اغلقت مكاتب الإقتراع أبوابها أمام اليمنيين الذين انتخبوا اليوم رئيساً جديداً لهم. أما في الجنوب فقد كان المشهد مختلفاً
اغلقت مكاتب الإقتراع أبوابها أمام اليمنيين الذين انتخبوا اليوم رئيساً جديداً لهم.
هذه الانتخابات الرئاسية هي الخاتمة لعهد علي عبدالله صالح، الذي يعدّ أول رئيس عربي يتنحى بموجب اتفاق سياسي بعد حكم استمر 33 عاماً.
وفتحت الإنتخابات الطريق أمام المرشح الوحيد نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي للوصول إلى كرسي الرئاسة.
مراسل المنار في اليمن اشار بعد اغلاق المراكز الانتخابية الى ان اليوم الانتخابي مر بسلام لكن في صعدة واغلب الدوائر في اغلب المناطق الجنوبية تمكن مسلحو الحراك الجنوبي من اغلاق مراكز الانتخابات. واضاف ان الانتخابات انشأت جدلا جديدا والمقاطعون يعتبرون ان الانتخابات صادرت الثورة ويريدون تغييرا شاملا وان الانتخابات غيرت نصف النظام بنصفه الآخر.
ودُعي أكثر من 12 مليون ناخب يمني الى صناديق الإقتراع في الوقت الذي يقاطع فيه الإنفصاليون الجنوبيون والحوثيون هذه الإنتخابات. أما الحركات السياسية الرئيسية وفي مقدمها التيارات المعارضة التي طالبت بتنحي صالح منذ كانون الثاني/يناير2011، فهي تؤيد هذه الإنتخابات التي ستحدد مستقبل البلاد.
وفي عدن كبرى مدن الجنوب بدا الإقبال على مراكز الإقتراع ضعيفاً جداً في حي خور مكسر وحي كريتر. وقال مصدر أمني إن شخصاً أصيب بجروح فجر اليوم عندما فتح مجهولون النار على مركز اقتراع في حي دار سعد في عدن، فرد الجيش على مصادر النيران وأصاب أحد المارة. يُذكر أنه عشية هذا الإستحقاق، سجلت أعمال عنف جنوب اليمن وشرقه أدّت الى مقتل مدني وجندي خلال تظاهرات مناهضة للإنتخابات.
المرشح الرئاسي عبد ربه منصور هادي: إنه يوم تاريخي لليمن
من جهته، أكد الرئيس اليمني المقبل عبد ربه منصور هادي، أثناء إدلائه بصوته في صنعاء وسط تدابير أمنية مشددة، أن انتخابه رئيساً للبلاد يفتح "صفحة جديدة ناصعة البياض". وقال هادي الذي يخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح توافقي "هذا اليوم يوم تاريخي في اليمن". وأضاف هادي في تصريحات للصحافيين أن استحقاق الانتخابات هو "إغلاق لصفحة الماضي وفتح لصفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها مستقبل اليمن الجديد". ووصل هادي بالسيارة الى مركز الإقتراع الذي يبعد مئات الأمتار فقط عن منزله. وذكرت مصادر مقربة من نائب الرئيس أن التدابير المشددة سببها مخاوف من تعرضه لاعتداء.
بن عمر: الانتخابات بداية لطريق صعب
وعلّق مبعوث الامم المتحدة لليمن جمال بن عمر على الانتخابات معتبراً أنها ليست إلا بداية لطريق "صعب وشائك" رسم ملامحه اتفاق انتقال السلطة الذي جنب اليمنيين الانزلاق إلى الحرب الاهلية.
وقال إن اليمنيين "أدركوا أنه لا يمكن أن يكون هناك غالب ومغلوب، وفي المقابل قام المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة بالمساعدة على التوصل الى الإتفاق السياسي".
ورأى أن اليمن يواجه "أخطاراً كثيرة، أولها إنعدام الثقة بين الاطراف السياسية"، وأخطرها تدهور الوضع الأمني وغياب الدولة عن عدد من المناطق، ما أوجد وضعاً إنسانياً خطيراً في تلك المناطق.
الجنوب يقاطع الإنتخابات
أكد مسؤول حكومي أن نصف مراكز الاقتراع في مدينة عدن قد أُغلقت جراء هجمات نفذها ناشطون انفصاليون جنوبيون معارضون للإنتخابات الرئاسية. وأكد المسؤول، طالباً عدم الكشف عن اسمه، أن "نصف مراكز الاقتراع في عدن سقطت بعد أن اقتحمت من قبل مسلحي الحراك الجنوبي" المطالب بالإنفصال. وتضم محافظة عدن عشر دوائر انتخابية وعشرين مركز اقتراع بينها عشرة مراكز باتت تحت سيطرة مناصري الحراك الجنوبي بحسب المصدر الحكومي. وذكر شهود عيان أن الناشطين اقتحموا المراكز وصادروا صناديق الاقتراع فيما تسمع طلقات نارية بشكل متقطع في سائر أنحاء المدينة، التي كانت عاصمة دولة اليمن الجنوبي السابق. كما شوهدت المركبات العسكرية وهي تغادر مراكز الاقتراع، بحسب الشهود.
من جانبه، اتهم الناشط الموالي للمعارضة البرلمانية والمؤيد للانتخابات خالد حيدان قوات الأمن ب"التواطؤ" في ما يحدث في عدن. وقال حيدان "هناك تواطؤ أمني واضح لقوات الجيش والأمن بتسليم المراكز لعناصر الحراك"، مشيراً الى أن "هذه الحوادث تركزت في أحياء الشيخ عثمان والمنصورة والمعلا". وقد تسببت احتجاجات مناصري الحراك الجنوبي بإغلاق عدد من مراكز الاقتراع في باقي محافظات الجنوب خصوصاً في الضالع ولحج. كما تغيب الانتخابات عن مناطق واسعة يسيطر عليها تنظيم القاعدة في محافظتي ابين وشبوة الجنوبيتين.
على الصعيد الأمني، قتل عسكريان كما قتل محتج وطفل في مواجهات متفرقة اليوم جنوب اليمن بين القوات الحكومية والانفصاليين الجنوبيين. وقد أفاد مصدر عسكري أن اشتباكات اندلعت اليوم في المكلا بمحافظة حضرموت (جنوب شرق)مع ناشطين انفصاليين "حاولوا اقتحام مركز انتخابي بالسلاح". وأضاف المصدر أن "قوات الجيش تصدت لهم وحصل تبادل لإطلاق النار مما أسفر عن استشهاد عسكري وجرح اثنين من المهاجمين".
كما أصيب جنديان آخران في المحافظة نفسها في أعمال عنف شهدتها مدينتا الشحر وغيل باوزير، حيث يحاول أنصار التيار المتشدد من الحراك الجنوبي عرقلة الانتخابات. الى ذلك، أفاد ناشطون أن محتجاً قتل وأصيب اثنان في تبادل إطلاق نار بين مسلحين من الحراك الجنوبي والشرطة في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج الجنوبية. وأكد الناشطون أن فضل ناصر الدبيع سقط برصاص قوات الأمن المركزي التي أطلقت النار على محتجين تجمعوا أمام أحد المراكز الانتخابية في الحوطة رفضاً للانتخابات. وبحسب الناشطين، أصيب اثنان من المحتجين بأعيرة نارية بالقرب من المركز الانتخابي نفسه.
وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، قتل طفل في إطلاق نار عشوائي بين قوات الأمن وأنصار الحراك الجنوبي في حي دار سعد. وذكر السكان أن الطفل قضى بالقرب من المعهد التقني الألماني حيث يوجد مركز انتخابي. وفي حي المعلا، أقدم أنصار الحراك على اقتحام ثلاثة مراكز انتخابية هي مركز أبو بكر الصديق والشهيدة فاطمة و14 اكتوبر، حيث قاموا بمصادرة صناديق الاقتراع وإحراق مبنى أحد المراكز بحسب شهود عيان. وذكر شاهد أن أنصار الحراك "يمزقون البطاقات الانتخابية في الشارع الرئيسي وبعضهم يحمل السلاح ويطلق أعيرة نارية". من جهته، قال مصدر أمني في عدن إن أحد أفراد الشرطة قتل في حي المنصورة في عدن برصاص عناصر الحراك الجنوبي كما أصيب شرطيان آخران في حي دار سعد.