خاطب رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين هواجس ناخبيه لا سيما الطبقة الوسطى التي يعوّل عليها لتكون الرافعة الأساسية للبلد،
احمد الحاج علي - موسكو
خاطب رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين هواجس ناخبيه لا سيما الطبقة الوسطى التي يُعوّل عليها لتكون الرافعة الأساسية للبلد، منطلقاً من واقعِ التركيبةِ الديموغرافيةِ السياسيةِ للمجتمعِ الروسي، داعياً للبحثِ عن عواملَ توحدُ الأمةَ الروسيةَ المتعددةَ الأعراق.
وتتهمُ السلطاتُ المعارضةَ بمحاولةِ التشكيكِ بنزاهةِ الإنتخاباتِ الروسية، وذلك عبرَ بيعِ بطاقاتٍ إنتخابية، تمهيداً لاضافةِ أصواتٍ مزورةٍ في صناديقِ الإقتراع، وصولاً للإعتراضِ على نتائجِ الإنتخاباتِ بعدَ حصولِها.
وحول ذلك قال بوتين:"عندما يتمُ الإعلانُ في وقتٍ مبكرٍ عن أنَ نتائجَ الانتخاباتِ غيرُ شرعية فإنها مجردُ وسيلةٍ للمنافسة. وأعتقدُ أنَ هذهِ الأدواتِ ليست مقبولة، بل إنها ضارةٌ في مجتمعٍ ديمقراطي. وعلاوة على ذلك، لدينا سبب للاعتقاد بأن خصومنا يستعدون لهذا النمط من الأحداث لسوء الحظ. سأقول لكم الآن علنا بأن المنتقدين سيبدأون الآن بالمطالبة بالأدلة".
وحذرَ بوتين من سيناريوهاتِ ما سماها بتصفيةِ شخصياتٍ معروفة، تكونُ كبشَ فداءٍ لتحميلِ الحكومةِ مسؤوليةَ هذا الدم داعياً المواطنينَ الروسَ الى عدمِ الإنجرارِ خلفَ الإستفزازات.وقال: "أعرف هذه التقنية والتكتيكات. ويحاول أولئك تطبيقها منذ عشر سنوات، وخاصة من يقطن منهم في الخارج. وأؤكد لكم أنني على علم بذلك. وحتى أنهم يبحثون عن كبش فداء من اشخاص معروفين لدى الشارع. واعذروني لاستخدامي هذا التعبير، وبعد ذلك يلقون باللائمة على الحكومة. إن أمثال هؤلاء الناس قادرون على فعل أي شيء".
النائب في الدوما الروسي عن حزب روسيا العادلة المعارض إيليا بانوماريوف قال:"إذا وصلت الأمور للدورة الثانية من للإنتخابات الرئاسية نؤيد المرشح الآخر الذي يلي بوتين و لكن من يعلم إن كان جيرينوفسكي من سيتنافس في الدور الثاني مع بوتين! سيكون الخيار صعبا في هذه الحالة . أما بروخوروف فلا أظن أن حظوظه واقعية للوصول إلى الدور الثاني. هذا أحد السيناريوهات الصعبة و لكن قد يكون زيوغانوف أوفر حظا في ظروف معينة، اما إذا تم إعلان بوتين رابحا من الدورة الأولى فهذا السيناريو الثالث الذي سيؤدي لتعاظم عدد المتظاهرين الرافضين لنتائج الإنتخابات و أعتقد ان العدد سيصل بشكل واقعي لنصف مليون متظاهر في ساحات موسكو في اليوم الذي سيلي الإنتخابات في هذه الحالة".
ألكسي ساخنين عضو اللجنة المركزية في الجبهة اليسارية و أحد منسقيها يقول من جهته: عندما تصل القوى التقدمية بقوة أكبر إلى الإدارة في روسيا بالطبع سيكون الموقف أكثر حزما في قضايا السياسة الخارجية .. الأمر يتعدى القاعدة البحرية في طرطوس و الدفاع عن سوريا و المصالح الروسية بل سيكون من أولويات السياسة الخارجية الدفاع عن الشعوب المقهورة و المقاومة في كل العالم بوجه العدوان و الهجمات البربرية .. نعم اليوم الخارجية الروسية تقف موقفا عقلانيا لان مؤسسة وزارة الخارجية ما زالت تحافظ على الإرث الذي بقي من المدرسة السوفياتية و انتم تذكرون السفير الروسي في ليبيا الذي رفض الإنصياع لأوامر و سياسة ميدفيديف التي أدت لإستباحة ليبيا و في نهاية هذه الفضيحة تم عزل السفير من منصبه.
أيامٌ ويعود بوتين لسدةِ الرئاسةِ بحسبِ معظمِ التوقعاتِ الروسية. وبينَ موالٍ ومعارضٍ ينتظرُ الناخبونَ الروسُ ما ستؤولُ إليه تلكَ الإنتخابات. ولكنْ يبقى السؤال: هل ترتبطُ نتيجةُ الإنتخاباتِ المقبلةِ بثباتِ السياسةِ الخارجيةِ الروسيةِ على مواقفِها، الجوابُ بانتظارِ المقبلِ من الايام.