25-11-2024 10:55 PM بتوقيت القدس المحتلة

دماء القادة الشهداء اثمرت الانتصارات.. وزوال "اسرائيل" حتمي

دماء القادة الشهداء اثمرت الانتصارات.. وزوال

ما سر تفوق المقاومة وثباتها منذ انطلاقتها وتسطيرها النصر تلو النصر؟ وما دور الشهداء القادة في مسيرة المقاومة وانتصاراتها؟ وكيف اثّمرت دماء القادة والشهداء ضخ تجديد دم المقاومة؟

لتعرف مدى قوة انسان أو جهة أو حركة اعرف مدى قساوة الضربات التي تلقتها وكيفية تلقيها لهذه الضربات واستيعابها لها وقدرتها على مواصلة المسيرة ليس بنفس الزخم بل بقوة وجهد وعمل مضاعف لا حدود له.. هذا هو حال المقاومة الاسلامية في لبنان التي تلقت ضربات قاسية بفقدها قادة عظام في مسيرتها الجهادية من دون ان يفقدها هذا الامر توازنها وقوتها بل على العكس كانت المقاومة كلما فقدت قائدا كلما ازدادت اصرارا وقوة وعزيمة وكلما حققت انتصارات اكبر واعظم من تلك التي سبق ان حققتها.
 
وهذا الكلام ليس للإطراء للمقاومة الاسلامية في لبنان في اجواء الاحتفال بذكرى استشهاد قادتها الثلاثة الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والحاج القائد عماد مغنية، بل هذا واقع اعترف به العدو قبل الصديق وعاشته المقاومة حيث سطّرت تاريخا من الصمود والانتصار.

 ولكن ما سر تفوق المقاومة وثباتها منذ انطلاقتها وتسطيرها النصر تلو النصر؟ وما دور الشهداء القادة في مسيرة المقاومة وانتصاراتها؟ وكيف اثّرت دماء القادة والشهداء ضخ تجديد دم المقاومة؟
 
حول ذلك توجهنا بالسؤال الى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ محمد خاتون الذي قال إن "من خلال التجرية التي مر بها العمل الجهادي على مستوى لبنان كانت المقاومة الاسلامية هي الرقم الصعب في المعادلة"، ولفت الى ان "هذه المقاومة بدأت صغيرة من خلال مبادرات شخصية لبعض العلماء والمجاهدين الذين اغتنموا الفرصة التي اتيحت باجتياح العدو الاسرائيلي للبنان حتى يقوموا بدورهم الجهادي"، واضاف "طبعا ان العمل الجهادي المقاوم كان موجودا من قبل الا انه بدأ يتطور ويتوسع على ايدي هؤلاء القادة ومن معهم من المجاهدين حتى وصل الى الصورة التي عليها المقاومة اليوم".

 

خاتون: بصمات الشهداء القادة واضحة في مسيرة المقاومة

 

واوضح الشيخ خاتون ان "بصمات الشهداء القادة واضحة في مسيرة المقاومة سواء انطلاقا من حركة شيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب الذي بدأ بالعمل الجهادي المنبري خلال الاحتلال محققا مقولة الرسول الاعظم محمد بن عبد الله(ص) ان اعظم الجهاد كلمة حق امام سلطان جائر"، واشار الى ان "ما قاله الشيخ راغب حرب عندما رفض مصافحة المحتل ان المصافحة اعتراف والموقف سلاح كان مدويا وصداه قويا سواء على العدو المحتل او حتى على المجتمع الذي انطلق منه الشيخ المجاهد حيث تفاعل مع هذه الكلمات ثلّة من المجاهدين وتقدموا للجهاد مع فارق الامكانات بينهم وبين العدو"، مؤكدا ان "كلمات الشيخ راغب لم تكن عابرة خصوصا انه يقولها وهو محاط بجنود العدو وليس بظروف عادية في وقت هرب فيه الكثير من الرجال امام العدو من ارض المعركة فيما بقيت هذه العمامة الطاهرة في فعاليتها اقوى من كل اسلحة العدو حتى توج حياته بالشهادة في هذا اليوم الذي اصبح تاريخا من تواريخ المقاومة".


 
واشار الشيخ خاتون الى ان "العدو ظن انه بالقضاء على الشيخ راغب سيقضي على المقاومة ولكن باستشهاد الشيخ راغب تحولت المقاومة الى امة حيث ازدادت قدراتها ووجهت اقسى الضربات للعدو بالاضافة الى الالتفاف الشعبي حولها ما اثمر اندحارا للعدو الى ما يسمى منطقة الشريط الحدودي"، واضاف انه "بعد ذلك اكمل المسيرة علماء مخلصون على رأسهم سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي الذي بدأ يقود عملية التحرير من موقع آخر بمعنى انه اراد ان تكون المقاومة شاملة تبدأ بتوجيه الضربات للعدو واستنزافه لاجباره في على الاندحار من ارضنا وصولا الى استنهاض كل العالم الاسلامي الذي اخذت منه فلسطين والقدس الشريف"، ولفت الى ان "استشهاد السيد عباس بنفس يوم استشهاد الشيخ راغب اعطى المقاومة حياة جديدة وجعل من السيد والشيخ علمين ورمزين تعمل المقاومة بوحي من جهادهما ودمهما الذي سقط في سبيل الله".

 

خاتون: استنهاض الامة بالمقاومة الشاملة أثمر التحرير في العام 2000

 

ولفت الشيخ خاتون الى ان "مشروع استنهاض الامة من خلال المقاومة الشاملة التي ارادها السيد عباس بدأ يثمر بالتحرير في العام 2000 خصوصا مع وجود الفضائيات وعلى راسها قناة المنار التي نقلت على الهواء الاندحار الاسرائيلي وساهمت في نشر ثقافة الاستنهاض وجعلت من المقاومة مقاومة في الاعلام وفي الثقافة وفي استنهاض المشروع الجهادي الذي كان السيد عباس يريده ولا يقتصر فقط على لبنان"، وتابع انه "بفضل دماء السيد عباس والشيخ راغب اصبحت المقاومة التي حررت الجزء الاكبر من الارض اللبنانية قبلة المستضعفين في العالم واصبح صوتها مدويا وقويا وهذا ما نراه جليا في الربيع العربي حيث تمت الاطاحة بالطغاة من خلال التأثر بالمقاومة".
 
واعتبر الشيخ خاتون ان "الحديث عن الانتصار الكبير في تموز 2006 يدفعنا للحديث عن دور الجندي المجهول في المقاومة القائد الحاج عماد مغنية الذي يعتبر موقعه مختلفا عن الموقع الذي عمل فيه الشيخ راغب والسيد عباس حيث كانت الكلمة هي مجالهما اما هو فعمله كان في الخفاء فهو الذي كان يرسم ويخطط وينفذ وحمل في الخفاء ما لم يستطيع كثيرون من تحمّله"، واضاف انه "اذا اردنا وصف هذه الشخصية في جانبها العلمي والعملي لم يكن لها نظير ولذلك كان العدو يسعى لاغتياله لانه كان يعلم ان العقل المدبر لكثير من عمل المقاومة"، وتابع "صحيح ان العدو قد نجح في اغتياله فإن المعادلة ستتكرر اليوم حيث ان اغتيال الشيخ راغب اعطى حياة للامة وكذلك دم السيد عباس واليوم دم القائد الشهيد الحاج عماد معنية اعطت حياة للامة ولا يزال الشهيد القائد حيا في نفوس المجاهدين الذين لم يبدّلوا تبديلا ولا يزالون ينتظرون النصر او الشهادة".

 

خاتون: الحرب المقبلة ستزيل العدو من الوجود

 

واشار الشيخ خاتون الى ان "المقاومة التي خلّفها هؤلاء القادة الشهداء ومن معهم من الجنود المجهولين والمعلومين ترسم معالم حركة اسلامية نهضوية سوف يكون لها الدور الفعال الاكبر على مستوى العالم والمنطقة"، وأكد انه "اذا كانت حرب تموز 2006 قد خلخلت كيانية العدو الصهيوني حيث اهتزّت البنية العسكرية والامنية والاقتصادية للعدو ونقلت المقاومة الى موقع جديد هو ان العدو يرتعد من قدرات المقاومة"، وشدد على ان "الحرب المقبلة ستزيل هذا العدو عن الوجود وهذا ما وعدنا الله به"، موضحا ان "اسرائيل فقدت الغاية التي وجدت من اجلها الا وهي ان تكون العصا التي تهدد بها اميركا من تريد في هذه المنطقة وقد اصبحت اسرائيل عبئا على اميركا".
 
وهذا ما يؤكده كلام الشهيد القائد مغنية نفسه الذي نشر في جريدة الاخبار في عددها الصادر الثلاثاء في 14-2-2012 نقلا عن مصدر ايراني قريب من الشهيد القائد، حيث قال إن "الأسلحة التقليدية أثبتت انها عاجزة عن حماية إسرائيل وأنها ليست خطرا علينا وأن لدينا تفوقا في الأسلحة التقليدية وهذا ما يقلّل من قيمة الدور الإسرائيلي في استراتيجية الغرب"، ولفت الى ان "ما عادت إسرائيل قادرة على تأدية مهمّاتها وهذا ما يجب علينا استغلاله"، وتابع "ربحنا القضية كلها وبهذه الطريقة يمكن إبادة إسرائيل"، وشدد على ان "إسرائيل ستسقط من تلقاء نفسها طالما أنها أصبحت عاجزة عن أداء الدور الذي كان متوقعا منها من قبل الولايات المتحدة والغربيين".
 
فبلا شك ان استشهاد الحاج عماد مغنية ودماءه الزكية ترسم حدا فاصلا بين وجود الكيان الصهيوني الغاصب وبين زواله وتحرير فلسطين وفي هذا قال سابقا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إنه "إذا كان دم الشيخ راغب حرب أخرجهم من أغلب الأرض اللبنانية وإذا كان دم السيد عباس أخرجهم من الشريط الحدودي المحتل باستثناء مزارع شبعا فإن دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود إن شاء الله".
 
وإن غدا لناظره قريب...