تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم السبت بشكل أساسي موضوع التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مقرا للامن العسكري السوري ومقرا لقوات حفظ النظام في حلب، ما اسفر عن إستشهاد 28 شخصا وجرح 235.
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم السبت بشكل أساسي موضوع التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مقرا للامن العسكري السوري ومقرا لقوات حفظ النظام في حلب، ما اسفر عن إستشهاد 28 شخصا وجرح 235.
السفير :
صحيفة السفير عنونت"عشرات القتلى والجرحى في تفجير مقرين أمنيين في حلب"و"والملك السعودي ينتقد الفيتو الروسي الصيني"
وكتبت تقول"اتهمت روسيا، أمس، دولا غربية بتأجيج الصراع في سوريا عبر إرسال أسلحة إلى المعارضة والضغط عليها لمواصلة رفض التحاور مع النظام، مؤكدة استعدادها لاستخدام «تدابير صارمة» إذا ما حاولت تلك الدول استخدام مجلس الأمن أداة ضغط بهدف التدخل بالشؤون الداخلية لسوريا، وأكدت أنها لا تتفق مع ذرائع الدول الغربية حول ما يسمى التدخل الإنساني ولا يمكن أن تسمح به، ولا باشتراك تحالف دولي وخاصة الأحلاف العسكرية بالتدخل في النزاع الداخلي لمصلحة طرف واحد".
في هذا الوقت، انتقد الملك السعودي عبد الله استخدام موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن «يدعم بشكل كامل مبادرة الجامعة العربية» التي تدعو الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي، ووصفه بأنه «بادرة غير محمودة»، معتبرا ان «ثقة العالم بالأمم المتحدة اهتزت»، فيما سيطرح وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعهم في القاهرة غدا الاحد، تعيين موفد عربي خاص وإيفاد بعثة مراقبين مشتركة من الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، في ندوة في واشنطن، إن رؤية أنقرة للمنطقة هي «أنظمة سياسية جديدة تستند إلى مطالب الشعوب وإلى الاندماج الاقتصادي واستخدام كل الوسائل السلمية المتاحة لتجنب سفك الدماء». وأضاف «نحن ضد أي طغيان وضد اي تدخل خارجي في المبدأ»، لكن «لا يمكن ان نكون صامتين
حيال ما يجري في سوريا». ورأى ان المشاكل مع سوريا هي مع النظام وليس مع الشعب، قائلا «سيكون لدينا علاقة مميزة مع سوريا الجديدة، لا يمكننا التضحية بعلاقتنا مع الشعب السوري مقابل دعم النظام على المدى القصير». وأعلن تأييد أنقرة إنشاء مجموعة «أصدقاء سوريا»، داعيا الى العمل لإيصال المساعدات الانسانية الى الشعب السوري. وقال «ندعو الى تبلور وعي دولي وأن يتحقق ذلك من خلال مجموعة مثل اصدقاء سوريا الديموقراطية او اي تسمية اخرى يمكن مناقشتها».
وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت أول أمس ان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان سيزور المغرب وفرنسا والبحرين لبحث موضوع تأليف «مجموعة أصدقاء سوريا» ودعم المعارضين ووقف العنف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند «بعد الفيتو المزدوج في مجلس الامن، فقد اجبرنا على العمل خارج الامم المتحدة، ولهذا فإننا نعمل على ارضية جمع الاصدقاء معا».
روسيا
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمام اجتماع للدبلوماسيين الروس في موسكو، «إن تطبيق السيناريو الليبي في سوريا، أي دعم أحد طرفي الحرب الأهلية، سيضر بالاستقرار الدولي وسيزعزع المبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة».
وأضاف إن «روسيا تدعم سعي الشعب السوري وجميع الشعوب الأخرى إلى حياة أفضل والعدالة، وتدين العنف مهما كان مصدره، كما أنها تسعى إلى ضمان احترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي التي تعتبر حجر الأساس في نظام العلاقات الدولية بأكمله». وأشار إلى أن من بين هذه المبادئ «احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
وقال نائبه سيرغي ريابكوف إن «الدول الغربية وعبر تحريضها المعارضين السوريين على أعمال متعنتة شريكة في تأجيج الأزمة». وأضاف إن «السلطات السورية أكدت استعدادها لإجراء استفتاء سريع حول الدستور وتنظيم انتخابات، وعليه فإن مسؤولية البحث عن حل لوقف إهراق الدماء تقع على المعارضة» التي ترفض التفاوض مع السلطات السورية.
ورفض ريابكوف الانتقادات التي وجهت إلى روسيا لاستخدامها «الفيتو». وقال «لقد حاول البعض وبسبب الفيتو الروسي - الصيني على مشروع القرار في مجلس الأمن أن يتهم روسيا بأنها مسؤولة عن حمام الدم. هذا محض افتراء. إن المسؤولية تقع على الذين لديهم تأثير على المعارضة ويعجزون عن كبحها ومطالبتها بأن تقبل اقتراح الحكومة البدء بحوار فعلي، بما أن دمشق مستعدة لذلك».
وتابع ريابكوف، خلال زيارة إلى كولومبيا، إن «قيام الدول الغربية بتحريض المعارضة السورية على القيام بأفعال لا يمكن التسامح معها، فضلا عن أن من يرسلون أسلحة ويقدمون لهم النصح والتوجيه يشاركون في عملية تصعيد الأزمة».
وقال ريابكوف «المجلس التابع للأمم المتحدة ليس أداة للتدخل في الشؤون الداخلية وليس الوكالة التي تقرر ما هي الحكومة المقبلة في هذا البلد أو ذاك»، مضيفا «إذا لم يتفهم الشركاء الأجانب ذلك سنضطر لاستخدام تدابير صارمة لإعادتهم إلى أرض الواقع. إن روسيا لا تتفق مع ذرائع الدول الغربية حول ما يسمى بالتدخل الإنساني ولا يمكن أن تسمح به، ولا باشتراك تحالف دولي وخاصة الأحلاف العسكرية بالتدخل في النزاع الداخلي لصالح طرف واحد».
وأقر مجلس «الدوما» الروسي بيانا يدين قيام الغرب «بالتدخل في شؤون الدول الأخرى وفرض قرارات من الخارج عليها»، ويدعو الى «الحيلولة دون تكرار السيناريو الليبي وأي تدخل خارجي يهدف إلى تغيير القيادة السورية الحالية». وناشد «طرفي النزاع السوري التوقف عن استخدام القوة ومباشرة العمل لإيجاد حل مقبول من خلال الحوار البناء».
واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن «التأكد من صحة الأخبار عن وجود عناصر القوات الخاصة القطرية والبريطانية على أراضي سوريا هو مهمة قد يقوم بها المراقبون العرب».
وكان موقع «دبكا» الإسرائيلي نقل عن مصادر عسكرية واستخباراتية أن «قوات خاصة قطرية وبريطانية تعمل مع القوى المتمردة بصورة خفية في مدينة حمص السورية».
وقال مصدر في السفارة البريطانية في موسكو إنه لا يوجد أي عسكريين بريطانيين في سوريا حاليا، مؤكدا أن كل التصريحات بهذا الشأن عارية عن الصحة تماما.
وأعلنت بكين انها عقدت اجتماعا مع مجموعة من المعارضة السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وايمين ان زيارة ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي الى بكين كانت مرتقبة منذ فترة طويلة وغير مرتبطة بالفيتو الصيني في مجلس الامن.
السعودية
وقال الملك السعودي عبد الله، خلال لقائه المشاركين في مهرجان الجنادرية، «نحن في أيام مخيفة... مخيفة: ومع الأسف الذي صار في الأمم المتحدة في اعتقادي هذه بادرة ما هي محمودة أبدا. بادرة كنا وكنتم نعتز بالأمم المتحدة تجمع وما تفرق تنصف وما يتأمل منها إلا كل خير وإلى الآن نحن نقول إن شاء الله. لكن الحادثة التي حدثت ما تبشر بخير لأن ثقة العالم كله في الأمم المتحدة ما من شك أنها اهتزت».
وأضاف «الدول مهما كانت لا تحكم العالم كله أبدا أبدا، بل يحكم العالم العقل، يحكم العالم الإنصاف، يحكم العالم الأخلاق، يحكم العالم الإنصاف من المعتدي، هذا الذي يحكم العالم، لا يحكم العالم من عمل هذه الأعمال كلها. ولكن يا إخواني إن شاء الله إنكم من الصابرين، وسنصبر ونصبر حتى يفرجها الله، والله يمهل ولا يهمل».
المراقبون
وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي، ان وزراء الخارجية العرب سيدرسون الأحد اقتراحا بإيفاد بعثة مشتركة من الجامعة والأمم المتحدة إلى سوريا. وقال بن حلي «هناك مقترح من قبل الأمين العام للجامعة العربية (نبيل العربي) لتشكيل بعثة مشتركة للمراقبة في سوريا بالتنسيق مع الأمم المتحدة سيتم طرحه أمام الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب الأحد في القاهرة».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن الاربعاء الماضي ان الجامعة العربية ستعيد بعثة المراقبين التابعة لها الى سوريا، مضيفا ان العربي ابلغه هاتفيا نيته بهذا الصدد طالبا منه تعاون الامم المتحدة في هذه المهمة الجديدة.
وتوقع دبلوماسي غربي مقيم في لندن، امس، ان تسمي الجامعة العربية موفدا خاصا الى سوريا. وقال الدبلوماسي «يبدو انهم (الوزراء العرب) يستعدون لتسمية موفد خاص، ونحن نشجع هذه الخطوة وننتظر بفارغ الصبر للعمل مع الشخص الذي سيسمونه كائنا من كان». وتابع انه قد يكون هناك «اقتراح لصالح انشاء مجموعة اصدقاء سوريا او قرار بإنشاء شيء مشابه» خلال الاجتماع.
تفجيرا حلب
واتهمت دمشق اطرافا «مدعومة من دول عربية وغربية» بتنفيذ التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مقرا للامن العسكري ومقرا لقوات حفظ النظام في حلب، ما اسفر عن مقتل 28 شخصا وجرح 235.
وجاء الاتهام في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية الى الامين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الامن والامين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والأمين العام لجامعة الدول العربية ومجلس حقوق الانسان في جنيف حول هذين التفجيرين.
وذكرت الرسالة التي نشرتها وكالة الانباء السورية (سانا) أن «هذا العمل الإرهابي المشين يأتي في إطار الحملة الظالمة التي تتعرض لها سوريا، والتي تدعمها وتمولها بعض دول المنطقة وتحرض عليها وسائل إعلامية معروفة يثبت دعمها للمجموعات الإرهابية والمسلحين الذين يقتلون المدنيين الأبرياء ويدمرون البنى التحتية وقطارات وحافلات نقل الركاب والمدارس وأنابيب النفط والغاز ومحطات الطاقة الكهربائية والمؤسسات العامة والخاصة».
وتابعت ان «هذه الجريمة اقترفتها فئات تتلقى دعما من بعض الدول العربية والغربية في مخالفة لالتزاماتها العربية والدولية وإمعانا منها بإلحاق الضرر بأمن سوريا وسلامة مواطنيها»، مشيرة إلى أن «بعض دول المنطقة تقوم بتجييش إقليمي ودولي ضد سوريا تحت ذرائع انسانية في الوقت الذي تستضيف فيه جماعات إرهابية مسلحة اتخذت من القتل وسيلة لها للوصول إلى أهدافها التدميرية».
وأكدت الرسالة أن «سوريا إذ تؤكد حقها في حماية مواطنيها ومحاربة الإرهاب والعنف ووضع نهاية لهما، فإنها تطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في مكافحة الإرهاب وتنفيذ قراراته في هذا المجال. وهي تطلب ممن يستضيف ويدعم ويمول ويسلح هذه المجموعات الارهابية تسليمها هؤلاء المجرمين والارهابيين بموجب القانون الدولي والقرارات المتعلقة بمكافحة الارهاب».
واستهدف الانفجار الأول، الذي نجم عن انفجار «سيارة مفخخة»، فرع الأمن العسكري في منطقة حلب الجديدة، فيما وقع الانفجار الثاني الناجم عن «عملية انتحارية بسيارة مليئة بالمتفجرات» في حي العرقوب، مقر كتيبة قوات حفظ النظام في حلب.
الأخبار :
صحيفة الاخبار عنونت" العرب يرسلون موفداً خاصاً! الإرهاب يضرب في حلب"
وكتبت تقول"عاشت حلب ساعات عصيبة يوم الجمعة، بالتزامن مع تصاعد دعوات قوى إسلامية للجهاد في سوريا، وذلك إثر استهداف مقري أمن وشرطة بتفجيرين انتحاريين، أوقعا عشرات القتلى والجرحى. وتوقع دبلوماسي غربيّ أن تسمي الجامعة العربية خلال اجتماعها الأحد المقبل موفداً خاصاً الى سوريا، فيما حمّلت الخارجية الروسية المعارضة المسؤولية إذا استمر نزيف الدم".
قتل ثمانية وعشرون شخصاً من العسكريين والمدنيين والشرطة، في تفجيرين انتحاريين في حلب، استهدفا مقر الأمن العسكري في حلب الجديدة، وكتيبة حفظ النظام في العرقوب، في إعلان صارخ عن إدخال حلب، التي كانت عنواناً للاستقرار الأمني، مرحلة جديدة، في وقت أفاد فيه ناشطون عن سقوط مزيد من القتلى في أعمال عنف، ولا سيما في حمص، التي اقتحمت القوات السورية أحد أحيائها ليلاً بالدبابات. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة أشخاص قتلوا في حي بابا عمرو وحي باب السباع، اللذين تتحصن فيهما المعارضة.
واتهمت سوريا أطرافاً «مدعومة من دول عربية وغربية» بتنفيذ التفجيرين، وطالبت الدول التي تستضيف وتدعم وتمول وتسلح «المجموعات الإرهابية» بتسليم أفرادها إلى السلطات السورية. وجاء الاتهام في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية الى الأمين العام للامم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، بشأن هذين التفجيرين، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وأعلن وزير الصحة السوري وائل الحلقي أن ثمانية وعشرين شهيداً، و 235 جريحاً سقطوا في الهجومين. وقتل في التفجير الذي استهدف مبنى فرع الأمن العسكري، وتسبب بأضرار كبيرة في المباني المجاورة نحو أربعة وعشرين شخصاً، نصفهم تقريباً من العسكريين، والنصف الآخر من المدنيين، بينهم عامل نظافة وأفراد عائلة كانت تتنزه في غابة المحلق الغربي القريبة، فيما سقط أربعة قتلى من شرطة حفظ النظام في التفجير الذي سبقه بدقائق قليلة. وأعلن نائب رئيس الأركان في ما يسمى الجيش السوري الحر، العقيد المنشق عارف الحمود، مسؤولة هذا الجيش عن تفجيري حلب، في تصريح سارع قائد هذا الجيش، العقيد المنشق رياض الأسعد، إلى نفيه.
ولاحقت قوات من حفظ النظام مجموعة من المسلحين، فرت إلى مقبرة جبل العظام بالقرب من جامع ميسلون بعد تصدي دوريات أمنية لها بالقرب من دوار التليفون الهوائي، إثر محاولة فرارها بعد فشل هجوم على فرع شرطة النجدة، وكتيبة حفظ النظام، التي كانت قد استُهدفت قبل ثلاث ساعات بتفجير نفذه انتحاري كان يقود حافلة صغيرة، وفق التحقيقات الأولية. وقال شهود عيان لـ «الأخبار» من أهالي حيي ميسلون والجابرية إنهم سمعوا «صوت الرصاص خلال صلاة الجمعة في جامع ميسلون، وكان آتياً من مقبرة جبل العظام، حيث أُخلي الجامع، وأُمّن خروج المصلين الذين كان معظمهم يصطحبون أطفالهم معهم». وخرج أنصار المعارضة في عدة مناطق بمدينة حلب، حيث اشتبك مسلحون منهم في حي المرجة مع الشرطة، وأوقعوا أربع إصابات في صفوف عناصر قسم الصالحين. وقالت فضيلة الشايب، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إن الخدمات الصحية العادية في سوريا تعاني التوقف، بسبب غياب الامن وصعوبة وصول مقدمي الخدمة إلى المصابين، أو وصول المصابين إلى المنشآت الصحية.
وتوقع دبلوماسي غربي مقيم في لندن أن تسمي الجامعة العربية خلال اجتماعها الأحد المقبل موفداً خاصاً الى سوريا. وقال هذا الدبلوماسي طالباً عدم الكشف عن هويته «يبدو أنهم (الوزراء العرب) يستعدون لتسمية موفد خاص، ونحن نشجع على هذه الخطوة، وننتظر بفارغ الصبر للعمل مع الشخص الذي سيسمونه كائناً من كان». وتابع هذا الدبلوماسي إنه قد يكون هناك «اقتراح لصالح إنشاء مجموعة «أصدقاء سوريا»، أو قرار بإنشاء شيء مشابه»، خلال هذا الاجتماع المقرر الأحد في القاهرة.
ورأى هذا الدبلوماسي الغربي أن الهدف من إنشاء هذه المجموعة هو «تكثيف الضغوط على النظام السوري وحشد الدعم الدولي لخطة الجامعة العربية وزيادة الالتزام لصالح المعارضة السورية». واستبعد فكرة التدخل العسكري او دعم المعارضة السورية بالسلاح، كما رأى أن الاحتمال ضئيل في الاتفاق على إقامة ممر إنساني أو منطقة حظر جوي في سوريا. كذلك قال إنه لا أدلة على وجود قوات ايرانية على الاراضي السورية، مضيفاً «ما نراه في الوقت الحاضر هو دعم فني كبير من الإيرانيين لأجهزة الاستخبارات السورية».
وأعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو تأييد بلاده إنشاء مجموعة «أصدقاء سوريا»، داعياً الى العمل لإيصال المساعدات الإنسانية الى الشعب السوري. وصرح داود اوغلو في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن حيث سيلتقي نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون «ندعو الى تبلور وعي دولي، وأن يتحقق ذلك من خلال مجموعة مثل (أصدقاء سوريا الديموقراطية) أو أي تسمية اخرى يمكن مناقشتها».
واتهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الداعين الى تأسيس «مجموعة أصدقاء سوريا» بالتآمر عليها، مؤكداً أن المؤامرة التي تتعرض لها سوريا مصدرها دول استعمارية تشاركها اطراف عربية وأخرى مرتبطة بأدوات داخلية.
وقال مسؤول في جامعة الدول العربية إن وزراء خارجية الجامعة، التي علقت الشهر الماضي بعثة مراقبة كانت قد أرسلت إلى سوريا بسبب تصاعد العنف، سيناقشون اقتراحاً بإرسال بعثة مشتركة من الأمم المتحدة والجامعة عندما يجتمعون في القاهرة يوم الأحد.
ودعت الخارجية الروسية كل قوى المعارضة السورية إلى تأييد البروتوكول الموقع من جانب الحكومة السورية وجامعة الدول العربية بشأن الوضع القانوني لبعثة مراقبي الجامعة في سوريا. بدوره صرح وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي بأن الولايات المتحدة وايطاليا تدعمان جهود الجامعة العربية «ونيتها إرسال بعثة جديدة للمراقبين» الى سوريا، كما رحّبت وزارة الخارجية الإيرانية، بقرار جامعة الدول العربية استئناف مهمة مراقبيها في سوريا، وقالت إنها ترحّب بأي مشروع يدعم عودة الهدوء إلى سوريا.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه سيجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في فيينا يوم الخميس المقبل، لبحث الأزمة السورية. وضمت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون صوتها إلى الاصوات الدولية التي تطالب روسيا بدعم قرار الأمم المتحدة، الذي يطالب الأسد بوقف القمع. وقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، بعد قمة الاتحاد الأوروبي والهند الثانية عشرة في نيودلهي، «اتفقنا على حاجة المجتمع الدولي إلى الضغط على النظام السوري، ودعم خطة الجامعة العربية».
لكن روسيا الحريصة على التصدي للنفوذ الأميركي في المنطقة تقول إنه لا ينبغي لأحد أن يتدخل في الشؤون السورية. واتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس دولاً غربية، لم يحددها بالاسم، بتسليح المعارضة السورية، وتقديم المشورة إليها. وقال «المجلس التابع للأمم المتحدة ليس أداة للتدخل في الشؤون الداخلية، وليست الوكالة التي تقرر ما هي الحكومة القادمة في هذا البلد أو ذاك»، مضيفا «إذا لم يتفهم الشركاء الأجانب ذلك فسنضطر إلى استخدام تدابير صارمة لإعادتهم إلى أرض الواقع». وأمل ريابكوف «أن يدين العديد من ممثلي المعارضة السورية التفجيرين الإرهابيين في حلب». وحمّل المعارضة المسؤولية إذا استمر «نزيف الدم». وحث مجلس النواب الروسي (الدوما)، في بيان تبناه أمس بشأن سوريا، مجلس الأمن الدولي على عدم تبني قرارات تدعو الى انقلابات أو تغيير في النظام السياسي في سوريا. وأعلن رئيس (الدوما)، سيرغي ناريشكين، استعداد المجلس لتوجيه موفديه إلى سوريا في مهمة المراقبة.
وطرح مسؤولون من الولايات المتحدة ومن دول أخرى إمكان البدء في عملية إنسانية لمساعدة الناس في حمص، لكنّ دبلوماسيين قالوا إن إقامة ممرات آمنة ستكون محفوفة بمخاطر وصعوبات. ودعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة مجلس الأمن الدولي الى إحالة ما عدّته «جرائم ضد الإنسانية» التي تُرتكب في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية. وقال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي سيفرض في نهاية شباط حظراً على صادرات الفوسفات السورية، ويجمد ودائع المصرف المركزي السوري، ويمنع تجارة الألماس والمعادن مع هذا البلد، في إطار تعزيز العقوبات على دمشق.
وفي موقف لافت قال الملك السعودي الملك عبد الله، خلال لقائه أمس الشخصيات المدعوة الى مهرجان الجنادرية، إن الثقة في الأمم المتحدة «اهتزت» بعد استخدام روسيا والصين حق الفيتو لمنع تبني قرار يدين سوريا. وأضاف «نحن في أيام مخيفة. ومع الأسف الذي صار في الأمم المتحدة باعتقادي بادرة غير محمودة أبداً (...) ما حدث لا يبشر بخير، لأن ثقة العالم كله في الأمم المتحدة ما من شك أنها اهتزت». وتابع إن «الدول مهما كانت لا تحكم العالم كله أبداً... لكن سنصبر والله يمهل ولا يهمل».
النهار:
بدورها النهار عنونت"تفجير مركزين أمنيين في حلب واشتباكات بدمشق"و"العاهل السعودي: الثقة اهتزت بالأمم المتحدة"
وكتبت تقول" فجّر امس مركزان امنيان في مدينة حلب التي بقيت حتى الان بمنأى عن الاضطرابات المستمرة في سوريا منذ 11 شهراً، فسقط 28 قتيلاً و235 جريحاً". وفيما اعلنت السلطات السورية أن انتحاريين نفذا عمليتي التفجير بسيارتين مفخختين، حملت المعارضة النظام السوري تبعتهما. وتحدث ناشطون عن مقتل 38 شخصاً برصاص قوى الامن لدى قمع تظاهرات نظمتها المعارضة تحت شعار جمعة روسيا تقتل اطفالنا".
وفي أقرب اشتباكات تسجل في وسط دمشق منذ بدء الاحتجاجات، أفاد شاهد وناشطون ان قتالا بالأسلحة النارية دار في حي القابون الفقير بالعاصمة بين القوات السورية وعناصر من "الجيش السوري الحر".
وقال الناشطون ان أفرادا من "الجيش السوري الحر" خاضوا قتالا أربع ساعات مع قوات تدعمها المدرعات دخلت الحي الذي يقع شمال العاصمة. واضافوا ان عددا من الضحايا سقط في صفوف المنشقين.
في غضون ذلك، تتجه الانظار الى اجتماع لمجلس التعاون الخليجي اليومي في الرياض والى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية غداً في القاهرة اللذين سيناقشان الوضع السوري في ضوء استخدام روسيا والصين حق النقض "الفيتو" الاحد الماضي لإجهاض قرار يندد بدمشق. وبرز امس موقف لافت للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز رأى فيه ان الثقة قد اهتزت بالامم المتحدة بعد الفيتو. وقال في كلمة بثها التلفزيون السعودي: "كنا نعتقد أن الأمم المتحدة تنصف... ما حدث لا يبشر بالخير. ثقة العالم بالأمم المتحدة اهتزت... الذي صار في الأمم المتحدة في اعتقادي هذه بادرة ما هي محمودة أبداً". وأضاف ان "الدول مهما كانت لا تحكم العالم كله ابداً، بل يحكم العالم العقل، يحكم الانصاف والاخلاق، والانصاف من المعتدي، هذا الذي يحكم العالم ... ولكن سنصبر والله يمهل ولا يهمل".
وقال ديبلوماسي غربي مقيم في لندن انه "يبدو انهم (الوزراء العرب) يستعدون لتسمية موفد خاص (الى سوريا)، ونحن نشجع هذه الخطوة وننتظر بفارغ الصبر للعمل مع الشخص الذي سيسمونه كائنا من كان". واوضح انه قد يكون هناك "اقتراح لمصلحة انشاء مجموعة "اصدقاء سوريا" او قرار بانشاء شيء مشابه". واستبعد فكرة التدخل العسكري او دعم المعارضة السورية بالسلاح، كما اعتبر ان الاحتمال ضئيل للاتفاق على اقامة ممر انساني او منطقة حظر طيران في سوريا. ولاحظ ان النظام السوري "لا يزال يحظى بدعم ما بين 20 و25 في المئة من السوريين". واشار الى انه لا ادلة على وجود قوات ايرانية على الاراضي السورية، و"ما نراه في الوقت الحاضر هو دعم فني كبير من الايرانيين لاجهزة المخابرات السورية".
وكانت فرنسا والولايات المتحدة اقترحتا انشاء مجموعة "اصدقاء سوريا" بعد فشل مجلس الامن في استصدار قرار يندد بعنف النظام السوري بسبب الفيتو المزدوج الروسي – الصيني.
ودعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي يزور واشنطن حالياً الى "بلورة وعي دولي وان يتحقق ذلك من خلال مجموعة مثل "اصدقاء سوريا الديموقراطية" او أي تسمية اخرى يمكن مناقشتها".
على صعيد آخر، قدم برلمانيون اميركيون مشروع قرار غير ملزم يدعو الولايات المتحدة الى تقديم مساعدة "مادية وتقنية كبيرة" الى المعارضين في سوريا. وقدم السناتور الديموقراطي روبرت كيسي والسناتور الجمهوري ماركو روبيو نصا يدعو الرئيس باراك اوباما الى "دعم انتقال فعلي الى الديموقراطية في سوريا... عبر تقديم دعم تقني ومادي كبير". والنص "يدين بشدة" روسيا وايران اللتين اتهمهما عضوا مجلس الشيوخ بـ"تقديم معدات عسكرية وامنية" لنظام الرئيس بشار الاسد.
وفي مؤشر لتزايد القلق داخل النظام السوري، قال مسؤولان أميركيان إن أحد أفراد عائلة الأسد حوّل مبالغ كبيرة من الاموال الى خارج سوريا، وأن أحد أعضاء مجلس الامن القومي المقربين من الاسد غادر البلاد في الأيام الاخيرة وأقام في الخارج.
وعرضت وزارة الخارجية الاميركية صورا عبر الاقمار الاصطناعية لما قال محللون إنه أسلحة سورية سوف تستخدم ضد المدنيين.
وبينما يناقش العرب وتركيا والغرب وسائل للضغط على النظام السوري، اتهمت موسكو الغرب بتسليح المعارضة السورية وتأجيج الوضع.
المستقبل :
أما صحيفة المستقبل فعنونت" خادم الحرمين الشريفين ينتقد فيتو روسيا والصين"
وكتبت تقول"لم يكن الافتتاح الرسمي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 27" يوما عادياً في زخمه السياسي الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. فانتقاده الامم المتحدة على خلفية "الفيتو" الروسي - الصيني حول الوضع في سوريا، ورفضه ان يحكم العالم من "عدة دول" فتح أفقاً سياسياً وأطلق إشارات سياسية واضحة الملامح حول طبيعة الاصطفافات والتحالفات في المقبل من الايام".
فقد انتقد الملك عبدالله بن عبد العزيز الصامتين على المجازر التي ترتكب بحق السوريين، وذهب في مواجهة العنف والحصار وقتل الاطفال والنساء ابعد مما ذهب الجميع انما ضمن رؤية سياسية واضحة، ليحمّل العالم اجمع مسؤولياته.
وقال إن العالم لا يمكن أن تحكمه عدة دول، معتبراً أن ما حدث أخيراً بشأن القرار السوري "بادرة غير محمودة".
وقال العاهل السعودي "كنا نعتقد أن الأمم المتحدة تنصف. ما حدث لا يبشر بالخير. ثقة العالم بالأمم المتحدة اهتزت". هكذا اعلن عن اهتزاز الثقة بأعلى هيئة دولية مع ما يعنيه ذلك من تداعيات ستنسحب على سائر مناطق التوتر والنزاعات في العالم.
وأضاف "أنه لا يصلح أن تحكم عدة دول العالم، وأنه يجب أن يحكم العالم العقل والأخلاق والإنصاف من المعتدي، وليس من قام بمثل هذه الأعمال".
ودعا العاهل السعودي في ختام كلمته إلى التمسك بالصبر، قائلاً: "إن الله مع الصابرين".
وفي ما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين كاملة:"أحييكم بتحية الإسلام، أحييكم في بلدكم المملكة العربية السعودية، وهي بلد للخير، وكل إنسان فيه خير لدينه ووطنه ولأمته العربية والإسلامية، كلكم تستحقون الشكر، وتستحقون الثناء لأنكم رجال كافحتم لخدمة دينكم ووطنكم، وإن شاء الله أبناؤكم يسيرون سيركم".
اضاف "المملكة العربية السعودية تفتح ذراعيها تحية لكم. تفتحها لكل إنسان فيه خير لدينه ووطنه وشهامته. يا إخوان: نحن في أيام مخيفة.. مخيفة، ومع الأسف الذي صار في الأمم المتحدة في اعتقادي هذه بادرة ما هي محمودة أبداً. بادرة كنا وكنتم نعتز بالأمم المتحدة تجمع وما تفرق تنصف وما يتأمل منها إلا كل خير وإلى الآن نحن نقول إن شاء الله. لكن الحادثة التي حدثت ما تبشر بخير لأن ثقة العالم كله في الأمم المتحدة ما من شك أنها اهتزت".
وقال العاهل السعودي "الدول مهما كانت لا تحكم العالم كله أبداً أبداً، بل يحكم العالم العقل، يحكم العالم الإنصاف، يحكم العالم الأخلاق، يحكم العالم الإنصاف من المعتدي، هذا الذي يحكم العالم، لا يحكم العالم من عمل هذه الأعمال كلها".
وختم "ولكن يا إخواني إن شاء الله إنكم من الصابرين، وسنصبر ونصبر حتى يفرجها الله، والله يمهل ولا يهمل. أرجوكم بلغوا تحياتي لإخواني الذين وراءكم في كل بلد. والسلام عليكم ورحمة الله".
كلام العاهل السعودي عن الانصاف والعدل وحماية المقهور والمظلوم تقطع بأن السياسة في المملكة هي بحق علم بناء الدولة ضمن رؤية واضحة ومستقبلية وليست آنية. كما ان فكرة الدولة هي الهاجس الابرز لدى مفكريها ومثقفيها في علاقتهم مع الحكم والشعب.
بعد انتهاء الغداء يستوقف الجميع الاشارات التي اطلقها الملك ودلالاتها وخصوصا بعد سنوات القتل والحروب وحملات التخوين التي ادت الى عواصف بالمنطقة وتغييرات عميقة في المواقع والاصطفافات.
المثقفون على اختلاف نوازعهم يسألون ويراهنون على الدور السعودي في القراءات والخيارات حول موقع المملكة في المنطقة والعالم بإزاء "الربيع العربي" الذي يصر البعض على تسميته بـ"الحراك" الذي قد يفضي الى "ربيع" إذا وضع صانعو الثورات في بلدهم اجندات وطنية حقيقية وواقعية بعيدة عن الشعارات.
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت" إحياء بعثة المراقبين أمام مجلس الجامعة غداً.. ومطالبة بإحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية"و"حلب تلتهب: 263 قتيلاً وجريحاً بسيارات مفخّخة"
وكتبت تقول"قتل ٢٨ شخصا واصيب 235 آخرون بجروح، في انفجارين قويين بسيارتين مفخختين وقعا صباح امس في حلب التي التهبت امس بعد ان ظلت هادئة نسبيا خلال الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد المستمرة منذ 11 شهرا، في وقت افاد ناشطون عن سقوط ٦٥قتيلاً لا سيما في حمص،في هذا الوقت، دعا ناشطون الى اعلان «النفير العام» والتظاهر ضد روسيا التي «تقتل اطفالنا»، لكن موسكو دافعت عن مواقفها واتهمت الغرب بتأجيج الازمة في سوريا".
من جهته،اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو امس تأييد بلاده انشاء مجموعة «اصدقاء سوريا» داعيا الى العمل لايصال المساعدات الانسانية الى الشعب السوري.
وقال داود اوغلو في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن حيث سيلتقي نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون «ندعو الى تبلور وعي دولي وان يتحقق ذلك من خلال مجموعة مثل «اصدقاء سوريا الديموقراطية» او اي تسمية اخرى يمكن مناقشتها».
وقال داود اوغلو ان «مبادرة دولية جديدة» يجب ان توجه «رسالة» الى الشعب السوري مفادها انه ليس وحده. واعلنت الدبلوماسية الاميركية ان «اصدقاء سوريا الديموقراطية» قد يبحثوا في تشديد العقوبات على النظام السوري. كذلك دعت وزارة الخارجية الاميركية الى ارسال مساعدات انسانية، وهو ما دعمه وزير الخارجية التركي. وقال الوزير التركي الجمعة «حان الوقت لكي تصل المساعدة الانسانية الى هذه المدن» مشيرا خصوصا الى حمص معقل حركة الاحتجاج وسط سوريا والتي تتعرض لقصف الجيش السوري. واضاف بالحاح «اذا ارادت روسيا والصين مساعدة سوريا فعليهما تسهيل وصول المساعدة الانسانية، هذا ليس تدخلا دوليا».
من جهة ثانية دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة مجلس الامن الدولي الى احالة ما اعتبرته «الجرائم ضد الانسانية» التي ترتكب في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية.
وردا على سؤال حول هذا الموضوع قال الناطق باسم المفوضية روبرت كولفيل ان هناك «خيارات عديدة» لكنه لم يذكر منها سوى واحدة.
واضاف «اقترحنا مرارا اجراء ملموسا جدا سيرسل مؤشرا واضحا الى سوريا وهو احالة القضية على المحكمة الجنائية الدولية».
بالمقابل،قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف امس ان «الدول الغربية وعبر تحريضها المعارضين السوريين على اعمال متعنتة شريكة في تأجيج الازمة».
وحمل المعارضة المسؤولية في حال استمر «نزف الدم».
وقال المسؤول الروسي «اذا لم يتفهم الشركاء الاجانب ذلك سنضطر لاستخدام تدابير صارمة لاعادتهم الى أرض الواقع.
ومن المقرر أن يدرس وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالقاهرة غدا إحياء بعثة المراقبة في سوريا، على أن تضم مراقبين من الأمم المتحدة.
وأشار الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي إلى أن هناك مقترحا من قبل الأمين العام للجامعة العربية لتشكيل بعثة مشتركة للمراقبة في سوريا بالتنسيق مع الأمم المتحدة سيتم طرحه أمام الاجتماع.
وتوقع دبلوماسي عربي، أن يصدر الاجتماع الوزاري بيانا بشأن قرار روسيا والصين استخدام حق النقض لإحباط مشروع قرار في مجلس الأمن استند إلى المبادرة العربية التي كانت تحظى بدعم القوى الغربية.
توقع دبلوماسي غربي مقيم في لندن ان تسمي الجامعة العربية خلال اجتماعها موفدا خاصا الى سوريا.
من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس تنتظر نتائج الاجتماع العربي مؤكدة انها «تدعم تحرك» الجامعة وتواصل مشاوراتها ل»مساعدة الشعب السوري».
وذكر المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو في لقاء مع الصحافيين بان «هذا التحرك سيترجم باجتماع هام للجامعة العربية خلال الايام القادمة في القاهرة يترافق مع اجتماع لمجلس التعاون الخليجي لدفع الخطة التي عرضتها الجامعة على مجلس الامن».
وقال دبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي سيفرض في نهاية شباط حظرا على صادرات الفوسفات السورية ويجمد ودائع المصرف المركزي السوري ويمنع تجارة الالماس والمعادن مع هذا البلد، في اطار تعزيز العقوبات على دمشق.
ميدانيا، لقي 28 شخصا واصيب 235 آخرون بجروح في انفجارين قويين بسيارتين مفخختين وقعا صباح امس في حلب شمال سوريا، في وقت افاد ناشطون عن سقوط ٦٥ قتيلا على الاقل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من البلاد.
وترافقت التطورات الامنية مع خروج تظاهرات متفرقة في عدد من المناطق السورية تحت شعار «روسيا تقتل اطفالنا»، واكبها انتشار امني كثيف واطلاق رصاص.
وذكر التلفزيون الرسمي السوري ان «عدد شهداء تفجيري حلب الارهابيين ارتفع الى 28 والجرحى الى 235 من مدنيين وعسكريين واطفال، بالاضافة الى اربعة اظرفة طبية لاشلاء شهداء».
وحمل الجيش السوري الحر ومعارضون النظام السوري المسؤولية عن الانفجارين.
وقال المتحدث باسم الجيش الحر الرائد ماهر النعيمي «النظام القاتل يقتل اطفالنا في حمص، ويفجر في حلب لتحويل الانظار عما يرتكبه».
واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام السوري «بافتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديدا على غرار تفجيرات الميدان في دمشق» التي وقعت في السادس من كانون الثاني 2012.
بالمقابل، اتهمت سوريا اطرافا «مدعومة من دول عربية وغربية» بتنفيذ التفجيرين.
وبالتزامن مع ذلك، سقط امس ٦٥ قتيلا في اعمال عنف متفرقة في انحاء مختلفة من سوريا.
ففي مدينة حمص، قتل ٣٧ مدنيا بينهم طفل وطفلة في القصف الذي تتعرض له احياء عدة في حمص منذ السبت والذي اوقع حتى الآن مئات القتلى، بحسب المرصد.
كما قتل ثلاثة منشقين في حمص اثناء مواجهات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر.
واستمر القصف متقطعا امس، في ظل وضع انساني بائس تعيشه مدينة حمص، في حين افاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية لحي الانشاءات في المدينة «بالدبابات ودخول عدد من المنازل وتحطيمها».
واتهم التلفزيون السوري الرسمي «مجموعات ارهابية مسلحة» بتفجير عدد من المنازل فى حي بابا عمرو في حمص «بعد تفخيخها بهدف ترويع المواطنين واعطاء انطباع بان الجيش يقوم بقصفها».
وقتل سبعة مواطنين في حيي الفردوس والمرجة في مدينة حلب، واربعة منشقين في هذا الحي كذلك خلال اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين. واغتيل قيادي شاب في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في مدينة حلب.
وخرجت امس الى الشارع في مناطق سورية عدة تظاهرات متفرقة واجهتها القوى الامنية بعنف واطلاق الرصاص، بحسب ما افاد ناشطون.