07-02-2025 11:20 AM بتوقيت القدس المحتلة

توتر أمني جنوب اليمن عشية الإنتخابات الرئاسية

توتر أمني جنوب اليمن عشية الإنتخابات الرئاسية

في الوقت الذي يشهد فيه اليمن توتراً أمنياً عشية الإنتخابات الرئاسية، نفذت السلطات ليل أمس وصباح اليوم حملة اعتقالات طالت مسلحين ينتمون الى الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي المطالب بالإنفصال عن الشمال


في الوقت الذي يشهد فيه اليمن توتراً أمنياً عشية الإنتخابات الرئاسية، نفذت السلطات ليل أمس وصباح اليوم حملة اعتقالات طالت مسلحين ينتمون الى الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي المطالب بالإنفصال عن الشمال والعودة الى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990.
  

 وقال مصدر أمني في عدن إن الاعتقالات "استهدفت مجمعات مسلحة تابعة للحراك الجنوبي تحاول منع المواطنين المشاركة في الانتخابات بقوة السلاح". وأضاف المصدر"أن هذه العناصر حاولت زرع الخوف في نفوس المواطنين من خلال إطلاق شائعات أن يوم 21 شباط/فبراير سيشهد أعمال عنف، هذا كلام غير صحيح ونحن نطمئن سكان عدن بأن الأمور تحت السيطرة تماماً وأن اللجنة الأمنية قد حسمت أمرها في عدم وجود أي عراقيل تواجه الانتخابات". وقد اندلعت مواجهات بالأسلحة الرشاشة اليوم بين قوات الأمن ومسلحين من الحراك في حي المنصورة في عدن، حسبما أعلن شهود عيان.
  

من جهة اخرى، أفاد ناشطون انفصاليون أن الشرطة أوقفت 19 شخصاً في الحراك الجنوبي مساء الأحد عند نقطة تفتيش في المدخل الشمالي لمدينة عدن. وأشار الناشطون الى أن المعتقلين كانوا في طريقهم الى ساحة الشهداء في المنصورة حيث ينظم الجناح المتشدد في الحراك مهرجاناً شعبياً بعد ظهر اليوم للتأكيد على رفض الانتخابات. وأطلق مسلحون ينتمون الى الحراك الجنوبي قذيفة ار بي جي منتصف ليل الأحد على مقرّ اللجنة الإنتخابية في حي خور مكسر بعدن دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات، وفقاً للمصدر الأمني.
  

وعززت القوات الحكومية انتشارها في مدينة عدن مع وصول عشرات المركبات والمدرعات وحاملات جنود قادمة من صنعاء، بحسب مصادر أمنية وشهود عيان. وأكدت المصادر الأمنية نفسها أن لجنة عسكرية وأمنية شكلت بقيادة رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني اللواء الركن أحمد الأشول وعضوية مدراء المؤسسات الأمنية والعسكرية في عدن، وذلك للتأكد من حسن سير الانتخابات في الجنوب. وأشارت المصادر الى أن القوات العسكرية ستكثف من انتشارها عشية الانتخابات.
  

 من جانبه، أكد وزير في حكومة الوفاق الوطني أن اللجنة الأمنية في عدن "اتخذت قرارات حاسمة لمواجهة أي تحديات أمنية تعرقل سير العملية الانتخابية للمرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي". وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي يحي الشعيبي في مؤتمر صحافي عقده في عدن مساء أمس إن "الذين يحملون السلاح ويهددون في إفشال الانتخابات ستتم مداهمة أوكارهم ومصادرة أسلحتهم ومنع أي مظاهر للسلاح سواء قبل هذا التحول الديمقراطي أو بعده".
  
   هذا ووضع أنصار الحراك الجنوبي لافتات فوق جدارن المنازل خصوصا في احياء المنصورة والمعلا في عدن كتب عليها "مشاركة في الانتخابات تدل على موافقتك على سفك دماء الجنوبيين" و"مشاركتك في الانتخابات شرعنة لاحتلال الجنوب". وفي محافظة الضالع، التي تعد أبرز معاقل الحراك الجنوبي، أجبر مسلحو الحراك الجنوبي اللجنة المشرفة على الإنتخابات على نقل مقرها الى خارج عاصمة المحافظة نتيجة الاعتداءات المتكررة عليها وبعد سقوط قتيلين مطلع الأسبوع الماضي، فضلاً عن عدم تمكن اللجان من الوصول الى خمس بلدات بسبب استخدام معارضي الانتخابات العنف، بحسب مصادر محلية.
  

 وقال مصدر أمني في محافظة لحج الجنوبية، التي تعد المعقل الثاني للحراك الإنفصالي، إن لجان الانتخابات "منعت من توزيع صناديق الإقتراع في معظم بلدات المحافظة وانحصر تواجدها في عاصمة المحافظة وبلدات أخرى قريبة منها". وأضاف المصدر"هناك مؤيدون كثر للمرشح التوافقي في البلدات التي يسيطر عليها الحراك الجنوبي لكن هؤلاء المؤيدين لا يريدون الدخول في مواجهة مع المعارضين للانتخابات كون المرشح توافقي بدون منافس". أما في محافظة شبوة الجنوبية، فقد أكد رئيس اللجنة المشرفة على الإنتخابات أن "التحدي الذي يواجة هذا العمل الديمقراطي هو انتشار تجمعات من الموالين للحراك الجنوبي في الطرقات المؤدية الى البلدات"، مقللاً من قدرتهم الفعلية على افشال الانتخابات. وأكد رئيس اللجنة وصول صناديق الاقتراع إلى معظم البلدات بواسطة وجهاء من أبناء المحافظة أو عبر اللجنة الأمنية. غير أن أحد أعيان شبوة قال إن عناصر الحراك "أطلقوا شائعات مفادها بأنهم سيمنعون الإنتخابات ولو بالعنف وهذا ولد شعوراً بالخوف ناهيك عن عدم وجود المنافسة في الانتخابات التي يخوضها عبد ربه منصور هادي مرشحاً توافقياً ووحيداً".