تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان أبرزها تطور الأحداث المرتبطة بالأزمة السورية خاصة ما يسمى بـ"مؤتمر أصدقاء سورية"...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان أبرزها تطور الأحداث المرتبطة بالأزمة السورية خاصة ما يسمى بـ"مؤتمر أصدقاء سورية"...
السفير
مجلس غليون مستاء ومعارضة الداخل تقاطع الاجتماع... والاستفتاء على الدستور الجديد غداً
مؤتمر تونس: رسائل متباينة وأوباما يلوّح بـ«كل الأدوات» ضد دمشق الفيصل يعتبر تسليح المعارضة «فكرة ممتازة» والنظام سلطة «احتلال»
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "الخطابات المتباينة نسبياً في اولولياتها خلال مؤتمر «اصدقاء سوريا» والتي كانت عبارة «فكرة التسليح الممتازة»، من جانب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، اكثرها إثارة، توّجها الرئيس الاميركي باراك اوباما ليلاً عندما اعلن استعداداه لاستخدام «كل الادوات المتوفرة لمنع المجازر»، وهو هدف بدا ان صيغته لم تتبلور تماما في مؤتمر تونس، اقله علنياً، بانتظار ربما المؤتمرين المقبلين في اسطنبول وباريس.
وبينما خلا البيان الختامي لمؤتمر تونس من من اي اشارة الى فكرة التدخل العسكري او التسليح، فإن تصريح سعود الفيصل حول السلاح، والذي اضاف اليه القول ان «النظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال»، ثم تصريحات الوزيرة الاميركية هيلاري كلينتون حول تأييدها للحل السياسي لأنه الخيار الأفضل، والتي سبقها تصريحات الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الذي اقترح رحيل الرئيس بشار الأسد برعاية موسكو، عكست كلها، الى جانب استحضار المبادرة العربية، الرسائل المتبانية الخارجة عن مؤتمر «الاصدقاء». والى ذلك، فإن الفيصل يستكمل الموقف السعودي الحاد قائلا «لم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعاً أو بالإكراه»، بينما كان نظيره القطري حمد بن جاسم آل ثاني، يكرر المطالبة بقوات سلام عربية لإرسالها الى سوريا وإقامة ما يسمى «ممرات آمنة».
ودعا مؤتمر «اصدقاء سوريا»، في بيان في ختام الاجتماع في تونس، الى وقف كافة اعمال العنف «فورا» وفرض المزيد من العقوبات على النظام السوري، وقدم نصف اعتراف بـ«المجلس الوطني السوري»، في حين كان من اللافت ان هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي، امتنعت عن المشاركة في المؤتمر الذي حضره ممثلون عن نحو 50 دولة.
إلى ذلك، يصوت السوريون غداً الأحد في استفتاء على الدستور الجديد، وسط مطالبة من المعارضة بمقاطعته. وحلت فقرة تنص على «التعددية السياسية» محل المادة الثامنة التي تشدد على دور حزب البعث «القائد في الدولة والمجتمع». ويمكن لأكثر من 14 مليون ناخب تجاوزت أعمارهم الـ18 عاما التصويت في 13835 مركز اقتراع. (تفاصيل صفحة 13).
مؤتمر تونس
وشكل مؤتمر تونس مناسبة للمجموعة الدولية لحض المعارضة السورية الممزقة على توحيد صفوفها، غير أن «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» قالت، في بيان، إن وفدها الذي توجه إلى تونس بهدف المشاركة في المؤتمر «قرر الامتناع عن المشاركة» فيه. وأدانت الهيئة ما رأت أن المؤتمر يعتزم القيام به من «تحديد من يمثل الشعب السوري مكان الشعب السوري ومكان مؤتمر المعارضة الذي أقرته الجامعة العربية، وترك قضية التسلح عائمة وفتح المجال للتطبيع الدولي مع فكرة التدخل العسكري الخارجي».
واقتحم عدة مئات من مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد ساحة الفندق في تونس الذي يستضيف الاجتماع. ووصل الحشد في حافلات إلى فندق «بالاس» في إحدى ضواحي العاصمة تونس ثم شق طريقه عبر بوابات محيط الفندق. وحاول المحتجون، الذين كانوا يحملون صور الأسد، اقتحام مبنى الفندق، لكن طوقاً أمنياً حال دون ذلك.
وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، في افتتاح مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس الذي شارك فيه نحو 50 دولة، وقاطعه لبنان وروسيا والصين، إن «الظرف الحالي يفرض ضرورة (تشكيل) قوة عربية لحفظ السلم والأمن ترافق المجهودات الدبلوماسية لإقناع الرئيس السوري (بشار الأسد) بالتخلي عن الحكم».
وقال إن المطلوب «البحث عن حل سياسي وتمكين الرئيس السوري وعائلته وأركان حكمه من حصانة قضائية ومكان لجوء يمكن لروسيا أن توفره». وأكد أن المشاركين في المؤتمر يرفضون رفضاً قاطعاً أي تدخل عسكري في سوريا، مشيراً إلى أنه لا يوجد هناك أي تشابه مع الحالة الليبية.
حمد والعربي
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني «نتطلع أن يكون اجتماع أصدقاء سوريا بداية لوقف العنف، ولا يكون ذلك إلا بتشكيل قوة عربية ـ دولية لحفظ الأمن وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات إلى سوريا وتنفيذ قرارات الجامعة العربية التي تم اعتمادها بتاريخ 22 كانون الثاني» الماضي، والتي تدعو الأسد إلى التنحي عن الحكم. واتهم «النظام السوري باستغلال الفيتو الروسي الصيني على مشروع القرار بشأن سوريا من أجل مواصلة تطبيق الخيار الأمني»، معرباً عن اعتقاده بأن «الإصلاح السياسي الذي أعلن تنفيذه النظام السوري مجرد سعي لكسب الوقت».
ودعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار عاجل يدعو لوقف إطلاق النار في سوريا. وأعرب عن أمله بأن تتضافر الجهود العربية والدولية «لأن نتمكن من حل الأزمة السورية». وقال إن المؤتمر لن يقر خطة عسكرية للتدخل في سوريا، مضيفاً إن الاجتماع يعقد من اجل تنفيذ المبادرة العربية التي تتحدث عن التوصل لتسوية سلمية.
السعودية
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال لقاء مع كلينتون على هامش المؤتمر، رداً على سؤال يتعلق بإمكانية تسليح المعارضة، «اعتقد انها فكرة ممتازة»، مضيفاً «لأنهم بحاجة الى توفير الحماية لأنفسهم». وقال الفيصل، امام المؤتمر، «إننا إذ نعبر عن بالغ تقديرنا لما تم بذله من جهد في سبيل انعقاد هذا الاجتماع المهم، ومشاركتنا مع مجموعة من الدول للخروج ببيان رئاسي يركز على سبل معالجة الأوضاع الإنسانية خاصة في المناطق المنكوبة، وقد وافقت على مشروع البيان، رغماً من شكوكي وصمتي على مضض، إلا أن ضميري يحتم عليَّ مصارحتكم بأن ما تم التوصل إليه لا يرقى لحجم المأساة ولا يفي بما يتوجب علينا فعله في هذا الاجتماع».
وأضاف إن «حصر التركيز على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لا يكفي، وإلا كنا كمن يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها. هل من الإنسانية أن نكتفي بتقديم الطعام والدواء والكساء للمدنيين ثم نتركهم إلى مصيرهم المحتوم في مواجهة آلة عسكرية لا ترحم. هل فعلا قمنا بنصرة الشعب السوري الحر الأبي، الذي صنع حضارة عريقة، أم أننا سنكتفي بإعلانات رمزية وخطوات متباطئة ونتركه ضحية للطغيان والإجرام». وتابع الفيصل «إن ما يحدث في سوريا مأساة خطيرة لا يمكن السكوت عنها أو التعاون بشأنها، والنظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال، فلم يعد بإمكانه التذرع بالسيادة والقانون الدولي لمنع المجتمع الدولي من حماية شعبه الذي يتعرض لمذابح يومية يندى لها الجبين، ولم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعاً أو كرهاً».
وقال إن «السعودية تحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري. واسمحوا لي أن أصارحكم أننا ما لم نصل إلى حلول عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري في هذا الاجتماع فإن ضمائرنا ستؤرقنا ليل نهار. إن بلادي ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق هذا الغرض المطلوب، ولكن لا يمكن لبلادي أن تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري النبيل بشكل سريع وفعال».
تسليح المعارضة
وكان المجلس الوطني السوري دعا مجموعة «أصدقاء سوريا» إلى تسليح «الجيش السوري الحر» وكذلك تسليح كل أشكال المقاومة الشعبية الأخرى للرئيس الأسد. وقال المجلس، في بيان، يضم مطالب من سبع نقاط، بينها أنه «إذا لم يقبل النظام بنود المبادرة السياسية التي وضعتها جامعة الدول العربية ويوقف العنف ضد المدنيين فإن مجموعة أصدقاء سوريا يجب ألا تمنع الدول من مساعدة المعارضة السورية عن طريق توفير المستشارين العسكريين والتدريب وتقديم الأسلحة للمعارضة للدفاع عن نفسها».
وأعلن مصدر في «المجلس» أن السلاح يتدفق بالفعل إلى المسلحين داخل سوريا. وقال، لوكالة «رويترز» في تونس، «ندخل أسلحة دفاعية وأخرى هجومية. إنها تأتي من كل مكان، بما في ذلك دول غربية، وليس من الصعب مرور أي شيء عبر الحدود. ليس هناك قرار من أي دولة لتسليح الثوار لكن دولا تسمح لسوريين بشراء السلاح وإرساله إلى داخل البلاد». وأضاف إن «معارضين في الخارج يهربون بالفعل أسلحة خفيفة وأجهزة اتصالات ونظارات للرؤية الليلة للمعارضين داخل سوريا. إن مؤيدي المعارضة السورية يحاولون أيضا إيجاد سبل لتزويد الجيش السوري الحر بأسلحة مضادة للطائرات وللدبابات».
وكانت وكالة «ايتار تاس» نقلت عن مصدر في الاستخبارات الروسية قوله ان «كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر تصل إلى الجيش السوري الحر من لبنان والعراق وتركيا، وإنما بشكل غير رسمي، ومن دون موافقة حكومات تلك البلدان»، مشيرا الى ان «شحنات الأسلحة تشمل بنادق آلية ورشاشات وبنادق قناصة وقنابل مضادة للدبابات».
البيان الختامي
ورجح وزير خارجية تونس رفيق عبد السلام، في مؤتمر صحافي في ختام «مؤتمر أصدقاء سوريا»، ان تعترف قوى غربية وعربية بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري في الاجتماع المقبل للمجموعة في تركيا أو فرنسا». وأضاف عبد السلام ان الاجتماع أيد مطلب الجامعة العربية تشكيل قوة من دول عربية ومن الأمم المتحدة للمساعدة في إنهاء العنف في سوريا. لكن هذه النقطة لم يتضمنها البيان الختامي للاجتماع. وقال البيان الختامي للمؤتمر «أكدت مجموعة الأصدقاء على الحاجة الماسة لوقف كافة أعمال العنف فورا». والتزم المشاركون في المؤتمر «باتخاذ الخطوات المناسبة لفرض القيود والعقوبات على النظام السوري وأعوانه».
وأضاف البيان إن المؤتمر يريد ان تكون العقوبات «رسالة واضحة» تجاه النظام السوري «بأنه لا يمكن له مستقبلا الاستمرار في الاعتداء على مواطنيه دونما عقاب». وتشمل الاجراءات العقابية التي يريدها المؤتمر «حظر السفر على اعضاء النظام وتجميد أرصدتهم في الخارج ووقف شراء النفط والاستثمارات في سوريا والمعاملات المالية معها وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية». كما تشمل العقوبات «منع وصول الاسلحة وما يتصل بها من عتاد الى النظام السوري، وبحث سبل الحد من قدرة النظام على الحصول على الوقود والتموينات الاخرى المستخدمة لاغراض عسكرية».
وأعلن المؤتمر دعم المعارضة السورية، و«اثنت مجموعة الاصدقاء على جهود المجلس الوطني السوري الرامية الى تكوين هيكل واسع وتمثيلي». وأضاف ان «مجموعة الاصدقاء تعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين الى إحداث تغيير ديموقراطي سلمي واتفقت على تعزيز التزامها الفعلي للمعارضة السورية». وسجل المؤتمر «طلب جامعة الدول العربية الذي تقدمت به الى مجلس الامن بقصد اصدار قرار بتشكيل قوة حفظ سلام عربية - اممية مشتركة بعد انتهاء اعمال العنف». واتفق المشاركون في المؤتمر على «مواصلة النقاشات حول السبل المناسبة لانتشار هذه القوات». وعبر رئيس المجلس برهان غليون عن خيبة أمله من اجتماع تونس. وقال إن مؤتمر «أصدقاء سوريا» لم يلب طموحات الشعب السوري.
روسيا
وأكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن «موسكو لن تغير موقفها حيال الملفات الدولية الملحة مثل سوريا وإيران انجراراً وراء أي طرف». وقال، في لقاء مع خبراء السياسة والأمن الروس في مدينة ساروف الروسية، «أعتقد أن موقفنا في مجلس الأمن الدولي حيال الملف السوري يشير إلى أننا لن ننجر وراء أحد. وأرجو أن نستمر كذلك».
وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إن موسكو تأمل ألا تؤدي جهود الإغاثة الإنسانية إلى مثل هذا التدخل، موضحاً أن روسيا «تخشى تكرار السيناريو الليبي». وتابع «لذلك حذرنا شركاءنا من أن أهداف مؤتمر تونس ليست واضحة تماما بالنسبة لنا»، مضيفاً إن الاجتماع «لا يضم للأسف ممثلين للشعب السوري كله».
وأعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف «التقيت الأسد ولم يتكون لدي انطباع انه رجل مستعد لمغادرة السلطة قريباً». وأضاف «هناك حركة احتجاج لكنها غير كافية لحمل الرئيس على الشعور بأن كل شيء ينهار تحت قدميه وانه مضطر الى الاستقالة». وأعلن بوشكوف ان الاسد يحظى بتأييد واسع في دمشق. وقال «يمكننا ان نشعر بالتوتر السائد، لكن لا يبدو ان المدينة على شفير حرب اهلية. مع الاسف هناك تظاهرات وضحايا، لكن المتاجر مفتوحة. الحياة اليومية تبدو طبيعية».
النهار
تباين في مؤتمر "الأصدقاء" حيال التدخل العسكري في سوريا
واشنطن تراه "مشجعاً" والسعودية لإسقاط الأسد "طوعاً أو كرهاً"
وتناولت صحيفة النهار الأحداث في سورية ومؤتمر "اصدقاء سورية" وكتبت تقول "انتهى "المؤتمر الدولي لاصدقاء الشعب السوري" الذي انعقد في تونس امس، الى نصف اعتراف بـ"المجلس الوطني السوري" المعارض الذي حضر المؤتمر دون سائر قوى المعارضة، ووجه رسالة "واضحة" الى النظام السوري كي يوقف كل اعمال العنف "فوراً" تحت طائلة فرض مزيد من العقوبات عليه. ولكن استرعى الانتباه ان المؤتمر لم يلب مطلب "المجلس الوطني السوري" بالدعوة الى تدخل عسكري خارجي لاطاحة النظام. واعتبر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي انسحب من المؤتمر بعض الوقت ان المؤتمر غير ذي جدوى لعدم فاعليته في وقف القمع في سوريا على رغم موافقة الرياض على البيان الختامي للمؤتمر، وقال ان النظام السوري يجب ان يسقط "طوعاً او كرها"، وان تسليح المعارضة فكرة "ممتازة". ودعا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى تشكيل قوة عربية -دولية لفتح ممرات انسانية للوصول الى المناطق التي تتعرض لهجمات القوات السورية. وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية النظام السوري من انه سيدفع ثمناً باهظاً". وقبل ساعات من انعقاد المؤتمر عين الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون سلفه كوفي انان مبعوثاً للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية الى سوريا.
أوباما
ولاقى الرئيس الاميركي باراك اوباما المؤتمر في الضغط على النظام السوري، إذ قال: "علي القول إن كل شخص منا رأى الصور المروعة الاتية من سوريا، أخيراً من حمص، يرون انه من الضروري حتماً ان يتحد المجتمع الدولي ويوجه رسالة واضحة الى الرئيس (السوري بشار) الاسد". واضاف ان على الاسد ان يدرك ان "ساعة نقل السلطة اتت، حان الوقت لرحيل النظام، حان الوقت لوقف قتل السوريين بأيدي حكومتهم". ولاحظ ان "الوحدة الدولية التي نحن في صدد بنائها" خلال اجتماع " المؤتمر الدولي لاصدقاء الشعب السوري" في تونس امر "مشجع"، و"سنواصل ممارسة ضغط كبير" على النظام السوري والبحث عن "كل الادوات المتوافرة لمنع المجازر في حق المدنيين في سوريا"، و"من المهم الا نكون مجرد متفرجين على هذه الاحداث".
53 قتيلاً
ميدانياً، أفاد ناشطون ان 53 شخصاً قتلوا في سوريا أمس بينهم 18 في ريف حماه و14 في حمص، الى سبعة عسكريين نظاميين في ريف حمص، وذلك في جمعة "سننتفض لاجلك يا باباعمرو".وأعلن مصدر سوري مطلع في مدينة حمص بشمال سوريا ان المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية أديت بوفييه المصابين الموجودين مع المعارضة في حي بابا عمرو رفضا الخروج في سيارة الهلال الأحمر السوري التي دخلت لإخراجهما. وأوضح ان سيارة الهلال الأحمر السوري تعرضت لإطلاق نار من الحي لدى خروجها منه، لكن أحداً لم يصب من المسعفين الذين كانوا بداخلها.
بيد ان الناطق باسم الصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة صرح بأن "ثلاث سيارات اسعاف غادرت بابا عمرو وعلى متنها عدد من الضحايا السوريين". واضاف :"المفاوضات مستمرة مع السلطات والمعارضين لاجلاء كل الاشخاص الذين يحتاجون الى عناية طبية سريعة دون استثناء". واشار الى اجلاء 20 امراة وطفلاً سوريين من باباعمرو ، وأمل في استمرار عملية الاجلاء اليوم.
الأخبار
حرب التدخل الخارجـي لإسقاط الأسد
«مؤتمر أصدقاء سوريا»: مساعدات إنسانية تُزعج السعوديّة
كما تناولت صحيفة الأخبار مؤتمر "اصدقاء سورية" وكتبت تقول "كلّ الكلام الذي قيل عن «مؤتمر أصدقاء سوريا» قبل انعقاده، سقط مع صدور البيان الختامي، الذي خلا من أيّ قرارات، لا على صعيد الممرات الإنسانية، التي راج الحديث عنها قبل أيام، ولا في ما يتعلق بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري، الذي أقر بأنه يمثل جزءاً من السوريين، مع إبقاء باب توحيد المعارضة مفتوحاً. وبناءً عليه، كان المؤتمر ساحة لـ «الصراخ» من دون أفعال، وهو ما أثار امتعاض الخليجيين.
لم يخرج مؤتمر «أصدقاء سوريا»، الذي عقد في تونس أمس، بأكثر من الكلام المتفاوت الحماوة بين ممثلي «الأصدقاء»، الذين تقاطروا إلى العاصمة التونسية. كلام السقف العالي، الذي كان الخليجيون أبطاله، لم يخرج من قاعة المؤتمر إلى الورق، فجاء البيان الختامي عاماً، مع التلويح بسيف العقوبات، وهو ما أثار امتعاض وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، الذي رأى أن الحل هو بتنحي الرئيس السوري «طوعاً أو بالقوة»، فيما جاء الاعتراف بالمجلس الوطني السوري مجتزءاً، ليكون ممثلاً لجزء من هذا الشعب الساعي «الى إحداث تغيير ديموقراطي سلمي».
ودعا «مؤتمر أصدقاء سوريا»، في بيانه الختامي، الى وقف كافة أعمال العنف «فوراً»، وفرض المزيد من العقوبات على النظام السوري. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر «أكدت مجموعة الأصدقاء على الحاجة الماسة إلى وقف كافة أعمال العنف فوراً». والتزم المشاركون في المؤتمر بـ «اتخاذ الخطوات المناسبة لفرض القيود والعقوبات على النظام السوري وأعوانه». وأضاف البيان إن المؤتمر يريد أن تكون العقوبات «رسالة واضحة» تجاه النظام السوري «بأنه لا يمكنه مستقبلاً الاستمرار في الاعتداء على مواطنيه دونما عقاب».
وتشمل الإجراءات العقابية التي يريدها المؤتمر «حظر السفر على أعضاء النظام وتجمبد أرصدتهم في الخارج ووقف شراء النفط والاستثمارات في سوريا، والتعاملات المالية معها، وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية»، كما تشمل العقوبات «منع وصول الأسلحة وما يتصل بها من عتاد الى النظام السوري، وبحث سبل الحد من قدرة النظام على الحصول على الوقود والتموينات الأخرى المستخدمة لأغراض عسكرية».
كذلك أعلن المؤتمر دعم المعارضة السورية و«أثنى على جهود المجلس الوطني السوري الرامية الى تكوين هيكل واسع وتمثيلي». وجاء في البيان أيضاً أن «مجموعة الأصدقاء تعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين الى إحداث تغيير ديموقراطي سلمي، واتفقت على تعزيز التزامها الفعلي للمعارضة السورية». وسجل المؤتمر «طلب جامعة الدول العربية، الذي تقدمت به الى مجلس الأمن قصد إصدار قرار بتشكيل قوة حفظ سلام عربية ـــــ أممية مشتركة بعد انتهاء اعمال العنف». واتفق المشاركون في المؤتمر على «مواصلة النقاشات بشأن السبل المناسبة لانتشار هذه القوات».
وفي المؤتمر الصحافي الذي أعقب المؤتمر، شدّد وزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام، على أن «دولاً غربية وعربية ستعترف على الأرجح بالمجلس الوطني السوري المعارض ممثلاً شرعياً للشعب السوري في الاجتماع المقبل لمؤتمر أصدقاء سوريا»، المرتقب في تركيا بعد ثلاثة أسابيع، من دون تحديد موعد واضح له. وأضاف «في ما يتعلق بمسألة الاعتراف «نحن توقفنا في منتصف الطريق، وربما يكتمل هذا المسار في بلدان أخرى، ربما تركيا أو فرنسا».
عبد السلام أبدى تأييده لمطلب الجامعة العربية تشكيل قوة من دول عربية ومن الأمم المتحدة للمساعدة على إنهاء العنف في سوريا، الذي لم يرد في البيان الختامي إلا من باب «أخذ العلم»، وهو ما يؤشر إلى أن الفقرة كانت محل جدل بين المؤتمرين، وخصوصاً أن دول الخليج أرادت تمريرها في المؤتمر، غير أنها اصطدمت برفض بعض الحاضرين، وهو ما يفسر الامتعاض الذي أبداه وزير الخارجية السعودي، الذي خرج من المؤتمر، بعدما قال أمام المشاركين فيه إن الحل الوحيد للأزمة هو نقل السلطة «إما طوعاً أو كرهاً»، مشبّهاً نظام الرئيس بشار الأسد بسلطة احتلال.
وخلال اجتماع ثنائي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أبدى الفيصل ترحيبه بفكرة تسليح المعارضة، مشيرأ إلى أنها «فكرة ممتازة». وقال رداً على سؤال يتعلق بإمكان تسليح المعارضة «أعتقد أنها فكرة ممتازة»، مضيفاً «لأنهم بحاجة الى توفير الحماية لأنفسهم». غير أن كلينتون قالت إنها ستتحدث في وقت لاحق عن هذا الموضوع.
المحاولة الأميركية لاسترضاء السعودية لم تكن الوحيدة، فلحقها مسعى لاسترضاء رئيس المجلس الوطني برهان غليون، الذي خرج غاضباً من المؤتمر مع بقية الوفد السوري، بعدما أعرب عن خيبة أمله منه. كلينتون التقت غليون ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم في اجتماع هامشي. وفي ختام الاجتماع، عقدت وزيرة الخارجية الأميركية مؤتمراً صحافياً شددت فيه على ضرورة أن يسعى المجتمع الدولي الى تغيير موقف الصين وروسيا المعارض لاي إجراء ضد سوريا. وقالت «علينا العمل على تغيير موقف الروس والصينيين». وأضافت «ينبغي أن يدركوا أنهم يقفون ليس في وجه تطلعات الشعب السوري فحسب، بل الربيع العربي برمته أيضاً».
وأضافت كلينتون إن الروس والصينيين «يقولون في الواقع للتونسيين والليبيين وغيرهم في المنطقة: لا نوافق على تمتعكم بالحق في إجراء انتخابات لاختيار قادتكم. أعتقد أن ذلك يجري عكس التاريخ، وليس موقفاً قابلاً للحياة». وقالت إنه كلما أسرع البلَدان في «دعم التحرك في مجلس الأمن، أسرعنا في الحصول على قرار يسمح باتخاذ اجراءات ندرك جميعاً أنه ينبغي اتخاذها». وتابعت «من المؤسف جداً رؤية عضوين دائمين في مجلس الأمن يستخدمان حقهما في النقض، عندما يتعرض الناس للقتل من نساء واطفال وشبان شجعان... إنه أمر شائن، وأتساءل الى جانب من يقفان؟ من الواضح أنهما لا يقفان الى جانب الشعب السوري».
وفي أول تعليق بعد المؤتمر، أعرب الرئيس الأميركي باراك اوباما الجمعة عن استعداده لاستخدام «كل الأدوات المتوافرة لمنع المجازر» في سوريا، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الوحدة الدولية التي تجلت في مؤتمر تونس حول سوريا «تشجعه». ودعا، امام الصحافيين، الى توجيه «رسالة واضحة» إلى الرئيس السوري بشار الأسد تأمره «بوقف قتل» المدنيين. وقال أوباما «جميعنا عندما يرى الصور المروعة التي تأتي من سوريا ومن حمص في الآونة الأخيرة يدرك أنه من الضروري تماماً أن يوحد المجتمع الدولي صفوفه في توجيه رسالة واضحة إلى الرئيس الأسد، بأنه حان الوقت لانتقال (السلطة)». وأضاف «حان الوقت لوقف قتل المواطنين السوريين على يد حكومتهم».
المستقبل
الفيصل: النظام السوري انتهى ويجب أن يسقط طوعاً أو قهراً
العالم يعترف بالمجلس الوطني "ممثّلاً شرعياً" ويعزل الأسد
من جهتها تناولت صحيفة المستقبل الشأن السوري وكتبت تقول "تحوّل "المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري" الذي عُقد أمس في تونس، الى مجموعة ضغط دولية، لها صفة الديمومة ضد النظام السوري وفرض على الأخير مزيداً من العزلة مقابل إعطاء جرعة دعم قوية للشعب السوري وللمجلس الوطني حيث اعترف بالأخير كـ"ممثّل شرعي للسوريين الساعين الى إحداث تغيير ديموقراطي"، وإن تجنّب الحديث عن إقامة "ممرات إنسانية" أو جاء بيانه الختامي "أقلّ من طموحات الشعب السوري" كما قال وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل الذي تخطّت مداخلته التي ألقاها خلال المؤتمر سقف جميع المشاركين.
وبدا حسب "الخلاصات" التي تلاها رئيس المؤتمر وزير الخارجية التونسية أن ثمّة إجماعاً لدى المشاركين على أن النظام السوري ساقط لا محالة، لكن توقيت اللجوء الى إجراءات من نوع التدخّل العسكري لحماية "الممرات الإنسانية" خارج إطار الأمم المتحدة يخضع لاجتهادات متعدّدة.
ولذلك ظهر من خلال المداخلات التي ألقاها رؤساء الوفود المشاركة داخل قاعة المؤتمر اتجاهان: الأول يدعو الى التمهّل وعدم الذهاب الى إجراءات سريعة عبّر عنه وزراء خارجية أميركا وألمانيا وبريطانيا وتونس، فيما بدا الثاني أكثر ميلاً الى لهجة أقوى في البيان الختامي كما عبّر عن ذلك وزراء خارجية فرنسا وتركيا والمملكة العربية السعودية.
وكشف مشاركون في المؤتمر لـ"المستقبل" أن الوزير الفيصل قال في مداخلته إن مشروع البيان الختامي لا يرقى الى حجم المسؤولية الملقاة على المؤتمرين، واصفاً إياه بـ"المحبط جداً" للمملكة العربية السعودية. وأضاف: هل يكفي أن نقدّم للشعب السوري الغذاء والدواء لنسمّنه كفريسة لآلة قتل لا ترحم؟ وقال: هذا النظام (السوري) انتهى ويجب أن يسقط طوعاً أو قهراً، فهو لم يعد نظاماً سياسياً بل تحوّل الى سلطة احتلال.
أما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فوصفت الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "كذاب"، وقالت إن أحداً لن يتمكّن من أن يثق به بعد اليوم. وأبدت إعجابها بالشعب السوري ومقاومته وكذلك بخطاب رئيس المجلس الوطني برهان غليون، وأكدت للشعب السوري أن إدارتها لن تتخلّى عنه معلنة تبرّع حكومتها بمبلغ 10 ملايين دولار لجهود الإغاثة للشعب السوري.
فيما دعا وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه الى تسليم المسؤولين السوريين الى المحكمة الجنائية الدولية، آملاً أن يعقد المؤتمر الذي يلي مؤتمر اسطنبول في باريس.
وكان المؤتمرون توافقوا على عقد المؤتمر الثاني الشهر المقبل في تركيا، مع الإشارة الى أن "مجموعة الأصدقاء" تنعقد بصورة دورية كل شهر في عاصمة من عواصم الدول المشاركة فيها.
وأوضحت مصادر شاركت في المؤتمر لـ"المستقبل" أن الخطوة التالية ستتمثّل بانطلاق حركة كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة الذي كلّفه الأمين العام الحالي بان كي مون بأن يكون ممثلاً للمنظمة الدولية وللجامعة العربية حول الملف السوري. وتابعت أن أنان سيتحرّك وفقاً لمرجعيّتين: الأولى توصية الجمعية العمومية للأمم المتحدة والثانية قرارات الجامعة العربية، أي أنه سيبدأ باتصالات مع النظام السوري من جهة ومع المعارضة السورية من جهة ثانية لتطبيق مضمون قرارات هاتين المرجعيّتين من أجل إيجاد حلّ سياسي. وأوضحت أنه ينتظر من الجامعة العربية أن تعيّن نائباً عربياً لأنان وفقاً لقرار سابق للجامعة، مع الإشارة الى أن ثلاثة مرشحين سبق ورفضوا قبول هذا المنصب وهم حسب المصادر: الديبلوماسي المخضرم الأخضر الابراهيمي ووزير خارجية الأردن السابق عبد الإله الخطيب ووزير الخارجية المغربي السابق محمد بن عيسى.
وكانت شهدت أروقة المؤتمر سلسلة اجتماعات جانبية بين وزراء خارجية أميركا والسعودية وقطر وفرنسا وتركيا، انتهت الى تكليف وزيري خارجية قطر وتونس بإجراء بعض التعديلات على مشروع البيان الختامي وأهمها استبدال فقرة كانت تدعو الى العودة الى اعتماد بعثة المراقبين في سوريا، بفقرة أخرى سجّلت طلب الجامعة العربية من مجلس الأمن "تشكيل قوة حفظ سلام عربية أممية مشتركة بعد انتهاء أعمال العنف..".
وعلمت "المستقبل" أن الوزير التركي أحمد داود أوغلو عقد اجتماعاً مع وفد من المجلس الوطني السوري قبيل انطلاق أعمال المؤتمر طمأنه خلاله الى أن الإجماع الدولي واضح لجهة سقوط النظام السوري، وأن كل المعطيات التي في حوزته تؤكد ذلك "لكن يبقى أمر التوقيت"، داعياً المجلس الوطني الى لقاء معه في اسطنبول الأسبوع المقبل حيث وعد أيضاً بالإعلان من هناك بعد هذا اللقاء بأن المجلس الوطني هو "الممثل الشرعي" وليس "ممثلاً شرعياً" كما جاء في البيان الختامي أمس.
وجاء في "الخلاصة" التي تلاها وزير الخارجية التونسية بعد انتهاء المؤتمر أن مجموعة "أصدقاء سوريا" "تعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين الى إحداث تغيير ديموقراطي سلمي، واتفقت على تعزيز التزامها ودعمها الفعلي للمعارضة السورية.. وناشدت جامعة الدول العربية عقد اجتماع حول المجلس الوطني السوري يضم العديد من المجموعات والشخصيات من المعارضة، بمن فيهم الناشطون داخل سوريا.. من أجل الاتفاق على آلية تنسيق تمثّل جميع الأطراف لتكريس العمل الجماعي قبل وخلال وبعد المرحلة الانتقالية". كما أعلن اتفاق مجموعة الأصدقاء على أنه "في حال توقّف النظام السوري عن اعتداءاته على المناطق السكنية وسماحه بدخول المساعدات الإنسانية فإنها ستقوم بإيصال المساعدات الإنسانية في الحين". ودعمت المجموعة "إنشاء المنظمات الإنسانية الدولية لمراكز إيواء إنسانية في الدول المجاورة". ورحّبت بمقترحات الجامعة العربية المتعلقة بسوريا، معبّرة عن "خيبة أملها إزاء عدم تمكين مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة من الاستجابة لمناشدات الجامعة العربية لتقديم الدعم لخطتها لإنهاء العنف في سوريا". وأكدت دعمها لحوار سياسي جاد بين الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة من أجل "تخلّي الرئيس السوري عن كافة سلطاته لنائبه الأول.. وإجراء انتخابات شفّافة وحرّة تحت رقابة عربية ودولية".