الفريكة غذاء منتشر في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط العربية خصوصاً في سورية ولبنان وفلسطين والأردن ومصر
الفريكة غذاء منتشر في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط العربية خصوصاً في سورية ولبنان وفلسطين والأردن ومصر. تصنع الفريكة من حبوب القمح الخضراء، إذ تقطف السنابل قبل نضجها، ثم تشوى على النار، وبعد ذلك تجرش الحبوب لتعطي ما يسمى بالفريكة. ويعود اسم الفريكة إلى طريقة الفرك التي تتعرض لها سنابل القمح من أجل إزالة القشور المحروقة.
ويعتبر طبق الفريكة من الأطباق الشهيرة في بلاد الشام خصوصاً إذا تم دعمه بلحم الخروف وأضيفت إليه المكسرات والبهارات.
وتمتاز الفريكة بالآتي:
تحتوي على طاقة أقل من القمح، فقد بينت البحوث أن حصد السنابل قبل نضجها يؤثر في التركيب الكيماوي للفريكة، ما يؤدي إلى انخفاض نسب البروتينات والدسم والنشويات، الأمر الذي يقلل من كمية السعرات الحرارية. من هنا ينصح بالفريكة لمن يعانون من السمنة وللذين يتبعون حميات لتخسيس الوزن.
وتملك الفريكة مشعراً سكرياً منخفضاً ما يعني أن السكريات الموجودة فيها تمتـــص ببـــطء وتذهب إلى الدم بتؤدة الأمر الذي ينعكس إيجاباً على مســتوى السكر في الدم بحيث لا تحصل التذبذبات السريعة علواً وانخفاضاً كما الحال مع الأغذية الأخرى التي تملك مشعراً سكرياً مرتفعاً، من هنا ينصح بالفريكة للسكريين.
يوجد في الفريكة كمية عالية من الألياف الغذائية غير الذوابة، أي التي لا تنحل في الماء، لهذا تملك القدرة على البقاء في المجرى المعوي لمدة طويلة وهذا ما يساهم في زيادة وزن الفضلات البرازية فتتحرك هذه الأخيرة بطريقة أسرع في الأمعاء وبالتالي تخرج من الجسم بسهولة.
وكما هو معروف فإن استهلاك المزيد من الألياف يلعب دوراً بارزاً في الحفاظ على صحة الأمعاء والقلب والأوعية الدموية. فالألياف تساهم في تنظيم عمل القولون وتقيه من السرطان، كما تعمل على خفض مستوى الكوليسترول المتهم الأول في قضية تصلب الشرايين والأمراض القلبية الوعائية. ومن باب العلم فإن 100 غرام من الفريكة تحتوي أربع مرات أكثر من الألياف مقارنة بالكمية نفسها من الأرز الأسمر.
وتحتوي الفريكة على مادة الليجنان التي تعتبر من أقوى المركبات المضادة للسرطان خصوصاً سرطان الثدي والقولون إذ تعمل على كبح التغيرات الشاذة ما قبل السرطانية وبالتالي تساهم في تقويضها.
وتحتوي الفريكة على مجموعة جيدة من المعادن المهمة على رأسها الحديد المضاد لفقر الدم، والزنك الضروري لعمل جهاز المناعة والجهاز التناسلي، والكلس المهم لبناء العظام والأسنان، والسيلينيوم المناهض للشوارد الكيماوية الحرة والمضاد للشيخوخة، والمنغنيز الذي يدخل في بنية الكثير من الأنزيمات والمركبات النشطة التي تفتت الدهون والسكريات والبروتينات من أجل استخلاص المشتقات اللازمة منها، والماغنيزيوم الذي يلعب دوراً بارزاً في الكثير من الوظائف الحيوية في كل خلايا الجسم.
من جهة الفيتامينات يوجد في الفريكة مجموعة لا بأس بها خصوصاً فيتامينات الزمرة ب المهمة جداً للجملة العصبية. والخلاصة، الفريكة غذاء ممتاز، فهي مغذية، ومنشطة، ومفيدة في تقوية الشعر، وفي منع حدوث تشنج الأعصاب، وهي أيضاً تنفع في كبح السعال، وفي تهدئة الأمعاء الهائجة، وتساهم في تنظيم عمل هرمونات الغدة الدرقية.