هناك ما يقرب من 450 مليون طفل معرضون للتقزم عقلياً وجسدياً خلال الخمسة عشر عاماً القادمة إذا لم يتخذ العالم الإجراءات اللازمة
هناك ما يقرب من 450 مليون طفل معرضون للتقزم عقلياً وجسدياً خلال الخمسة عشر عاماً القادمة إذا لم يتخذ العالم الإجراءات اللازمة للحد من مشكلة سوء التغذية التي تواجه شعوب الدول الفقيرة، وذلك وفق تقرير وضعته المنظمة الخيرية البريطانية بعنوان "أنقذوا الأطفال" (Save the Children).
ووفق التقرير هناك ما يقرب من 300 طفل يموتون كل ساعة في العالم بسبب نقص المواد المغذية في طعامهم بينما من يبقون على قيد الحياة يعانون بشدة في حياتهم الصحية الأمر الذي يكون له تأثير سلبي على اقتصاديات الدول التي يعيشون بها.و أصبحت المشكلة عاجلة بسبب تقلبات أسعار الطعام وعدم الاستقرار الاقتصادي والتغيرات المناخية والتحولات السكانية كما يقول التقرير.
ففي آسياً مثلاً، حيث يعاني ما يقرب من 100 مليون طفل من سوء التغذية، يتوقع التقرير أن تؤدي التغيرات المناخية وتأثيراتها على إنتاج الطعام إلى زيادة أعداد الأطفال بما يقرب من سبعة ملايين طفل بحلول عام 2050.
وصرح الرئيس التنفيذي للجمعية الخيرية البريطانية جوستين فورسيث "لقد حقق العالم تقدما كبيرا في تقليل أعداد وفيات الأطفال من 12 مليون طفل إلى 7.6 مليون كل عام، إلا أن هذا الإنجاز معرض للتوقف إذا ما فشلنا في التغلب على مشكلة سوء التغذية".وأضاف أن الحكومة البريطانية يمكنها أن تساهم في تحقيق هذا الهدف من خلال عقد مؤتمر الجوع بالبلاد بنهاية هذا العام مستفيدة من تجمع قادة دول العالم بلندن للاحتفال بافتتاح دورة الألعاب الأولمبية في شهري يوليو وأغسطس القادمين.
وشدد فورسيث على أنه "في كل ساعة من اليوم يموت ما يقرب من 300 طفل بسبب سوء التغذية والذي غالباً ما يحدث بسبب نقص الأطعمة المغذية الأساسية التي تمثل عناصر غذائية سهلة ومتاحة في الدول الغنية".وأضاف "بالعمل على تقليص الجوع وسوء التغذية سيكون أمام قادة دول العالم الفرصة لتغيير هذا المصير المحزن لملايين الأطفال في العالم".
وترى المنظمة إمكانية حدوث ذلك عن طريق تدعيم طعام الفقراء بالفيتامينات والمعادن وحث الأمهات على تغذية صغارهن بالرضاعة الطبيعية.
ويكون الأطفال الذين يعانون سوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. وفي الدول التي يسوء فيها الوضع كثيراً يمثل سوء التغذية العامل الرئيسي لوفاة الأطفال بسبب أمراض الإسهال والملاريا والالتهاب الرئوي.
كما أن لسوء التغذية تداعيات سلبية كبيرة على الاقتصاد حيث إن الأشخاص الذين عانوا سوء التغذية في الصغر يكسبون أقل من نظرائهم بما يعادل 20% على الأقل.
وفي الدول التي يعيش بها ما يقرب من نصف الأطفال الذين يعانون سوء التغذية يقول واحد من بين كل ستة آباء إن أطفالهم يتركون المدرسة من أجل العمل للحصول على الطعام الضروري.