركاء الدوليين قريبا للاتفاق على الخطوات المقبلة لوقف قتل المدنيين في سوريا وسيتضمن ذلك على الأرجح تقديم مساعدات إنسانية. وقال المتحدث باسمه جاي كارني إن اجتماع «أصدقاء سوريا» قد يعقد في القريب العاجل. وكشف وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، قبيل سفره الى واشنطن، ان أنقرة تعمل على تنظيم مؤتمر دولي بمشاركة أطراف إقليمية ودولية حول الأزمة السورية «في أقرب وقت ممكن».
ومن جهته ، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال لقائه مفتي سوريا أحمد بدر حسون على هامش المؤتمر الـ25 للوحدة الإسلامية في طهران، إن «إيران ستبقى حكومة وشعبا مع سوريا في كل مواقفها التي تبنى بها سوريا المتجددة».
وقال مصدر في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي إن الاجتماع المرتقب لوزراء خارجية دول المجلس سيعقد الأحد في القاهرة، وليس السبت في الرياض كما أُعلن سابقا. ويأتي الاجتماع متزامنا مع اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لبحث التطورات في سوريا ووضع المراقبين.
وفي القاهرة، أكد نائب رئيس غرفة عمليات بعثة المراقبين العرب علي الجاروش «أن الأمانة العامة لم توجه بسحب بعثتها من دمشق». وأوضح «أن الأمين العام نبيل العربي بعدما أوقف نشاط البعثة طلب من أعضاء الفريق الذين أمضوا أكثر من شهر بعيدا عن بلدانهم وأُسرهم منحهم إجازة ريثما يحدد وضع البعثة في ضوء قرار مجلس الجامعة الذي سيتخذ الأحد».
روسيا
وشدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، على «ضرورة الاستمرار في البحث، بما في ذلك في مجلس الأمن الدولي، عن سبل منسقة لمساعدة السوريين على ضبط الأزمة بأنفسهم»، مؤكدا أن ذلك يجب ان يحدث «من دون تدخل خارجي، وباحترام تام لسيادة سوريا».
ونقل بيان الكرملين عن ميدفيديف قوله إن مشروع القرار الغربي - العربي «لم يسمح لنا بالقيام بتقييمات غير متحيزة للوضع في سوريا أو ضمان دعوة الطرفين إلى وقف إطلاق النار وإنهاء سفك الدماء»، مضيفا إن «مثل هذا القرار لم يكن ليشجع البحث عن طريقة سلمية لحل الأزمة». وأشار ميدفيديف إلى «أهمية دور تركيا في سياق الأوضاع الإقليمية الراهنة، بصفتها دولة ذات نفوذ كبير على الصعيد الدولي وتاريخ طويل من علاقات حسن الجوار والتعاون مع سوريا». وأكد «إمكانية الاستفادة من هذا الدور لأجل تنظيم حوار وطني شامل في سوريا». وقال الكرملين في بيان آخر إن ميدفيديف دعا، في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، إلى تجنب اتخاذ «تدابير أُحادية متسرعة» لحل الأزمة في سوريا، وخصوصا في مجلس الأمن.
وبناء على طلب ساركوزي الذي بادر إلى الاتصال بميدفيديف، أطلعه الرئيس الروسي على نتيجة محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأسد. وذكر الاليزيه أن ساركوزي طلب من ميدفيديف «دعمه الكامل لخطة الجامعة العربية من أجل إقناع الأسد بالتنحي والحؤول بذلك دون اندلاع حرب أهلية تهدد وحدة سوريا واستقرار المنطقة بأكملها والإفساح في المجال لعملية انتقال سياسي منظم». وشدد على «ضرورة زيادة الضغوط على النظام السوري لوقف القمع الوحشي ضد الشعب السوري وحتى يتمكن هذا الشعب من تحقيق تطلعاته الى الحرية والديموقراطية».
ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع نظيرته الباكستانية هنا رباني خار في موسكو، الرد على سؤال عما إذا كان بحث مع الأسد احتمال تنحيه من السلطة. وقال «إن خلاصة أي حوار وطني يجب أن تكون نتيجة اتفاق بين السوريين أنفسهم ومقبولة من جميع السوريين». وأضاف «إننا ندعم أي مبادرة تهدف الى إحلال الظروف لقيام حوار بين السوريين، وهذا ما ينبغي أن تفعله الأسرة الدولية، سواء العالم العربي أو أوروبا او الولايات المتحدة او مناطق اخرى من العالم». وتابع «ليس من شأن الأسرة الدولية أن تحاول تحديد نتيجة الحوار الوطني مسبقا».
تركيا
وأعلن داود أوغلو ان تركيا تعمل على عقد مؤتمر دولي «في أقرب فرصة» حول الأزمة السورية بمشاركة أطراف إقليمية ودولية. وقال، لقناة «ان تي في» الإخبارية، «نحن مصممون على تنظيم منتدى على اساس واسع من اجل توافق دولي بين الدول التي يقلقها» الوضع في سوريا، مشيرا إلى ان المؤتمر قد يعقد في تركيا او بلد آخر لكن يجب ان يكون «في المنطقة وفي أقرب فرصة». وأضاف أن تركيا تلتزم سياسة دبلوماسية نشيطة من اجل تحديد «خريطة طريق جديدة» لسوريا.
واعتبر داود اوغلو، الذي انتقل الى واشنطن في زيارة تستمر حتى الأحد المقبل ويلتقي خلالها نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون ومستشار الامن القومي الاميركي توماس دونيلن، ان بلاده لن تسمح باستمرار سفك الدماء في سوريا وبعدم استقرار المنطقة، محذراً الإدارة السورية مجدداً من العزلة. وقال «نأمل ألا تتحول سوريا التي تقع في قلب الشرق الأوسط الى كوريا شمالية أخرى»، لكنه استبعد مجددا التدخل العسكري في سوريا. وقال داود أوغلو، في مقابلة مع «رويترز»، إنه «إذا فشل مجلس الأمن الدولي في حماية المدنيين فينبغي للدول التي تتبنى فكرا مشتركا إيجاد سبل لإنهاء القتل وتوصيل المساعدات للمدنيين المحاصرين بسبب هجوم الجيش».
وعما إذا كان تصاعد العنف اقترب من النقطة التي تعتقد تركيا انه قد اصبح من اللازم إنشاء منطقة عازلة داخل سوريا او ممرات أمنية، قال داود اوغلو «نعم، نحن قلقون جدا. الآن يموت مئات الاشخاص يوميا. نحن قلقون مما قد يحدث الاسبوع المقبل او الشهر المقبل، وتركيا معنية مباشرة».
باريس ولندن
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه انه لا يصدق «على الإطلاق» تعهدات دمشق خلال زيارة لافروف، وقال «هذا فعلا تلاعب من بشار الأسد لن ننخدع به». وكرر جوبيه «لقد كتب بوضوح في مشروع القرار الذي استخدمت روسيا ضده حق النقض، انه لن يكون هناك عملية عسكرية»، معتبرا ان الاشارة الى السابقة الليبية وإلى التدخل العسكري الدولي بعد تبني قرار في مجلس الأمن «ذريعة خادعة». وقال «مرات لا تحصى ذهب مسؤولون إلى دمشق للقاء بشار الأسد وهو يعطيهم تطمينات جيدة... لا أثق على الإطلاق بتعهدات النظام السوري الذي فقد صدقيته». وأضاف «هذا فعلا تلاعب من بشار الأسد لن ننخدع به. عندما نقتل ستة آلاف من مواطنينا... نفقد شرعيتنا».
النهار
حمص تشتعل وواشنطن "لا تستبعد أي شيء"
روسيا تحذّر الغرب من "التهوّر" في سوريا
وتناولت صحيفة النهار الشأن السوري وكتبت تقول "على رغم مضي القوات السورية في الحسم العسكري سواء في حمص او في مناطق اخرى خاضعة لسيطرة المعارضة مما أوقع نحو مئة قتيل، اقتصرت المواقف الدولية على التنديد اللفظي والتحرك الديبلوماسي، وقت وجهت موسكو تحذيراً من "التهور" في اتخاذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا، من غير ان تنجح الجهود الغربية التي بذلت لدى المسؤولين الروس في اقناعهم بتغيير موقفهم.
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: "في الأيام المقبلة سنواصل مناقشاتنا النشيطة جدا ... لبلورة الخطوات التالية للمجتمع الدولي في سبيل وقف قتل الشعب السوري"، مشيراً الى ان المناقشات التي ستشمل "المجلس الوطني السوري" المعارض تستهدف مساعدة عملية "المضي نحو انتقال سياسي سلمي ... انتقال ديموقراطي في سوريا".
لكنه شدد مجددا على ان البيت الابيض لا يعكف على البحث في التدخل العسكري لوقف الحملة على معارضي الأسد التي قتل فيها الآلاف قائلا: "لا نستبعد قط أي شيء في وضع كهذا. لكننا نواصل سبيلاً يتضمن عزل نظام الأسد والضغط عليه كي يتوقف عن عملية القتل الوحشي لشعبه".
وكانت شبكة "سي أن أن" الأميركية للتلفزيون بثت أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" والقيادة المركزية في الجيش الأميركي بدأتا إجراء مراجعة داخلية أولية للقدرات العسكرية الأميركية في حال طلب التدخل في سوريا.
والى واشنطن توجه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وصرح قبل سفره بأنه يتعين على المجتمع الدولي أن يبعث برسالة دعم قوية الى الشعب السوري ويقدم مساعدات لسكان مدينة حمص التي يهاجمها الجيش بالمدفعية.
وسئل عن الظروف التي يمكن أن تصدر فيها أوامر الى القوات التركية بدخول الأراضي السورية، فأجاب بأن هذه اللحظة لم تأت بعد، وإن التدخل العسكري في سوريا مسألة تخص دول المنطقة والمجتمع الدولي. وأضاف: "نحن نستخدم كل الوسائل الديبلوماسية".
الأخبار
الأسد ـ لافروف: تفاهم سياسي وتفهّم أمني
كما تناولت صحيفة الأخبار الأحداث في سورية وكتبت تقول "انتهت زيارة وزير الخارجية الروسي لدمشق بنتائج مطابقة لموقف موسكو في مجلس الأمن عندما استخدمت الفيتو، وهو استمرار دعمها الرئيس بشّار الأسد ونظامه، ورفض تنحّيه، وحضّه في الوقت نفسه على استعجال الإصلاحات. لكنها تفهّمت، كذلك، دوافع قراره الحسم العسكري.
مهمتان قادتا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرافقه رئيس جهاز الإستخبارات العسكرية ميخائيل فرادكوف إلى دمشق والاجتماع بالرئيس السوري بشّار الأسد: أولى هي الإطلاع من الأسد ومعاونيه على الوضع الميداني مع تفاقم التصعيد العسكري بين النظام والمسلحين، وثانية حضّه على استعجال الخطوات الإصلاحية التي تحدّث عنها الرئيس السوري في خطابه الأخير والمضي في الحوار الداخلي.
ترافقت المحادثات الرسمية بين الأسد ومعاونيه والوفد الروسي، مع أخرى غير معلنة أجراها فرادكوف، على هامش المحادثات الرسمية، مع المسؤولين الأمنيين السوريين الكبار للإطلاع كذلك على الوقائع واستكشاف وجهة نظر الأركان العسكرية السورية من العمليات الدائرة بعنف.
بذلك اكتسبت الزيارة أكثر من بُعد سياسي وأمني في ظلّ قطع من الأسطول الروسي راسية في مرفأ اللاذقية، غلّفتها مواقف ديبلوماسية ترجّحت بين البرودة والجزم. ولكنها عبّرت بإزاء ما أعلنه لافروف بعد المحادثات، ثم في اليوم التالي أمس، ثم سلسلة مواقف مكمّلة أطلقها الرئيس ديمتري ميدفييف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين عن حجم الدعم الروسي لنظام الأسد وتفهّم إجراءاته السياسية والأمنية.
وبحسب معطيات متوافرة لمواكبين عن قرب لزيارة لافروف للعاصمة السورية الثلثاء، فهي أفضت إلى نتائج منها:
1 ـ تأكيد الأسد له التزامه ما أورده في خطابه الأخير في 10 كانون الثاني بإجراء إصلاحات. أعلم الوزير الروسي أيضاً بأنه سيدعو في أقرب وقت إلى استفتاء على الدستور السوري الجديد، تليه انتخابات عامة لمجلس الشعب. في المقابل أبدى الزائر الروسي استعجالاً لهذه الخطوات لقطع دابر التشكيك في ما تعتزم القيادة السورية القيام به.
2 - تطابق وجهتي نظر دمشق وموسكو حيال ما يحدث في سوريا، وهو أنه أكبر من حجم التطورات الدائرة فيها بين النظام ومعارضيه. وهو ما لمسته روسيا كذلك من مداولات مجلس الأمن في جلسة 4 شباط للتصويت على قرار يدعم مبادرة الجامعة العربية، والطريقة التي لمستها في تعاطي العرب والغرب مع الأزمة السورية.
3 - لم تفقد موسكو الأمل في أن لا مخرج للإضطرابات في سوريا سوى في اقتناع العرب والغرب معاً بإجراء حوار مع الرئيس السوري والنظام بلا شروط مسبقة. وفي ذلك تأكيد جازم بتمسّكها بالأسد ورفض أي تسوية تقضي بتنحّيه. في هذا السياق أكد لافروف للقيادة السورية أن موسكو تنظر إلى الأسد على أنه ممثل شرعية بلاده، ويتمتع بتأييد شعبي كبير.
4 - تتمسّك موسكو بالحوار بين النظام ومعارضيه وتصرّ عليه كمخرج للأزمة، ولكنها ترى أن على العرب والغرب معاً ممارسة ضغوط على المعارضة من أجل الإنخراط في هذا الحوار مع الرئيس السوري الذي أعرب للافروف عن استعداده الكامل لمباشرة خطوات فعلية فيه. وإذ تلحّ على التوصّل إلى حلّ داخلي، لا ترى هذا الحلّ بأي ثمن، وليس بالتأكيد على حساب الرئيس السوري أو بإقصائه عنه، ولا وفق الطريقة الليبية. كذلك ترفض موسكو استدراج العرب والغرب لها إلى بداية حلّ لا يلبث أن يتحوّل فخاً. وهي بذلك تشدّد على معالجة المشكلة بأبعادها كلها، وعدم حصرها بجانب واحد، أو بفريق واحد، وتجنيبها الإنزلاق إلى وجهة تضاعف من وطأة الأزمة والعنف.
5 - أبلغ الوفد الروسي إلى القيادة السورية أنه ينظر إلى حلّ يأخذ في الإعتبار ثلاثة عناصر تقبض على الوضع الداخلي، هي النظام الذي يمثله الأسد والمعارضة السلمية والمسلحون. تالياً فإن نجاح أي حلّ يقتضي اقترانه بضمانات احترام تطبيقه.
6 - أبرزت القيادة السورية وجهة نظرها من التطورات الأمنية المتسارعة، فأكدت أن المرحلة الحالية هي الحرب المباشرة على ما تعدّه بؤراً مسلحة توسّعت في الأشهر الأخيرة في بعض المناطق السورية، وأحكمت السيطرة عليها. وباتت هذه البؤر ورقة المساومة التي يتمسّك بها الغرب والعرب لفرض حلّ على النظام ودفع الأسد إلى التخلي عن السلطة، خصوصاً وأن تعويلهما ــــ لإنهاك الرئيس ونظامه وإظهاره أنه فقد سلطته على البلاد ــــ هو على هؤلاء المسلحين وليس على معارضة الخارج التي تتخذ من تركيا وفرنسا وبريطانيا، ومن دول عربية، أماكن تحرّكها الضعيف التأثير، والقليل الفاعلية في النزاع الداخلي. في حين أخلّ المسلحون بتوازن القوى الداخلي بعدما تلقوا تمويلاً وأسلحة من الحدود المتاخمة مع لبنان وتركيا.
حدّدت دمشق فئات بؤر المسلحين بثلاث في مراتب متدرّجة تمثّل خليطاً غير متجانس: الأخوان المسلمون والسلفيون الذين يشكلون الغالبية الساحقة والمدرّبون والمسلّحون، ثم الفارّون من السجون والمطلوبون الذين تصفهم دمشق بالعصابات، ثم المنشقون عن الجيش والشرطة وهم قلة.
بدورها موسكو تنظر إلى المسلحين على أنهم مشكلة مستقلة عن المعارضة السياسية السلمية، ولا تجد لهم مكاناً في الحلّ، بل عقبة في طريقه نظراً إلى تأثيرهم المباشر على تعطيل أي تسوية داخلية يتوصل إليها النظام ومعارضوه السلميون. إلا أن الوفد الروسي لمس حرص القيادة السورية على تجنّب الخسائر البشرية في معرض توسيع الجيش رقعة اشتباكه مع المسلحين.
اللواء
إتصالات روسية - فرنسية وتركية عشيّة دعوة أنقرة لإئتلاف دولي الأسبوع المقبل
ميدفيديف يستعيد «الحرب الباردة»: لن نقبل بتدخّل مباشر في سوريا
الموفد الإيراني يجدّد الثقة بالأسد وأوروبا تجلي الرعايا و100 قتيل بهجوم على حمص
بدورها تناولت صحيفة اللواء التطورات السورية وكتبت تقول "واصل الجيش السوري قصفه المكثف لأحياء مدينة حمص معقل الاحتجاجات الشعبية التي تحدت الأسد وطالبته بالرحيل بعد حكم دام 12 سنة، وحسب ناشطين فإن هذه العملية العسكرية خلفت أكثر من 100 مدني بينهم عشرات الاطفال، بينما تستعد تركيا فيما يبدو لحملة دبلوماسية جديدة ضد الرئيس السوري بشار الاسد، واجهتها موسكو بالتشديد على رفض اي تدخل اجنبي بشؤون سوريا مستعيدة بذلك أجواء الحرب الباردة مع الولايات المتحدة. وقد أجرت روسيا وفرنسا وتركيا اتصالات أمس عشية دعوة أنقرة لائتلاف دولي الاسبوع المقبل. وبينما جددت طهران ثقتها بالرئيس السوري بشار الاسد عبر موفدها الى دمشق أمس أعلنت أوروبا عن اجراءات لاجلاء رعاياها من سوريا في خطوة من شأنها فرض مزيد من الضغط على النظام السوري.
وقد دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس شركاء روسيا الى تجنب اتخاذ «تدابير احادية متسرعة» لحل الازمة في سوريا، وخصوصا في مجلس الامن الدولي، في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال الكرملين في بيان انه «في اطار مواصلة العمل الصعب، وخصوصا في مجلس الامن الدولي، لحل الازمة في سوريا، دعا مدفيديف مختلف الشركاء الى تجنب اتخاذ تدابير احادية متسرعة».
من جهته طلب ساركوزي من نظيره الروسي «دعمه الكامل» لخطة الجامعة العربية من اجل اقناع الاسد بالتنحي. وخلال هذا الاتصال، شدد ساركوزي ايضا على «ضرورة زيادة الضغوط على النظام السوري لوقف القمع الوحشي ضد الشعب السوري وحتى يتمكن هذا الشعب من تحقيق تطلعاته الى الحرية والديموقراطية». وكان مدفيديف شدد في اتصال هاتفي خلال النهار مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على «ضرورة الاستمرار في البحث- بما في ذلك في مجلس الامن الدولي-- عن سبل منسقة لمساعدة السوريين على ضبط الازمة بانفسهم». واضاف ان ذلك يجب ان يحدث «دون تدخل خارجي، وباحترام تام لسيادة سوريا». واضاف ان الرجلين اتفقا على عقد لقاء بين وزيري خارجيتهما من اجل التشاور.
وحذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الغرب من التصرف «بشكل اهوج»، وقال انه يجب السماح للسوريين انفسهم تقرير مصيرهم. وكان لافروف العائد من دمشق حيث التقى الأسد، أعلن في وقت سابق امس أن مصير الأخير «يجب أن يقرره السوريون بأنفسهم»، في ختام مفاوضات بين السلطة والمعارضة.
بالمقابل ، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي توجه امس الى واشنطن لاجراء محادثات حول سوريا وايران امس ان تركيا تعمل على عقد مؤتمر دولي «في اقرب فرصة» حول الازمة السورية بمشاركة اطراف اقليمية ودولية. وقال البيت الابيض ان الولايات المتحدة تأمل عقد اجتماع مع الشركاء الدوليين قريبا للاتفاق على الخطوات القادمة . وقال غاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين ان اجتماع «أصدقاء سوريا» قد يعقد في القريب العاجل. لكنه لم يقدم تفاصيل.
وفي دمشق، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال لقائه معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تصميم سوريا على الحوار الوطني، وقدم له شرحا عن برنامج الإصلاح الشامل الجاري في سوريا والمزمع إنجازه ضمن فترة زمنية محددة. من جهته أكد المسؤول الإيراني حرص بلاده على استقرار سوريا واستقلال قرارها ودعمها للإصلاحات الجارية فيها، معرباً عن ثقته بقدرة سوريا قيادة وشعبا على تجاوز الأوضاع الراهنة.
الى ذلك، اعلن الاتحاد الاوروبي انه يستعد، كاجراء احتياطي، لاجلاء رعاياه من سوريا كما يدرس احتمال حظر الرحلات الجوية التجارية معها، بحسب دبلوماسيين رفيعي المستوى. واوفد الاتحاد الاوروبي الى لبنان والاردن فرق خبراء مكلفة الاعداد لعودة «الاف» الاوروبيين المقيمين في سوريا، وايضا رعايا دول اخرى في حال استدعى الامر ذلك. قال دبلوماسي أوروبي كبير ان حكومات الاتحاد الاوروبي توصلت الى اتفاق من حيث المبدأ على فرض عقوبات جديدة تستهدف البنك المركزي السوري وعلى التجارة مع الحكومة السورية في الفوسفات والالماس والذهب والمعادن النفيسة الأخرى.
المستقبل
واشنطن تهيئ لاجتماع عاجل لأصدقاء سوريا وأوروبا تستعد لإجلاء رعاياها
حمص تقاوم الصواريخ وتركيا تحاصر الأسد بمؤتمر دولي
من جانبها تناولت صحيفة المستقبل الأزمة السورية وكتبت تقول "يستعيد الأتراك زمام المبادرة في محاولة لتطويق نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يسحب الجيش السوري الحر البساط من تحت أقدامه عاجزاً عن إخضاع مدينة صغيرة في ريف دمشق مثل الزبداني، فضلاً عن تحدي دولة مثل تركيا كما قال أمس وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو.
وفي الميدان لا تزال حمص ومعها درعا وإدلب وعدد من مدن ريف دمشق تتحدى أرتال دبابات كتائب الأسد التي تصب حمم صواريخها ومدفعيتها على المباني الآهلة في تلك المدن وغيرها من نقاط الثورة التي تنتشر في طول سوريا وعرضها، مقطعة جيش النظام بطريقة أشبه ما تكون بمعارك الحرب العالمية الثانية بين رومل ومونتغمري في استنزاف واضح لقدرات جيش منهك عاجز عن إخضاع أي بؤرة بالرغم من تغطية روسية صينية مشتركة لن تصمد طويلاً أمام المد الشعبي السوري العربي الدولي الذي يطوق سلطات دمشق، إضافة إلى بوادر انهيار في الاقتصاد السوري يتمثل بنزف متزايد في قيمة الليرة السورية.
أميركياً، أعلنت الولايات المتحدة أنها تستعد لعقد اجتماع في القريب العاجل لأصدقاء سوريا، معتبرة أن "الأسد أضاع فرصة للحوار مع شعبه، وقمعه بدلاً من ذلك بوحشية"، حسبما قال البيت الأبيض أمس، فيما يتهيأ الأوروبيون لأسوأ السيناريوات في إجراء احتياطي لإجلاء رعايا الاتحاد من سوريا بسبب استمرار أعمال العنف والقتل.
وفي المقلب الروسي كان لافتاً موقف رئيس الكرملين ديمتري مدفيديف الذي لن يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإن اعتبر أن الوقت لم يفت بعد لمواصلة البحث عن حل للأزمة السورية داخل مجلس الامن الدولي حسبما قال أمس في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي أعلن وزير خارجيته ان أنقرة تعمل لعقد مؤتمر دولي "في أقرب فرصة" حول الأزمة السورية بمشاركة أطراف اقليمية ودولية.
وفي زيادة للضغوط الغربية على موسكو طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من نظيره الروسي "دعمه الكامل" لخطة الجامعة العربية من اجل اقناع الرئيس السوري بالتنحي، كما ذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان ان ساركوزي شدد خلال اتصاله الهاتفي مع مدفيديف على "ضرورة زيادة الضغوط على النظام السوري لوقف القمع الوحشي ضد الشعب السوري".
وفي موسكو ايضاً دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين امس الاسرة الدولية الى عدم التصرف "بتهور" حيال سوريا، معتبراً ان على الشعب السوري ان يقرر مصيره، كما بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اتصالين هاتفيين تلقاهما من كل من نظيريه الألماني غيدو فيسترفيليه والبريطاني وليام هيغ الأوضاع في سوريا.
ففي أنقرة قال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو إنه يجب على المجتمع الدولي أن يبعث برسالة دعم قوية للشعب السوري ويقدم مساعدات لسكان مدينة حمص التي يهاجمها جيش الأسد بالمدفعية. وقال إن تركيا مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي لدعم الشعب السوري وتوجيه رسالة للرئيس السوري لوقف حملة مستمرة منذ 11 شهرا ضد معارضيه. وأضاف الوزير التركي في مقابلة قبل فترة وجيزة من مغادرته إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات بشأن سوريا أن التاريخ أثبت أن الزعماء الذين يطلقون النار على شعوبهم لا يستطيعون البقاء.
وأضاف داود اوغلو "نريد بالتأكيد انعقاد هذا الاجتماع في منطقتنا لإظهار القلق والحساسيات وابداء التضامن والاهتمام الاقليمي.. ربما في تركيا أو في بلد آخر، "وضع المراقب لا يكفي. حان وقت توجيه رسالة قوية للشعب السوري بأننا معهم." وتابع "ماذا سيحدث إذا قتل السوريون بالآلاف كل يوم؟ اليوم يقتلون بالمئات.. إنه سيناريو سيئ للغاية."
ورداً على سؤال عما إذا كان العنف المتصاعد يقترب من النقطة التي ستبحث عندها تركيا إقامة منطقة عازلة داخل سوريا أو فتح ممر للمساعدات الإنسانية قال داود أوغلو "نعم.. نشعر بقلق بالغ... الآن يقتل مئات الناس يوميا. نخشى مما سيحدث الأسبوع القادم والشهر القادم وتركيا معنية بشكل مباشر". وقال داود اوغلو "إذا حارب زعيم أو نظام شعبه فلن يتمكنا من البقاء. هذه قاعدة أثبتها التاريخ." واعتبر داود أوغلو أن نظاماً لا يستطيع إخضاع مدينة صغيرة مثل الزبداني في ريف دمشق لا يستطيع تحدي دولة مثل تركيا.
وأعلن البيت الأبيض أمس ان الولايات المتحدة تأمل عقد اجتماع مع الشركاء الدوليين قريبا لبحث سبل وقف العنف في سوريا وتقديم مساعدات انسانية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين "في الأيام القادمة سنواصل مناقشاتنا النشطة للغاية... لبلورة الخطوات القادمة للمجتمع الدولي في سبيل وقف قتل الشعب السوري"، وتابع أن المناقشات التي ستشمل المجلس الوطني السوري المعارض تستهدف مساعدة عملية "المضي قدماً نحو انتقال سياسي سلمي.. انتقال ديموقراطي في سوريا."
وسط ذلك، يستعد الاتحاد الاوروبي كإجراء احتياطي لإجلاء رعاياه من سوريا كما يدرس احتمال حظر الرحلات الجوية التجارية معها، بحسب ديبلوماسيين رفيعي المستوى، صرح احدهم امس "اننا ازاء جدار علينا محاولة تسلقه"، معرباً عن قلقه من استمرار العنف ازاء السكان المدنيين. وأوفد الاتحاد الاوروبي الى لبنان والاردن فرق خبراء مكلفة الاعداد لعودة "آلاف" الاوروبيين المقيمين في سوريا وأيضاً رعايا دول اخرى في حال استدعى الامر ذلك.
في باريس، دانت فرنسا بشدة "الجرائم الجديدة" التي يرتكبها النظام السوري حاليا بمدينة حمص. وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي امس أن الأسلحة الثقيلة والدبابات التابعة لنظام الاسد والمنتشرة في حمص تثير الخوف مجددا من احتمال وجود حمامات دم جديدة فى سوريا.
وفي السياق ذاته، اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس ان "ثقته قليلة جدا" بنتائج الزيارة التي قام بها لافروف الى دمشق. ودعا رئيس الحكومة البريطانية امام مجلس العموم الكرملين الى ان "يراجع ضميره ويدرك ما فعل". واوضح ان بريطانيا ستزيد دعمها لمجموعات المعارضة داخل وخارج سوريا وتلعب دورا قياديا في "مجموعة اتصال" لدول تحاول انهاء العنف في سوريا.