أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الخميس 09-02-2012
أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الخميس 09-02-2012
عناوين الصحف
-السفير
الأزمة الحكومية معلّقة حتى عودته.. ميقاتي يعزز «رصيده» في باريس
-النهار
زيارة باريس تجمّد حل أزمة الجلسات المعلّقة.. مصارحة بين السنيورة وقهوجي عن الجيش
-الأخبار
الأسد – لافروف.. تفهم وتفاهم
-الجمهورية
سليمان لترجمة النأي وتمكين الجيش
واشنطن تدعو"أصدقاء سوريا" للإجتماع قريباً
- البلد
سليمان يبارك تحرك الجيش شمالاً
- الحياة
"قرار الحسم" يغرق حمص في الدم والركام
- الأنوار
مصادر رئيس الجمهورية: عون لا يمثل جميع المسيحيين
-البناء
وحدات خاصة بريطانية وقطرية تدعم الإرهابيين في حمص وتنسق مع تجار الأسلحة في تركيا
- المستقبل
14 آذار ترى تلازماً بين ترنّح الحكومة وترنّح النظام السوري
السنيورة لقهوجي: دور الجيش منع التعديات على الحدود
- اللواء
قطب شمالي شمالي يتخوف من انفجارات على خلفية التداعيات السورية
ترتيبات جديدة للجيش لطمأنة الأهالي في عكار
قانصو ل"اللواء": الإنتظام الوزاري الأسبوع المقبل
- الشرق الأوسط
ميقاتي في باريس سعيا لضخ المزيد من «الرصيد الدولي».. مدى تحكم حزب الله في قرارات الحكومة والوضع السوري.. أهم محاور المباحثات
- الديار
بعيداً عن مجلس الأمن اميركا تحشد اصدقاءها ضد النظام السوري
موسكو: لا للتهور حيال دمشق واتصالات اوروبية مع لافروف لتعديل الموقف الروسي
الاشتباكات مستمرة وسقوط 117 قتيلاً والأمن يقتل ابرز المطلوبين في الزبداني
أبرز المستجدات
- السفير: محطة أخيرة: نقاش مع السيد
عندما يوجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الشكر تلو الشكر الى إيران على دعمها، ويقدم في خطابه الأخير تفاصيل غير مسبوقة عن ذلك الدعم وأشكاله المتعددة، فإنه يعبر عن وفاء صادق ونزاهة ثابتة، لا تلغي الحاجة الى نقاش واقعي هادئ في ذلك الموقف الأخلاقي الذي يمثل جوهر «السياسة الخارجية» للحزب ومحورها المركزي.الشكر لإيران واجب ومستحق. تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي من دون قيد او شرط، لم يكن صدفة ولا كان مجرد حدث عابر في التاريخ العربي والإسلامي. لكن الشكر واجب ومستحق اكثر للجنوبيين والشيعة اللبنانيين عموماً الذين قدموا التضحيات الجسام وخاضوا المواجهة المباشرة مع العدو.. التي وفرت لإيران ولا تزال، فرصة تاريخية أيضاً لكي تصبح قوة إقليمية لا يستهان بها، يمتد دورها ونفوذها الى شواطئ البحر المتوسط، للمرة الأولى من زمن قورش العظيم. بالطبع لا تتردد طهران في التعبير (المتعدد الأشكال) عن تقديرها للبيئة الشيعية اللبنانية التي تتخطى فكرة الأداة الإيرانية، وتختزل وحدها من دون سواها من البيئات الشيعية العربية في العراق والبحرين والسعودية.. الكثير من القيم والمفاهيم الأيديولوجية والفقهية والسياسية للدولة الإسلامية، اكثر مما تمنحها مساحة مهمة من جبهة الصراع مع العدو الإسرائيلي.ما قاله السيد نصر الله في خطابه حول الحاجة الى التفكير في طبيعة الرد على أي حرب، مستبعدة فعلاً، على إيران، يتسق مع المنطق القائل إن طهران لا تملي على الحزب سلوكه وموقفه.. لكنه يجافي الواقع المعروف والمنشور عن خطط الحرب الأميركية والإسرائيلية التي تبدأ من الجنوب اللبناني في طريقها الى قم وأصفهان، وتستكمل تجربة عام ٢٠٠٦ ، عندما طلبت أميركا من إسرائيل المضي قدماً في الحرب التدميرية على شيعة لبنان تحديداً لمعاقبة القيادة الإيرانية على رفضها عرض الحوافز، الذي تلقته في حزيران من ذلك العام، مقابل التخلي عن برنامجها النووي.هي علاقة تبادل وتفاعل وتكافؤ، تختلف عن العلاقة التي يقيمها الحزب مع النظام السوري على سبيل المثال. وهنا مجال لنقاش أوسع وأعمق، يفترض قدراً إضافياً من الموضوعية، التي لا تنكر الأزمة في سوريا، ولا تنفي المذبحة في حمص ولا الانشقاق في الجيش ولا حتى قياس الموالاة والمعارضة، ولا تسلم بالمؤامرة الخارجية ولا تستعدي جزءاً من الجمهور السوري، بما يؤدي بالضرورة الى التزام الحياد الصارم الذي يحمي الشيعة من خطر داهم ويحمي لبنان من تهديد دائم.ما قدمته إيران للشيعة اللبنانيين ليس ديناً في أعناقهم، هو مثله مثل ما قدمه عرب كثيرون، من اجل الطائفة ومن اجل لبنان، ومن دون الطموح بدور إقليمي او حتى بموقع على الجبهة مع العدو الاسرائيلي. وما تنذر به الأزمة السورية لا يمكن ان يوضع في حساب الشيعة، أو أي طائفة أخرى في لبنان. التحدي كبير وهو لا يحتمل أدنى خطأ.
- الجمهورية: قراءة للأكثرية والمعارضة في خطاب نصرالله
بعد تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ «الحكومة مستمرّة لأنّها أساس الاستقرار»، ومجاهرته علناً بتلقي «المقاومة دعماً معنوياً ومادياً من إيران»، سألت «الجمهورية» فريق 14 آذار وتكتل «التغيير والإصلاح» رأيهما في الخطاب.وفي هذا الإطار، رأى عضو كتلة تيار "المستقبل" النائب هادي حبيش أنّ نصرالله "اعترف في خطابه الأخير بوجود الثورة السورية على رغم الاستخفاف بعقول الناس ونكران هذا الواقع الأليم في الفترة الأخيرة".واعتبر حبيش أنّ نصرالله "اعترف بسيطرة إيران عليه من خلال اعترافه بأنها المموّلة بالمال وبالسلاح وهذا يعني أنّ إيران هي التي تحكم وتسيطر في سياسة الحزب الداخلية والخارجية".وإذ أكدّ حبيش أنّ "السيّد نصرالله وضع في كلامه خارطة الطريق لبقاء الحكومة موحياً بأنه الآمر والناهي في عملية بقاء أو نسف الحكومة"، لفت إلى أنّ "سبب الأزمة الحكومية يعود إلى أنّ العماد ميشال عون يريد أن يسيطر وفريقه على الحكومة في حين أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يريد أن يحافظ على موقع رئاسة الجمهورية، ممّا يؤدي إلى تضارب في وجهات النظر والى خلل في طريقة إدارة الحياة السياسية والحكومية".ووصف حبيش الحكومة بأنّها "غير منتجة في ظلّ هذه العقلية والذهنية ومنطق الاستئثار في ممارسة الحكم "مستبعداً في الوقت عينه لجوء الرئيس نجيب ميقاتي إلى الاستقالة أو الاعتكاف.من جهته، اعتبر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سليم سلهب، أنّ نصرالله "عبّر عن رأيه ورأي المقاومة في ما يخصّ الوضع في سوريا، ولكن نحن كـ"تيّار وطنيّ حرّ" نفضّل سياسة النأي بالنفس لأنّ مصلحة لبنان العليا تقتضي عدم زجّه في صراعات تؤدي به إلى دفع الثمن باهظاً".وأكد سلهب أنّ الرئيس نجيب ميقاتي "هو الذي افتعل الخلاف في توقيت اختاره لتأمين مصلحته السياسية الداخلية والخارجية لأنه يريد خلال زيارته لباريس أن يؤكد أنه رئيس حكومة ذو شخصية قويّة كما يريد أن يؤكد لطائفته أنه حاميها ولا يسمح لأي فرد بالتطاول على موقع رئيس الحكومة وصلاحياته".ورأى سلهب أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أصبح طرفاً ونحن في "التيار الوطني الحر" سنعامله كطرف سياسي من الآن فصاعدا".واستبعد أن يكون الخلاف بين سليمان وعون وراء الأزمة الحكومية، "ولو كان الأمر كذلك لكان أحد الطرفين افتعل المشكلة، ولكن من افتعل الأزمة وتسبّب بها هو رئيس الحكومة لأهداف شخصية بحتة".
- النهار: الكتلة انتقدت "تبعية" نصر الله لإيران وذكّرت باسيل بـ"ليلة المازوت الأحمر"
عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية إجتماعها الدوري في بيروت. وأصدرت بياناً رأت فيه "أن إعتراف السيد حسن نصرالله بأنه يتلقى الدعم المادي والمعنوي من إيران يؤكد أنه اداة للسياسة الإيرانية في لبنان والبلاد العربية، وجزمه ان الحكومة لن تسقط هو تأكيد ان إيران تشكل الحكومة التي تريد في لبنان وتسقطها ساعة تشاء". وأبدت أسفها "لأن تبعيته لإيران تساهم في جعل حلفائه من منفذي سياسة إيران في لبنان على حساب مصالح وطنهم ومن انتخبهم"...
- المستقبل: نصرالله.. "منظومة" الصدقية تتهاوى
في الواقع؛ ليس السيد حسن نصر الله أكثر مصداقية من السياسيين الآخرين، وإن كانت جماعته تزعم الصدق المطلق لأقواله. ثمة أقوال قالها نصر الله فخالفتها أفعاله أو أقواله اللاحقة، وثمة توصيفات أو نُقول غير دقيقة في خطاباته، وثمة تناقضات وانتزاع متعمد للأحداث من سياقها ووضعها في سياق آخر في مواقفه... الأمثلة على ذلك كثيرة للغاية، ولعل كثيرين توقفوا عند مجموعة من هذه الأمور في معرض تعليقهم أو تحليلهم على خطابات سابقة للرجل. كل ذلك معلوم؛ غير أن الجديد أن السيد نصر الله تورط تحت وطأة الحشرة - بتوصيف ظاهر التهافت عندما قال في خطابه الأخير (7/2/2012): "يوم اجتماع مجلس الأمن بدؤوا بالحديث عن أن حمص ولعانة، وبعد التدقيق تبين أن لا شيء في حمص. توقيت الخبر وهذا الضخ قبيل جلسة مجلس الأمن ليس مبنياً على وقائع بل تسخير للإعلام في إطار معركة تريد تحقيق هدفها بالحلال والحرام"!. .في الواقع كان هذا القول أظهر الأقوال التي قالها نصر الله افتقاداً للمصداقية، ذلك أن العالم كله تابع قصف حمص ليل الجمعة - السبت في 3-4/2/2012 (الليلة التي سبقت جلسة مجلس الأمن)، ليس من خلال تصوير الثوار فقط، وإنما من خلال نقل حي قامت به قناة "الجزيرة- مباشر". في تلك الليلة الرهيبة استشهد 217 سورياً غالبيتهم الساحقة في حمص- حي الخالدية؛ حيث ارتكبت مجازر يصعب وصفها (بعضهم قتلوا بالطعن بالحراب)، ذهب ضحيتها عائلات كاملة (على سبيل المثال لا الحصر: عائلة النكدلي وعائلة الحسين وعائلة وشاح..)... كل ذلك شاهده العالم عدا السيد نصر الله، والأنكى أن نصر الله انتقل إلى الهجوم فكذّب الإعلام المُسخّر بـ "الحلال والحرام"!، مع أنه الإعلام نفسه الذي وقف إلى جانبه في حرب تموز 2006!.
دليل آخر على افتقاد الصدقية
لم يكتف نصر الله بهذا؛ بل قدّم في الخطاب نفسه دليلاً ظاهراً آخر على افتقاده للصدقية عندما قال: "قبل أسابيع قام موظف إسرائيلي بتحليل شخصي يظهر منه أنه يدافع عن نظام الأسد، فلم يبق أحد في 14 آذار إلا وتحدث وهذا جزء من التحريف، لكن اليوم هناك شبه إجماع إسرائيلي على وجوب إسقاط نظام الأسد، وبالتالي أين 14 آذار لماذا بلعوا لساناتهم هل لأن المشهد تغير؟". من غير الواضح من هو "الموظف الإسرائيلي" الذي قصده نصر الله، لكن الأكيد أن شبه الإجماع الإسرائيلي منعقد على مصلحة "إسرائيل" ببقاء الأسد، وهذا ما صرح به أرفع شخصيات في كيان العدو، وأن الآراء المخالفة هي إما مخالفة لشبه الإجماع أو أنها تريد أن تظهر غير ما تُبطن، بعد تأكدها من رحيل الأسد، ما يعني أن السيد نصر الله قلَب الحقيقة، عندما اعتبر أن "هناك شبه إجماع إسرائيلي على وجوب إسقاط نظام الأسد". وفي كل الأحوال؛ ما كان لنصر الله - ولو كان صاحب مصداقية- أن يدعي حصول إجماع، أو أن ينقل رأياً ويغفل آخر. كان ينبغي في معرض ذكره الموقف الإسرائيلي أن ينتبه إلى أن رامي مخلوف قال في 11/5/2011: "لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا"، رابطاً استقرار "إسرائيل" باستقرار النظام السوري!، وأن "وزير الدفاع الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو (وليس أي "موظف" آخر!) قال: "يمكن للأسد أن يصمد لأسابيع، لكنه غير قادر على البقاء لفترة طويلة، والإطاحة به ليس تطوراً إيجابياً لصالح إسرائيل" (2/8/2011)، وأن رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد قال: "إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على إسرائيل"(16/11/2011)، وأن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي يوءاف موردخاي قال: "يوجد قلق إسرائيلي من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد لأنه يقف على جبهة مغلقة منذ سنين طويلة"!(14/9/2011)، وأن "يديعوت أحرونوت" أجرت استفتاءً خلصت من خلاله إلى أن 85% من الإسرائيليين يعتبرون بقاء الأسد لمصلحة إسرائيل"! (15/10/2011)، وأن الصحيفة نفسها نقلت أن الأسد أبلغ الأميركيين بعد تصريح مخلوف استعداده لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل "بعد أن تهدأ الأوضاع في سوريا" (21/5/2011)، وأن "واشنطن بوست" عنونت: "إسرائيل تفضل بقاء الأسد" (31/3/2011)، وأن هآرتس عنونت: "الأسد ملك إسرائيل" (1/4/2011)!، وأن "لو فيغارو" الفرنسية أكدت أن "إسرائيل طلبت رسمياً من حلفائها وقف الحملة ضد سوريا" (28/7/2012)... على الأقل كان على نصر الله أن ينتبه إلى أن الأسير وئام عماشة، وهو السوري الوحيد المحرر في صفقة جلعاد شاليط، قد انضم إلى الثوار من الجولان المحتل لأنه اعتبر أن نظام الأسد هو الذي يحمي الحدود مع فلسطين المحتلة!.
عادة قديمة!
غير بعيد عن ذلك؛ مارس السيد نصر الله عادة قديمة له، تقوم على أساس انتقاء أوهن الاتهامات لحزبه، والبناء عليها للقول إن ما يُتهم به الحزب لا أساس له من الصحة، ذلك أنه من المعلوم أن الشخص الطبيعي أو المعنوي يُتهم أثناء ممارسته العمل السياسي بما هو صحيح وما هو غير صحيح، وما هو مثبت وما هو غير مثبت، فلا يعني ذلك أن الاتهامات صحيحة كلها أو كاذبة كلها، واستطراداً فإن الاتهام الضعيف لـ "حزب الله" بإطلاقه صواريخ من لبنان على الزبداني في سوريا، لا يعني أبداً أن الحزب لا يشارك بأي شكل مادياً (المقصود دعم القمع بالرجال) في دعم النظام السوري!. على أي حال؛ فقد خلص السيد نصر الله من مطالعته الجديدة إلى "أننا وصلنا لمرحلة أن كل ما يُقال في وسائل الإعلام لا يجوز أن نبني عليه"! (بتاريخ 6/2/2012 وفيما كانت الفضائيات العربية تنقل قصف حمص بنقل مباشر، قالت المنار: إن الأهالي يشعلون الإطارات على أسطح المنازل لإيهام العالم أن المدينة تتعرض للقصف، لكن القناة -عالية الصدقية- لم تذكر شيئاً عن مئات القتلى والجرحى واستهداف المشفى الميداني، ولا نقلت مشاهد الدفن، وانتحاب الناس!). وبعد ذلك قال نصر الله: "لا كثرة التهويل، ولا قلة التهويل، يمكن أن تنال من موقفنا المبني على رؤية، ومن يريد أن يعمل على قلبنا وأعصابنا فهو يراهن على سراب".والواقع؛ أن من يناشد "حزب الله" التبصر في موقفه؛ هم الحريصون على الحزب لا خصومه، لأن خصوم الحزب يدركون أن كل خطاب لنصر الله يُظهّر فيه موقفه من "الثورة الشاملة في سوريا" يعدل جهد عشرات السنوات من الإعلام المضاد للحزب!، وأن مقاربة الحزب لما يجري في سوريا هي الضريبة التي اضطر "حزب الله" لدفعها، جراء قناعاته الفئوية وتحالفاته الخارجية، مع أنها قوضت- كما لم يحصل من قبل- الصورة الذهنية التي عمل الحزب على بنائها منذ أكثر من عشرين سنة في العالمين العربي والإسلامي، إذ بفضل موقف "حزب الله" المبني على "رؤية" انقلب الموقف من الحزب إلى نقيضه، في أكثر بقاع العالم تأييداً له في السابق؛ في سوريا، والأمر نفسه ينطبق على دول العالم الأخرى... وبفضل هذه الرؤية أيضاً بات الحزب يعاني حشرة الانتقال جماهيرياً من الاحترام إلى الازدراء، بل لعل الناس باتت تقرأ اليوم تاريخ الحزب بأثر رجعي، يضيع تضحيات كبرى للحزب، ولشهدائه الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحرير لبنان!. ... ويحسد "حماس" على النجاة بنفسها! ولأن نصر الله محشور شعبياً وأخلاقياً كما لم يحصل من قبل- ؛ فقد استنكف عن التحدث بالنيابة عن المقاومة الفلسطينية، كما كان يفعل في السابق، فقد بات هذا الأمر غير مقبولٍ من المقاومة الفلسطينية نفسها، التي فضّلت النجاة بنفسها والابتعاد عن "حزب الله" في مقاربته لـ "الثورة الشاملة في سوريا". صحيح أن "حماس" -المقصودة في كلام نصر الله- لم تصدر بياناً واضحاً في دعم الثورة السورية، لكن الصحيح أيضاً أن الحركة الفلسطينية المقاومة فعلت كل شيء عملي للتأكيد على انحيازها إلى خيارات الأمة.كان ذلك واضحاً عندما كذّبت "حماس" تكراراً بيانات نسبها النظام إليها في دعمه، وكان واضحاً عندما رفض خالد مشعل أكثر المقربين سابقاً من الرئيس السوري- الاجتماع علناً بالأسد رغم طلب الأخير ذلك، فضلاً عن تجاهله وساطة ورّطه بها أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، وكان أكثر وضوحاً عندما حمل مئات الآلاف في غزة علم الاستقلال السوري (علم الثوار) في ذكرى انطلاقة "حماس"، وكان ظاهراً تماماً عندما قام رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية بجولته العربية الأولى، حيث زار العواصم التي تناصب النظام السوري العداء متحاشياً زيارة "عاصمة المقاومة والممانعة" دمشق، بل لعل الأمر كان أفضل ما يكون ساطعاً عندما انحنى هنية أمام الكاميرات ليُقبّل يد العلامة يوسف القرضاوي، الذي قال لبشار: "أيها المتأله... سترحل"! .لهذه الأسباب امتدح نصر الله دعم إيران لحزبه، تاركاً لـ "حركة المقاومة في فلسطين أن تتحدث عن نفسها" مضيفاً: "وسواء تحدثت أم لم تتحدث فهذا شأنها"، وكأنه يقول: الوفاء يقتضي منك يا حماس أن تكوني معنا إلى جانب النظام السوري أيضاً!. في واقع الأمر؛ قدّم نصر الله لخصومه الكثير في خطابه الأخير (الحديث عن الدعم الإيراني، والتجارة، والحكومة...)، لكن الأهم أن "الثورة الشاملة في سوريا" سطّرت مكرمة جديدة هي؛ إسقاط أسطورة الصدقية المزعومة لنصر الله، بعد أن دفعته إلى أقوال ليست بحاجة إلى مقالات لفحص صدقيتها... لأن النقل المباشر ومشاهد الموت لا تكذب!.
- المستقبل: الحكومة.. بقية "حزب الله"
بما قلّ ودلّ، حسم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بقاء الحكومة، وأرسى معادلة الـ"لا حكومة" الباقية برعايته وبقوة سلاحه طالما أن الوقت في نظره "ليس وقت إسقاط الحكومات".اللافت، أن نصر الله، وبخلاف العادة، لم يُشرّح الأزمة، ربما كي يتفادى أن يخاوي الشيطان الذي يكمن في التفاصيل، بل قالها "من الآخر"، وبثقة عمياء :"الحكومة باقية"، رغم إدراك الجميع أن تبريره سبب "حرصه" على بقائها ليس مرتبطاً بـ" معالجة الاوضاع المعيشية والاقتصادية للناس" كما حاول أن يقول، بل لأن مهمتها في تثمير نتائج الإنقلاب لم تنته بعد، أضف إلى ذلك، أن المحور السوري الإيراني ليس بوارد تحمّل أي انكسار سياسي في لبنان عنوانه إسقاط حكومته، لا سيما في عز أزمة النظام السوري.يؤكد عضو الأمانة العامة لـ"14 آذار" النائب السابق سمير فرنجية هذه القراءة، طالما أنه يرى "أن إسقاط الحكومة يعني نهاية وجود حزب الله في الحكم، فليس باستطاعته إذا سقطت أن يشكل حكومة جديدة"، باعتبار أن ما صح له في هذه الحكومة من "غطاء شرعي" لن يصح في حكومة أخرى.أهمية ما قاله نصر الله أنه فضح "تشبيح" حلفائه، إذ لم يعكس جدية أن هناك أزمة فعلية تستدعي "وساطته"، بل على العكس، أكد بكلامه، كما يرى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن "هناك مسرحية سيئة، ولكن بإخراج جيد"، فالحكومة المجمدة في ثلاجة نصر الله "لن تتأخر عن معاودة اجتماعاتها حين يقرر هو، بعد أن برهن أنه الآمر الناهي في كل ما يخص الحكومة"، سيما وأن كلامه بدا بمثابة تبليغ لأقطاب الحكومة بالإلتزام بما يريده الحزب، خصوصاً وأن له في رقبة الجميع ديناً، وكلمته لا بد أن تطاع، "فأجندة الحزب، ليست أجندة إنتخابية كما هي الحال مع حليفه المسيحي العماد ميشال عون، بل هي أجندة مرتبطة بتطورات ما تشهده المنطقة العربية من متغيرات، ولا سيما في سوريا"، كما يقول فرنجية.يبدو واضحاً لفتفت أن "هناك تقاسم أدوار على تعطيل الحكومة بغطاء من نصر الله"، والمصيبة في نظره "أن لا مبرر للتعطيل الذي يتم على خلفيات إنتخابية وسياسية بحتة مرتبط بشد العصب الطائفي والشعبي لكل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون". بهذا المعنى، يشكك فتفت بما قام به ميقاتي من "عراضة وهمية في مجلس الوزراء انتفاضاً على ما اعتبره تعدياً على صلاحياته"، بدليل "أنه قبل أيام من قراره تعطيل مجلس الوزراء، اشتكى من ممارسات وزراء التيار الوطني الحر، لكنه ما لبث أن وافق على كل ما يريدونه من مشاريع، في جلسة وصفها وزراء التيار العوني بالبرتقالية والتي سبقت جلسة التعطيل، فكيف يشتكي منهم ويمرر لهم ما يريدونه من مشاريع، ثم في اليوم التالي يفتعل مشكلة معهم بحجة صلاحياته التي لم تكن يوماً ملكه على أي حال".إذاً، ميقاتي "يتغنّج" ضمن "الخطوط الحمر" المرسومة له من قبل "حزب الله" الذي بدوره يقوم بـ"مسايرة" عون ولكن ضمن حدود، فما يقوم به الطرفان من تعطيل اليوم، يعين الحكومة على التهرب من مسؤولية ما يحصل على الحدود الشمالية من عملية عسكرية تزامنت مع ما يحكى عن أزمة حكومية، في ما يبدو أنه "تواطؤ" مع الحزب الذي يُرجح المراقبون أنه يريد مواجهة قضية تجديد بروتوكول المحكمة الخاصة بلبنان بـ"لا حكومة" التي ستعود "حكومة" عندما يقرر نصر الله طالما أنها "محمية" بقوة سلاحه إلى حين تدق ساعة الانتخابات النيابية في العام 2013.يرى فتفت "أن ميقاتي مستفيد من خلق هذا الواقع، لا سيما قبل زيارته الفرنسية، حيث سيصوّر نفسه على أنه مغلوب على أمره ويواجه مشكلات في حكومته"، وبالتالي لا بد من دعم غربي يعينه على أن يواجه نصر الله بدل أن يتراجع، طالما أنه محكوم بعدم الإستقالة. خلاصة الأمر، أن لا أزمة حكومية، بل أزمة الفريق الواحد تجاه حكومة يسعى كل طرف فيها الى تسخيرها ضمن اجندته، مع الحفاظ على "الحماية الاستراتيجية" التي يؤمنها لها نصرالله.
- الشرق: «أضحكتني... يا سيّد»!!
«الشهادة لله»؛ لم تكن إطلالة أمين عام حزب الله مساء الثلاثاء الماضي موفقة أبداً، وعدم التوفيق هذا بات كحظٍ عاثر يُلازم الرجل، ربّما لقلّة اختلاطه بالناس، حتى مدخل «خطبته» وحديثه الذي حاول أن «يدبّج» فيه «علمه» بالقرآن الكريم، بدا وكأن الذي خطّه له إمّا جاهل بغير فقه، وأما كاتب بغير بلاغة، وإما ارتجال منه احتاج إليه لضرورة الموقف والعنوان الديني للمناسبة!!وبصرف النّظر عن «الخطب العصماء» التي تُتلى على مسامعنا عبر شاشة تعرض علينا صورة السيد محبوساً في شاشة عملاقة، إلا أن هذه الإطلالة تحديداً، أصابتني بضحك متواصل ـ ولله درّ السيّد عندما يُريد أن يوحي بأن يكشف سراً هو في الحقيقة «فضيحة» يعرفها كلّ اللبنانيين ـ فقد أكد حسن نصر الله للبنانيين جميعاً حقيقة يعرفونها، وأن ما ظلّ حزبه يُنكره ـ منذ العام 1982، لكن أن تصبح «العمالة» لإيران في «معجم» السيّد «مفخرة إيران» فهذا ما يبعث على الضحك، لأن شرّ البليّة ما يُضحك!! «أضحكتني.. يا سيّد» عندما حدّثتنا مطوّلاً عن عدم رغبة إيران في نشر التشيّع نافياً كل ما قيل عن نشر التشيّع في سوريا، فيما نشاهد العمل على نشر التشيّع قائماً على قدم وساق في السودان عندما أقامت المستشارية الثقافيّة معرضاً للكتب الإسلاميّة فطار صواب السودانيين المسلمين عندما قرأوا شتيمة الصحابة وأمهات المؤمنين في «كتب التشيّع»، وأضحكتني.. يا سيّد عندما تجاهلت ما حدث هذا العام عند المشهد الحسيني في القاهرة، عندما اعتقد ثلاثة آلاف متشيع عراقي بضعة منهم من المصريين أن الثورة ستتيح لهم نصب الرايات السوداء واللطم والضرب في القاهرة التي ما زالت تحرسها قلعة صلاح الدين الأيوبي، وأضحكتني يا سيّد عندما تجاهلت الذين حاولوا في غزّة نصب السواد احتفاءً بأربعين الحسين، فلقنهم الغزيون من حماس درساً مناسباً، وأضحكتني عندما تجاهلت ما حدث في حجّ العام 2010 عندما حاول الإيرانيون الفرس نصب اللطم والنّدب في حرم رسول الله، وفي البقيع، ولولا لطف الله لتسببوا بإراقة الدماء في الحرم النبوي، تماماً كما سبق وهللوا لإراقة الدماء في الحرم المكي في زمن الحجّ، أو في «عقيدة» تترقب الدماء على أستار الكعبة!! «أضحكتني.. يا سيّد» لأنّك قلت لنا: «في الماضي كنا نقول نصف القصة ونسكت على النصف الآخر لأننا لا نريد أن نحرج القيادة في إيران، وعندما يسألوننا عن الدعم المالي والمادي والعسكري كنا نسكت»، فكيف تريدنا أن نصدقك الآن وأنت وحزبك تكذّبوننا منذ العام 1982؟! وكيف تريدنا يا سيّد أن نصدّقك الآن وأنت تقول لنا إنّكم لا تسعون إلى نشر التشيّع بين أهل السُنّة؟! وهذه هي وسيلتكم الوحيدة للسيطرة على الشعوب ثم على البلاد العربيّة؟!و»أضحكتني.. يا سيّد»، لأنني تساءلت عن أي «أهل السُنّة» تتحدّث لأننا بحسب كتبكم ونصوصكم وكبار فقهائكم ومجتهديكم ثلاثة أقسام: «أنهم كفار لإنكارهم ولاية علي بن أبي طالب وتوصية الرسول ص وتقديم أبو بكر وعمر عليه وبالتالي إنكارهم المعلوم من الدين بالضرورة، والقسم الثاني أنهم نواصب وذلك لأنهم قدموا أبوبكر وعمر على علي بن أبي طالب، والقسم الثالث أنهم مسلمون»!! أو أنك تعتقد فينا «أن حكم من لم يكن إثنا عشريا كحكم المشرك والكافر في الآخرة [تنقيح المقال 1/208 باب الفوائد ط نجف للمامقاني]».أو أنك تعتقد فينا: «بطلان عبادة من لم يكن إثنا عشريا: انهم آتوا إلى الله تعالى من غير الأبواب التي أُمروا بالدخول منها... وقد جعلوا المذاهب الأربعة وسائط وأبواب بينهم وبين ربهم [قصص الأنبياء ص347 للجزائري]، أو تعتقد فينا: «خلود من لم يكن إثنا عشريا في النار [حق اليقين في معرفة أصول الدين 2/188]«، أم أنك تعتقد فينا : »المخالفون ليسوا من أهل الجنان ولا من أهل المنزلة بين الجنة والنار وهي الأعراف بل هم مخلدون في النار، ولو قام القائم بدأ بقتل هؤلاء قبل الكفار [البحار 8/361 المجلسي]»!!أم أنك تعتقد فينا يا سيّد: «أهل السنة كفار وأنجاس بإجماع الطائفة الإثنا عشرية لتقديمهم أبو بكر وعمر وعثمان على علي بن أبي طالب: »إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم أشر من اليهود والنصارى. وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة ء[الأنوار النعمانية 2/206]«!! أضحكتني يا سيّد، وأنت تقول لشعب المقاومة قبل أن تنكبهم بمقتلة عظيمة لمصلحة إيران: «انه في حال هجمت اسرائيل على المنشآت النووية الايرانية فان القيادة في ايران لن تطلب من حزب الله أي شيء.. وأن قيادة حزب الله ستجلس وتفكر وتقرر ما تفعل»، أضحكتني لأنكم لا تملكون إلا أن تفعلوا ما يأمركم به مرشد الجمهورية الولي الفقيه ـ ولي أمركم ونائب المهدي ـ وصاحب قرار الحرب والسلم في عقيدتكم، هل نسيت يا سيّد عندما صرخت في خطبة عصماء سابقة قائلاً:«أنا أليوم أعلن وليس جديدا، أنا أفتخر أن أكون فردا في حزب ولاية الفقيه، الفقيه العادل، الفقيه العالم، الفقيه الحكيم، الفقيه الشجاع، الفقيه الصادق، الفقيه المخلص»، أضحكت الشعب اللبناني كلّه يا سيد، وأبكيت الطائفة الشيعية التي أخذتها وأبناءها رهينة المشروع النووي الإيراني!!.
- الشرق: غيرة نصرالله على الحكومة
يردّد أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله دائماً أنّ الحكومة الحالية ليست حكومة حزبه، ولا هي حكومة جسر الشغور.والسؤال الذي يطرح ذاته:ما هذه الغيرة المفاجئة على الحكومة، وإذا كانت ليست حكومتهم فلماذا يتمسكون بها؟ وليست المرة الأولى التي يعلن فيها سيّد المقاومة بأنه يريد من الحكومة إنتاجاً. والجميع يعرف أنه طالما يوجد وزراء ميشال عون في هذه الحكومة فمن غير المتوقع منها أي إنتاج.وفي تقديرنا أنّ السيّد نصرالله يتمسك بالحكومة لأسباب موجبة منها:أولاً- إذا استقالت الحكومة فهو يعرف جيّداً أنّه لن يستطيع تشكيل حكومة مماثلة، فالظروف السياسية تبدّلت كلياً اليوم عمّا كانت عليه في أواخر العام 2010 أي قبل اندلاع الأحداث في سوريا بنحو ثلاثة أشهر.ثانياً- الأكثرية الوهمية التي تمّ تجميعها ذات ليلة معتمة لن يستطيعوا سرقتها مرّة ثانية.ثالثاً- (وهو سبب وجيه)- معروف موقف وليد جنبلاط، اليوم، ولولا موقفه يومذاك لما استطاعوا تحويل الأكثرية الفعلية أقلية، وتحويل الأقلية أكثرية وهمية.وجنبلاط لم يعد في هذا الوارد، خصوصاً بعد موقفه الحازم من التطورات السورية ودعوته دروز «جبل العرب» في السويداء وحوران الى عدم التورّط في قتل إخوانهم الثوار، وبعد حملته الشديدة على شبيحة وئام وهّاب الذين يصدّرونهم من جبل لبنان الى الداخل السوري ليسهموا في قتل الثوار السوريين، وقد طالب جنبلاط الجيش بوقف عملية التصدير هذه.رابعاً- اما بالنسبة للرئيس ميقاتي ومعه الوزير فيصل عمر كرامي فمعروف أنّ رئيس الحكومة لن يكون حليفاً لإبن كرامي في حال تغيّرت الحكومة، خصوصاً وأنّه يدّعي أنّه وسطي.وأمّا الوزير الصفدي فلا طعم ولا لون ولا رائحة له، وهو بعد هذه الحكومة سيصبح خارج الخدمة.والأهم من ذلك كله أنّ الانتخابات النيابية العامة آتية، وهم يتمسكون بهذه الحكومة لأنهم يخشون من تشكيل حكومة بديل تشرف على الانتخابات، وبالتالي لن يحصدوا إلاّ أقلية دون أقليتهم الحقيقية حالياً، واستطراداً لن يحصدوا إلاّ الخيبة.
- السفير: ماذا إذا ضُربت إيران.. وردّ «حزب الله»؟
«فلتضرب إسرائيل إيران.. ولتشهد على وهنها». تلك هي الخلاصة التي يصل إليها أستاذ التاريخ في جامعة ميتشيغن خوان كول في تقرير نشرته قناة «سي ان ان» الأميركية على موقعها الإلكتروني أمس، باعتبار أن تبعات مثل هذه الضربة ستكون وخيمة على الدولة العبرية، وخاصة إن عمدت إلى ضرب لبنان. واستعرض كول في تقريره 10 عواقب «تبدو محتملة بشدة»، لضربة إسرائيلية على إيران. أولى هذه العواقب أن إيران «تهدد بالفعل حالياً بأنها ستضرب أي دولة ثالثة في المنطقة، قد تساعد إسرائيل في هجومها على المنشآت النووية الإيرانية»، والنتيجة ستكون «نزاعاً يستعر في المنطقة». ثانية العواقب هي ان «أسعار النفط قد تحلّق عالياً، وقد يصل سعر البرميل إلى ما فوق 150 دولاراً، ما يزيد من حدة الانكماش الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا.. وحلفائهما».ثالثة هذه العواقب، هو ان «حزب الله سيردّ بقصف الصواريخ على إسرائيل، التي سيواجه ربع سكانها على الأقل ظروفاً صعبة (حينها)، لاضطرارهم إلى الانتقال من منزل إلى آخر. وقد يكون المشهد أسوأ إذا كان حزب الله قادراً، كما يدّعي، على ضرب مخازن الغاز السام في حيفا أو مفاعل ديمونا بصواريخ صينية معدّلة من طراز «سيلك وورم». وقال كول إن «الرأي العام الإسرائيلي قد لا يحبّذ هذه المتاعب».وتابع الأستاذ في جامعة ميتشيغن أنه «رداّ على صواريخ حزب الله، فإن إسرائيل ستدمّر البنى التحتية اللبنانية برمّتها» (العاقبة الرابعة). في هذه الحال «ستخمد الثورة في سوريا»، إذ «سيستحيل على المعارضة السورية أن تواصل معارضتها للنظام السوري وتبدو كأنها عميلة لإسرائيل. وعليه، سيعزز حزب البعث موقعه في سوريا» (العاقبة الخامسة). العاقبة السادسة عندئذ ستكون في «تعزيز قوة محور إيران - بغداد - دمشق - بيروت»، ما سيسمح «لحزب الله بإعادة ترميم قدراته، فيما ستتكفل الدول النفطية وإيران بإعادة إعمار لبنان».في العراق، سيتعيّن على رئيس الحكومة نوري المالكي أن يدعم حزب الله، وإلا فإنه «سيجازف بخسارة دعم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوى الشيعية الأخرى داخل البرلمان»، كما قال كول، مرجحاً أن «يسهم العراق الغني بالنفط في إعادة إعمار لبنان أيضاً» (العاقبة السابعة). وأضاف ان «حزب المالكي (أي حزب الدعوة الإسلامية) الذي ساهم في تأسيس حزب الله، سيعمد الى تمتين علاقته مع الحزب، وربما قد نشهد دعماً بالسلاح والكوادر من قبل جيش المهدي لحزب الله».وفي حال قررت إسرائيل أن «تطلق العنان لشرّها»، فإن القوى اليسارية والليبراليين في أوروبا «لن يقفوا مكتوفي الأيدي»، وتوقع كول «ان تعمد حكومات النروج وإيرلندا وبعض الحكومات الأوروبية الأخرى والعديد من منظمات المجتمع المدني في القارة الى اتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل، كالمقاطعة او حتى فرض عقوبات، وخاصة أن 50 في المئة من المعاملات التجارية الإسرائيلية هي مع القارة العجوز» (العاقبة الثامنة).ولم يستبعد كول أن يتّخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات «سلبية» ضد إسرائيل، ما سيعزز «فاعلية» حملة «المقاطعة والعقوبات» القائمة منذ فترة في أوروبا، ما سيترك «أثراً بالغاً على الاقتصاد الإسرائيلي». أما العاقبة التاسعة ف