الثوار مدعومين بقوات الجيش الوطني يستعيدون بن جواد والزاوية ومعارك عنيفة في راس لانوف وعشرات الشهداء بصواريخ القذافي
شهدت عدة مدن ليبية معارك ضارية بين كتائب القذافي من جهة والثوار مدعومين بقوات الجيش الوطني من جهة اخرى. وقد قصفت طائرات القذافي مرفا السدرة النفطي في مدينة راس لانوف ما ادى الى تدمير جزء كبير منه. واستخدمت كتائب القذافي راجمات الصواريخ والدبابات، ومع ذلك تمكن الثوار من التقدم داخل بلدة بن جواد قبل ان ينسحبوا منها انسحابا تكتيكيا.
كما استعملت قوات الجيش التي تدعم الثوار اسلحة ثقيلة لاول مرة منذ بدء المعارك. وفي مدينة الزاوية غرب طرابلس تمكن الثوار من استعادة السيطرة على وسط المدينة بعد احتلاله لساعات قليلة من قبل كتائب القذافي التي تكبدت خسائر مادية وبشرية فادحة. فيما استشهد اربعون شخصا بسبب القصف. من جانب اخر اعلن وزير النفط الليبي ان انتاج ليبيا من النفط انخفض الى نصف مليون برميل بعد ان كان اكثر من مليون ونصف الميلون برميل يوميا.
الى ذلك اعلن المتحدث باسم الجناح العسكري لقبائل التبو انضمامها الى الثورة المطالبة باسقاط الرئيس الليبي معمر القذافي، وتعهد بالعمل على صد اي هجمات لقوات النظام. من جهته اكد رئيس الوزراء الليبي السابق امبارك شامخ ان الثورة الليبية ضد معمر القذافي ستنصر. وشدد على وحدة المدن الليبية نافيا امكانية انقسامها بعد زوال نظام القذافي. وقال شامخ في تصريح صحفي انه من المؤكد ان الثورة ستحقق اهدافها فهي عمل شعبي تقدمي وطني يهدف الى التنمية واحترام حقوق الانسان والعيش بحرية وسعادة. واضاف "ان الثوار يرفضون اي تدخل اجنبي، باستثناء امكانية فرض حظر جوي على ليبيا لكي يمنعوا قوات القذافي والطيران من ضرب الابرياء في الميدان".
من جهة اخرى، قال رئيس اللجنة الطبية في المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا جبريل هوادي، ان حصيلة الشهداء شرقي البلاد منذ بدء الثورة تجاوزت 400 شهيد، معظمهم من المدنيين، بينهم 300 في بنغازي. في هذه الاثناء، تستقبل مدينة بنغازي أبناءها الجرحى والشهداء، في وقت تشهد تظاهرات يومية تاييدا لثورة السابع عشر من فبراير. وقد تلقى اهالي المدينة بالفرح نبأ سيطرة الثوار على بلدة بن جواد واكدوا عزمهم مواصلة طريقهم غربا نحو مدينة سرت.
وقد بدأ الرئيس الليبي معمر القذافي حراكا دبلوماسيا في العالم، في وقت تزايدت الدعوات الى فرض حظر جوي وتشديد العقوبات على نظامه. فقد أعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان مبعوثين ليبيين في طريقهم الى العاصمة البلجيكية بروكسل، ووصل الى القاهرة عبد الرحمن الزوي رئيس هيئة الامداد والتموين في الجيش الليبي واحد المقربين من القذافي.
كما اجرى نائب وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة محادثات في مالطا قبل ان يتوجه الى البرتغال للقاء وزير الخارجية، فيما طالب البرلمان الاوروبي بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا.
وفي مقابلة مع التلفزيون التركي "تي ار تي". قال القذافي ان "الفوضى ستعم المنطقة باسرها وصولا الى اسرائيل اذا سيطر تنظيم القاعدة" على ليبيا. وحمل من جديد تنظيم القاعدة مسؤولية "العصيان" في ليبيا. وقال "اذا نجحت القاعدة في الاستيلاء على ليبيا فان المنطقة باسرها حتى اسرائيل ستقع فريسة للفوضى". واكد ان "الاسرة الدولية بدأت تفهم الآن اننا نمنع اسامة بن لادن من السيطرة على ليبيا وافريقيا".
وفي موضوع ذي صلة اكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان الحلف لا يتطلع الى التدخل في ليبيا و ان اي عمل يتطلب تفويضا من الامم المتحدة. هذا واتفقت الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي على فرض عقوبات جديدة على طرابلس. من جانب اخر قالت الولايات المتحدة الاميركية انها تفضل ان يتولى الحلف الاطلسي فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
وفي بروكسل اعلن دبلوماسي اوروبي. ان موفدا للقذافي في طريقه الاربعاء الى البرتغال. للقاء وزير الخارجية البرتغالي لويس امادو عشية اجتماع في بروكسل لوزراء الخارجية الاوروبيين حول الوضع في ليبيا. واضاف هذا الدبلوماسي ان "طائرة في طريقها الى البرتغال وعلى متنها عضو" في نظام القذافي. واضاف ان "من المقرر ان يلتقي وزير الخارجية البرتغالي". ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وفي باريس اعلنت الرئاسة الفرنسية الاربعاء ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيستقبل صباح الخميس موفدين اثنين من المجلس الوطني الانتقالي. وجاء في بيان صادر عن الاليزيه ان ساركوزي سيلتقي محمود جبريل وعلي العيساوي المكلفين الشؤون الدولية في المجلس الوطني الانتقالي وسيبحث معهما "الوضع العام في ليبيا خصوصا الوضع الانساني ونشاط المجلس الوطني الانتقالي".
من جهته. طالب البرلمان الاوروبي الاربعاء الاتحاد الاوروبي بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة للعقيد معمر القذافي ودعم اقامة منطقة حظر جوي. وابدى قادة اكبر كتل سياسية في البرلمان الاوروبي تأييدهم لهذا الطلب لكن بعضهم ابدى تحفظا خلال نقاش للوضع الانساني في ليبيا بحضور وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون قبل يومين على قمة لقادة الاتحاد الاوروبي في بروكسل. الا ان اشتون رفضت طلب ابرز كتل في البرلمان الاوروبي الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة للعقيد معمر القذافي في ليبيا. وقالت في ختام نقاش في البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ "يعود امر اتخاذ هذا القرار لمجلس رؤساء دول وحكومات الاتحاد". فيما كانت ابرز المجموعات السياسية طالبت بهذا الاعتراف.