كان الاستفتاء على الدستور في سوريا الموضوع البارز في الصحف اللبنانية، التي تناولت بشكل اساسي ايضا موضوع عودة مجلس الوزراء اللبناني الى الانعقاد بعد انقطاع، ومسألة التجاذب حول الملفات المالية
كان الاستفتاء على الدستور في سوريا الموضوع البارز في الصحف اللبنانية الصادرة في بداية الاسبوع، التي تناولت بشكل اساسي ايضا موضوع عودة مجلس الوزراء اللبناني الى الانعقاد بعد انقطاع، ومسألة التجاذب حول مبلغ الـ11 مليار دولار الذي انفق في عهد حكومات فؤاد ومبلغ الـ8900 مليار ليرة التي طلبتها حكومة نجيب ميقاتي لتغطية الإنفاق الحكومي.
السفير
صحيفة السفير أبرزت في صفحتها الرئيسية الاستفتاء على الدستور الجديد في سوريا وموقف الرئيس السوري الذي اطلقه بموازاة هذا الاستفتاء.. وسلطت الضوء على انعقاد الحكومة اللبنانية اليوم وعلى موضوع صرف المليارات في الحكومات السابقة..
الأسد في يوم الاستفتاء الحاد: نحن أقوى على أرض الواقع
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، خلال مشاركته في الاستفتاء على الدستور الجديد في دمشق امس، ان «الهجمة التي تتعرض لها سوريا هجمة إعلامية، ولكن الإعلام رغم أهميته لا يتفوق على الواقع ويمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء لكننا أقوى على الأرض من الفضاء، ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء».
في هذا الوقت، حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من ان التدخل الاجنبي في سوريا «سيسرع من مخاطر اندلاع حرب اهلية»، مضيفة «لدينا مجموعة خطيرة جداً من العوامل في المنطقة: القاعدة وحماس وأولئك الذين على قائمتنا للإرهاب الذين يدّعون انهم يدعمون المعارضة. إذا جلبت اسلحة آلية، والتي ربما تستطيع تهريبها عبر الحدود، فما الذي ستفعله تلك الأسلحة أمام الدبابات والأسلحة الثقيلة؟».
وكشف وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو جانباً من كواليس المرحلة الحالية بعد مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس الجمعة الماضي، معتبراً أن الأسد وصل إلى النهاية، وأن سوريا ليست ملكه الشخصي. وقال «إن من أهم ما تقرر في تونس اعتبار المجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للسوريين. ونحن نريد أن يتمثل في المجلس الوطني السوري الأكراد والتركمان والدروز والعلويون».
وأدى فشل «المجلس الوطني» في الحصول على تعهد واضح من المشاركين في «مؤتمر أصدقاء سوريا» في تونس يتبنى الخيار العسكري، أو أي إجراء قهري يلزم النظام السوري بفتح معابر إنسانية والاعتراف بحصريته في تمثيل الشعب السوري، أو المعارضة، الى انقسامات عميقة كانت تتعايش تحت سقف «المجلس الوطني». وتفاوتت نتائج الإخفاق في تونس على بنية المجلس بين من فضل الاستقالة من عضويته، ومن فضل البقاء فيه ولكن ضمن تشكيلات جديدة. وأعلن المحامي نجاتي طيارة، استقالته من المجلس في رسالة وجهها إلى المكتب التنفيذي، «لأنه لم يحقق أي تقدم ملموس لوقف حمام الدم تجاه شعبنا السوري، وعدم ارتقاء المعارضة بأطرافها كافة، إلى مستوى الحدث وفشلي الشخصي والمجلس في ثني الإمارات عن قرارها إبعاد مواطنين سوريين بسبب تظاهراتهم ضد النظام السوري». وهاجمت رسالة استقالة بعث بها سبعة أعضاء، طريقة رئيس المجلس برهان غليون في إدارته. وأقدم 19 عضواً في تونس، على الإعلان عن تشكيل مجموعة العمل الوطني السوري، وإقامة مكاتب عمل موازية لمؤسسات المجلس الوطني، على الرغم من بقائها داخل المجلس.
الاستفتاء على الدستور
وشارك عدد كبير من السوريين أمس في الاستفتاء الحاد على أول مشروع دستوري للبلاد منذ أربعة عقود، فيما قاطعه آخرون، وامتنع البعض بقوة السلاح عن الخروج، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام السورية، مشيرة بصراحة إلى أن مدينة إدلب لم تشارك في الاستفتاء، فيما اقتصر وجود بعض المراكز على ريفها، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه مناطق في سوريا إقبالاً كثيفاً وشهدت أخرى مواجهات نارية، كما في حماه، أعاقت سير العملية بشكل طبيعي. وفي حمص، المنقسمة ايضاً بين مناطق هادئة وأخرى ملتهبة، استفتى سوريون وقاطع الباقون.
ومنذ السابعة صباحاً كان يمكن تسجيل وجود إقبال في مراكز دمشق، ولا سيما في وسطها، حيث تزيد الكثافة السكانية، كما يتواجد الموظفون الحكوميون. وقد شهدت غالبية مراكز دمشق إقبالاً ملحوظاً في النهار ما لبث أن خف في المساء. وأعلنت السلطات السورية تمديد التصويت في عدد من المحافظات حتى الساعة العاشرة مساءً، بعد ان كان يجب اقفال الصناديق عند السابعة. ويبلغ عدد الناخبين 14 مليوناً ممن تجاوزت اعمارهم 18 عاماً.
وصوّت الأسد وعقيلته اسماء في مبنى التلفزيون السوري في حدود التاسعة والنصف صباحاً. وهي الزيارة الأولى لرئيس سوري الى مبنى التلفزيون منذ عقود، وفهم منها تقدير رئاسي للجهود التي يبذلها الإعلام الحكومي، في ما تجده القيادة السورية حملة إعلامية شرسة ضدها.
وأظهرت الصور الأسد مبتسماً الى جانب زوجته التي كانت ترتدي زياً اسود اللون، ولوحت بيدها اكثر من مرة للمتجمعين الذين كانوا يتدافعون من حولهما ويهتفون «الله، سوريا، بشار وبس». ودخل الزوجان وراء الستار سوياً، ثم خرجا باسمين، وأسقطا ورقتيهما في الصندوق.
وبالفعل أثنى الأسد، بعد مشاركته في التصويت على الاستفتاء، على أداء العاملين في التلفزيون الحكومي. وقال، وهو ينزل درج بناء التلفزيون في ساحة الأمويين، إن «الإعلام السوري يقوم بجهود كبيرة جداً ونحن نتابع التطور الذي قام به التلفزيون العربي السوري والإعلام السوري بشكل عام، ولكن دائماً تأتي مقارنات، حيث يقارنون الإعلام السوري الذي هو الإعلام الرسمي بشكل أساسي بالإعلام غير الرسمي في الدول الأخرى، ولكن هذه المقارنة غير دقيقة وغير موضوعية ولا تجوز».
وأضاف إن «الإعلام الرسمي يقارن بإعلام رسمي في دول أخرى، لأن أهداف ومهام الإعلام الرسمي تختلف عن أهداف ومهام الإعلام الخاص، ولو قارنا الإعلام الرسمي السوري الآن بالإعلام الرسمي في المنطقة فأعتقد أنه الأفضل، ولكن مع ذلك لا يهمنا أن نقارن أنفسنا بمن هو أقل وسنبقى نقارن أنفسنا بمن هو أفضل». وتابع إن «الهجمة التي تتعرض لها سوريا هجمة إعلامية، ولكن الإعلام رغم أهميته لا يتفوق على الواقع، ويمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء لكننا أقوى على الأرض من الفضاء، ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء».
«تسوية المليارات»: فرصة أخيرة تحت الاختبار
الحدث المحلي اليوم هو الصورة. صورة مجلس الوزراء منعقدا في القصر الجمهوري بعد اسابيع من الانقطاع، وهذه المرة بحضور وزير جديد هو الوزير سليم جريصاتي الذي آلت إليه حقيبة العمل بعد استقالة سلفه شربل نحاس. وإذا كان الرئيس نجيب ميقاتي قد جمّد اجتماعات المجلس بسبب خلافه مع وزراء تكتل التغيير والاصلاح حول بعض التعيينات الإدارية، فإن المفارقة تكمن في أن مجلس الوزراء سيعود الى استئناف نشاطه من دون أن تكون هذه العقدة قد عولجت، وحتى من دون أن تُبحــث في جلــسة اليوم، حرصا على المناخات الإيجابية المستجدة، التي لا تحتمل المزيد من الدعسات الناقصة.
وإذ أبدت أوساط رئيس الحكومة ارتياحها الى معاودة مجلس الوزراء جلساته تحت سقف احترام الأصول الدستورية، قالت لـ«السفير» إن جلسة اليوم عادية من حيث جدول أعمالها، وهي مخصصة لبنود إجرائية عادية لا بد من اقرارها، (سلفات خزينة وقبول هبات وسوى ذلك من بنود إدارية)، ويفترض الا تطول الجلسة بسبب سفر رئيس الجمهورية الى رومانيا وتشيكيا بعدها مباشرة.
ولفتت الأوساط الانتباه الى أن الرئيس ميقاتي اراد انعقاد الجلسة برئاسة رئيس الجمهورية قبل سفره، من أجل تأكيد انطلاقة العمل الحكومي وفق أسس جديدة، والخروج من حالة الجمود تمهيدا لإعادة تفعيل الإنتاجية، متوقعة أن تنطلق الورشة الحكومية على أسس جديدة بعد جلسة مجلس النواب في الخامس من آذار المقبل.
«قوننة» المليارات
على خط مواز، يفترض ان تُختبر اليوم إمكانية وضع آلية لمعالجة الملفّات المالية العالقة، خلال الاجتماع الموسع الذي يترأسه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لهيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان ومقرريها، حيث سيتم البحث في تشكيل اللجنة الوزارية ـ النيابية التي اقترحها بري في الجلسة النيابية الماضية، لمعالجة الخـلاف الحـاصل حـول كيفية قوننة مبلغ الـ11 مليار دولار التي انفقت في عهد حكومات الرئيس فؤاد السنيورة بين اعوام 2006 و2010، بالتوازي مع إقرار مبلغ الـ8900 مليار ليرة التي طلبتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لتغطية الإنفاق الحكومي.
وتوقعت مصادر نيابية أن تضم اللجنة التي سيجري تشكيلها الوزراء محمد الصفدي، وائل ابو فاعور ومحمد فنيش، والنواب روبير غانم، ياسين جابر، ابراهيم كنعان، اكرم شهيب، غازي يوسف وجمال الجراح، وربما طرحت أسماء أخرى أيضا، على أن يحدّد لها الرئيس بري جدول اعمالها وطريقة عملها.
كما دعا بري الى عقد اجتماع للجان النيابية المشتركة عند العاشرة والنصف من صباح بعد غد الاربعاء لدرس عدد من مشاريع واقتراحات القوانين.
«فرصة» بري
وأبلغ بري «السفير» أنه قرر إعطاء الرئيس فؤاد السنيورة فرصة حتى موعد الجلسة النيابية المقبلة في الخامس من آذار، كي يتعامل بإيجابية مع التصور الذي قدّمه لمعالجة ملف الـ11مليار دولار، عبر اللجنة المقترحة، إنما من دون ان يُربط عضويا بمبلغ الـ8900 مليار ليرة التي تم تحديد أوجه إنفاقها في لجنة المال بندا بندا ضمن ما يشبه موازنة مصغّرة، وهذا ما لا ينطبق على الـ11مليارا « التي لا نعرف حتى الآن كيف أنفقت».
النهار
صحيفة النهار سلطت الاضواء ايضاء على استفتاء السوريين على الدستور الجديد، اضافة الى الموضوع اللبناني والخلافات المالية.
الاستفتاء على الدستور خرقته مقاطعة المعارضة والعنف
كلينتون: هل ندعم القاعدة وحماس في سوريا؟
وقالت الصحيفة: أدلى السوريون بأصواتهم أمس في استفتاء على مشروع دستور جديد ينص على تعددية حزبية في البلاد للمرة الاولى منذ 1963، لكن أعمال العنف استمرت موقعة 31 قتيلا، وخصوصا في حمص الواقعة في قسم منها تحت القصف والحصار منذ ثلاثة اسابيع. وفي ظل مقاطعة من المعارضة وعرقلة عمليات الاقتراع في المناطق الساخنة، قال الرئيس السوري بشار الاسد الذي ادلى بصوته في دمشق ان سوريا تتعرض لهجمة اعلامية و"قد يكونون اقوى منا في الفضاء، لكننا اقوى على الارض" (راجع العرب والعالم) وقبل ستة ايام من الانتخابات الرئاسية في روسيا، حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي من المؤكد فوزه فيها، الولايات المتحدة وغيرها من الدول من أي هجوم عسكري على سوريا، فيما نبهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كيلنتون الى ان التدخل الاجنبي في سوريا سيعجل في نشوب حرب أهلية فيها.
وفي مقال عن السياسة الخارجية ينشر اليوم، قال بوتين: "آمل ألا تحاول الولايات المتحدة والدول الاخرى... ان تنفذ سيناريو عسكرياً في سوريا من دون موافقة من مجلس الامن".
وفي ما يتعلق بايران، قال ان "التهديد المتزايد بتوجيه ضربة عسكرية الى هذا البلد يقلق روسيا بلا شك. اذا حدث ذلك فستكون العواقب كارثة حقيقية. من المستحيل تصور نطاقها الحقيقي".
كلينتون
الى ذلك، صرحت كلينتون التي تزور الرباط في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" :"أعتقد ان كل مخاطر نشوب حرب أهلية (في سوريا) قائمة. التدخل الاجنبي لن يمنع ذلك، حتى انه سيعجل فيه على الارجح". واضافت: "هناك الكثير من السيناريوات السيئة التي نحاول استباقها، وفي الوقت عينه نبقي نظرنا على الحاجات الانسانية ونحاول القيام بكل ما في وسعنا لدعم المعارضة السورية ... ونحاول تشجيع عملية انتقالية ديموقراطية". واقرت بأن "ذلك اقتضى اكثر من سنة في اليمن، ولكن في النهاية اقسم رئيس جديد اليمين. واستمر قتل الناس طيلة كل هذا الوقت، وبالتأكيد انها اوضاع مؤلمة جداً".
الإنفاق من خارج الموازنة بلغ 22 مليار دولار
عمل اللجنة الوزارية النيابية يتجاوز الحل المالي
في موازاة جلسة اولى لمجلس الوزراء اليوم بعد انقطاع وأزمة اطاحت وزير العمل السابق شربل نحاس، تنعقد في مقر الرئاسة الثانية هيئة مكتب المجلس مع رؤساء اللجان ومقرريها ليعرض لهم الرئيس نبيه بري ما انتهت اليه الجلسة الاخيرة لمجلس النواب وما رافقها من مفاوضات ومشاورات سبقتها لتوفير مخارج وحلول.
وفيما قال رئيس المجلس لـ"النهار" ان "الاجواء التي تلت الجلسة لا تساعد في تحديد الطريقة التي انفق فيها مبلغ الـ11 مليار دولار"، في اشارة ضمنية الى كلام الرئيس فؤاد السنيورة أمس في صيدا، بدت قوى 14 آذار مصرة على اثارة موضوع الـ22 مليار دولار وعدم الاكتفاء بالمبالغ التي انفقتها حكومتا الرئيس السنيورة، ذلك ان حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري فشلت في اقرار موازنة 2010 في مجلس النواب وقد انفقت من خارج القاعدة خمسة مليارات لتتبعها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بستة مليارات، مما يجعل مجموع الانفاق من خارج القاعدة الاثني عشرية 22 مليار دولار تحتاج كلها الى تسوية تتيح التوصل الى اقرار موازنة للسنة 2012.
وكان الرئيس السنيورة اقترح رفع سقوف الانفاق، او اقرار الموازنات المعدة والتي تحدد السقوف الصحيحة للانفاق، وقال ان ما يسري على 2011 يسري على الاعوام الخمسة التي سبقته.
في المقابل، بدت الامور اكثر هدوءا وايجابية اذ ابدت اوساط قريبة من الرئيس ميقاتي لـ"النهار" تفاؤلها بعمل اللجنة الوزارية النيابية المقترحة لحل المسائل المالية. وقالت ان الرئيس بري يمارس سياسة تلقي الصدمات، واضافت: "عادة يصار الى التدقيق في اربعة امور مالية: المبلغ المرصد وعقد النفقة والتنسيب وقطع الحساب وهي امور لم تحصل منذ العام 2005. والكلام عن موازنة 2011 لا يعطيها شرعية اذ ان مبلغ الـ8900 مليار ليرة صرف من دون موازنة وهو اضافة الى موازنة 2005".
وتوقعت اخراجا هادئاً للمسألة المالية في اللجنة المقترحة "لان الجميع صاروا راغبين في الحل". ولم تتوقع المصادر التطرق الى هذا الامر في جلسة "المصالحة" اليوم، ولا في جلسة الاربعاء التي سيغيب عنها نحو سبعة وزراء بداعي السفر.
واوضحت مصادر مواكبة للاتصالات المتعلقة باللجنة الوزارية النيابية ان رئيس المجلس الذي دعا الى اجتماع لهيئة مكتب المجلس ولرؤساء اللجان ومقرريها اليوم سيعرض في الاجتماع الفكرة المتداولة في شأن اللجنة، على ان تجري مناقشة شروطها وجدول اعمالها وقانونيتها، من حيث تكوينها من السلطتين التنفيذية والتشريعية، وصلاحية تأليفها وصلاحية تقريرها في الملفات المتداولة.
واشارت الى ان رئيس المجلس فاتح من اتصل بهم وتشاور معهم في موضوع اللجنة، بأنه يتوقع من عملها الا يقتصر على البحث في مسألة الـ11 مليار دولار، بل يتناول ايضا 69 قانوناً ومرسوماً اقرت في ظل حكومة الرئيس السنيورة عندما كان قصر بعبدا ومجلس النواب مقفلين في وجهها، اضافة الى ثلاثة أو أربعة مواضيع أخرى شكلت عقبة منذ تلك الفترة.
الأخبار
وأبرزت صحيفة الاخبار عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد اليوم معتبرة ان عهدا حكوميا جديدا يبدأ بعودة الروح إلى مجلس الوزراء. وقالت ان أبرز ما في جلسة اليوم حضور وزير العمل الجديد، جريصاتي، بينما ينهمك رئيس المجلس النيابي في إيجاد المخارج القانونية للأموال الضائعة والمصروفة من خارج الموازنات..
مجلس الوزراء: عودة الروح
يعاود مجلس الوزراء جلساته اليوم بعد تعليقها قرابة الشهر. ويفترض أن تكون الجلسة التي ستعقد برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في قصر بعبدا، فاتحة مرحلة جديدة في التعاون الحكومي، حسبما يأمل أطراف الأكثرية. ويتوقع أن يفتح ملف التعيينات في جلسات لاحقة وفق ما تم الاتفاق عليه خلال مرحلة العمل على حل عقدة توقيع مرسوم بدل النقل، ولا سيما بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، وبإطلاع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وتمنت أوساط تكتل التغيير والإصلاح أن يقابل ميقاتي الإيجابية التي تعامل بها التكتل بإيجابية مماثلة، متوقعة حصول تواصل بين ميقاتي والتكتل بشأن التعيينات على هامش جلسة مجلس الوزراء اليوم.
وقارب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان موضوع التعيينات خلال استقباله أول من أمس وفد الهيئة الإدارية الجديدة لـ«اللقاء الوطني في إقليم الخروب»، ورأى «أن الذهنية السياسية المرتكزة على الاستفادة من النظام المبني على المشاركة والتعددية للمحافظة على المحاصصة المذهبية والفئوية في السياسة والإدارة هي التي تعوق الانطلاق الصحيح لعجلة الدولة ومؤسساتها وإداراتها».
وأكد «ضرورة عدم إضاعة الوقت في الخلافات والمبارزات والتشنجات لتسييس الملفات، وحصر التنافس في تحسين مضمون هذه المواضيع لتقديمها بصورة أفضل».
المال الضائع
وفي ساحة النجمة، يترأس الرئيس بري ظهر اليوم اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس النيابي ورؤساء اللجان ومقرريها، ويتركز على إيجاد حلول لقضيتي الـ 11مليار دولار، وذلك بعدما ربطت المعارضة إبراء ذمتها عن هذا المبلغ الذي أنفقته عندما كانت في الحكم بإبراء ذمة الحكومة الحالية عن إنفاق مبلغ 6 مليارات دولار في العام الماضي.
المستقبل
صحيفة المستقبل ركزت على ما اسمته المجازر المتنقلة التي استمرت بموازاة الاستفتاء على الدستور السوري..
استفتاء وسط القتال على مستقبل سوريا
على وقع المجازر المتنقلة من حمص الى حماة مروراً بدرعا ودمشق وإدلب وحلب، أجرى النظام الأسدي أمس استفتاء بالدم على دستور "جديد" أخذ شكلياً الهيمنة على البلاد من يد حزب البعث الحاكم، وأعطى في المقابل الرئيس السوري بشار الأسد سيطرة ديكتاتورية تسمح له بالبقاء لغاية العام 2028.
وبالتزامن مع الاستفتاء المهزلة على الدستور الزائف، حسبما قالت المعارضة التي لبّت المدن المنتفضة دعوتها إلى مقاطعته، سقط أمس برصاص قوات الأسد 65 شهيداً معظمهم في حمص وحماة. ودعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجيش السوري إلى وضع مصلحة بلاده قبل الدفاع عن النظام، مؤكدة أن "المحيطين بالأسد قلقون للغاية".
وفيما كانت بعض مناطق ريف دمشق المنتفضة تقطع الطرقات بالدواليب المحترقة، كان لأهالي مدينة حمص رأيهم في الاستفتاء على الدستور الجديد الذي وضعه نظام الأسد، إذ قال الناشط وليد فارس في حي الخالدية في حمص حيث دخل القصف اسبوعه الرابع، "ما الذي يمكن ان نصوت من أجله اذا كنا سنموت بالقصف أو بالرصاص؟ هذا هو الخيار الوحيد امامنا".
وأضاف فارس "نحن محاصرون في منازلنا منذ 23 يوماً لا نستطيع الخروج (إلى الشوارع) باستثناء بعض الأزقة. الأسواق والمدارس والأبنية الحكومية مغلقة والحركة قليلة في الشوارع بسبب انتشار القناصة"، وقال ان حي بابا عمرو المحاصر هو الآخر يعاني من عدم وجود طعام أو ماء منذ ثلاثة ايام، وتابع "حمص بوجه عام تعاني من انقطاع الكهرباء لمدة 18 ساعة في اليوم".
وقال الناشط عمر من منطقة بابا عمرو التي يسيطر عليها المعارضون في حمص ان احداً لن يدلي بصوته وان هذا دستور أعد وفقا لأهواء الأسد في الوقت الذي يتعرض الناس للقصف والقتل. واضاف ان اكثر من 40 شخصا قتلوا اول من امس ثم يريدون من الناس ان يدلوا بأصواتهم في استفتاء.
البناء
صحيفة البناء ابرزت موضوع الدستور السوري اضافة الى ملف الارتكابات المالية في لبنان..
الاستفتاء على الدستور السوري عَكَسَ وعياً شعبياً جامعاً:
عَقْدٌ اجتماعي جديد يؤسس لإصلاحٍ شامل
عكس الاستفتاء على مشروع الدستور السوري الذي يشكّل عقداً اجتماعياً جديداً يؤسّس لعملية إصلاح شاملة، وعياً شعبياً جامعاً إذ تحوّل إلى مناسبة للتأكيد على دعم أكثرية الشعب السوري للتوجهات الوطنية والإصلاحية للقيادة السورية، والتعبير عن رفضه للتدخل الخارجي في شؤونه الداخلية. وهذا الحضور الكثيف للمقترعين طوال يوم أمس أدى إلى تمديد عملية الاستفتاء حتى العاشرة ليلاً في عدد من المحافظات.
وقد جاء يوم الاستفتاء أمس رسالة قوية وحاسمة عبّر عنها الشعب السوري لكل المتآمرين ولأعداء سورية، بأن أبناء سورية بكل مكوناتهم واتجاهاتهم لن يسمحوا بضرب بلدهم أو تحويلها إلى مقر للتآمر على قوى المقاومة، وبالتالي ضرب تاريخها ودورها في دعم المقاومة واحتضانها على امتداد الساحة العربية.
وكانت معظم صناديق الاقتراع شهدت في كل المحافظات حضوراً لافتاً، حيث قالت أكثرية الشعب السوري بنعم كبيرة لمشروع الدستور الجديد وسورية الجديدة ولتوجهات الرئيس بشار الأسد. وتزامنت عمليات الاقتراع مع مسيرات حاشدة في دمشق وعدد من المدن، أكد خلالها المشاركون على دعم المشروع ودعم الرئيس الأسد وتوجهاته الإصلاحية. وتميزت هذه المسيرات خاصة مسيرة السبع بحرات في دمشق بحضور لافت لهيئات المجتمع المدني والنقابات المختلفة.
وقد سارت عملية الاستفتاء بشكل طبيعي في معظم المحافظات، على الرغم من الضخ الإعلامي الكاذب الذي قامت به القنوات الفضائية المحرّضة كـ"الجزيرة" و"العربية" وغيرهما من خلال بث الإشاعات المفبركة، وتزوير الأحداث واختراعها على غرار ما تقوم به يومياً منذ أكثر من عشرة أشهر.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الداخلية السوري محمد الشعار أن عملية الاستفتاء تسير بشكل طبيعي في معظم المحافظات.
الأسد: سنربح الأرض والفضاء
وقد شارك الرئيس الأسد وعقيلته في عملية الاستفتاء في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. واعتبر في تصريح له بعد الإدلاء بصوته ان "الهجمة التي تتعرض لها سورية هجمة إعلامية، ولكن الإعلام رغم أهميته لا يتفوق على الواقع، ويمكن أن يكونوا أقوى في الفضاء لكننا أقوى على الأرض من الفضاء، ومع ذلك نريد أن نربح الأرض والفضاء".
ولفت الى أن "الإعلام السوري يقوم بجهود كبيرة جداً، ونحن نتابع التطور الذي قام به التلفزيون السوري والإعلام السوري بشكل عام، ولكن دائما تأتي مقارنات حيث يقارنون الإعلام السوري الذي هو الإعلام الرسمي بشكل أساسي بالإعلام غير الرسمي في الدول الأخرى، ولكن هذه المقارنة غير دقيقة وغير موضوعية ولا تجوز".
واعتبر الرئيس الأسد ان "الإعلام الرسمي يقارن بإعلام رسمي في دول أخرى لأن أهداف ومهام الإعلام الرسمي تختلف عن أهداف ومهام الإعلام الخاص"، مشيراً الى أنه "لو قارنا الإعلام الرسمي السوري الآن بالإعلام الرسمي في المنطقة، فأعتقد أنه الأفضل، ولكن مع ذلك لا يهمنا أن نقارن أنفسنا بمن هو أقل، وسوف نبقى نقارن أنفسنا بمن هو أفضل".
من ناحيته، أعلن رئيس الحكومة السورية عادل سفر ان "الاستفتاء يشكل نقلة نوعية في حياة البلاد"، وقال في حديث إلى الصحافيين بعد الإدلاء بصوته: "هو تحدٍ كبير أمام الأحزاب السياسية المؤسسة حديثاً في سورية للممارسة الديمقراطية بشكلها الحقيقي".
ورأى أنه "استجاب لتطلعات الجماهير وحاجات المجتمع في التعليم والصحة وضمان الملكية الخاصة وضمان الحريات واستقلالية القضاء وضمان حقوق المواطنين".
بري غير مرتاح لكلام السنيورة: لا يساعد على ولادة لجنة معالجة الإرتكابات المالية
أما على الصعيد الداخلي، فإن الساعات الماضية لم تحمل أية إشارات إيجابية تشير إلى إمكانية التفاهم في ضوء ما جرى في جلسة مجلس النواب الأخيرة حول مشروع قوننة الإنفاق الحكومي للعام 2011 بسبب معارضة فريق "14 آذار" المصرّ على صفقة تبادل بين هذا المشروع وفضيحة الـ11 مليار دولار.
وقالت مصادر متابعة بارزة لـ"البناء" إن الاجتماع الذي سيترأسه الرئيس نبيه بري اليوم لهيئة مكتب المجلس ورؤساء ومقرري اللجان، لا يتوقع أن يتوصل إلى نتيجة إيجابية خصوصاً في ضوء الكلام الذي كرره رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة والذي كان عبارة عن تكرار ما قاله في مجلس النواب لا سيما لناحية الربط بين الارتكابات المالية لحكومته ومشروع الـ8900 مليار الحالي.
ونقل الزوار عن الرئيس بري عدم ارتياحه لكلام السنيورة وأنه سيعرض موقفه بوضوح وصراحة اليوم خصوصاً أن مثل هذه المواقف التي يكررها السنيورة لا تساعد على ولادة اللجنة التي كان اقترحها رئيس المجلس ولا على حل الموضوع.
وأشار الزوار إلى أنه إذا ما بقي الأمر على هذا المنوال فإنه سيصار إلى الاحتكام للذهاب إلى جلسة 5 آذار وبالتالي التصويت على مشروع القانون المطروح.
ولم تستبعد مصادر نيابية أن يصار إلى محاولات استدراكية في غضون الأيام القليلة المقبلة، لكنها قالت إن كل شيء في حينه.
في هذا السياق، أوضحت أوساط الرئيس ميقاتي أنه يدعم عمل اللجنة التي يرأسها الرئيس بري في سبيل التوصل إلى حلول القضية "فهذا الموضوع يجب أن نجد له الحلول لأن في ذلك تسهيلاً لعمل المالية العامة".
مجلس الوزراء
أما على صعيد العمل الحكومي، فإن جلسة مجلس الوزراء اليوم كما هو معلوم ستكون عادية لكن المعلومات المتوافرة لـ"البناء" تشير إلى أن وزير العدل بالتعاون مع الجهات العدلية والقضائية المختصة قد قطع شوطاً مهماً في وضع التشكيلات القضائية التي يؤمل أن تكون في مقدمة دفعات التعيينات المنتظرة. وأكدت مصادر وزارية في هذا السياق، أن لا تعيينات في جلسة اليوم. كما استبعدت حصول تعيينات في جلسة الأربعاء، وأوضحت أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقوم بالاتصالات والمشاورات اللازمة للاتفاق على بعض التعيينات الضرورية.