دعا وزراء الخارجية العرب مجلس الامن الدولي لفرض حظر جوي على ليبيا وفتح قنوات اتصال مع المجلس الوطني الانتقالي المعارض لنظام الطاغية معمر القذافي.
دعا وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم السبت في العاصمة المصرية القاهرة مجلس الامن الدولي لفرض حظر جوي على ليبيا وفتح قنوات اتصال مع المجلس الوطني الانتقالي المعارض لنظام الطاغية معمر القذافي، في حين واصلت القوات النظام الليبي السبت ضغطها على الثوار في شرق ليبيا.
وقال مصدر دبلوماسي إن "الوزراء قرروا دعوة مجلس الامن لتحمل مسؤولياته بفرض حظر جوي على الاجواء الليبية لحماية الشعب الليبى"، واضاف ان "مجلس وزراء الجامعة العربية قرر فتح قنوات اتصال مع المجلس الوطنى الانتقالى فى ليبيا لمساعدة الشعب الليبي"، موضحا ان "القرار لقي قبولا من الوزراء العرب باستثناء سوريا والجزائر".
من جهتها اعربت سوريا في كلمة لسفيرها لدى الجامعة يوسف احمد عن "خشيتها من ان يكون اي قرار عربي بفرض حظر جوي على ليبيا مجرد تمهيد للتدخل العسكري الخارجي فيها"، سائلا "ما هي الضمانات التي يمكن ان نركن اليها والتي تكفل ان لا يصبح اي قرار عربي بفرض الحظر الجوي على ليبيا مجرد تمهيد للتدخل العسكري في مقدمة لتقسيم هذا البلد العربي الشقيق تحت ذريعة وشعار مقتضيات الامر الواقع".
ودعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الالمانية الى فرض منطقة للحظر الجوي في ليبيا واعرب عن امله في ان يكون للجامعة العربية "دور" في اقامتها. وقال عمرو موسى في هذه المقابلة التي تنشرها المجلة الاثنين "اتحدث عن تحرك انساني. تتعلق المسالة مع منطقة حظر جوي بمساندة الشعب الليبي في نضاله من اجل الحرية وضد نظام تزداد غطرسته".
وكانت الجامعة العربية اعلنت انها قد تدعم اقامة مثل هذه المنطقة لكنها اكدت معارضتها اي تدخل عسكري في ليبيا. ولن يسمح لوفد ليبي بالمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة. وكان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية اكدا الجمعة على امكانية اللجوء الى "كافة الخيارات" ضد نظام معمر القذافي.
غير ان الدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي اكدت ان التدخل في ليبيا رهين "ضرورة متاكدة (للتدخل) وقاعدة قانونية واضحة ودعم من المنطقة". ولم يستبعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحركا من دون تفويض من الامم المتحدة. غير انه ربط مثل هذا التدخل بحدوث "اعتداءات واسعة بوسائل عسكرية على مدنيين عزل ولا يمارسون العنف". وكان رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي اكد ان ليبيا "على حافة الحرب الاهلية".
وبعد 26 يوما من الثورة على نظام معمر القذافي الذي يحكم بلاده منذ اكثر من 41 عاما. ينتظر ان تصل مهمة انسانية تابعة للامم المتحدة الى ليبيا السبت بهدف "تقييم الحاجات الانسانية". وقال خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي ان "هذه المهمة ستزور المستشفيات والتعرف على مخزوناتنا من المواد الغذائية والطبية". واوضح "ان مخزونات الغذاء والادوية كافية لستة اشهر". وتتفاوض المنظمة الدولية للهجرة مع السلطات الليبية بشأن ارسال مهمة انسانية الى ليبيا حيث ينتظر آلاف المهاجرين ترحيلهم.
ومنذ منتصف شباط/فبراير غادر اكثر من 250 الف شخص ليبيا باتجاه الدول المجاورة. بحسب الامم المتحدة في حين خلف القمع الدامي للثورة مئات الشهداء. وفي راس لانوف طلب اطباء مساعدة الصليب الاحمر الدولي.
ميدانياً, شنت القوات الموالية للقذافي الجمعة غارتين على الاقل شرقي هذه المدينة النفطية الاستراتيجية واصابت موقع مراقبة للثوار ومصفاة نفط. وكانت راس لانوف شكلت لاسبوع قاعدة متقدمة للثوار في شرق ليبيا قبل ان يخلوها بعد عمليات قصف مكثفة الخميس. وكانت المعلومات المتسربة عن الوضع في المدينة شحيحة صباح السبت خصوصا بسبب اضطراب الاتصالات الهاتفية.
في الاثناء احتفلت القوات الموالية للقذافي الجمعة بـ"نصرها" على الثوار واستعادة مدينة الزاوية غربي العاصمة طرابلس بعد اسبوعين من القتال الضاري. وبحسب كعيم فان "حصيلة اولية تشير الى سقوط 41 قتيلا من الجانبين" في الايام الاخيرة. وقال شهود ان معارك عنيفة جدا وقعت في المدينة. واشار بعضهم الى "مجزرة". واشار آخرون الى حملة اعتقالات منذ دخول قوات القذافي الى الزاوية.
وفي باقي انحاء البلاد لا يزال الثوار يسيطرون على مصراتة شرقي طرابلس والعديد من مدن الشمال الغربي خصوصا في الجبل الغربي. بحسب شهادات. وفي بنغازي يقول الثوار انهم مصممون على القتال. وقال خالد الذي قتل احد اقاربه الخميس في راس لانوف "لسنا خائفين من هذا الجيش المكون بنسبة 90 بالمئة من مرتزقة. ويامكاننا هزمه". وتجمع اكثر من عشرة آلاف شخص في بنغازي الجمعة للمطالبة برحيل القذافي.
وكان الاتحاد الاوروبي اعتبر الجمعة المجلس الوطني الانتقالي المعارض في بنغازي "محاورا سياسيا" لكنه لم يعترف به رسميا كما فعلت فرنسا باعتباره ممثلا للشعب الليبي. واعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن "قلقه" لاحتمال انتصار قوات القذافي ميدانيا واعلن عن تعيين ممثل له لدى المعارضة الليبية.