قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إن أنقرة ستواصل رفع مستوى ضغوطها على سورية في محافل دولية مختلفة.
محمد نور الدين -السفير
قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إن أنقرة ستواصل رفع مستوى ضغوطها على سورية في محافل دولية مختلفة، واصفا مؤتمر «أصدقاء سورية» في تونس في 24 شباط الحالي بأنه سيرسل رسائل واضحة إلى الدول التي تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال داود اوغلو، قبل مغادرته إلى المكسيك لحضور اجتماع الدول العشرين الاقتصــادية، «إننا مصــممون على رفع درجة الضغوط على الدول التي تقدم الدعم للنظام السوري»، معتبرا أن مؤتمر «أصدقاء سورية» يملأ الفراغ الذي نتج عن الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن. وأضاف إن القرار الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ137 مقابل 12 صوتا يعكس ضمير العالم.
واعتبر أن مؤتمر تونس سيضاعف الضغوط لدى الدول الداعمة للنظام السوري، آملا ألا تبقى نداءات مؤتمر تونس بلا صدى. وكشف داود اوغلو انه «خارج النداءات التي ستصدر نفكر باتخاذ قرارات مهمة في تونس من أجل توفير مساعدات إنسانية، ونواصل استشاراتنا بهذا الخصوص». من جهة ثانية، احتفلت تركيا بالذكرى الستين لانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي عبر سلسلة لقاءات مع الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن الذي زارها والتقى المسؤولين فيها.
وإلى تأكيد راسموسن وداود اوغلو أن إسرائيل لن تتقاسم المعلومات التي سيقدمها نظام الدرع الصاروخي الذي نشرته تركيا على أراضيها، كان موقف لافت للرئيس التركي عبد الله غول، أثناء لقائه راسموسن، بكيل مديح استثنائي للحلف ودور تركيا فيه، والتي تحولت إلى دولة مركزية فيه. وبعدما كان راسموسن قد قال إن أنقرة هي التي طلبت نشر الدرع الصاروخي على أراضيها، أشاد غول بدور الحلف الذي «سيواصل بنجاح مساهماته في ضمان الأمن والاستقرار في العالم في المرحلة المقبلة «. وقال إن الحلف الذي تأسس في العام 1949 لعب دورا مصيريا في إعادة اعمار بلدان أوروبا الغربية وحمايتها، مضيفا إن تركيا في ظروف تلك الفترة الاقتصادية الصعبة ساهمت في ضمان أمن العالم الحر والدفاع عن قيمه وقدمت تضحيات.
وقال غول إن الحلف مع انتهاء «الحرب الباردة» لم ينحصر في حدوده السابقة، بل شهد توسيعا في دوره، وتوسع من 12 دولة وقعت اتفاق واشنطن إلى 28 دولة، كما انه توجد اتفاقات شراكة مع حوالي 40 دولة. وأضاف إن «تركيا، كإحدى الدول الأكثر فاعلية ونشاطا، تولت أدوارا مهمة وبنجاح». وتابع غول إن الحلف طوّر علاقات صداقة ورفاهية بين بلدانه في أوروبا وعبر الأطلسي، وهم يتقاسمون قيما مشتركة، مشيرا إلى انه «في هذا المناخ تولت أوروبا مسؤوليات اكبر، والحلف حمى في كل زمــان هدفه الأساسي في تأسيس بيئة من الســلم والحق في أوروبا». وقال «إن تركيا، وكنتيجة طبيــعية للمبادئ التي رسمها العظيم أتاتورك، قامت بإسهامات مهــمة جدا في مجال نشر القيم المعاصرة والسلم والحرية التي تتقـاسمها مع حلفائها على امتداد 60 عاما»، مضــيفا إن تركيا «كنتيجة لموقعها الاستراتيجي تحولت إلى بلد مركزي في الحلف».
بدوره، أكد راسموسن أهمية تركيا كعضو في حلف شمال الأطلسي. وقال، بعد اجتماعات مع لجان الخارجية والدفاع في البرلمان التركي، إن أنقرة ستواصل القيام بدورها المهم داخل الحلف.