28-11-2024 10:03 AM بتوقيت القدس المحتلة

الغرب لا يريد بوتين قوياً.. والرئيس الجديد القديم يجيد فنون اللعبة

الغرب لا يريد بوتين قوياً.. والرئيس الجديد القديم يجيد فنون اللعبة

طاولةٌ مستديرةٌ جمعت بوتين مع ثلاثةً من المرشحين الذين لم يحالِفُهُم الحظُ في الإنتخابات الرئاسية، بروخوروف جيرينوفسكي و ميرونوف

احمد الحاج علي- موسكو

طاولةٌ مستديرةٌ جمعت بوتين مع ثلاثةً من المرشحين الذين لم يحالِفُهُم الحظُ في الإنتخابات الرئاسية، بروخوروف جيرينوفسكي و ميرونوف  الذين هنأووه بالنصر معترفينَ بالهزيمة ، الا أن أبرزَ المنافسين المرشح عن الحزب الشيوعي "غينادي زيوغانوف" بقِي على موقفِهِ المعارض معتبراً الإنتخاباتِ غيرَ شرعيةٍ وأن ما حصلَ هو بمثابةِ خسارةٍ للجميعِ وعليه لا يوجدُ ما يستحقُ التهنئةَ متوعداً بإستمرارِ ما أسماهُ النضالَ من أجلِ برنامجِ الحزب الشيوعي الإنتخابي، داعياً للتحركِ على مستوى الشارعِ والطاقاتِ الوطنية الفكرية، لكنَه فضَّل الحوارَ مع السلطةِ على مواجهتِها بالحجارةْ.

وقال لزيوغانوف: لا أجد مغزى لتهنئة أي أحد! و في هذا النوع من الإنتخابات الجميع خاسرون! خسرت روسيا و خسرنا الوقت المهم لتغيير الوضع، نحن و فريقنا جاهزون للنضال من أجل الأفكار التي خضنا الإنتخابات من أجلها، و سنفعل كل شيء ليمر هذا الأمر بشكل سلمي و ديموقراطي.


الغربُ لا يريدُ لبوتين أن يأتِي رئيساً قوياً لروسيا ، إلا أنَّه أيضا لا يريدُ أن يرى قطباً يسارياً يلغي إقتصادَ السوقِ ويستبدلُ الخصخصةَ التي دابَ الحكامُ الروسُ منذ عهدِ يلتسين على إنتهاجِها وتابعَها بوتين ولو كان يساومُ على أسعارِهَا، فالغربُ يتخوفُ من عودةِ سياسيةِ تأميمِ مواردِ الاقتصادِ الروسي الحيوية في حالِ فوزِ الشيوعيين ما سيتركُ أثارا سلبيةً جدا على منطقةِ اليورو والعملةِ الأميركية.

يقول نيقولاي فاسيليفيتش زلوبين مدير  البرامج الروسية و الآسيوية لمعهد  الأمن الدولي في الولايات المتحدة الأميركية:" اليوم الأمن العالمي يأتي من الأمن الإقليمي فإذا تفاهمت روسيا و أميركا مع أوروبيا و الصين على الملفات الإقليمية، فالجميع رابحون في هذه الحال، نعم هذه ستكون صفقة، و لكن المهم أن يشارك في هذه الصفقة على حد سواء ممثلو العالم العربي".

 
دجيمس دجاتريس وهو مستشار دبلوماسي اميركي سابق يقول: نظرت إلى الإتجاه الذي سلكته بلادي بعد إنتهاء الحرب الباردة، في محاولة لتاسيس عالم القطب الواحد حيث نكون القوة المهيمنة ، و لكن ماذا جلبت لنا هذه الفرضية كاميركيين؟  لم تجعلنا أغنى و لم تجعلنا أكثر سعادة! بل من هذه التوجهات ما جعلنا فقراء! لقد صرفنا تريليونات الدولارات خلال حربنا في العراق. و ما الذي جنيناه من كل هذا؟

رئيس تحرير مجلة غلوبال افيرز فيودور لوكيانوف يقول بدوره: تكافل دين السوق  الأميركي و الموارد  و الصناعات الصينية، أدت حتى الآن إلى أزمة كبرى! فهي دائرة مغلقة، محاولات الخروج منها شديدة الصعوبة و الصين تحاول الخروج من هذه الدائرة أما روسيا فهي ليست مصدر الطاقة الأساس للصين مع العلم أن روسيا تزود كافة أوروبا و من الأجدر بها أن تتوجه  نحو السوق الآسيوي الذي يشهد تنامي مستمر.
 
فنونُ اللعبة التي أجادَها بوتين تخطتْ الحدودَ الجيوسياسية لروسيا الإتحادية لتفتحَ البابَ أمامَ جولاتٍ جديدةٍ مع الغرب على ملفاتٍ ساخنةٍ في العالمٍ تكونُ مصالحُ روسيا الحكمَ فيها.