انتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين المرشح الى الانتخابات الرئاسية في 4 اذار/مارس في مقال نشر الاثنين بعنف موقف الغرب من سورية، معتبرا انه "وقح" وحذر من شن هجوم على ايران.
انتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين المرشح الى الانتخابات الرئاسية في 4 اذار/مارس في مقال نشر الاثنين بعنف موقف الغرب من سورية، معتبرا انه "وقح" وحذر من شن هجوم على ايران. وفي مقال نشرته صحيفة موسكوفسكيي نوفوستي. دافع الرئيس الروسي بقوة عن قرارا روسيا وكذلك الصين استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرارين لمجلس الامن الدولي ضد السلطات السورية.
وقال الرئيس الروسي المرشح الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية التي تجرى الاحد المقبل في روسيا "لا استطيع باي شكل كان استيعاب مصدر هذا التشدد". وتساءل "لماذا لا يكفي التحلي بالصبر لايجاد مدخل جماعي ودقيق ومتوازن خصوصا انه في حالة المشروع (مشروع القرار حول سورية) بقي فقط طلب الشيء ذاته من المعارضة المسلحة كما من السلطة وبالتحديد اخراج الوحدات العسكرية والفصائل المسلحة من المدن". ورأى ان "رفض القيام بذلك يعتبر وقاحة". وتابع بوتين "اذا اردنا توفير سلامة المواطنين وهذه اولوية بالنسبة الى روسيا. فمن المهم عقلنة كل اطراف المواجهة العسكرية".
وكان بوتين عارض بشدة الحملة التي شنها حلف شمال الاطلسي على ليبيا. ورأت موسكو ان دعم الغرب لثورات "الربيع العربي" قد تكون اسبابه مصالح تجارية. وقال بوتين في مقاله "اتضح ان في الدول التي شهدت الربيع العربي - وكما حصل في العراق - تفقد الشركات الروسية مواقعها التي تشكلت لعقود في الاسواق المحلية". واضاف ان الشركات الروسية "تفقد عقودا كبيرة جدا ويحتل مكانها وكلاء اقتصاد تلك الدول التي ساهمت في تغيير النظم في تلك الدول"، مشيرا الى ان ذلك يدفع الى الاعتقاد بان "اكثر الاحداث مأساوية حفزها ليس الاهتمام بحقوق الانسان بل مصلحة جهة ما في تقسيم الاسواق".
واكد بوتين انه "لا يمكن السماح لمن يحاول تنفيذ السيناريو الليبي في سورية" بتحقيق ذلك، مؤكدا ان "جهود المجتمع الدولي يجب أن توجه في المقام الاول الى تحقيق المصالحة الداخلية في سورية". واضاف "من المهم تحقيق نهاية سريعة للعنف من اي جهة كانت. وبدء حوار وطني من دون شروط مسبقة ومن دون تدخل اجنبي واحترام سيادة البلاد وهذا سيؤدي إلى خلق الظروف المناسبة لتنفيذ الاصلاحات الديموقراطية التي اعلنتها القيادة السورية بشكل فعلي". وتابع "يحدوني امل كبير في ان تأخذ الولايات المتحدة والدول الأخرى بعين الاعتبار التجربة المريرة (في ليبيا) والا يحاولوا اللجوء إلى سيناريوهات استخدام القوة ضد سورية من دون قرار من مجلس الامن الدولي".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قاطعت بلاده مؤتمر "اصدقاء سورية" في تونس الاسبوع الماضي. قال الاثنين ان هذا "الاجتماع كان له بوضوح طابع احادي ولم يساعد في خلق شروط تحفز جميع الاطراف على البحث عن حل سياسي" للنزاع.
وردت الصين ايضا الاثنين على تصريحات لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي دعت الاسرة الدولية الى دفع الصين وروسيا الى "تغيير موقفهما" من سورية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي "لا يمكننا ان نقبل بذلك وعلى العالم الخارجي الامتناع عن فرض" خطته لحل الازمة على الشعب السوري.
من جهة اخرى. حذر بوتين الغرب من توجيه اي ضربة لايران. وكتب في مقاله ان "روسيا تشعر بقلق تجاه التهديد المتزايد بشن هجوم عسكري على هذا البلد"..، مؤكدا انه "اذا حدث ذلك فان العواقب ستكون كارثية حقا ولا يمكن تصور حجمها الحقيقي". وشدد رئيس الوزراء الروسي الحالي على "ضرورة ايجاد حل سلمي لهذه القضية". واقترح "الاعتراف بحق إيران في تطوير برنامجها النووي المدني بما في ذلك الحق في تخصيب اليورانيوم لكن في المقابل تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة جميع انشطة إيران النووية بشكل آمن وشامل".