إعادة اتصال قيادة إعلان دمشق الخارجية بلبنانيين مقيمين في فرنسا ومحسوبين على سعد الحريري لن تجدي نفعا وستثير حنق المواطن السوري على ما تبقى من جماعة الإعلان
كتب نضال حمادة
تدور خلافات كبيرة في أوساط الجالية السورية في فرنسا بالخصوص والجاليات السورية في أوروبا وأميركا بشكل عام على خلفية عودة الاتصالات بين قيادة إعلان دمشق في الخارج وأشخاص مقربين من زعيم حزب المستقبل سعد الدين الحريري. وبحسب ناشطين سوريين في باريس تأتي هذه الاتصالات في وقت مشبوه خصوصا بعد تدخل جهات صهيونية في أميركا مباشرة في الدعوة التي وجهتها قيادة إعلان دمشق في الخارج عبر بيان للمسؤول الخارجي للإعلان (عبد الرزاق عيد) الذي وجه عبر الفايسبوك دعوة يتيمة للتظاهر في باريس ضد النظام في سوريا لم يحضرها أحد حتى عيد نفسه، فيما أثارت دعوته للتظاهر في سوريا غضب الكثيرين من السوريين الناشطين في مجالات حقوق الإنسان والعمل السياسي المقيمين في الخارج.
وتعتبر أوساط سورية محسوبة على المعارضة السورية في باريس أن هناك رأيا عاما في سوريا لا يستسيغ سياسة آل الحريري بخصوص حركات المقاومة في العالم العربي فضلا عن ما حفر في الذاكرة السورية خلال السنوات الماضية من تحريض عنصري ضد سوريا والسوريين مارسه سياسيون لبنانيون محسوبون على حزب المستقبل، لذلك فإن إعادة اتصال قيادة إعلان دمشق الخارجية بلبنانيين مقيمين في فرنسا ومحسوبين على سعد الحريري لن تجدي نفعا وستثير حنق المواطن السوري على ما تبقى من جماعة الإعلان.
وحسب معلومات موقع المنار فإن البيان الذي صدر عن مسؤول إعلان دمشق في الخارج (عبد الرزاق عيد) والذي دعا فيه إلى التظاهر في سوريا تقف وراءه مجموعات ضغط صهيونية أميركية هي الممول الحقيقي لإعلان دمشق في الخارج وخاصة (أنس العبدة) المسؤول المالي في الإعلان وعبد الرزاق عيد مسؤول الإعلان في الخارج والذي يدين بوصوله للمسؤولية لتدخل هذه الجهات الصهيونية الأميركية .
ويتردد أن هناك مقربين من سعد الدين الحريري أعادوا حركة الاتصال مع جماعات كردية سورية في فرنسا فضلا عن مجموعة كردية مقرها بروكسيل تعمل على إنشاء دولة كردية في سوريا على غرار ما يطالب به أكراد العراق. وهذه الجماعة تقيم اتصالا مباشرا مع دوائر أميركية وإسرائيلية وهي مسؤولة عن مظاهرات كردية شهدتها مدينة القامشلي عام 2008 تم فيها رفع شعارات تنادي بالانفصال عن سوريا وأحرق خلالها العلم السوري .
المعلومات تقول إن الولايات المتحدة التي فوجئت بثورات شعبية تسقط أهم الأنظمة الحليفة لها في العالم العربي، أرادت تغيير توجه التحركات لتشمل خصومها في المنطقة عبر دفع قيادة إعلان دمشق لإصدار بيانات تحض على الثورة في سوريا، وقد وجه بعض الناشطين السوريين في فرنسا والسويد وبلجيكا وبريطانيا انتقادات لما سموه ارتباطات قطبي إعلان دمشق في الخارج بمؤسسات أميركية صهيونية مثل (فريدووم) و(المنظمة الأميركية لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط) اللتان تقدمان دعما ماليا مباشرا لكل من انس العبدة الذي أسس ويدير قناة (بردى) عبر تمويل يتلقاه من الجمعيتين المذكورتين فضلا عن تمويل من أطراف محسوبين على المحافظين الجدد في أميركا ، وهذا الوضع ينطبق على عبد الرزاق عيد الذي يتقاضى معاشا من هذه الجمعيات وقد وضع ابنه ناطقا باسمه وممثلا له لقاء معاش شهري من نفس الجهات الأميركية المذكورة، كما قالت لنا مصادر من الجالية السورية في أوروبا على إطلاع جيد بالموضوع.
ولا يعرف إذا كانت تلك الاتصالات بين الحريري ومعارضين سوريين تتم بعلم السعودية وبرضاها، خصوصا في هذه المرحلة التي يمر خلالها العالم العربي بثورات شعبية وصلت شراراتها إلى المملكة السعودية.
جدير بالذكر أن عبد الرزاق يقيم علاقات وطيدة مع فريق14 آذار في لبنان وقد انتخب مسؤولا لإعلان دمشق في الخارج في مؤتمر عقد في بروكسيل خلال شهر تشرين الثاني عام 2010 كان غالبية حضوره من الأكراد، وقد أعيد التصويت مرتين بعد تدخل جهات أميركية طلبت انتخاب عيد بعد أن تم انتخاب خلدون الأسود بداية الأمر، وقد شهد المؤتمر مشادات وصلت إلى حد الشتائم بين الحاضرين على إثر تلك الحادثة.