أعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أن روسيا ترى انه لا يجوز اتخاذ قرارات هامة تقرر مصير دول بكاملها وشعوبها تحت تأثير حملات دعائية مكثفة.
أعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أن روسيا ترى انه لا يجوز اتخاذ قرارات هامة تقرر مصير دول بكاملها وشعوبها تحت تأثير حملات دعائية مكثفة. وقال مدفيديف خلال مراسم تسلم اوراق الاعتماد لسفراء ثمان دول "سنواصل ممارسة سياسة خارجية براغماتية، تهدف الى بلوغ الهدف الشامل، وهو بناء نظام عالمي ديموقراطي. وننطلق لدى ذلك من اولويات القانون الدولي وضمان الامن المتكافئ وغير المجزأ لكل الدول والشعوب".
وبحسب قوله فان هذه المبادئ بالذات تكمن في اساس الموقف الروسي من اكثر القضايا الدولية والاقليمية تعقيدا، وبصورة خاصة الملف النووي الايراني والوضع في سورية، وقبل ذلك فيما يتعلق بالتطورات الاخيرة في كل من مصر وليبيا ومنطقة الشرق الاوسط ككل. واشار الرئيس الروسي "لذلك فاننا، في ذات الوقت، سنأخذ بالحسبان تأثير القرارات التي اتخذتها الاسرة الدولية على الصعيد الديني والقومي. ولا ننوي تأييد القرارات التي تتجاهل بعض العوامل، او لا تأخذها بعين الاعتبار بشكل كامل".
ومضى مدفيديف "ونعتبر انه لا يجوز ان تتخذ القرارات ذات الأهمية البالغة بالنسبة لمصير دول وشعوب، وخاصة في سياق التطورات المعقدة في بعض الاقاليم بشكل عاجل وتحت تأثير الحملات الدعائية المكثفة". وبحسب قول الرئيس الروسي فانه لا يمكن اعتبار هذا الامر صحيحا، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون. وقال مدفيديف "لا يمكن السماح بالحط من سمعة مؤسسات القانون الدولي، مثل هيئة الامم المتحدة ومبادلتها بمجموعات حسب المصالح، وما تسمى بمجموعات الاصدقاء، انطلاقا من تطلعات سياسية، او انطلاقا من الجدوى الاقتصادية".
واشار مدفيديف متوجها الى السفراء ان المحترفين القادرين على ادراك الاوضاع الحقيقية، الذين بامكانهم الوصول الى حقيقة الامور، يفهمون دون شك انه لا يحق لاحد الخروج باستنتاجات غير خاضعة للنقاش. وقال الرئيس الروسي "ان هدفنا يكمن في الحفاظ على القواعد القانونية الدولية لتعايش الدول والشعوب وضمان المراعاة الدقيقة للمقاييس الانسانية المعترف بها من قبل الجميع والحيلولة دون وقوع الاستفزازات والارهاب، واستخدامها كأداة في السياسة الدولية".
واكد الرئيس الروسي ايضا على ان "السياسة الخارجية الروسية كانت ولا تزال سياسة متوازنة، قائمة على الاستعداد لاجراء حوار متكافئ مع كل من يسعى الى ذلك. وبطبيعة الحال فان دعم هذه السياسة من قبل الغالبية المطلقة لمواطنينا يعتبر اهم ضمان لها". واستطرد مدفيديف قائلاً "ان ذلك هو العامل الرئيسي والوحيد، الذي يؤثر داخيا، على سياستنا الخارجية".