07-02-2025 10:56 AM بتوقيت القدس المحتلة

الإنتخابات اليمنية: بداية جديدة لثورة لا تموت

الإنتخابات اليمنية: بداية جديدة لثورة لا تموت

وضعت الإنتخابات الرئاسية في اليمن الثورة أمام السؤال الصعب: ما هي سبل الإستمرار؟ هو السؤال الذي قمنا بطرحه على عضو المكتب السياسي لدى الحوثيين ضيف الله الشامي


وضعت الإنتخابات الرئاسية في اليمن الثورة أمام السؤال الصعب: ما هي سبل الإستمرار؟ في لحظة، بدت تلك الثورة بأهدافها الكبيرة القائمة على إسقاط نظام علي عبد الله صالح وليس صالح فقط وليدة مخيلة ذات طموح جامح. اختنقت كلمات الرفض في حناجر عدد كبير من ثوار تعز وصنعاء الذين اختاروا الإمتثال لقرار القوى المعارضة التي ينتمون إليها، ساروا إلى مراكز الإقتراع بصمت ليختاروا رئيساً اختاره علي عبد الله صالح نفسه: عبد ربه هادي منصور.


 الإنتخابات التي كانت أشبه باستفتاء للمبادرة الخليجية، قوبلت بمعارضة شديدة من قبل الإنفصاليين في الجنوب الذين اختاروا القوة كوسيلة لاحتلال مراكز الإقتراع في عدد من المدن كمدينة عدن للحؤول دون استمرار العملية الإنتخابية. أما الحوثيون فقد قاطعوا الإنتخابات أيضاً حيث نظموا مسيرة سلمية في صعدة فاسحين المجال أمام من يريد المشاركة في الإنتخابات. في ظل الإقبال الكبير للمواطنين اليمنيين على الإنتخابات الرئاسية، خصوصاً في تعز معقل الثورة، بدت مقولة "الشعب يريد" قيد أسئلة كثيرة عن حقيقة من يملك قوة الإرادة والتغيير في اليمن. لقد استطاعت المبادرة الخليجية وضع ثورة امتدت لأشهر طويلة في صناديق الإقتراع، لكنها في الوقت عينه وضعت القوى المعارضة التي التزمت موقفها القاضي باجتثاث نظام صالح أمام مسؤولية البحث عن الوسيلة التي تمنع جعل هذه الثورة مجرد ذكرى.

 عضو المكتب السياسي لدى الحوثيين: لن نسمح بتدجين الثورة وهناك من أرغم رؤساء الدوائر الإنتخابية على ملئ الصناديق


أكد عضو المكتب السياسي لدى الحوثيين ضيف الله الشامي، أن الحوثيين اختاروا مقاطعة الإنتخابات لأنها "كانت انتخابات هزلية، لم تكن انتخابات حقيقية. لقد كان الهدف من وراء هذه الإنتخابات إبقاء الطريق مفتوحة أمام المؤامرات السعودية والأميركية وإخراج الشعب اليمني من المشروع الثوري إلى مشروع أزمة سياسية تتحكم فيها القوى الخارجية للحفاظ على وصايتها على الشعب اليمني. لقد أثبتنا من خلال مقاطعة هذه الإنتخابات أننا شعب لا يمكن أن يقبل بالوصاية الأجنبية، وأنه يحق لنا تقرير مصير بلدنا. لقد أجريت هذه الإنتخابات بطلب شخصي من السفير الأميركي في اليمن والذي أعلن أن بلاده إضافة إلى دول الخليج لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه من يقوم بمعارضة هذه الإنتخابات".

وفي حديث لموقع المنار، أعلن الشامي أن الثورة مستمرة قائلاً إنه "لدينا الآن كيان كبير جداً يُعرف بالمنتدى العام للقوى الثورية. هذا الكيان يجمع عدداً كبيراً من القوى المعارضة التي تجتمع من أجل وضع خطط مستقبلية للخطوات التي ستلي هذه الإنتخابات. الثورة ستستمر سواء بالمسيرات أو بالإعتصامات أو بوسائل أخرى سلمية لإسقاط النظام بكافة فروعه ولن نسمح لأحد بتدجين الثورة".

   
كما أضاف الشامي أن "الآراء التي ترى في الإنتخابات الرئاسية التي جرت نهايةً للثورة، لا يمكن أن تنطبق على من يحمل مشروعاً ويؤمن به. نحن لم نخرج لإسقاط علي عبد الله صالح، خرجنا لإسقاط منظومة فاسدة متكاملة لا زالت تدير الحكم حتى الآن في اليمن انطلاقاً من الإملاءات الأميركية والغربية. اليوم بدأت ثورتنا بالفعل لإسقاط هذه المنظومة وستنتصر هذه الثورة لأنها تلبي رغبات الشعب اليمني، الدليل على ذلك هو ما حصل عقب الإنتخابات حيث لم يستطيعوا أن يعلنوا نتائج الإنتخابات بشكل صريح وواضح، لدينا وثائق تثبت أن النظام وبعض القوى المعارضة المتواطئة أرغموا رؤساء الدوائر الإنتخابية على تعبئة صناديق الإقتراع في ظل عدم وجود العدد الكافي من الأصوات".


ورداً على سؤال عن مدى صحة الأخبار التي تحدثت عن استخدام الجنوبيين القوة لمنع إجراء الإنتخابات، أوضح الشامي أنه "بالنسبة للأخوة الجنوبيين، فقد تحركوا بهذه الطريقة لأنهم يقبعون تحت وطأة الظلم والقهر من قبل المتسلطين على أبناء الشعب الجنوبي. لقد استخدم الجنوبيون القوة لأنهم لم يجدوا وسيلة أخرى للدفاع عن كرامتهم. لقد أراد البعض خداع الجنوبيين بتسمية عبد ربه منصور هادي، باعتباره جنوبي، لكنه في الواقع أداة بيد السفير الأميركي وآل الأحمر وباقي القوى التي تسعى للتحكم بخيرات اليمن وقرارات الشعب اليمني. من جهة ثانية، نحن نأسف للأحداث التي حصلت في الجنوب لكننا نرفض أيضاً إرغام الجنوبيين على التصويت وما حدث كان بمثابة ردة فعل على ذلك".

 
كما تحدث عضو المكتب السياسي لدى الحوثيين عن الأسباب الكامنة خلف الغيير الحاصل في موقف بعض القوى المعارضة ومشاركتها في الإنتخابات، قائلاً "لقد ظهر أن بعض القوى التي حملت لواء المعارضة مرتهنة للخارج. لقد طالبت هذه القوى بإسقاط النظام من أجل مصالح ضيقة، فهذه القوى هي جزء من منظومة علي عبد الله صالح الفاسدة ولكنهم انضموا إلى صفوف الثورة من أجل الإحتماء بها وحماية أنفسهم من غضب الثوار. وعندما رأى هؤلاء أن الأمور يمكن أن تسيّر بخلاف ما يريده الثوار، حاولوا أن يعيدوا هذه الثورة إلى المربع الثابت الذي يقوم فقط بتغيير رأس النظام المتمثل بعلي عبد الله صالح. هذا المشروع لن يمرر أبداً لأن هذه القوى تطبق املاءات خارجية، لذا نؤكد لهم أن هذه الثورة ستستمر وستقوم بمحاكمة كل الفاسدين الذين واكبوا صالح".


بهذا الوعد يختم الشامي حديثه. يرسم الحوثي المعارض، من خلال رفضه بقاء أي فرد تابع لنظام صالح في دائرة الحكم، مستقبل اليمن الذي حضر من أجله الآلاف في الساحات والذي استشهد من أجله أيضاً عدد كبير من أبناء الشعب اليمني. من الإجحاف، تكريس واقع مفاده أن انتخاب شخص فرضته تسوية سياسية هو كل ما يريده اليمنيون، لذا ينتظر كثيرون سماع تلك الصرخة من جديد: الشعب يريد إسقاط النظام!