تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الإثنين بشكل أساسي موضوع تطيير الجلسة النيابية في لبنان قبل موعدها، فقوى 14 آذار ومعها الحزب التقدمي أعلنت عدم حضورها لعدم إيجاد مخرج للمليارات الـ 11 الضائعة.
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الإثنين بشكل أساسي موضوع تطيير الجلسة النيابية في لبنان قبل موعدها، فقوى 14 آذار ومعها الحزب التقدمي أعلنت عدم حضورها لعدم إيجاد مخرج للمليارات الـ 11 الضائعة.
السفير :
صحيفة السفير عنونت"قمة مارونية في بعبدا ... وسليمان مع رفع سن تقاعد قائد الجيش"و"مقاطعة في ساحة النجمة ... و قطوع ساحة الشهداء يمر"
وكتبت تقول"إذا كان «الاختبار الأمني» في ساحة الشهداء قد نجح أمس، بعدما مرت على خير تظاهرة الشيخ أحمد الأسير المناهضة للنظام السوري وتظاهرة حزب البعث المؤيدة له، فإن «الاختبار البرلماني» في ساحة النجمة سيصاب اليوم، على الأرجح، بالإخفاق بعدما قرر نواب 14آذار وجبهة النضال الوطني مقاطعة الجلسة، احتجاجاً على عدم ربط مسار قوننة الـ8900 مليار ليرة بمسار الـ11مليار دولار في سلة تشريعية واحدة".
ولئن كان من البديهي ان تتضامن قوى 14آذار مع الرئيس فؤاد السنيورة الساعي الى حجز مقعد لمبلغ الـ11مليار دولار في قطار التغطية النيابية، إلا أن ما ليس طبيعياً هو الوضع الهجين للأكثرية التي ستتعرض الى نكسة إضافية مع عجزها مجدداً عن تأمين النصاب وانتزاع المبادرة، وسط تأكيد النائب وليد جنبلاط مرة أخرى تمايزه عنها ومقاطعته الجلسة، بانتظار تحقيق التسوية المالية الشاملة، ما يعني ان هذه الاكثرية الآخذة في التآكل أكثر فأكثر، ستظهر مجدداً من دون أنياب او أظافر.
القمة المارونية
وبينما تواجه محاولة لمّ الشمل النيابي مصاعب واضحة، استطاع البطريرك الماروني بشارة الراعي بعد جهد كبير ان يجمع في قصر بعبدا، وبحضوره، الرئيس ميشال سليمان والعماد ميشال عون، في قمة مارونية ناقشت الملفات الداخلية والإقليمية، وسادتها أجواء إيجابية، كما أكدت مصادر مطلعة.
وأبلغ الوزير جبران باسيل «السفير» ان الاجتماع الذي حصل برعاية بطريركية يحمل من حيث الشكل العديد من المعاني والدلالات، لافتاً الانتباه الى ان مضمونه تمحور حول قضايا استراتيجية كان قد عبّر عنها البطريرك الراعي في تصريح صحافي، «أما التعيينات وغيرها من التفاصيل فهي من الصغائر التي نريد للبطريرك الماروني ورئيس الجمهورية ان يترفعا عنها».
من جهتها، أكدت مصادر كنسية لـ«السفير» ان لقاء بعبدا كان ممتازا، مشيرة الى انه يندرج في إطار معادلة «شركة ومحبة» التي أطلقها البطريرك الماروني الحريص على الحوار كأفضل وسيلة لمعالجة كل أنواع الخلافات.
تجاوز قطوع الفتنة
وفي موازاة مرور قطوع تظاهرتي ساحة الشهداء بسلام، مع رفع القوى السياسية الأساسية الغطاء عنهما، كان الجيش اللبناني ينفذ إجراءات عسكرية واسعة على الجانب اللبناني من الحدود مع سوريا، فيما كان الجيش السوري يقوم من الجهة الأخرى للحدود بحملة واسعة لمطاردة المسلحين.
وقد نوه الرئيس نبيه بري بموقف كل من تيار المستقبل وحزب الله، الى جانب حركة امل، في عدم منح التغطية السياسية لأي من التظاهرتين. وقال لـ«السفير» إن هذا الموقف هو على مستوى راق من الوطنية في درء الفتنة، ويشكل ركيزة مهمة يمكن ان يبنى عليها، لافتاً الانتباه الى ان هذه القوى أثبتت مرة أخرى انها ترفض الفتنة وتتجنب الانزلاق اليها.
الجلسة النيابية على المحك
وعشية الجلسة النيابية المفترضة، قال بري لـ«السفير» إن هذه الجلسة «يُفترض ان تكون طبيعية وعادية، لأنها لا تختلف عن مثيلاتها من الجلسات التشريعية، وأنا سأديرها وفق الأصول المعتادة، أما من يتخلف عنها فيتحمل مسؤولية قراره».
وأضاف: لا تعديل في جدول الأعمال المحدد، وقد سبق لي ان قدمت مبادرة لمعالجة ملف الـ11 مليار دولار، ثم أضفت إليها بعض التحسينات، وأنا ما زلت عند هذه المبادرة، فإذا تجاوبوا معها، كان به، وإلا فإن جدول أعمال الجلسة لا يقتصر على مشروع الـ8900 مليار ليرة، بل يتضمن بنوداً عدة من بينها مشاريع واقتراحات قوانين مهمة للناس والدولة، يجب البت بها، وعدم أخذها رهينة لتحقيق مطالب أخرى، وعندما نصل الى بند الـ8900 مليار، ليدلي كل طرف بدلوه، وحينها تأخذ الجلسة مسارها بناء على مواقف الأطراف وخياراتهم، وإذا فُقد النصاب، فليست المرة الاولى، ولن تكون هذه آخر الدنيا.
جنبلاط: لن نشارك
أما النائب وليد جنبلاط، فقد أبلغ «السفير» ان جبهة النضال الوطني لن تشارك في جلسة اليوم، ما دامت التسوية حول الملف المالي لم تتحقق، ولكنه لفت الانتباه الى ان «ذلك لا يعني اننا لم نعد جزءا من الأكثرية الحاكمة». وأوضح انه مع التسوية المالية، ليس من أجل 14آذار وإنما انسجاما مع نفسه، «إذ نحن شاركنا في إنفاق الحكومات منذ عام 2006 ، وكذلك وزراء حركة أمل وحزب الله قبل ان يستقيلوا لاحقاً، ولا لزوم لنتذاكى على بعضنا البعض».
باسيل: جنبلاط مع 14شباط
من ناحيته، قال الوزير جبران باسيل لـ«السفير» إنه إذا صح ان النائب جنبلاط لن يشارك وكتلته في جلسة مجلس النواب اليوم، فهو يكون قد اختار ان يصطف مع فريق 14شباط، شكلاً ومضموناً. ولاحظ ان «ذعر الرئيس فؤاد السنيورة وصل به الى حد مقاطعة جلسة مجلس النواب إذا لم يحصل بسطرين في اقتراح قانون على براءة ذمة قيمتها 11مليار دولار «، معتبراً ان في ذلك نوعاً من «الوقاحة السياسية».
«كتلة المستقبل» تقاطع
في هذه الأثناء، أكد مصدر بارز في كتلة المستقبل النيابية لـ«السفير» ان الكتلة لن تشارك في الجلسة النيابية اليوم، من أساسها، وبمعزل عن ترتيب جدول أعمالها، موضحاً ان قرار المقاطعة سيظل ساري المفعول الى حين إيجاد صيغة مشتركة لقوننة إنفاق الـ11مليار دولار و8900مليار ليرة في سلة واحدة، على قاعدة «وحدة التشريع من وحدة الإنفاق».
ورأى المصدر ان المقاطعة ستفسح المجال امام الرئيس نبيه بري لإيجاد صيغة الحل، معتبراً ان المطلوب مخرج مشترك للمبلغين، أما الاقتراح بأن تُعالج مسألة الـ11مليار دولار خلال شهرين فلا يعني سوى المراوحة في المكان.
الأكثرية: الترابط غير منطقي
ولكن مصادر مطلعة في الأكثرية قالت لـ«السفير» إن الرئيس بري قدم أقصى ما يمكن تقديمه لطمأنة فريق 14آذار والرئيس فؤاد السنيورة، عبر تعهده بأن يعالج ملف الـ11ملياراً في شهرين، من خلال اللجنة التي اقترحها، ولكن الفريق الآخر مصر على الربط غير المنطقي وغير المبرر بين قوننة الـ8900 مليار التي تستوفي كل الشروط القانونية والمحاسبية، وقوننة الـ11 مليار دولار التي لا يتوافر فيها أي من هذه الشروط.
وأكدت المصادر ان الاكثرية ستتعاطى مع الأمر بأعصاب باردة، مشيرة الى ان الحكومة مرتاحة لوضعها وهي تقوم بتأمين التغطية الدستورية لإنفاقها كما فعلت بتفنيد أوجه صرف الـ8900 مليار وإحالة مشروع قانون بذلك الى لجنة المال النيابية، وإذا كان من الصعب ان تضع الحكومة الموازنة بسبب الافتقار الى قطع الحساب عن السنوات الماضية، فإن بمقدورها ان تحيل الى مجلس النواب مشروع قانون بكل نفقة تقوم بها، بما يتيح لها ان تحمي نفسها، وليستمر الآخرون في تعنتهم.
واعتبرت المصادر ان موقف النائب وليد جنبلاط غير محق، لأن هناك فارقاً كبيراً بين وضعية الـ8900 مليار ليرة ووضعية الـ11مليار دولار.
تعديل سن تقاعد قائد الجيش
على صعيد آخر، وبينما ينتظر المؤسسة العسكرية في صيف عام 2013 ومن ثم خريفه، استحقاق مفصلي يتمثل ببلوغ قائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي وعدد كبير من اركان القيادة سن التقاعد، أبلغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان «السفير» انه اقترح رفع سن التقاعد الى 62عاماً.
وقال سليمان: قليلة هي الدول التي يحال فيها «الجنرال» (العماد أو العميد) على التقاعد في سن الـ 58، ونحن اخترنا عمر الـ62 لقائد الجيش كسن تقاعد، ونعتبر انه العمر المعقول لتطوير السلسلة العسكرية، وحتى لا نلجأ إلى تمديد شخصي للعماد جان قهوجي، لمرة واحدة، طرحنا أن يصار إلى تعديل سن تقاعد قائد الجيش، وهذا ما يؤمّن استمرارية القائد الحالي إلى نهاية العهد، وينسحب الأمر على كل من سيعيّن لاحقاً.
وأوضح ان الحكومة ستتقدم بمشروع قانون الى مجلس النواب ينص على تمديد سن التقاعد لقائد الجيش، وقد طرح عليّ هذا الموضوع قبل أي مسؤول آخر، وطلبت السير به.
الأخبار :
صحيفة الاخبار عنونت"الجلسة النيابيّة طارت والسنيورة لا يركن إلى تعهّدات بري"
وكتبت تقول"طارت الجلسة النيابية قبل موعدها، فقوى 14 آذار ومعها الحزب التقدمي أعلنت عدم حضورها لعدم إيجاد مخرج للمليارات الـ 11 «الضائعة»، فيما جذب الانتباه مساءً لقاء مفاجئ بين جنرالَي بعبدا والرابية والبطريرك الماروني في بعبدا".
فيما أطيحت الجلسة النيابية اليوم، برز مساء أمس لقاء لافت بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الماروني بشارة الراعي، ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، في قصر بعبدا، بعد أسابيع من التوتر بين الجنرالين. وعلم أن اللقاء تناول مسألة التعيينات و«حماية موقع رئاسة الجمهورية». وأبلغت مصادر المجتمعين «الأخبار» أن البطريرك الراعي يحاول تحسين العلاقة بين سليمان وعون وقد تدخّل شخصياً بحضوره لقاء بعبدا.
وجاء اللقاء عشية الجلسة النيابية التي بات مصيرها التأجيل مجدداً بعد قرار نواب 14 آذار والحزب التقدمي الاشتراكي عدم حضورهم بسبب عدم طرح اقتراح القانون الذي قدموه لقوننة الإنفاق من خارج الموازنة منذ عام 2005 حتى الآن. وأكدت مصادر رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة لـ«الأخبار» أن نواب 14 آذار أُبلِغوا بعدم حضور الجلسة. وكشفت مصادر أخرى أن الرئيس سليمان أوفد مستشاره الوزير السابق خليل الهراوي إلى السنيورة لإقناعه بالقبول بمسعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الرامي إلى إقرار مشروع الـ 8900 مليار ليرة، مقابل تعهد بإحالة ملف الـ 11 مليار دولار إلى لجنة (إما اللجنة النيابية الوزارية المشتركة، أو لجنة المال والموازنة أو اللجان النيابية المشتركة)، على أن تنهي عملها في منتصف أيار المقبل (أي قبل نهاية العقد التشريعي الحالي). إلا أن هذا المسعى باء بالفشل بسبب إصرار السنيورة على عدم الركون إلى تعهد بري. لكن الهراوي أوضح لـ«الأخبار» أنه لم يحمل أي مسعى إلى السنيورة، بل تمنّياً من سليمان «بأن يستمر مجلس النواب مؤسسة ديموقراطية، وعدم تكرار مشهد الانسحاب من المجلس، رغم ديموقراطية هذا الخيار».
من ناحيتها، لفتت مصادر عين التينة إلى أن النائب وليد جنبلاط كان موافقاً على مسعى رئيس المجلس، وأخذ على عاتقه محاولة إقناع السنيورة به، لكن وزراء جنبلاط، حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكونوا قد «ردوا أي خبر» على بري. وأكدت مصادر الاشتراكي لـ«الأخبار» أن نواب جبهة النضال لن يتوجهوا إلى مجلس النواب، إلا إذا جرت تسوية تؤدي إلى عدم انسحاب نواب 14 آذار من الجلسة. واستبعدت مصادر وزارية من قوى 8 آذار تأثير موقف جنبلاط على مصير الحكومة، مؤكدة أن إعلان الأخير عدم وقوفه إلى جانب الأكثرية في قضية الـ 8900 مليار ليرة، سيفاقم من التوتر داخل مجلس الوزراء، لكنه لن يؤدي إلى سقوط الحكومة. وإذ أشارت المصادر إلى أن وزراء جنبلاط شركاء في مشروع الـ 8900 مليار، تساءلت «كيف يريدون لنا أن نوافق على سلف خزينة يطلبونها لوزاراتهم مستقبلاً، فيما هم يريدون الشراكة في الإنفاق ويعرضون عن المشاركة في التشريع؟». بدوره، أكد النائب جمال الجراح لـ«الأخبار» أنه «من دون وجود أي تفاهم مسبق، فإننا لن ندخل الى قاعة المجلس. أما ما سيجري بعد الجلسة، فالمساعي والاتصالات ستبقى قائمة». أما بالنسبة إلى نواب «تكتل التغيير والإصلاح»، فبحسب مصادر الرابية، سيقومون بواجبهم وينزلون إلى المجلس النيابي، ما دام الرئيس بري لم يعلن تأجيل الجلسة.
السيد نصر الله: تحرير القدس قريب
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله خيار المقاومة لمواجهة مصير القدس، لافتاً إلى أن «التحولات الكبرى في العالم تجعلنا أقرب إلى قناعة قرب تحريرها». ولفت نصر الله خلال رعايته ملتقى إعلان «القدس عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين»، الذي نظمته «لجنة دعم المقاومة في فلسطين»، في الغبيري، أمس، إلى أن القدس «كانت محور الصراع منذ القدم، ومن أجل السيطرة عليها تم تقسيم المنطقة عبر سايكس ـــــ بيكو ويتم التخطيط لتقسيم جديد، عبر مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي هزم في المنطقة». وأكد «السعي لتحرير القدس من دنس الاحتلال».
وبعد كلمات لكل من المطران عطا الله حنا، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، والسفير الإيراني غضنفر ركن أبادي، والشيخ حسن المصري وممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، تلي البيان الختامي للملتقى الذي أكد أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين التاريخية، ودعم خيار المقاومة لتحرير كل فلسطين.
الراعي: سوريا الأقرب إلى الديموقراطية
إلى ذلك، أكد البطريرك الراعي، في حديث الى وكالة «رويترز»، الوقوف إلى جانب «الربيع العربي، لكن ليس مع الربيع بالعنف والحرب والدمار والقتل». وأشار إلى أنه «يوجد مصدر أساسي لأزمات الشرق وهو النزاع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي (...) وكلما جاءت الأسرة الدولية لتحل مشكلته وتجعل له دولة خاصة به مثلما إسرائيل عندها يستخدم الفيتو». أضاف الراعي مستغرباً: «ممنوع على البلدان العربية أن تتسلح بالشكل الذي تريده، أما إسرائيل فمسموح لها أن تتسلح بكل الأسلحة الممكنة».
ورأى أن سوريا «مثلها مثل غيرها من البلدان بحاجة إلى إصلاحات يطالب بها الشعب، وحتى الرئيس السوري بشار الأسد أعلنها منذ آذار الماضي. صحيح أن نظام البعث السوري هو نظام متشدد ديكتاتوري، لكن يوجد مثله الكثير في العالم العربي»، معتبراً أن «أقرب دولة الى الديموقراطية هي سوريا». وأبدى تخوفه من «مرحلة انتقالية في سوريا قد تشكل تهديداً لمسيحيي الشرق».
سليمان وجعجع في قطر
على صعيد آخر، يتوجه الرئيس سليمان إلى قطر اليوم للمشاركة في مؤتمر دولي عن الاتصالات في 6 و7 الجاري. وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي يزور الدوحة، قد التقى أمس رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني في منزله.
توافق 8 و14 آذار هندسيّاً
على صعيد آخر، سُجِّل توافق بين قوى 8 و14 آذار والحزب التقدمي الاشتراكي و«الجماعة الإسلامية» في الانتخابات التمهيدية الفرعية في نقابة المهندسين في بيروت، ما أدى إلى فوز المرشحين المدعومين من هذه القوى.
النهار:
بدورها صحيفة النهار عنونت " جلسة اليوم طارت والنازحون الجدد 3 آلاف"و"سليمان: لقاء بعبدا تقريب وجهات نظر"
وكتبت تقول"تقدم الواقع الميداني الحدودي أمس النشاط السياسي المفتوح على تطورات محلية وخارجية تلقي بثقلها على الداخل اللبناني، إذ ان الحكومة اللبنانية ستواجه ملفا معقدا بعد دخول نحو ثلاثة آلاف نازح سوري جديد الى البقاع حيث لا تفويض لرعايتهم، ودخول عدد من المسلحين وتوقيف الجيش اللبناني اياهم، مع امكان طلب دمشق لاحقا استردادهم من السلطة اللبنانية. هذا الملف يمكن ان يتسبب بمشكلة سياسية اضافية، على ما صرح الوزير وائل أبو فاعور للنهار".
واذا كانت قوى 8 آذار في لبنان تنفست الصعداء بعد اقتحام الجيش السوري حي بابا عمرو في حمص، ورفعت أمس في ساحة الشهداء شعار "شكرا روسيا"، فانها قد تبدو اليوم مربكة في ما يمكن ان يؤول اليه الموقف الروسي بعد الانتخابات الرئاسية أمس، اذ صرح السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين لـ"النهار" بأن "تنحية الرئيس السوري قرار يتعلق به، ونحن لا نتمسك بنظام بل بالعدالة واتاحة الفرصة للشعب في التعبير عن رأيه". وأضاف: "إن المشكلة في أن الموقف الروسي لم يكن مفهوما في شكل جيد".
وقد توزع الاهتمام امس من ساحة الشهداء الى الحدود البقاعية وصولا الى قصر بعبدا من دون عين التينة، التي أطفأ فيها رئيس المجلس محركات وساطته، الامر الذي انعكس سلبا على الجلسة الاشتراعية المقررة اليوم: طار النصاب قبل ان تنعقد مع اعلان نواب قوى 14 آذار مقاطعتهم لها، وتغيب نواب "جبهة النضال الوطني" مما يفقدها النصاب القانوني.
النازحون السوريون
ميدانيا، وبعد مرور تظاهرتي ساحة الشهداء دونما احتكاك او تصادم أمني، وفي ظل ضآلة عدد المشاركين من الطرفين، مما يؤكد عدم رغبة الاطراف الفاعلين في إقحام أنفسهم في مشكلة داخلية، برز تطور لافت على الحدود اللبنانية – السورية، مع تدفق نحو 1000 عائلة الى محلة مشاريع القاع البقاعية، بينها عدد كبير من الشباب المقاتلين، ومنهم من كان يحمل السلاح.
وقبض الجيش اللبناني على 33 مسلحا سوريا بعد اشتباك معهم في المحلة واقتادهم الى ثكنة أبلح بعد ضبط أسلحتهم وعتادهم، في حين أصيب أحد العسكريين اللبنانيين.
وأفاد مراسل "النهار" في بعلبك أن هؤلاء كانوا يحاولون دخول الاراضي اللبنانية، تزامنا مع تدفق مئات العائلات السورية النازحة من بلدات القصير، الزراعة وجوسيه السورية الى محلة مشاريع القاع، في ظل معارك ضارية في القصير السورية، واستنفار أمني غير مسبوق من فوج الحدود التابع للجيش اللبناني عند معبر جوسيه – القاع الحدودي، والذي تحول ثكنة عسكرية يمنع الاقتراب منها منعا باتا.
أبو فاعور
وقال وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور لـ"النهار، ان نحو الفي شخص دخلوا الاراضي اللبنانية أمس، وإن عشرة في المئة منهم عائلات، والباقين من الشباب وهذا ما سيولد إرباكا في التعامل معهم. وأكد أن لا امكان لوزارة الشؤون لرعايتهم الا اذا انتقلوا الى منطقة الشمال، لان مجلس الوزراء لم يفوض الى الوزارة رعاية النازحين بقاعا. وأضاف ان عددا كبيرا منهم سيعود بالتأكيد ما ان تتبدل الظروف الامنية في قراهم المتاخمة للحدود مع لبنان.
لقاء بعبدا
وعصر أمس اجتمع في قصر بعبدا الرئيس ميشال سليمان مع العماد ميشال عون في حضور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في ما اعتبره مراقبون "لمّ شمل مارونياً". وأفادت اوساط البطريرك ان اللقاء دام ساعتين وربع ساعة، وكانت أجواؤه ممتازة، وعرضت فيه كل الملفات، وساده جو من التفاهم. لكن المجتمعين "لم يدخلوا في الاسماء والحصص. فما يهم البطريرك ليس الاسماء وانما التفاهم والحوار وتقريب وجهات النظر".
وقال الرئيس سليمان لـ"النهار" ليلاً، ان اللقاء تناول مجمل الاوضاع والتطورات ولم يتركز على أهداف محددة او محصورة بموضوع بعينه، وانما شمل كل المواضيع والاستحقاقات، ومنها التعيينات وقانون الانتخاب ومسألة الموازنة والملف المالي بمجمله. وإذ وصف الجو بأنه كان جيدا، أضاف أن البطريرك الراعي أحب ان يودعني قبل سفره الى الاردن، وأراد أن يقرب وجهات النظر علما ان لا خلاف شخصيا مع العماد عون. وكان جو اللقاء جيدا".
بري والجلسة
اما الجلسة الاشتراعية التي غابت عنها الحلول الهادفة الى انجاحها وايجاد مخرج حل متزامن لملف الـ11 مليار دولار زمن حكومتي الرئيس فؤاد السنيورة، وملف الـ8900 مليار ليرة للحكومة الحالية، فقد اصر رئيس مجلس النواب نبيه بري على عدم ارجائها على رغم تبلغه ليل أمس قرار مقاطعتها وغياب النصاب عنها.
وقال: "سأنزل الى المجلس لأرأس الجلسة الاشتراعية وفق جدول الاعمال الموضوع". وعن المبادرة للحل قال: "قدمت مبادرتي وحسنت شروط نجاحها. اذا تجاوبوا معي فهذا محل سروري. والجدول لا يقتصر على مشروع الـ8900 مليار ليرة، بل فيه مجموعة من المشاريع التي تهم كل اللبنانيين، ولا بد من انجازها والمصادقة عليها، ومنها مشروع خفض السنة السجنية مثلا".
واذ اكد ان "لا صحة لما تردد عن تأجيل الجلسة"، اضاف: "عند الوصول الى مشروع لا ينال قبول البعض، لن تكون نهاية العالم وليدلي كل طرف بدلوه".
وقال بري لـ"النهار" ان ما حصل امس في ساحة الشهداء يعني "ان سياسة النأي بالنفس طبقت، وانسحبت من الخارج الى الداخل". وحيّا المواقف "الايجابية للمستقبل وحزب الله وأمل من حيث عدم المشاركة في اي من التظاهرتين. ويدل هذا الامر على سعة افق وحكمة تتمتع بها هذه القيادات في ابعاد الفتنة".
نواب "المستقبل"
وفيما ابلغ اعضاء كتلة "المستقبل" النيابية مقاطعة الجلسة، علم ان جميع نواب قوى 14 آذار اتخذوا قراراً مماثلاً. وصرح النائب امين وهبي لـ"النهار" بأن "قوى 8 آذار لم تبادر بشكل فعلي الى تقديم حل منطقي وأنه من غير مصلحتها حاليا توفير الحلول، بل هي تتمسك بالوضع القائم وتحاول ان تلقي المسؤولية على عاتق قوى 14 آذار واتهامها بالتعطيل لإشاحة النظر عن موضوع المحكمة الخاصة بلبنان".
واعتبر ان "التيار الوطني الحر سيفقد ورقة يهول بها على الناس اذا ما تمت التسوية في مجلس النواب".
جنبلاط
في غضون ذلك، توجه النائب وليد جنبلاط امس من باريس الى لندن. وافاد نواب "جبهة النضال الوطني" ان احداً لم يتصل بهم لدعوتهم الى الجلسة بعدما كان الوزير غازي العريضي صرح لـ"النهار" امس بانه "اذا لم تثمر الاتصالات فنحن مش نازلين". واكدوا ان الاتصالات لم تثمر حتى الساعة.
لكن اوساطاً في 8 آذار لم تشأ التعليق في انتظار ما سيؤول اليه موقف جنبلاط اليوم، وقالت: "سمعنا كلاماً ايجابياً من الوزير العريضي. من حقهم ان يتخذوا الموقف المناسب ولكن من الافضل ان يكون قرارهم تحت مظلة الحكومة".
الكتائب
وأكدت كتلة نواب الكتائب اللبنانية بدورها موقف المقاطعة، وقال النائب ايلي ماروني لـ"النهار": "نحن نلتزم موقف حلفائنا بمقاطعة الجلسة اذا لم تطرح تسوية. وقد اكدنا ذلك في حضور واحد منا المؤتمر الصحافي للرئيس السنيورة قبل ايام".
الحريري
على صعيد آخر، علمت "النهار" ان الرئيس سعد الحريري الذي ينتقل الى السعودية لمتابعة بعض اعماله، سيلقي كلمة عبر الشاشة، في اللقاء المرتقب بعد غد الاربعاء في بيت الوسط، لاعلان وثيقة سياسية لـ"تيار المستقبل" بعنوان "تيار المستقبل وآفاق الربيع العربي".
وستتضمن كلمته دعوة مباشرة الى كل الافرقاء اللبنانيين لتحصين الداخل وعدم ربط مصير اي فريق لبناني بالخارج، وخصوصا بالنظام السوري. وتحت عنوان "الدولة اولاً" سيدعو "حزب الله" الى جعل سلاحه في إمرة الدولة.
والوثيقة التي ادخلت عليها تعديلات جوهرية في المدة الاخيرة، تقع في 18 صفحة فولسكاب، يؤكد فيها التيار اتفاق الطائف والعيش المشترك والمناصفة والمحكمة الخاصة بلبنان وتأييده الشعوب المطالبة بالحرية والديموقراطية.
البناء :
أما صحيفة البناء فعنونت"14 آذار تهرب من المحاسبة بمقاطعة جلسة اليوم "و" الراعي: عن أيٍّ سلامٍ يتحدثون وهناك شعبٌ أُقتُلِعَ من أرضه؟ "و"الجيش اللبناني يوقف 39 مسلحاً في القاع ويضبط شاحنة أسلحة مهرّبة إلى سورية"
وكتبت تقول"تتجه الأنظار إلى ساحة النجمة اليوم، مع استمرار الدعوة من قبل الرئيس نبيه بري لعقد الجلسة النيابية العامة لاستكمال بحث وإقرار عدد من مشاريع واقتراحات القوانين التي أرجئت من الجلسة الماضية، وبين هذه المشاريع قانون الـ8900 مليار ليرة الذي كانت رفعته الحكومة في وقت يصر فريق 14 آذار على إجراء صفقة بين إقرار القانون المذكور والـ11 مليار دولار التي كانت صرفتها حكومتا فؤاد السنيورة من دون العودة إلى القانون، وبالتالي إصرار هذا الفريق على تجاوز ما حصل من هدر وإفساد للمال العام، ومن دون القيام بأي احتساب قانوني لها وعلى طريقة عفى الله عما مضى".
وفيما يرفض نواب الأكثرية الربط بين المسألتين، أعرب نواب جبهة النضال الوطني عبر الوزير غازي العريضي عن اتجاه لعدم حضورهم جلسة اليوم، إذا لم يتم التوصل إلى تسوية وعدم اللجوء إلى التصويت.
وفي هذا السياق، يمكن القول إن العمارضة وكتلة جنبلاط سبقتا جلسة اليوم بالإعلان عن مقاطعتهما ما لم يُضم موضوع الـ11 مليار دولار إلى مشروع قانون الـ8900 مليار ليرة.
أما الرئيس نبيه بري وكما كان كرر أمام زواره في الـ48 ساعة الماضية، فإنه سيستأنف الجلسة بشكل طبيعي اليوم، مؤكداً أنها جلسة تشريعية ككل الجلسات، وأنها لا تقتصر على هذا الموضوع وأن هناك بنوداً عديدة مهمة للناس والدولة على جدول أعمالها.
وفي السيناريو المرسوم لجلسة اليوم وفق مصادر نيابية، أنه وفي ضوء ذلك ستناقش الجلسة هذه المشاريع وتقرها ولدى الوصول إلى مناقشة مشروع الـ8900 مليار يخرج نواب فريق "14 آذار" وجنبلاط ويطير النصاب.
وتضيف المصادر أن هناك احتمالاً لعدم انعقاد الجلسة إذا لم يتأمن النصاب بسبب موقف المعارضة وجنبلاط قبل الشروع في استئناف الجلسة.
لقاء بعبدا الثلاثي
في موازاة ذلك، عقد لقاء مساء أمس في قصر بعبدا، ضم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وذكرت مصادر مطلعة أن البحث تناول الأوضاع العامة وبخاصة الوضع المسيحي كما جرى التركيز على موضوع التعيينات الإدارية وضرورة السير فيها بما يؤدي إلى تقوية الحضور المسيحي في الإدارة.
وقد جاء هذا الاجتماع بعد اتصالات مكثفة كان أجراها البطريرك الراعي مع سليمان وعون خلال الأسابيع الأخيرة بالإضافة إلى فاعليات مارونية أخرى.
الراعي: عن أي سلام يتحدثون؟
وفي سياق متصل، لفت كلام للبطريرك الراعي في حديث صحافي له أمس أكد فيه، أن المصدر الأساس لأزمات الشرق الأوسط هو الصراع مع "إسرائيل" فهناك الشعب الفلسطيني الذي اقتلع من أرضه، حيث وكلما جاءت الأسرة الدولية لتحل مشكلته يستخدم "الفيتو"، فأي سلام يتحدثون عنه في هذا الشرق والنار مشتعلة دائماً تحت الرماد".
وتساءل الراعي: كيف يكون السلام في العالم العربي وممنوع على بلدانه أن تتسلح بالشكل الذي تريده، في حين أن هذا الأمر مسموح لـ"إسرائيل" وبكل الأسلحة الممكنة.
القوات السورية تواصل تطهير بعض المناطق
أما على صعيد الوضع في سورية، فقد واصلت القوى الأمنية والجهات المختصة إجراءاتها لتطهير بعض المناطق من عبث المجموعات الإرهابية، بعد أن تم قبل أيام تطهير مدينة حمص وبالأخص حي بابا عمرو، وهو ما أدى إلى ضربة كبيرة للعصابات المسلحة والدول الداعمة لها من الخليج والغرب.
الجيش اللبناني يوقف 39 مسلحاً سوريّاً
في التفاصيل، ونقلاً عن مصادر مطلعة "أن الجيش السوري يقوم بعملية عسكرية كبيرة قرب الحدود اللبنانية أدت إلى فرار المئات من السوريين في اتجاه لبنان. ويعمل الجيش اللبناني على مطاردة المسلحين منهم".
وأوضحت "أن الجيش أوقف عدداً كبيراً من المسلحين السوريين الذين دخلوا الأراضي اللبنانية ويعمل على مساعدة النازحين غير المسلحين".
وأفادت مصادر أخرى "أن عدد المسلحين السوريين الذين أوقفهم الجيش اللبناني أمس في منطقة القاع البقاعية بلغ 39 مسلحاً"، وأشارت إلى "أن شاحنة الأسلحة التي ضبطها كانت تحاول العبور إلى سورية من وادي خالد".
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام قد ذكرت ليلاً أن الجيش اللبناني أوقف مجموعة من المسلحين السوريين بعد دخولهم الأراضي اللبنانية من منطقة القاع الحدودية، وأشارت إلى ضبط سيارة وكمية كبيرة من الأسلحة،كما أفيد عن نزوح بعض العائلات السورية إلى القرى المجاورة في الجانب اللبناني.
وذكرت قناة "المنار" مساء أمس أن الجيش السوري بدأ عملية عسكرية في عدد من القرى القريبة من الحدود مع لبنان لتطهيرها من عبث المجموعات الإرهابية، وفيما أشارت الوكالة الوطنية للإعلام أن الجيش اللبناني تمكن من توقيف عدد من المسلحين في منطقة القاع وتمكن أيضاً من كشف شاحنة كانت تحمل أسلحة وعمل على مصادرتها.