23-11-2024 02:02 AM بتوقيت القدس المحتلة

في صحة التسريبات عن تهريب الصحفيين والانقلاب في سوريا...

في صحة التسريبات عن تهريب الصحفيين والانقلاب في سوريا...

ليس من السهل الوقوف أمام هذا الكم الهائل من التسريبات التي يتم تمريرها في الموضع السوري منذ ثلاثة أسابيع دون التوقف عندها

باريس – نضال حمادة

ليس من السهل الوقوف أمام هذا الكم الهائل من التسريبات التي يتم تمريرها في الموضع السوري منذ ثلاثة أسابيع دون التوقف عندها، كما انه ليس من السهل أيضا على المتابع المحترف والقارئ العادي أن لا يتأثر بهذه التسريبات التي يتم تمريرها بطريقة مهنية الهدف منها التأثير في الخصم والحليف أكان مسؤولا سياسيا أو عسكريا أو ناشطا على الأرض،  فالخصم مستهدف بزرع الخوف في نفسه والتفكك في أرضيته والحليف مستهدف في إبعاد الخوف عنه و رص صفوفه المتصدعة، هذا القصد من كل تسريبات الأسابيع الماضية خصوصا مع تأكد البعض من   نهاية حصن بابا عمرو.

تهريب الصحافيين: هوليوود مرت من هنا

اديت بوفيهلن يسمح للصحفية بالكلام عن حقيقة ما جرى ولكنها سوف تقول ما يسمح لها بقوله لا أكثر. هذه للأمانة قناعة الجميع هنا في باريس من صحافيين ورجال سياسة وناشطين في المعارضات السورية على اختلافها، بل أن احد الكتاب المتابعين للشأن السوري في احدى الصحف الفرنسية العريقة لم يتوان عن القول: لن يسمحوا لنا بكتابة ما نريد. هذا حصل في حالات مماثلة في السابق وسوف يحصل اليوم..

لم يخب الظن أبدا في السيناريو المتوقع من كلام الصحافية في جريدة لوفيغارو (إديث بوفيه) في روايتها لقصة خروجها من وسوريا، كلام جميل حول واحة الإنسانية في المستشفى الميداني للمقاتلين الذين فروا من بابا عمرو في حمص، ولا ننسى أيضا أوصاف البطولة والقوة التي أصبغتها الصحفية على مقاتلي الجيش الحر والمسلحين مع رواية الهروب عبر النفق الذي تعرض مخرجه للقصف وكأن من يعرف مخرج  النفق عاجز أن يرسل جنوده إليه وهود يدخل القلعة الحصينة داكا أسوارها تاركا الأبطال يهربون باتجاه لبنان، هم هاربون لكنهم أبطال كما تريد الرواية التي وزعت.

لكن كل هذه الرواية الهوليودية بعيدة كل البعد عن حقيقة ما يرويه أهالي الحدود المطلعين على تفاصيل ما جرى وعن حقيقة ما يتداول هنا في باريس من بعض المتابعين السوريين والفرنسيين  لطريقة إخراج الصحافية الفرنسية والصحافي البريطاني. وتتلاقى المعطيات بين الطرفين لتنفي جملة وتفصيلا ما روته (إديث بوفيه) أو ما طلب منها أن ترويه. حتى أن البعض هنا في روايته التي تتوافق مع ما يتداول على الحدود اللبنانية السورية يعطي اسم الشخص الذي حمل الصحافي البريطاني وبعد يوم أتى بالصحافية الفرنسية، والأهم من هذا وذاك تطابق معلومة مهمة هو عدم انتماء الرجل ومجموعته للجيش الحر خلافا للرواية الرسمية، بل هم من الذين يعملون في تجارة التهريب على جانبي الحدود ويعتاشون منها منذ سنوات،أما الدافع الذي يقال بصوت خافت فهو المال، لم يكن ليتم إخراج الصحفيين من حمص دون دفع الفدية التي سلمت للرجل على إحدى المعابر غير الشرعية على الحدود، من أدخل الصحافة أخذها رهينة وأخذ الفدية  عندما حانت ساعة المغادرة.

 هناك ثلاثة أنواع من المسلحين من كان في باب عمرو: مقاتلون عقائديون مع بعض الهاربين من الجيش ومسلحون محليون  وهناك فئة أخرى هم  من يتواجد في منتصف المسافة مع الحدود اللبنانية وهؤلاء مزيج من المطلوبين والمهربين والسلفيين ، وفئة ثالثة  يتواجدون على الحدود وهم في غالبيتهم من المهربين وهم الذي هربوا الصحفيين وأخذوا الأموال. 

يقول (آلا نشويه) المدير السابق لجهاز مكافحة التجسس في فرنسا في اتصال أجريناه معه أنه لا يعتقد بوجود تعاون استخباري سوري فرنسي اخرج الصحفية الفرنسية. ينهي رجل الأمن الفرنسي الأكثر شهرة كلامه الذي يتعارض جملة وتفصيلا مع تسريبات صحيفة (لوموند) الصادرة مساء أمس الخميس حول الموضوع .

 الانقلاب في سوريا..

ليس بسر القول أن احدى الخطط الموجودة للإطاحة بالنظام في سوريا هي  الانقلاب، و التسريبات تكثفت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. لكن  التخريجة هنا كانت سيئة خصوصا غداة الفيتو الروسي. الانقلاب في سوريا ليس بالسهولة التي يراد لنا أن نصدقها يقول مسؤول امني فرنسي سابق، هناك الحديث عن المثال اليمني، و حقيقة الذي حدث في اليمن أن علي صالح تعرض لمحاولة اغتيال. هذه هي حقيقة المثال اليمني. قد يكون مشهد التسريبات ضخما ومقنعا لمن ينظر  من خارج الساحة الباريسية المتحاملة على سوريا والتي تحولت مطبخا لكل ما يثار ويقال حول دمشق وحاكمها غير أن من لديه الاحتكاك بالواقع الباريسي  الصحافي عربيا كان أو غربيا لديه معطيات ورؤية مغايرة هنا.