يستمر النقاش في وسائل الإعلام الروسية و الأوساط السياسية حول دوافع و أهداف المخططين لعملية إغتيال الرئيس بوتين
احمد الحاج علي- موسكو
يستمر النقاش في وسائل الإعلام الروسية و الأوساط السياسية حول دوافع و أهداف المخططين لعملية إغتيال الرئيس بوتين و من يقف خلفهم و التي أحبطت بتعاون الأجهزة الأمنية الروسية و الأوكرانية، حيث تسبب انفجار حصل في الرابع من يناير الماضي للمواد المحضرة لعملية الإغتيال داخل شقة في حي من أحياء أوديسا الأوكرانية إلى فضح مخطط الخلية التي كانت وجهتها العاصمة الروسية موسكو في موعد يلي الإنتخابات الرئاسية مباشرة.
ومن استجواب الموقوفين تبرز شكوك حول أطراف خارجية ضالعة في العملية. فبحسب وسائل الإعلام الروسية التي بثت مشاهد لإعترافات الموقوفين، أقر آدم أوسمايف الشيشاني الأصل بضلوعه بالتحضير لعملية اغتيال الرئيس بوتين و عن استعداد مادييف الذي قضى أثر الإنفجار الذي حصل أثناء التحضير للعملية، للقيام بالعمل الإنتحاري.
وتحدثت المصادر نفسها أن المتهم إليا بيانزين الكازاخي الأصل اعترف أنه وصل الى أوديسا هو و شريكه في الجريمة الشيشاني روسلان ماداييف قادمين من دولة الإمارات العريبة المتحدة عبر تركيا تنفيذا لتوجيهات دوكو عمروف قائد تنظيم إمارة القوقاز للتحضير لعملية الإغتيال المقررة في موسكو.
يقول سيرغي بوغاينكو المحامي و الخبير في التحقيقات الجنائية: من نتائج التحقيقات تُستخلص النتائج التي تشير إلى الجهات الواقفة خلف هذا العمل و إذا أثبت تمويل دول معينة للمجموعة الإرهابية فالحكومة الروسية لن تقف مكتوفة الأيدي حيال هذا الأمر. الإدارة الروسية أثبتت اليوم أن روسيا جديرة بالدور الجيوسياسي الذي يتناسب مع وزنها و قدراتها الكبيرة التي تخولها انتهاج سياستها الخاصة المستقلة عن الإملاءات الخارجية من أي طرف جاءت. و هذه القوة عادت لروسيا خلال إدارة الرئيس بوتين و هناك الكثيرون لا يريدون لروسيا أن تكون قوية. هم يريدون لدولة واحدة مهيمنة أن تحكم العالم تقوم بدور الشرطي العالمي. و عندما يبرز دور دولة أخرى قوية، و تتمتع بدعم العديد من دول و شعوب العالم، يظهر الأعداء الكثيرون لدولتنا و لحكومتنا الذين يسعون بأي وسيلة لوقف هذه السياسة المستقلة لروسيا و لمنع الرئيس بوتين من تولى منصب الرئاسة و استمراره بنهج إعادة روسيا قوة عظمى.
ألكسندر إيونوف رئيس الحركة الشبابية لمناهضة العولمة يقول: هؤلاء الموقوفون ينتمون لمجموعات إرهابية فاعلة في شمال القوقاز، و التحضير لهذا العمل الإرهابي له علاقة بالإنتخابات الرئاسية ، لدينا معلومات أن هذه المجموعات الإرهابية تتلقى دعما و تمويلا من مصادر خارجية و دول غربية، و بوتين ليس بالرئيس المرغوب فيه من قبل الغرب لذلك تصفيته تمكنهم من إختلاق ثورة برتقالية على غرار ما قاموا به في دول الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، بوتين الذي أدار الدفة في البلد عمليا على مدى 12 عاما و سياسة بوتين المستقلة عن الهيمنة و الإملاءات الغربية لا تروق لهم سواء فيما يتعلق بالقرار السيادي الروسي أو بالسياسة الروسية الخارجية و من ضمنها سياسة روسيا المتعلقة بملفات الشرق أوسطية.
وتشير تقارير الأجهزة الأمنية إلى محاولات متعددة لاستهداف بوتين منها في العام 2001 محاولة موطن عراقي تفجير عبوات على الطريق الذي كان يسلكه الرئيس بوتين خلال زيارته لأذربيجان، و في العام 2008 أحبطت عملية تفجير في مدينة كيسلوفودسك الروسية كانت تستهدف موكب بوتين. و أوقف الطاجيكي شاه وليد عثمانوف في العام 2008 بعد تحضيره لعملية إغتيال بوتين و ميدفيديف في الساحة الحمراء في العاصمة موسكو أثناء مراسم تسلم الأخير الرئاسة. كما و تحدثت وسائل إعلام عن كشف السلطات الأوكرانية لمحاولة أخرى لاغتيال بوتين لدى مشاركته في اجتماع رؤساء رابطة الدول المستقلة في يالطا.