تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الجمعة بشكل أساسي موضوع مؤتمر أصدقاء سورية الذي سيعقد اليوم في تونس تحت عنوان تأمين ممرات إنسانية في الوقت الذي فتحت هيلاري كلينتون باب تسليح المعارضة لشن هجمات.
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الجمعة بشكل أساسي موضوع مؤتمر أصدقاء سورية الذي سيعقد اليوم في تونس تحت عنوان تأمين ممرات إنسانية في الوقت الذي فتحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون باب تسليح المعارضة لشن هجمات .
السفير :
صحيفة السفير عنونت"مؤتمر أصدقاء سوريا اليوم ... وطهران تؤكّد وقوفها إلى جانب دمشق"و"كلينتون تفتح باب تسليح المعارضة لشن هجمات موسكو وبكين تتمسكان بالحوار ومعارضة التدخل"
وكتبت تقول"أكدت موسكو وبكين مجددا، أمس، معارضتهما أي تدخل أجنبي في سوريا، وكررتا دعوتهما أيضا إلى «وقف سريع لكل أشكال العنف في سوريا»، فيما أكدت طهران أن «الجهود لقلب الحكومة السورية لن تؤدي إلى نتيجة وخط الجبهة في مواجهة النظام الصهيوني لن يزول»، مشددة على ان ايران والعراق و«حزب الله» يقفون الى جانب دمشق ويدعمونها".
وعشية مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس اليوم، فتحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الباب أمام التدخل العسكري في سوريا وتسليح المعارضين عبر إعلانها عن قرب حدوث «نقطة تحول» حيث ان «المعارضة السورية ستصبح مؤهلة بصورة متزايدة، وستجد الوسائل للبدء باجراءات هجومية»، فيما سيدعو المؤتمر إلى وقف إطلاق النار للسماح لجماعات المساعدات الدولية بالوصول إلى المناطق الأشد تضررا جراء «العنف»، وهو ما يفتح الباب أيضا أمام تدخل عسكري تحت ستار إنساني. و«سيعترف» مؤتمر تونس «بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين للتغيير الديموقراطي السلمي» وهي عبارة لم تصل إلى حد التأييد الكامل للمجلس (ابرز بنود مسودة البيان الختامي .
موسكو وبكين
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني يانغ جيتشي بحثا، في اتصال هاتفي، موضوع التسوية في سوريا.
وقال البيان الروسي «تم تركيز الاهتمام الرئيسي على الوضع في سوريا، حيث أكد الطرفان على تطابق موقفي روسيا والصين منه، اللتين تدعوان باستمرار إلى الوقف الفوري لأي شكل من أشكال العنف في سوريا، وإطلاق الحوار الشامل بين السلطة والمعارضة من دون أي شروط مسبقة للتسوية السلمية، واستبعاد التدخل الخارجي في الشأن السوري». وناقش الوزيران «الخطوات التي يمكن أن تتخذ من أجل تحقيق هذه الأهداف».
من جهته، أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن معارضته أي تدخل في سوريا، وذلك أثناء محادثة هاتفية مع رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقال ميدفيديف، بحسب بيان للكرملين، «تم التشديد على ان اي تدخل، محاولة من الخارج لتحديد شرعية هذه السلطة او تلك، امر مخالف لقواعد القانون الدولي وينطوي على تهديدات خطيرة على الاستقرار الإقليمي والعالمي».
ويأتي اتصال ميدفيديف مع نظيره الإماراتي بعد يوم من اتصاله بالملك السعودي عبد الله والرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي ان بكين لن تشارك في مؤتمر تونس. ويشارك في المؤتمر جميع البلدان العربية والغربية المعنية بالملف، ومكونات من المعارضة السورية.
إلى ذلك، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أن «موسكو تؤيد القرار الذي اتخذه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإيفاد نائبته للشؤون الإنسانية فاليري أموس إلى سوريا بصفة مبعوثة له بشكل عاجل».
وأضاف ان «روسيا كانت قد طرحت في مجلس الأمن اقتراحا بشأن قيام الأمين العام للأمم المتحدة بإيفاد مبعوث خاص له إلى سوريا لتقييم الوضع الإنساني والتنسيق مع كافة الأطراف لمعالجة مسائل نقل الإمدادات الإنسانية. وترى موسكو أنه من المهم أن تسترشد أموس في زيارتها سوريا فقط بالنواحي الإنسانية الخاصة بمساندة المدنيين»، معربا عن قناعته «بأن تسييس هذا المجال الحساس أمر غير مقبول»، مضيفا انه «يجب أن تنقل الإمدادات الإنسانية إلى المدنيين السوريين من دون أي مرافقة عسكرية».
وأعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عيّنا كوفي أنان مبعوثاً خاصاً مشتركاً في الأزمة السورية. وقال بيان للأمم المتحدة إن أنان «سيبذل مساعي حميدة هدفها إنهاء كل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتعزيز جهود إيجاد حل سلمي للأزمة السورية».
طهران
وأكد المستشار الدبلوماسي للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية علي خامنئي، علي اكبر ولايتي أن النظام السوري «لن يسقط»، موضحا ان «الجهود لقلب الحكومة السورية لن تؤدي إلى نتيجة وخط الجبهة في مواجهة النظام الصهيوني لن يزول».
وقال ولايتي، وزير الخارجية الأسبق، إن «طهران ستواصل دعم الحكومة السورية وستعارض الذين يتحركون ضدها». وأضاف إن «بعض الرجعيين العرب في المنطقة، الذين لم تجر في بلدانهم حتى انتخابات واحدة، يتحدثون عن الديموقراطية في سوريا، كما أن الدولة (تركيا) التي هي عضو في الناتو وتدعي الإسلام، أصبحت في مقدمة المواجهة مع النظام السوري».
وأوضح، في الملتقى الثاني للنخبة الثقافية في حرس الثورة في طهران، «طبعا الحكومة السورية لديها مشكلات، والكل يعترف بها. إن هذه المشكلات لا تنكرها حتى الحكومة السورية، وان عليها أن تقوم بالإصلاحات، لكن في الوقت ذاته فهي الحكومة نفسها التي جابهت إسرائيل منذ 19٤8 والى الآن، لذلك فإن السعي لإسقاط هذه الحكومة، إنما هو انتقام منها وكذلك انتقام من الصحوة الإسلامية في المنطقة».
واشار الى ان «منطقة الشرق الأوسط تمثل ملتقى للأحداث، فأي حدث في هذه المنطقة يؤثر على سائر أنحاء العالم». وقال «انهم يريدون ان يحطموا اهم حلقة للمقاومة ضد اسرائيل في هذه المنطقة الحساسة، الا ان ايران والعراق وحزب الله واقفون الى جنب سوريا ويدعمونها، حتى ان روسيا والصين اللتين ليست لديهما هاجس الصحوة الاسلامية، فطنتا الى المآرب المشؤومة للاستكبار، وتقومان بمواجهتها».
واشنطن
وقالت كلينتون، على هامش مؤتمر في لندن حول الصومال، «ستكون هناك قوات معارضة مؤهلة بصورة متزايدة. سيجدون من مكان ما، وبطريقة ما، الوسائل للدفاع عن أنفسهم وأيضا بدء إجراءات هجومية». وأضافت «من الواضح بالنسبة لي أنه ستكون هناك نقطة تحول. أتمنى أن تأتي آجلا وليس عاجلا حتى يتم إنقاذ المزيد من الأرواح، لكن ليس لدي أدنى شك في أن مثل هذه النقطة ستأتي».
واعتبرت كلينتون أن «الرأي التوافقي للجامعة العربية وكل الآخرين الذين يعدون هذا المؤتمر هو أن المجلس الوطني السوري يتمتع بتمثيل ذي مصداقية، وبالتالي فانه سيشارك» في الاجتماع الذي سيعقد في تونس. وقالت «نلاحظ أن الانشقاقات في ازدياد، ونشهد ضغوطا على النظام، هناك المزيد من الأدلة على أن بعض المسؤولين داخل الحكومة السورية بدأوا يأخذون احتياطاتهم، ويخرجون أموالهم وأفرادا من عائلاتهم، ويبحثون عن طرق للخروج».
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى «احد الأمور التي سترونها تخرج من الاجتماع غدا (اليوم) هو مقترحات ملموسة بشأن كيف نخطط كمجتمع دولي لدعم المنظمات الانسانية خلال ايام، بما يعني ان التحدي يقع على النظام السوري للتجاوب مع ذلك».
وقال مسؤولون اميركيون إن الاجتماع في تونس سيركز على ثلاث مسائل، هي زيادة القدرة على توصيل مساعدات إنسانية ودعم «المجلس الوطني السوري» في وضع خطة انتقالية وتنسيق العقوبات لزيادة الضغط على الأسد.
ويطالب مشروع البيان الختامي لمؤتمر تونس «بالسماح لوكالات المعونة الإنسانية بتوصيل سلع وخدمات ضرورية للإغاثة للمدنيين المتضررين من العنف».
ولا يزال قسم آخر من مشروع البيان بين قوسين ما يشير إلى أنه عرضة للتعديل. ويؤيد هذا الجزء تشكيل قوة مهام للإغاثة الإنسانية تقودها الأمم المتحدة «لتنسيق الاستجابة الإنسانية الدولية بما في ذلك إنشاء آليات مناسبة للتمويل». ويشيد مشروع البيان «بالمجلس الوطني السوري» لكنه لا يصل إلى حد الاعتراف الكامل بالمجلس وانما يعترف به «كممثل شرعي للسوريين الساعين لتغيير ديمقراطي سلمي». ويوافق البيان على «زيادة الارتباط مع كل عناصر المعارضة السورية وتقديم الدعم العملي» لها.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، في لندن، انه في المحادثات في تونس «سيقول المجتمع الدولي بصوت مرتفع ان هذا القمع لا بد من ان يتوقف». واضاف «هدفنا هو ان يرفع المجتمع الدولي صوته ضد العنف في سوريا الذي لم يعد موجها ضد الناس الابرياء فقط وانما حول السوريون بنادقهم ضد الصحافيين». واضاف انه يوجد اتفاق عام على ان تستضيف اسطنبول لقاء متابعة لكن ذلك سيتأكد في تونس.
ووصف البيت الأبيض «الهجوم على الشعب السوري بأنه شائن ولا يغتفر. وقال المتحدث باسمه جاي كارني «هذا هو السبب الذي يجعلنا نعمل مع مجموعة واسعة من الشركاء الدوليين لعزل الأسد والضغط عليه من اجل التوصل الى انتقال سلمي في ذلك البلد».
وتوافق ابرز المرشحين للفوز بتسمية الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية على ضرورة تحرك الولايات المتحدة ضد إيران وسوريا.
وخلال مناظرة متلفزة في اريزونا، قال الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريش ان على الحلفاء المساعدة في «القضاء على نظام الأسد بطريقة سرية. ثمة عدد كبير من المجموعات الناطقة باللغة العربية التي سيفرحها ذلك». وأعلن ميت رومني ان على واشنطن أن تعمل مع الحلفاء لمساعدة المعارضة السورية. وقال «نحتاج لان نعمل مع السعودية ومع تركيا لنقول عليكم انتم توفير الأسلحة التي هناك حاجة لها لمساعدة المتمردين داخل سوريا».
وفي بروكسل، اعتبر دبلوماسيون أوروبيون ان فكرة اقامة «ممرات انسانية» في سوريا التي اقترحتها فرنسا من الصعب تطبيقها. واقر احدهم بان الامر «لن يكون سهلا» موضحا «سيكون من الصعب القيام بذلك من دون اللجوء الى القوة العسكرية الا اذا حصل تعاون فعلي من قبل النظام».
وقال دبلوماسي آخر ان «المحادثات الاكثر تقدما تتناول هدنة يومية لبضع ساعات» كما اقترحت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، مضيفا ان «المشكلة هي ان الوضع الميداني وخصوصا في حمص يصبح مأسويا بشكل فعلي»، مضيفا ان اقامة ممر انساني «ستستلزم حماية». وستطرح هذه المسألة على جدول اعمال اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين الاثنين المقبل. ويتوقع ان يصادق الاتحاد الاوروبي على دفعة جديدة من العقوبات ضد النظام السوري بينها تجميد ارصدة وقيود على «سبعة وزراء مسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان».
مجلس حقوق الإنسان
وقالت الأمم المتحدة إن «القوات السورية قتلت بالرصاص نساء وأطفالا عزلا وقصفت مناطق سكنية وعذبت محتجين مصابين في المستشفيات بناء على أوامر من أعلى المستويات في الجيش والحكومة».
ودعا محققون مستقلون تابعون للأمم المتحدة، في تقرير قدم إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إلى «محاكمة مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية»، واعلنوا انهم «أعدوا قائمة سرية بأسماء القيادات العسكرية والمسؤولين الذين يعتقد أنهم مسؤولون عنها».
ووجدت لجنة التحقيق التي رأسها البرازيلي باولو بينهيرو أن «قوات المعارضة التي يقودها الجيش السوري الحر ارتكبت أيضا انتهاكات شملت القتل والخطف وإن كانت لا تقارن بمستوى ما ارتكبته القوات الحكومية». ولم يسمح لفريق الأمم المتحدة بدخول سوريا، لكنه قال إنه أجرى مقابلات مع 369 من الضحايا والشهود، وكان من بينهم أشخاص ما زالوا موجودين في سوريا اتصلت بهم هاتفيا ومن فروا إلى دول مجاورة رفض التقرير تحديدها.
الأخبار :
صحيفة الاخبار عنونت"روسيا والصين تقاطعان مؤتمر تونس... وإيران تؤكّد بقاء النظام "و"الغرب يحشد للممرّات الإنسانية"
وكتبت تقول"أكدت اميركا، امس، أن المعارضة السورية ستجد الوسائل للدفاع عن نفسها وتنفيذ عمليات هجومية. وفي وقت جددت فيه روسيا والصين موقفهما من رفض التدخل الاجنبي، اعلنت ايران أن خط الجبهة في مواجهة النظام الصهيوني لن يزول".
أكدت روسيا والصين مجدداً أمس معارضتهما لأي تدخل اجنبي في سوريا. وفي محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني يانغ جيشي «اكد الجانبان موقفهما المشترك الذي يدعو (...) الى بدء محادثات من دون شروط مسبقة بين السلطة والمعارضة (...) مع استبعاد اي تدخل»، بحسب بيان للخارجية الروسية. وكررت موسكو وبكين العضوان الدائمان في مجلس الامن الدولي، دعوتهما ايضا الى «وقف سريع لكل اشكال العنف في سوريا».
من جهته، اعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف معارضته لأي تدخل في سوريا، وذلك اثناء محادثة هاتفية مع رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بحسب بيان للكرملين.
وأكدت روسيا والصين، اللتان استخدمتا حق النقض (الفيتو) لإحباط قرار لمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة بشأن سوريا ،انهما لن تحضرا مؤتمر أصدقاء سوريا الذي يعقد اليوم في تونس، في وقت قالت فيه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان المجلس الوطني السوري هو «ممثل ذو صدقية» للمعارضة السورية. وان هذه المعارضة السورية ستصبح مؤهلة بصورة متزايدة وستجد الوسائل للدفاع عن نفسها وتنفيذ عمليات هجومية.
وقال مسؤولون أميركيون أمس إن مجموعة «أصدقاء سوريا» تعتزم تحدي الرئيس السوري بشار الأسد وتقديم مساعدات إنسانية خلال أيام للمدنيين الذين يواجهون هجوماً من جانب قواته. ورأى دبلوماسيون اوروبيون ان فكرة اقامة «ممرات انسانية» في سوريا التي اقترحتها فرنسا في الآونة الاخيرة من الصعب تطبيقها. وأقر احدهم بأن الأمر «لن يكون سهلاً»، موضحاً «سيكون من الصعب القيام بذلك بدون اللجوء الى القوة العسكرية الا اذا حصل تعاون فعلي من قبل النظام». وقال دبلوماسي آخر إن «المحادثات الاكثر تقدماً تتناول هدنة يومية لبضع ساعات»، كما اقترحت اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
وتجري اللجنة الدولية للصليب الأحمر مفاوضات لإقناع الحكومة والمعارضة المسلحة بعقد هدنة يومية لمدة ساعتين. كذلك ستركز وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس أثناء زيارتها لسوريا على السماح بدخول عمال الاغاثة.
وقالت فرنسا ان المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة التونسية سيظهر عزلة الاسد. وقال رومان نادال، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية في إفادة صحافية على الانترنت، ان المؤتمر «سيذكر بأن المجتمع الدولي يندد بمغامرة النظام ويعتبرها اجرامية».
بدوره، اكد علي اكبر ولايتي، المستشار الدبلوماسي للمرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي، أن نظام الرئيس بشار الاسد «لن يسقط» على الرغم من التكهنات الغربية والدعم الذي يقدمه الاميركيون والعالم العربي للتمرد في سوريا. وقال وزير الخارجية الاسبق، في تصريحات بثتها وكالة فارس، ان «الجهود لقلب الحكومة السورية لن تؤدي الى نتيجة، وخط الجبهة في مواجهة النظام الصهيوني لن يزول». واضاف «بمساعدة العرب (...) استهدفت الولايات المتحدة النقطة الاكثر حساسية في محور المقاومة (ضد اسرائيل) ونسيت ان ايران والعراق وحزب الله تدعم سوريا بحزم».
في هذا الوقت، اعلن دبلوماسي كبير في الاتحاد الاوروبي ان دول الاتحاد ستفرض عقوبات على سبعة من وزراء الحكومة السورية الاسبوع المقبل. ويتجه وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الى الموافقة في اجتماع يعقد في بروكسل يوم الاثنين على فرض حظر على السفر وتجميد اصول مسؤولين يقولون انهم يتحملون المسؤولية عن انتهاكات لحقوق الانسان في سوريا.
وقال المسؤول ان هذه الاجراءات ستقترن بعقوبات جديدة ضد البنك المركزي السوري وحظر على تجارة المعادن النفيسة مع المؤسسات الحكومية وفرض حظر على رحلات طائرات الشحن من سوريا. ويبدأ سريان العقوبات الجديدة يوم الثلاثاء القادم.
ميدانياً، اقتحمت الدبابات السورية حي بابا عمر في مدينة حمص. وقال نشطاء ان الجيش السوري أمطر الحي بالصواريخ وقذائف الهاون حيث يتحصن متمردون مسلحون لليوم العشرين على التوالي. كذلك تعرض حي الإنشاءات وحي الخالدية أيضاً للقصف. وقال ناشط مقيم في حمص إن الدبابات دخلت منطقة جوبر إلى الجنوب من حي بابا عمرو. وقال دبلوماسيون غربيون انه لم يتسن بعد انتشال جثتي كل من ماري كولفين الاميركية التي تعمل لحساب صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية والمصور الفرنسي ريمي اوشليك.
واصيب ثلاثة صحافيين آخرين في الهجوم نفسه هم المصور البريطاني بول كونروي والمراسلة الفرنسية اديث بوفير والمصور المقيم في فرنسا ويليام دانيالز - وهم في انتظار الإجلاء من حي باب عمرو الذي دمره القصف.
واعلن وزير الاعلام السوري ان السلطات كلفت محافظ حمص بالسعي لإخراج جثماني الصحافيين اللذين قتلا الاربعاء في حمص، اضافة الى صحافيين آخرين جريحين من حي بابا عمرو. وقال وزير الاعلام عدنان محمود «لأسباب انسانية، جرى تكليف محافظ حمص باتخاذ كل الخطوات اللازمة لإجلاء الصحافيين، رغم انهم دخلوا الى البلاد خلسة للوصول الى منطقة يسيطر عليها الارهابيون».
كذلك قتل العشرات في اعمال عنف في سوريا امس بينهم 13 من عائلة واحدة في محافظة حماه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وافادت منظمة آفاز غير الحكومية بأن سبعة ناشطين سوريين متطوعين للعمل معها «تعرضوا لعملية تصفية» في حمص، بينما لا يزال اثنان مفقودين، احدهما اجنبي.
إلى ذلك، ذكرت شبكة «سي أن أن» الأميركية، أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان سيُعيّن مبعوثاً خاصاً إلى سوريا.
النهار:
بدورها صحيفة النهار عنونت "أصدقاء سوريا يمهلون الأسد 72 ساعة"و"كلينتون: المعارضة ستجد الوسائل للهجوم "
وكتبت تقول"عشية مؤتمر "أصدقاء سوريا" المقرر عقده في تونس بمشاركة ممثلين لـ 70 دولة اليوم، تحدث مشاركون عن احتمال امهال الرئيس السوري بشار الاسد 72 ساعة كي يقبل بوقف للنار يتيح ادخال مساعدات انسانية الى المناطق السورية المنكوبة ولا سيما منها حمص، تحت طائلة تعرض النظام السوري لمزيد من العقوبات، وقت املت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان تصل المعارضة السورية الى اليوم الذي تصير فيه قوية وقادرة على شن هجمات على النظام".
وتصعيداً للضغوط على الاسد، اتهم محققون من الامم المتحدة جهازه الامني بارتكاب جرائم ضد الانسانية، بينما اقتحمت الدبابات السورية حي باباعمرو في حمص، وصدر نداء استغاثة عن الصحافية الفرنسية اديت بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي الموجودين في الحي من اجل نقلهما في اسرع وقت الى لبنان. ولا يزال مكان جثتي الصحافية الاميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي اوشليك مجهولين بعدما قتلا لدى تعرض المركز الاعلامي للمعارضة داخل باباعمرو للقصف الاربعاء. واعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مقتلهما "عملية اغتيال". وافاد ناشطون ان 61 شخصاً قتلوا في اعمال عنف في سوريا امس. وقال ناشطون في مدينة حماه إن قوى الامن السورية قتلت بالرصاص 13 رجلا وصبيا من عائلة واحدة تحمل اسم عائلة رياض الاسعد قائد "الجيش السوري الحر" بعدما أمرتهم بالوقوف صفاً واحداً في قرية كفر الطون التابعة لمحافظة حماه.
"اصدقاء سوريا"
وأظهرت مسودة بيان ان مؤتمر "اصدقاء سوريا" سيدعو القوات السورية الى وقف النار للسماح لجماعات المساعدات الدولية بالوصول الى المناطق الاشد تضررا من جراء العنف والتي ينفد فيها الدواء والغذاء. وكشف مسؤولون اميركيون واوروبيون وعرب على هامش مشاركتهم في مؤتمر حول الصومال في لندن امس، ان مؤتمر "اصدقاء سوريا" قد يمهل الاسد 72 ساعة لتنفيذ وقف للنار تحت طائلة فرض عقوبات جديدة لم يكشفوا طبيعتها على نظامه.
و"تعترف" مسودة البيان بـ "المجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للسوريين الساعين الى التغيير الديموقراطي السلمي" وهي عبارة لم تصل الى حد التاييد الكامل لأبرز مجموعة معارضة للاسد. وتطالب "بالسماح لوكالات المعونة الإنسانية بايصال سلع وخدمات ضرورية لإغاثة المدنيين المتضررين من العنف". وتوافق على "زيادة الارتباط مع كل عناصر المعارضة السورية وتقديم الدعم العملي" لها. وتعبر عن "خيبة أمل" لأن مجلس الأمن لم يتمكن من الموافقة على اقتراح لجامعة الدول العربية يطالب الأسد بنقل صلاحياته الى نائبه للتفاوض مع حكومة انتقالية. وتشجع كذلك الجامعة العربية على معاودة مهمة المراقبين التي تعرضت لانتقادات كثيرة والتي أوقفت في كانون الثاني بعد تصاعد العنف في سوريا. وأبدت استعداد المجموعة "لمساعدة الجامعة العربية للحصول على عدد أكبر من المراقبين وتدريب ومساعدة فنية بدعم من الامم المتحدة". وقالت ان الجهود "لفرض مجموعة من الخطوات السياسية التي توصف بأنها إصلاحات لن يحل الأزمة".
وستشارك في المحادثات نحو 70 دولة بينها الولايات المتحدة وتركيا ودول عربية واوروبية تريد من الاسد التخلي عن السلطة، لكن روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض "الفيتو" لاحباط قرارين لمجلس الامن عن سوريا اعلنتا انهما لن تحضرا المؤتمر. وكررتا رفضهما التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
كلينتون
وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية عقب اجتماعها مع وزراء للخارجية ومسؤولين من اكثر من 12 دولة في لندن: "ستكون هناك قوات معارضة مؤهلة بصورة متزايدة. سيجدون من مكان ما... وبطريقة ما... الوسائل للدفاع عن انفسهم وكذلك بدء اجراءات هجومية". واضافت: "من الواضح بالنسبة الي أنه ستكون هناك نقطة تحول. اتمنى ان تأتي آجلا وليس عاجلاً كي يتم انقاذ المزيد من الارواح... ولكن ليس لدي أدنى شك في ان مثل هذه النقطة ستاتي".
وقالت ان "الرأي التوافقي للجامعة العربية وكل الاخرين الذين يعدون هذا المؤتمر هو أن المجلس الوطني السوري يتمتع بتمثيل ذي صدقية، وتالياً فانه سيشارك" في المؤتمر. و"نلاحظ ان الانشقاقات في ازدياد، ونشهد ضغوطاً على النظام، هناك المزيد من الادلة على ان بعض المسؤولين داخل الحكومة السورية بدأوا يأخذون احتياطاتهم، ويخرجون أموالهم وافراداً من عائلاتهم، ويبحثون عن طرق للخروج".
وفي واشنطن صرح نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر ان موافقة الحكومة السورية ضرورية لانجاح جهود الاغاثة التي يعتزم مؤتمر "اصدقاء سوريا" تبنيها. وقال ان وصول الامدادات الانسانية الى المدن المحاصرة مثل حمص التي تنهال عليها قذائف المدفعية السورية يتطلب ان تسمح الحكومة السورية للاطراف المعنيين بالوصول الى هذه المناطق. وكان تونر يجيب عن سؤال عما اذا كانت الدول المشاركة في المؤتمر ستوجه انذاراً لسوريا لتوفير مثل هذه التسهيلات خلال 72 ساعة.
وتعليقاً على قرار الصين عدم المشاركة في المؤتمر، قال تونر ان حكومته كانت تفضل ان تقف الصين الى جانب الشعب السوري. وقلل شأن مشاركة روسيا والصين في المؤتمر مشيراً الى أن 70 دولة ستشارك فيه. واشاد بخطة جامعة الدول العربية المتعلقة بعملية الانتقال الى سلطة بديلة، معتبراً ان ذلك سيبعث "برسالة قوية" الى الاسد من جيرانه عن "ضرورة ان يسمح بمثل هذه العملية الانتقالية".
تركيا تعرض استضافة مؤتمر
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو على هامش مؤتمر في لندن انه في المحادثات في تونس "سيقول المجتمع الدولي بصوت مرتفع ان هذا القمع لا بد ان يتوقف... هدفنا هو ان يرفع المجتمع الدولي صوته ضد العنف في سوريا الذي لم يعد موجها ضد الناس الابرياء فحسب وانما حول السوريون بنادقهم الى الصحافيين". وتحدث عن اتفاق عام على ان تستضيف اسطنبول لقاء متابعة، لكن ذلك سيتأكد في تونس. ولم يحدد موعدا للاجتماع المقترح في اسطنبول.
طهران: الاسد لن يسقط
في طهران، اكد المستشار الديبلوماسي لمرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، علي اكبر ولايتي ان "الجهود لقلب الحكومة السورية لن تؤدي الى نتيجة وخط الجبهة (الذي يضم سوريا وايران و"حزب الله" اللبناني) في مواجهة النظام الصهيوني لن يزول". واضاف: "بمساعدة العرب... استهدفت الولايات المتحدة النقطة الاكثر حساسية في محور المقاومة (ضد اسرائيل) ونسيت ان ايران والعراق وحزب الله تدعم سوريا بحزم". واشار ايضاً الى دعم روسيا والصين لنظام دمشق. وشدد على ان "طهران ستواصل دعم الحكومة السورية وستعارض الذين يتحركون ضدها". واقر بأن "هناك مشاكل في سوريا" لكن "الحكومة السورية تعرف ذلك وتجري اصلاحات".
المستقبل :
أما صحيفة المستقبل فعنونت" كلينتون تتحدث عن نقطة تحول وقوات معارضة مؤهلة للدفاع والهجوم "و"90 دولة في تونس اليوم: إرحل يا بشار"
وكتبت تقول"يجتمع اليوم ممثلون عن 90 دولة عربية وأجنبية في مؤتمر "أصدقاء سوريا" في تونس، في خطوة شكلت تظاهرة دولية غير مسبوقة رداً على الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن".
ويوجه المجتمعون من خلال المؤتمر ثلاث رسائل أساسية، الأولى الى الرئيس السوري بشار الأسد عنوانها "إرحل"، والثانية الى المعارضة السورية من خلال الاعتراف بالمجلس الوطني السوري وحث قوى المعارضة الأخرى على الانضمام الى المجلس، والثالثة الى الشعب السوري من خلال الدعوة الى فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات إليه.
وعلمت "المستقبل" أن اتصالات سبقت انعقاد المؤتمر بين مجموعة من العواصم العربية والأجنبية وبين المعارضة السورية خلال الأيام القليلة الماضية تحضيراً للمؤتمر، توّجت أول من أمس باجتماع ديبلوماسي أمني عُقد في لندن ضم ممثلين عن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر والإمارات وتركيا.
وكشفت مصادر ديبلوماسية أن هذا الاجتماع والاتصالات التي سبقته ركزت على مجموعة نقاط ستكون جدول أعمال المؤتمر والذي سيفتتح أعماله عند الثانية بعد ظهر اليوم في فندق "بالاس" في حضور وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وتركيا ومجلس التعاون الخليجي ودول عربية أخرى والأمين العام للجامعة العربية، ويختتم عند السابعة مساء بالبيان الختامي.
وتتضمن النقاط:
1 السعي الى توحيد المعارضة السورية.
2 دعم هذه المعارضة بالمال والعتاد من خلال إقامة صندوق مشترك، والتخفيف من بعض العقوبات الاقتصادية على سوريا التي تنعكس سلباً على الشعب فيها.
3 إقامة ممرات إنسانية عبر اللجوء الى مجلس الأمن، وإذا تعذر ذلك فمن خارج إطار المجلس بـ"صورة أحادية". وفي حال عدم إقرار الممرات، هناك اتجاه لإقامة مراكز للإغاثة قريبة من الحدود.
4 تشكيل قوة حفظ سلام عربية دولية مهمتها حماية الممرات الإنسانية.
أضافت المصادر أن الاتصالات بلغت شوطاً متقدماً للاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري، والذي يمكن أن يُعلن في ختام المؤتمر وحث القوى المعارضة على الانضمام إليه، كما سيتبنى المؤتمر مبادرة الجامعة العربية، والتوصيات التي صدرت عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وفي المعلومات التي توافرت لـ"المستقبل" أن مجموعة الدول الثماني التي اجتمعت في لندن أول من أمس، تبادلت مجموعة من الأفكار والأوراق مع المعارضة السورية خلال الأيام الماضية، تركزت حول تحديد الأماكن التي يمكن إقامة مناطق آمنة أو ممرات إنسانية فيها، كما جرت الاستعانة بخرائط في هذا الصدد، وتم كذلك تبادل أفكار حول كيفية دعم الجيش السوري الحر، وحول تصوّر المعارضة للمستقبل السياسي في سوريا بعد سقوط النظام.
ويحض مشروع البيان الذي حصلت عليه وكالة "رويترز" الحكومة السورية على "تنفيذ فوري لإطلاق النار والسماح لوكالات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الإنسانية بدخول حر ودون عوائق".
ويطالب مشروع البيان "بالسماح لوكالات المعونة الإنسانية بتوصيل سلع وخدمات ضرورية للإغاثة للمدنيين المتضررين من العنف".
ويؤيد جزء من المشروع تشكيل قوة مهام للإغاثة الإنسانية تقودها الأمم المتحدة "لتنسيق الاستجابة الإنسانية الدولية بما في ذلك إنشاء آليات مناسبة للتمويل". ويشيد مشروع البيان ب"المجلس الوطني السوري" جبهة المعارضة الرئيسية في سوريا الذي سيشارك في اجتماع تونس لكن مشروع البيان لا يصل إلى حد الاعتراف الكامل بالمجلس وانما يعترف به "كممثل شرعي للسوريين الساعين الى تغيير ديموقراطي سلمي". ويوافق البيان على "زيادة الارتباط مع كل عناصر المعارضة السورية وتقديم الدعم العملي" لها.
ويعبر مشروع البيان عن "خيبة أمل" لأن مجلس الأمن لم يتمكن من الموافقة على اقتراح لجامعة الدول العربية يطالب الأسد بنقل صلاحياته لنائبه للتفاوض مع حكومة انتقالية.
ويشجع مشروع البيان كذلك الجامعة العربية على استئناف مهمة المراقبين التي تعرضت لانتقادات كثيرة والتي أوقفت في كانون الثاني (يناير) بعد تصاعد العنف في سوريا.
ويبدي البيان استعداد المجموعة "لمساعدة الجامعة العربية للحصول على عدد أكبر من المراقبين وتدريب ومساعدة فنية بدعم من الامم المتحدة."
وفي أوضح موقف لها من الأزمة الدائرة في سوريا، قالت الولايات المتحدة ان الهجوم الذي يشنه النظام على شعبه "شائن ولا يغتفر"، مشيرة الى ان المعارضة ستكون مؤهلة وستجد الوسائل لتنفيذ الهجمات ضد قوات الأسد، موضحة ان دعوة المجلس الوطني السوري المعارض الى حضور مؤتمر تونس حول سوريا اليوم يشكل اعترافا بأنه يتمتع بـ"تمثيل ذي مصداقية" للمعارضة السورية، وانه "ستكون هناك قوات معارضة مؤهلة بصورة متزايدة. سيجدون من مكان ما وبطريقة ما الوسائل للدفاع عن انفسهم وايضا بدء اجراءات هجومية".
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للصحافيين بعد المشاركة في مؤتمر في لندن بشأن الصومال امس، ان دعوة المجلس الوطني السوري المعارض الى حضور مؤتمر تونس حول سوريا اليوم يشكل اعترافا بانه يتمتع بـ"تمثيل ذي مصداقية" للمعارضة السورية، وانه "ستكون هناك قوات معارضة مؤهلة بصورة متزايدة. سيجدون من مكان ما وبطريقة ما الوسائل للدفاع عن أنفسهم وايضا بدء اجراءات هجومية". واضافت "من الواضح بالنسبة لي أنه ستكون هناك نقطة تحول. أتمنى ان تأتي عاجلاً وليس آجلاً حتى يتم انقاذ المزيد من الارواح، لكنني ليس لدي أدنى شك في ان مثل هذه النقطة ستأتي" .
وتوقعت كلينتون أن ينضم المزيد من الدول إلى المجموعة التي تفرض عقوبات ديبلوماسية واقتصادية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد للتوقف عن ممارساته القمعية ضد المحتجين، موضحة أنها التقت بعدد كبير من شركاء وحلفاء الولايات المتحدة وتباحثت معهم بشأن ما يمكن إعداده إزاء مؤتمر "أصدقاء سوريا".
وقالت كلينتون: "نلاحظ ان الانشقاقات في ازدياد، ونشهد ضغوطا على النظام، هناك المزيد من الادلة على ان بعض المسؤولين داخل الحكومة السورية بدأوا يأخذون احتياطاتهم، ويخرجون اموالهم وافراداً من عائلاتهم، ويبحثون عن طرق للخروج".
وأشارت كلينتون إلى أن هذا المؤتمر سيكون فرصة هامة للبدء في تحويل مسار الاتفاق الدولي بشأن سوريا إلى أفعال على أرض الواقع، مضيفة "إننا نتطلع إلى تحقيق تقدم في ثلاثة محاور وهي إيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها، ووضع المزيد من الضغوط على النظام وتمهيد المناخ للانتقال الديموقراطي"، مؤكدة أن الضغط الدولي سيستمر لإقناع النظام بالسماح لدخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى الأراضي السورية.
وأضافت كلينتون: "إننا نأمل في سماع المعارضة السورية بشأن رؤيتها حول فترة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد، حيث سيحكم هذه الفترة دور القانون واحترام وحماية الحقوق العالمية لكل مواطن دون النظر إلى ديانته أو عرقه أو طائفته أو جنسه".
وأكدت كلينتون "أننا لا يمكننا السماح بالإعاقات التي تمارسها قلة من الدول لإيقاف المجتمع الدولي عن مساعدة الشعب السوري وهذا هو ما سنناقشه غدا (اليوم)".
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت"70 دولة في مؤتمر أصدقاء سوريا: عزل الأسد والضغط لتنحِّيه"و"61 قتيلاً في حملة تركيع حمص.. وميدفيديف يُعارض التدخّل في سوريا"
وكتبت تقول"يتطلع زعماء العالم إلى تصعيد الضغوط ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، عبر مؤتمر يحمل اسم «أصدقاء سوريا» في تونس اليوم، حيث تبحث أكثر من 70 دولة في وسائل مساعدة الشعب السوري، الذي تتعرض بعض تجمعاته للقصف العنيف، لا سيما مدينة حمص التي تتعرض لقصف عنيف منذ ٢٠ يوما من أجل تركيعها".
وعشية المؤتمر، برز اعلان غامض عن لسان مسؤولين اميركيين، كشفوا فيه ان المؤتمر يعتزم تحدي الرئيس السوري بشار الاسد بتقديم مساعدات انسانية خلال ايام للمدنيين، ولم يتطرق المسؤولون خلال حديثهم للصحافيين الى ما يمكن ان يحدث اذا لم تسمح السلطات السورية بتقديم تلك المساعدات.
والسؤال كيف سيتم ايصال هذه المساعدات، لا سيما وان فكرة اقامة ممرات انسانية سيكون من الصعب تنفيذها، وكيف سيتم ارغام الحكومة السورية على ذلك؟
ولم يتطرق المسؤولون خلال حديثهم للصحافيين الى ما يمكن أن يحدث اذا لم تسمح السلطات السورية بتقديم تلك المساعدات.
وقال مسؤول أميركي رفيع تحدث للصحافيين بشرط عدم نشر اسمه «من القضايا التي سيخرج بها الاجتماع اقتراحات ملموسة حول كيفية تخطيطنا نحن كمجتمع دولي لدعم المنظمات الانسانية... خلال أيام مما يعني ان التحدي يقع على عاتق النظام السوري ليستجيب لهذا.»
وعندما سئل عما اذا كانت دعوة هذه المجموعة ستصل الى حد الانذار قال مسؤول اميركي آخر للصحافيين «انه تحدٍّ.»
وقال المسؤولون ان اجتماع اليوم سيركز على ثلاث مسائل هي زيادة القدرة على توصيل مساعدات انسانية ودعم المجلس الوطني السوري المعارض في وضع خطة انتقالية وتنسيق العقوبات لزيادة الضغط على الاسد.
وافاد مشروع بيان للمؤتمر ان القوى الغربية والعربية ستطالب سوريا بتنفيذ وقف فوري لاطلاق النار للسماح لجماعات المساعدات بتوصيل امدادات إغاثة لأشد المناطق تضررا من العنف.
ويعترف مشروع بيان لاجتماع «اصدقاء سوريا» ايضا بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين لتغيير ديمقراطي سلمي.
وفي هذا الصدد، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في لندن ان المجلس الوطني السوري المعارض دعي الى حضور مؤتمر تونس اعترافا بانه يتمتع بـ «تمثيل ذي مصداقية» للمعارضة السورية. واضافت ان «الرأي التوافقي للجامعة العربية وكل الاخرين الذين يعدون هذا المؤتمر هو أن المجلس الوطني السوري يتمتع بتمثيل ذي مصداقية، وبالتالي فإنه سيشارك» في الاجتماع .
من جهته وصف البيت الابيض الهجوم الذي يشنه نظام الاسد على الشعب السوري بأنه «شائن ولا يغتفر». وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني للصحافيين «هذا هو السبب الذي يجعلنا نعمل مع مجموعة واسعة من الشركاء الدوليين لعزل الاسد والضغط عليه من اجل التوصل الى انتقال سلمي في ذلك البلد». وقالت فرنسا ان المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة التونسية سيظهر عزلة الاسد.
وقال رومين نادال المتحدث باسم وزارة الخارجية في افادة صحفية على الانترنت ان المؤتمر «سيذكر بأن المجتمع الدولي يندد بمغامرة النظام ويعتبرها اجرامية.»
من جهة اخرى ستناقش مسألة العقوبات الاثنين في بروكسل حيث ينوي الاتحاد الاوروبي الاعلان عن مجموعة جديدة من التدابير ضد النظام السوري.
وفي هذا الصدد قال دبلوماسي كبير بالاتحاد الاوروبي ان دول الاتحاد ستفرض عقوبات على سبعة من وزراء الحكومة السورية.
وتنوي البلدان المشاركة في المؤتمر توجيه رسالة قوية الى دمشق والى موسكو وبكين ايضا «اللتين اعتمدتا حتى الان ويا للاسف الخيارات الخاطئة»، كما قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.
بالمقابل،اكدت روسيا والصين اللتان تغيبان عن المؤتمر مجددا امس معارضتهما لأي تدخل اجنبي في سوريا .
وفي محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني يانغ جيشي «اكد الجانبان موقفهما المشترك الذي يدعو الى بدء محادثات من دون شروط مسبقة بين السلطة والمعارضة مع استبعاد اي تدخل»، بحسب بيان للخارجية الروسية.
من جهته، اعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عن معارضته لأي تدخل في سوريا وذلك اثناء محادثة هاتفية مع رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بحسب بيان للكرملين.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي قوله ان الصين لن تحضر مؤتمر اصدقاء سوريا اليوم.
بدوره، اكد علي اكبر ولايتي، المستشار الدبلوماسي للمرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي، أن نظام الرئيس بشار الاسد «لن يسقط» على الرغم من التكهنات الغربية والدعم الذي يقدمه الاميركيون والعالم العربي للتمرد في سوريا.
ويعقد مؤتمر تونس، فيما سلمت لجنة تحقيق دولية كلفت توثيق انتهاكات حقوق الانسان بما فيها تلك التي يرتكبها الجيش السوري الحر، لائحة بأسماء مسؤولين سوريين مشبوهين بارتكاب «جرائم ضد الانسانية».
وقالت لجنة التحقيق التي شكلتها مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الانسان إنها تملك «لائحة سرية بأسماء مسؤولين سياسيين وعسكريين كبار تصل إلى مستويات عليا في مستوى الأسد، ويشتبه في ضلوع هؤلاء بجرائم ضد الانسانية» في سوريا.
ووجدت لجنة التحقيق التي ترأسها البرازيلي باولو بينهيرو أن قوات المعارضة التي يقودها الجيش السوري الحر ارتكبت أيضا انتهاكات شملت القتل والخطف «وإن كانت لا تقارن بمستوى» ما ارتكبته القوات الحكومية.
ومن المقرر ان يبحث مجلس حقوق الانسان المؤلف من 47 عضوا الازمة في سوريا في دورته التي تبدأ يوم الاثنين وتستمر أربعة أسابيع.
وفي التطورات الميدانية، اقتحمت الدبابات السورية حي بابا عمر في مدينة حمص. وقال نشطاء ان الجيش السوري أمطر الحي بالصواريخ وقذائف الهاون حيث يتحصن متمردون مسلحون لليوم العشرين على التوالي. كذلك تعرض حي الإنشاءات وحي الخالدية أيضاً للقصف. وقال ناشط مقيم في حمص إن الدبابات دخلت منطقة جوبر إلى الجنوب من حي بابا عمرو.
وقد، قتل 61 شخصا في اعمال عنف في سوريا امس بينهم 13 من عائلة واحدة في محافظة حماه، فيما تتواصل الجهود لإجلاء جثماني صحافيين قتلا امس الاول في حي بابا عمرو.
وقال أبو عماد الناشط المقيم في حمص ان الدبابات دخلت منطقة جوبر الى الجنوب من حي بابا عمرو.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قتل 14 شخصا في بلدة كفر الطون بينهم 13 من عائلة واحدة في اقتحام نفذته قوات النظام، كما قتل ثلاثة في سويين وشخص في مورك» برصاص هذه القوات في محافظة حماه (وسط).
من جهة اخرى، وجه ثلاثة صحافيين غربيين اثنان منهم اصيبا في القصف على حي بابا عمرو في حمص، نداء امس في شريطي فيديو وزعا على الانترنت، لإجلائهم سريعا، فيما لا يزال مكان جثتي رفيقيهم ريمي اوشليك وماري كولفن اللذين قتلا الاربعاء غير معروف.
واعلن وزير الاعلام السوري ان السلطات كلفت محافظ حمص بالسعي لاخراج جثماني الصحافيين اضافة الى صحافيين آخرين جريحين من حي بابا عمرو، «لاسباب انسانية».