تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الجمعة بشكل أساسي موضوع دخول الأزمة السورية مرحلة جديدة بعد التطور الميداني الذي تمثل في بسط الجيش السوري سيطرته على حي بابا عمرو في مدينة حمص .
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الجمعة بشكل أساسي موضوع دخول الأزمة السورية مرحلة جديدة بعد التطور الميداني الذي تمثل في بسط الجيش السوري سيطرته على حي بابا عمرو في مدينة حمص وإقرار المسلحين بانسحابهم تكتيكياً من الحي.
السفير :
صحيفة السفير عنونت"مسلحو بابا عمرو يقرّون بانسحابهم التكتيكي والصليب الأحمر يدخل الحي اليوم"و"مجلس الأمن يطالب سوريا بإدخال مساعدات إلى المناطق المتضررة الدوحة مستعدة لكل الخيارات وعروض تسليح سعودية"و"إعلان المجلس العسكري يثير خلافاً بين المعارضة"
وكتبت تقول"دخلت الأزمة السورية مرحلة جديدة بعد التطور الميداني الذي تمثل في بسط الجيش السوري سيطرته على حي بابا عمرو في مدينة حمص وإقرار المسلحين بـ«انسحابهم تكتيكياً» من الحي، الذي سرعان ما سمحت السلطات السورية للصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر السوري بدخوله اليوم الجمعة، فيما كان مجلس الامن الدولي يطلب عبر بيان للمرة الاولى منذ 7 اشهر، من دمشق «السماح بالدخول الحر والكامل والفوري لفرق المساعدات الانسانية الى كل السكان الذين يحتاجون للإسعاف»، معرباً عن أسفه للتدهور السريع في الوضع الانساني".
وفيما ظهر خلاف واضح بين المجلس الوطني السوري بزعامة برهان غليون وقائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الاسعد حول تشكيل «مجلس عسكري للإشراف على المعارضة المسلحة داخل البلاد وتنظيمها تحت قيادة موحدة»، اكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني استعداد بلاده لدرس «كل الخيارات لإنقاذ الشعب السوري»، بعد أيام من اعلان الدوحة والرياض ترحيبهما بفكرة تسليح المعارضين، وهو الامر الذي رد عليه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مؤكداً أنه يعارض العنف كوسيلة لإنهاء الأزمة السورية، في حين بدت واشنطن متحفظة إزاء فكرة التسليح على اعتبار انه ليس واضحاً ما اذا كانت هذه الخطوة تفيد المعارضة او تضرها.
مجلس الأمن
طلب مجلس الأمن من السلطات السورية «السماح بالدخول الحر والكامل والفوري لفرق المساعدات الانسانية الى كل السكان الذين يحتاجون للإسعاف». ووافقت روسيا والصين على البيان الذي جرت المصادقة عليه بعد ان رفضت سوريا السماح لمسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس بدخول اراضيها، موضحة أن الموعد الذي اقترحته اموس كان غير مناسب.
وقال البيان إن «أعضاء مجلس الأمن يعربون عن خيبة أملهم العميقة» من عدم سماح الحكومة السورية لاموس «بزيارة سوريا في الوقت المطلوب، رغم الطلبات المتكررة والاتصالات الدبلوماسية الكثيفة للحصول على موافقة سوريا». ودعا الى السماح لاموس «بالدخول الفوري من دون أية إعاقة» الى سوريا.
واعلنت دمشق استعدادها «للتشاور حول موعد» لزيارة اموس الى سوريا. وقال بيان لوزارة الخارجية السورية إن «وكيلة الامين للامم المتحدة للشؤون الانسانية طلبت القدوم في موعد لم يكن مناسباً لنا ومستعدون لمتابعة التشاور معها حول موعد مناسب للطرفين لبدء الزيارة».
وأضاف بيان مجلس الامن إن «اعضاء مجلس الأمن يستنكرون التدهور السريع للوضع الانساني، خاصة الزيادة المضطردة في أعداد المدنيين المتضررين، ونقص إمكانية حصولهم الامن على الخدمات الطبية، ونقص الطعام وخاصة في المناطق المتضررة من القتال والعنف مثل حمص وحماه ودرعا وادلب».
ودعا مجلس الأمن سوريا الى «السماح بالدخول الفوري والكامل ومن دون أية إعاقة للعاملين الانسانيين ووصولهم الى جميع السكان المحتاجين للمساعدة طبقاً للقانون الدولي ومبادئ المساعدات الانسانية».
وكانت روسيا والصين صوتتا ضد قرارين في مجلس الأمن يدينان سوريا، وتتوخيان الحذر الشديد تجاه اي بيان يمكن ان يستغل للتدخل العسكري الخارجي في سوريا. وفي تنازل لهاتين الدولتين، طلب المجلس من «جميع الاطراف» التعاون مع جهود إجلاء الجرحى من المدن السورية.
وفي جنيف، تبنى مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان قراراً يدعو مرة اخرى «الحكومة السورية الى وقف انتهاكات حقوق الانسان والسماح للامم المتحدة وللوكالات الانسانية بالوصول من دون عائق» الى البلاد. وقامت الدول الـ47 الاعضاء في مجلس حقوق الانسان بالتصويت على مشروع القرار الذي تم تبنيه بتأييد 37 صوتاً ومعارضة ثلاثة، هي الصين وروسيا وكوبا، وامتناع ثلاث دول هي الاكوادور والهند والفيليبين.
قطر
وقال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، في ختام لقاء في بروكسل مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز، «علينا ان ندرس كل الخيارات لإنقاذ الشعب السوري».
ونفى وجود جنود قطريين في الأراضي السورية. وقال «هذا ليس صحيحاً». وأكد ان «سوريا تطرح مشكلة مهمة بالنسبة لنا وللمنطقة ومشكلة مهمة من وجهة نظر إنسانية»، مضيفاً «من المهم جداً وقف المجازر».
واعتبر حمد، الذي التقى الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن، ان الحل الوحيد لسوريا هو القبول بتوصيات الجامعة العربية. وأضاف «إننا مع إيقاف القتل في سوريا ومع إيصال المساعدات الإنسانية وعلى موافقة الحكومة السورية على المبادرة العربية».
العربي وأنان
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي في القاهرة، إنه يعارض العنف كوسيلة لإنهاء الأزمة السورية بعد أن دعت السعودية وقطر إلى تسليح المعارضين. وقال العربي، في مؤتمر صحافي عُقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة، «أنا ضد استخدام العنف والجامعة العربية ليس لها علاقة بالتسليح».
ووافقت الجامعة العربية على قرار في شباط يدعو العرب إلى تقديم كل أشكال الدعم السياسي والمادي للمعارضة السورية، وهو بيان فسّره دبلوماسيون عرب حينها على أنه يعني السماح بإمداد المعارضة بالسلاح.
وقال العربي إنه يأمل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بما يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وأضاف «ما يتم هناك في سوريا من انتهاكات ومن قتل وأحياناً تجويع حالة سيئة جداً... نرجو أن يتوقف ذلك حتى لا ينقلب الأمر إلى حرب أهلية».
واعلن ان الجامعة العربية ستستضيف مؤتمراً في القاهرة للمعارضة السورية خلال اسبوعين لمساعدتها في تنظيم صفوفها. وقال «المطلوب الآن بالنسبة للمجلس الوطني (السوري) وجميع المعارضة هو توحيد صفوفهم، وهذا أمر الجامعة مطالبة به».
وقال العربي إن موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان «سيصل القاهرة في 7 آذار». واضاف انه سيقوم بعد ذلك بجولة الى سوريا والدول النافذة في الملف السوري، لكن من دون تحديد موعد للزيارة او تسمية الدول التي سيزورها.
وكان انان قال، في مؤتمر صحافي في نيويورك بعد لقائه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، انه يأمل التوجه «قريباً» الى دمشق وتسليمها «رسالة واضحة: المجازر وأعمال العنف يجب أن تتوقف وان تصل الوكالات الانسانية (الى السكان) كي تقوم بعملها، ومن المؤسف ان هذا الأمر لم يحصل».
واشار الى «ضرورة قيام حوار بين جميع الفاعلين في الازمة السورية في اقرب وقت ممكن». وبعد أن اعتبر ان مهمته هي «عمل صعب جداً وتحدّ شاق»، اكد انه من «المهم جداً ان يوافق الجميع على انه لا يوجد الا عملية وساطة واحدة» في سوريا «هي التي طلبت مني الامم المتحدة والجامعة العربية القيام بها». واوضح انه في حال عدم الموافقة فقد يكون هناك وسيط ضد الآخر، معتبراً انه يتوجب على الاسرة الدولية ان «تتحدث بصوت واحد كي يكون صوتها قوياً».
واشنطن
وقال روبرت فورد، السفير الأميركي في دمشق الذي غادر منصبه وأغلق السفارة قبل شهر لأسباب أمنية، امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ان «نظام الاسد يعاني من ضغوط أكبر الآن من تلك التي كان يتعرض لها قبل شهرين او ثلاثة».
واعتبر ان الجيش السوري «اصبح يواجه تحديات أكبر لانه يعاني من سيل متواصل من الانشقاقات». واضاف ان «الجيش حافظ حتى الآن على تماسكه، كما ان الاجهزة الامنية حافظت على تماسكها، ولكنها تحت ضغو?