تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان أبرزها التطورات المرتبطة بالأزمة السورية...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت عدة مواضيع كان أبرزها التطورات المرتبطة بالأزمة السورية...
السفير
مشاورات تشمل بان كي مون والعربي ... ولافروف يبلغ الوزراء العرب ثوابت موسكو
أنان ينقل إلى الأسد اليوم مبادرة ثلاثية للحل
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "تنتظر الأزمة السورية اليوم اختبارين مهمين: اللقاء الذي يجمع موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان مع الرئيس السوري بشار الأسد صباحا في دمشق، واجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد محادثات ثلاثية جرت بين الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وأنان.
ويحمل أنان معه الى دمشق ما يعتقد أنه الخطوط العريضة للتسوية التي حاول ان يحشد لها تأييدا عربيا ودوليا من خلال سلسلة اللقاءات التي عقدها في العاصمة المصرية خلال اليومين الماضيين، سواء مع العربي او وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، وصولا الى وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، بالاضافة الى رئيس الحكومة القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل.
وإلى القاهرة أيضا التي بدا كأنها تحولت الى محور النشاط الدبلوماسي المتعلق بالأزمة السورية، وصل لافروف للقاء الوزراء العرب، حاملا ما تؤكد موسكو أنه ثوابتها حول الملف السوري: رفض التدخل الخارجي، ومعارضة اي تدخل عسكري «مهما كانت الذرائع»، وتحميل طرفي الأزمة مسؤولية وقف العنف بشكل متساو. وأجرى لافروف في العاصمة المصرية محادثات مع انان قبل توجه المبعوث الدولي العربي الى العاصمة السورية.
وقال بان كي مون، في نيويورك، إن أنان سيلتقي الأسد اليوم، مضيفا انه يخطط أيضا للقاء المعارضة السورية قبل مغادرة دمشق غدا الأحد. وأوضح بان كي مون انه اجرى امس اتصالا هاتفيا مثلث الاطراف شارك فيه اضافة اليه كل من انان والعربي، تم التطرق خلاله الى تفاصيل مهمة انان. وقال ان الثلاثة حددوا «ثلاث اولويات» مشتركة هي «ان اي عنف يجب ان يتوقف اكان من جانب القوات الحكومية او من جانب قوات المعارضة»، مضيفا «طلبت من انان ان يعمل للحصول على وقف فوري لاطلاق النار». والاولوية الثانية «يجب ان تكون للتوصل الى حل سياسي شامل». وأعلن انه طلب من انان «التشديد لدى الرئيس الأسد لضمان وصول المساعدات الانسانية».
وقال صباح، في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بعد اللقاء مع انان، انه «اكد لأنان أهمية تطبيق خطة العمل العربية، وأهمية العملية السياسية في سوريا والبند الأول فيها وقف العنف الفوري»، مشددا على ان «هذا ما يحتاج اليه الوضع في سوريا». وأضاف ان «انان متفهم لخطة العمل العربية وللعملية السياسية، ومتفهم للنقطة الأولى منها وهي وقف العنف الفوري وتقديم المساعدات للشعب السوري، وصولا إلى تحقيق الأمن والاستقرار لسوريا والشعب السوري».
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) ان انان التقى الشيخ حمد و«تم خلال اللقاء استعراض آخر تطورات الأوضاع في سوريا».
موسكو
واستبقت موسكو الاجتماع العربي مع لافروف في القاهرة بالتشديد على موقفها من الازمة السورية. وأكد الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، في رسالة الى ملك المغرب محمد السادس سلمها مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف، موقف روسيا المبدئي المتمثل بعدم قبول التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا. وقال «ان ذلك أمر مبدئي، وهو في أساس مواقفنا من تسوية الوضع في سوريا وحولها. اننا نعارض التدخل الخارجي، ناهيك عن التدخل العسكري في الشؤون الداخلية لسوريا، مهما كانت الذرائع لذلك». وأضاف ميدفيديف «اننا لا نزال ندعو الى وقف العنف في هذا البلد من قبل كل اطراف النزاع. وننطلق من ان الخروج السلمي من الازمة الحالية هو الحل الذي لا بديل له. ونشدد على ضرورة بدء الحوار الوطني الواسع من دون شروط مسبقة».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان بلاده تعارض مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الامن الدولي حول سوريا لأنه «غير متوازن كونه لم يتضمن نداء الى طرفي النزاع، اي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف». وأوضح ان موسكو تلقت تقارير مفادها ان مجلس الامن الدولي يعتزم طرح مشروع القرار على التصويت الإثنين. ودعا الدول الكبرى الى عدم التسرع في إحالة مشروع القرار الى التصويت، علما انه سبق لروسيا ان استخدمت مع الصين حقهما في النقض (الفيتو) مرتين لمنع صدور مشروعي قرارين يدينان دمشق. وقال «ليس مقبولا ان يتم ربط إقرار اي نص بمهلة محددة. ان عامل الوقت ليس العامل الاهم». وأضاف «اهم شيء هو التوصل الى نص واقعي خال من الغموض ويرمي الى إيجاد تسوية دائمة».
بكين
وأعلنت بكين إرسال مبعوث جديد الى السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الازمة السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين ان الدبلوماسي الرفيع المستوى تشانغ مينغ سيقوم بجولة تستغرق سبعة ايام يستهلها في السعودية ثم مصر، على ان يزور باريس من 14 الى 16 آذار الحالي.
وأضاف ويمين أن تشانغ «سيتبادل وجهات النظر بشأن القضية السورية مع المسؤولين بجامعة الدول العربية والدول الأخرى لحثهم على التوصل الى حل عادل وملائم». وتابع قائلا إن المحادثات ستركز على البيان الذي أصدرته الصين مطلع الأسبوع الحالي والذي حذر القوى الأخرى من استغلال المساعدات الانسانية لسوريا «للتــدخل» في البــلاد بيــنما حث على الوحدة داخل مجلــس الأمن الدولي. وقال «نأمل أن يستــغل انان حكمته وخــبرته لحث جميع الاطراف في سوريا على وقف العنف وبدء محادثات السلام».
النهار
انهيار مفاوضات مجلس الأمن عن سوريا
المعارضة ترفض دعوة أنان إلى محاورة الأسد
وتناولت صحيفة النهار الأحداث في سورية وكتبت تقول "علمت "النهار" من مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن المفاوضات بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، الى المغرب، في شأن مشروع القرار الأميركي عن الوضع في سوريا انتهت الى الفشل.
وكشف ديبلوماسي غربي أن المفاوضات خلال الأيام الثلاثة "توقفت كلياً" ليل أول من أمس في نيويورك. ونقل عن المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، أن "العملية التفاوضية انتهت"، بعدما رأت أن "لا تسوية ممكنة" مع نظيريها الروسي فيتالي تشوركين والصيني لي باودونغ في شأن مشروع القرار الأميركي الخاص بسوريا.
وقال ديبلوماسي آخر إن "المحادثات انهارت" بسبب "عقدتين رئيسيتين تمثلتا في رفض الولايات المتحدة اقتراح روسيا تعديل الفقرة الرابعة من مشروع القرار، وجعلها تنص على "التزامن" في سحب الجيش والعناصر المسلحة للمعارضة وفي تطبيق بنود المبادرة العربية الأولى، فضلاً عن تخوف روسيا من "عدم وضوح" الفقرة التاسعة عن "الإجراءات الإضافية" التي يمكن مجلس الأمن أن "يدرس اتخاذها" في حال عدم الامتثال للقرار. واستبعد أن توزع الولايات المتحدة مشروع القرار رسمياً على كل الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن، لإدراكها أنه سيواجه مصير مشروعين سابقين أسقطتهما روسيا والصين باستخدامهما حق النقض في مجلس الأمن.
ويضع انهيار المحادثات هذا على المحك اللقاء المرتقب لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإثنين المقبل في نيويورك، وخصوصا بعد تسريبات عن أن واشنطن "لا ترغب" في عقد اجتماع للرباعية الدولية كما تريد موسكو.
اتصال أوباما ببوتين
وفي ظل الطريق المسدود في مجلس الامن، صرح الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست، بأن الرئيس باراك اوباما اتصل بالرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين، فاتحا بذلك مرحلة جديدة في العلاقات مع موسكو.
اتصالات
وإلى دمشق يصل اليوم المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، بعدما عقد يومين من اللقاءات التحضيرية في القاهرة شملت الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي وصل الى القاهرة لاجراء محادثات اليوم مع وزراء الخارجية العرب في شأن الوضع السوري. وصرح الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون بأن انان سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد اليوم، وانه يخطط ايضا للقاء المعارضة السورية قبل ان يغادر سوريا الاحد.
وتعليقاً على اعلان أنان الخميس انه سيبدأ "عملية سياسية" في سوريا، قال رئيس "المجلس الوطني السوري" المعارض برهان غليون إن "هذا النوع من التصريحات مخيب للآمال ولا يعطي الكثير من الأمل للناس الذين يتعرضون للمجازر يوميا... انها تبدو كمشاهدة للفيلم عينه يتردد ويتردد أكثر من مرة... ان خوفي ان يكون أنان مثل مبعوثين آخرين غيره وان يضيع شهراً أو شهرين في وساطة عبثية". كما رفض ناشطون من داخل سوريا اجراء حوار مع الأسد.
أوروبا تحذّر
وفي كوبنهاغن، حذر وزراء الخارجية الاوروبيون من تداعيات اي تدخل عسكري في سوريا، معتبرين ان تدخلا كهذا يمكن ان يشعل "حريقا واسع النطاق". وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله لدى وصوله للمشاركة في اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الاوروبيين في كوبنهاغن، ان اي نقاش في شأن تدخل عسكري محتمل في سوريا "لن يكون بنّاء". واضاف: "لا بد من تجنب حريق واسع النطاق تكون له تداعيات كارثية على المنطقة وعلى الناس والعالم".
واعلن وزير الخارجية الهولندي اوري روزنتال ان "للعقوبات تأثيرا على النظام السوري"، بينما قال نظيره الالماني ان نظام بشار الاسد هو "في حال تحلل" متزايد. الى ذلك، اضافت سويسرا سبعة وزراء الى لائحة السوريين الذين يخضعون لقيود تمنعهم من السفر، كما جاء في بيان صدر الجمعة في برن. وباتت هذه اللائحة تضم 115 اسما.
الأخبار
سوريا.. أطلقت بالتنسيق مع واشنطن... وتوزع على الدول العربية خلال أيام
مبادرة عراقية لحل سوري
كما تناولت صحيفة الأخبار الشأن السوري وكتبت تقول "تتسارع التحضيرات العراقية لقمة بغداد في ظل أجواء تفاؤلية بنجاحها، وبمستوى من الحضور يتجاوز نصف عدد الملوك والرؤساء العرب، علماً بأن الملف السوري سيكون أكثر الملفات الخلافية على جدول الأعمال الذي يلحظ مبادرة عراقية في هذا المجال.
يفترض أن توزع بغداد على الدول العربية خلال الأيام القليلة المقبلة، مبادرة عراقية للحل في سوريا لبحثه في خلال القمة العربية المقررة في عاصمة الرشيد في 29 آذار الجاري، وذلك بتنسيق ضمني مع واشنطن. وبحسب المعلومات الواردة من بغداد، يدعو المشروع العراقي، الذي يفترض أن يُطرح كمقترحات ستعرض على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إلى تأليف حكومة وحدة وطنية بالتوازي مع صدور قرار عن مجلس الأمن بمنع التدخل بالشؤون الداخلية السورية، وإيقاف الاقتتال ووقف إطلاق النار فوراً، ودعوة الأطراف الإقليمية والدولية إلى التوقف عن تسليح الجانبين، وذلك قبل الدخول في مفاوضات مباشرة داخل سوريا.
وبحسب المشروع نفسه، يفترض أن يحصل كل ذلك بإشراف الجامعة العربية والأمم المتحدة. بناءً عليه، تُوجه دعوة إلى الحكومة السورية لإطلاق الحريات العامة والسماح بتأليف الأحزاب، لإتاحة الفرصة لأحزاب المعارضة في ممارسة نشاطها السياسي بصورة علنية وبطريقة آمنة، مع تحديد موعد لإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة بإشراف الأمم المتحدة.
ورغم ذلك، تبدو القيادة العراقية شديدة التحفظ من الإدلاء بأي معلومة عن هذه المبادرة لوسائل الإعلام باستثناء أنها تقوم على مبدأين: الحوار الداخلي ووقف العنف. حجتها في ذلك أن «أي تفصيل يمكن أن يرشح عن المبادرة سيؤدي بالدول العربية والأطراف المعنية إلى اتخاذ مواقف مسبقة منها، سلباً أو إيجاباً، وهو ما لا يخدم الغاية المرجوة منها، وهي التوصل إلى توافق عربي على حل سوري»، بحسب ما تفيد أوساط رئيس الحكومة نوري المالكي.
الأوساط نفسها، التي تؤكد ضمناً تفاصيل المبادرة الواردة آنفاً، تصر على التشديد على أن «المبادرة العراقية مرنة وقابلة للتعديل بحسب ما يتوافق عليه المعنيون على طاولة القمة العربية»، مشيرة إلى أن «الثابت فيها خطوات أربع: دفع الطرفين الداخليين، السلطة والمعارضة، إلى وقف العنف. وخلق أجواء للحوار وتأليف لجنة من الطرفين لصياغة دستور جديد، وإجراء استفتاء على هذا الدستور، ومن ثم تأليف حكومة وحدة وطنية. وفي حال تشبُّث السلطة بأنه جرت صياغة دستور جديد واستفتي عليه، عندها قد يكون المخرج إدخال تعديلات على هذا الدستور تُقر في مجلس النواب السوري».
وتشير هذه الأوساط إلى أن فكرة المبادرة انبثقت من حوارات المالكي مع الإدارة الأميركية، ممثلة على وجه الخصوص بنائب وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان. همّ واشنطن كان فهم الأسباب التي دفعت بغداد إلى اتخاذ هذه المواقف المؤيدة للنظام السوري على المستويين الداخلي والإقليمي والعمل على تعديلها بما يتوافق والتوجهات الأميركية. جواب المالكي كان «أننا قلنا لكم منذ البداية أنكم تسيرون في طريق سيؤدي في النهاية إلى تفجير المنطقة. همكم الأساسي حماية إسرائيل، وتتحالفون على المستويين، الإقليمي والداخلي السوري، مع طرف لديه أجندة مذهبية». وأضاف المالكي، بحسب المصادر نفسها: «تحاصرون الشيعية في كل مكان، من إيران إلى لبنان مرورواً بالبحرين والسعودية، لا تعطونهم شيئاً، ولا حتى فتاتاً من مطالبهم. وهو ما تفعلونه مع (الرئيس السوري بشار) الأسد. تستهدفون رأس النظام، وتهددون طوائف بعينها بفقدان كل ما لديها، ما يدفعها إلى الاستشراس في الدفاع عن نفسها»، مشيراً إلى أنه «بعملكم على تقوية طرف يفرض معادلة طائفية، ما عاد بإمكاننا (نحن العراقيين) أن نفعل شيئاً، بل بالعكس، سيستشرس الشيعة وستتفجر المنطقة وأنتم ستكونون الطرف المتضرر».
ورداً على سؤال فيلتمان: «ما العمل؟»، قال المالكي: «الأولوية لوضع حد للحال المتفجرة في سوريا، التي تتهدد المنطقة كلها بحرب طائفية. لندخل في مبادرة تهدئ الوضع وتفتح الباب أمام معالجة للأمور تعيد الاستقرار إلى المنطقة»، موضحاً أن «الهدف الأساسي يجب أن يكون إشراك الأطراف السورية بحوار يحول دون تغلغل السلفيين والتكفيريين واستغلالهم للوضع، بما يحقق للسلطة وللمعارضة الحد الأدنى من مطالبهم». وأعرب المالكي عن استعداد بغداد للمبادرة إلى تبني هذا المسار، وفهم من الجواب الأميركي أن واشنطن اقتنعت بهذا الخيار، مشيرة إلى أن لديه مؤشرات إلى أن الإدارة الأميركية تسوق لهذه الفكرة. وتأتي هذه المبادرة في إطار «مجموعة من الأفكار التي تصلح لأن تكون مبادرة لضمان استقرار المنطقة وحل أزماتها» يفترض أن يطرحها العراق على القمة العربية. وتقول أوساط المالكي إن البند الأساسي بالنسبة إلى العراق هو المتعلق بمكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة، وعمودها الفقري تنظيم «القاعدة»، باتت متشابكة على طريقة أن التنفيذ مثلاً في العراق، لكن التمويل قد يكون من السعودية والخزان البشري من المغرب، والتخطيط المعلوماتي من أوروبا وهكذا...
وبات محسوماً أن سوريا لن تدعى إلى المشاركة في القمة، وإن كانت قضيتها «ستكون حاضرة»، إن لم تكن القضية الأساس على طاولة البحث، على ما تفيد مصادر عراقية رفيعة المستوى. كذلك بات محسوماً أن الضيف الأساسي في القمة، هو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومعه الكثير من كبار الشخصيات، بينها رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي، ورئيس لجنة هيكلة الجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، فضلاً عن الاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الأفريقي. وتؤكد أوساط المالكي أن أيَّ رئيس غير عربي لن يدعى إلى حضور القمة، في نفي لتسريبات جرى تداولها قبل أسابيع عن احتمال دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
ويبدو المالكي متفائلاً جداً بنجاح القمة العربية، في ظل توقعات المسؤولين العراقيين بحضور ما لا يقل عن 15زعيماً عربياً، هم قادة الكويت والإمارات وسلطنة عمان واليمن وليبيا وتونس ومصر والجزائر والمغرب ولبنان والأردن وموريتانيا وجزر القمر والصومال، علماً بأن الملك محمد السادس والسلطان قابوس لا يشاركان عادة في القمم العربية. وتأكد، بحسب المصادر نفسها، أن ملك السعودية عبد الله لن يشارك، فيما حضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لا يزال مشكوكاً فيه.
يشار إلى أن الاجتماعات التمهيدية لقمة بغداد ستبدأ في القاهرة في 21 الجاري على مستوى كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بهدف إعداد الملف الاقتصادي، ويوم 22 على مستوى المندوبين لإعداد الملف السياسي. ويُفترض أن تعقد الاجتماعات التحضيرية على المستوى الوزاري في بغداد، لتكون على مستوى وزراء المال والاقتصاد العرب في 27 الجاري، ويليها اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم 28، على أن يعقد مؤتمر القمة في 29 منه.
اللواء
أنان في دمشق اليوم لإقناع الأسد بوقف العنف
الرياض ترفض الإتهامات الروسية.. ولافروف يلتقي الوزراء العرب قبل كلينتون
من جهتها تناولت صحيفة اللواء الأزمة في سورية "قبيل ايام على اندلاع الثورة السورية تتكثف التحركات والجهود الدبلوماسية لايجاد مخرج لمأزق الوضع السوري الذي يبقي على حاله، فلا الحسم العسكري لقوات النظام في بابا عمرو أعاد الاستقرار الى سوريا، ولا انتقال المعارِضين إلى مواقع اخرى يؤدي إلى تحسين مواقعهم. وتتجه الانظار إلى محادثات الموفد الدولي كوفي أنان في دمشق اليوم. وكذلك الى محادثات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف مع نظرئه العرب في القاهرة اليوم ايضا، وذلك قبل ايام من لقاء مرتقب بين لافروف ونظيرته الاميركية هيلاري كلينتون استبقته موسكو باعلان عدم موافقتها على مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن لا يساوي بين الحكومة والمعارضة في سوريا، وايضا في وقت قررت الصين ارسال مبعوث جديد الى المنطقة.
وقد اعلن انان الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية المكلف الملف السوري «سيلتقي صباح اليوم (السبت) الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق». وفي تصريح لعدد من الصحافيين اعلن بان كي مون ايضا ان انان «سيغادر دمشق الاحد» بعد ان يكون اجرى لقاءات مع مسؤولين حكوميين ومن المجتمع المدني، ليقوم بزيارة عدد من دول المنطقة من دون ان يحدد هذه الدول، كما سيلتقي «قادة من المعارضة (السورية) خارج سوريا». واوضح بان كي مون انه اجرى صباح امس اتصالا هاتفيا مثلث الاطراف شارك فيه اضافة اليه كل من انان والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، تم التطرق خلاله الى تفاصيل مهمة انان.
وقال بان كي مون ان الثلاثة حددوا «ثلاث اولويات» مشتركة هي «ان اي عنف يجب ان يتوقف اكان من جانب القوات الحكومية او من جانب قوات المعارضة» مضيفا «طلبت من انان ان يعمل للحصول على وقف فوري لاطلاق النار». والاولوية الثانية «يجب ان تكون للتوصل الى حل سياسي شامل». وقال بان كي مون اخيرا انه طلب من كوفي انان «التشديد لدى الرئيس الاسد لضمان وصول المساعدات الانسانية» وكان انان استكمل امس محادثاته في القاهرة حيث التقي كل من لافروف ،ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل وزراء خارجية قطر والكويت وسلطنة عمان.
ووزعت السفارة السعودية في بيروت أمس بيان الخارجية السعودية الذي ردت فيه على الاتهامات الروسية بشأن دعم «الارهابيين» في سوريا والذي وصفت فيه تصريحات موسكو بـ»اللامسؤولة والمجانية والمجانبة لحقيقة حرص المملكة على التعامل مع الازمة السورية وفق قواعد الشرعية الدولية وعبر مجلس الامن الدولي». وكشفت مصادر قريبة من انان أنه «انان» طلب من وزير الخارجية الروسي أهمية دعم بلاده للجهود المبذولة من أجل انجاح مهمته في سورية.
كما كشفت عن أن انان أبدي رغبته في أن تلعب موسكو دورا مهما في اقناع دمشق ابداء مرونة في مواقفها، وأهمية تعديل موقفها ، وضرورة التجاوب مع مهمته كممثل للجامعه العربية والأمم المتحدة ،والبدء باتخاذ خطوات واجراءات تتمثل بوقف كل أشكال العنف وأعمال القتل، اعتبر أن من شأنها تهيئة الأجواء لنجاح مهمته وتوفير المناخ المناسب للحوار.
بالمقابل ذكرت مصادر دبلوماسية عربية ان الوزير الروس يسعي خلال لقائه الوزراء العرب اليوم الي اقناع الدول العربية اجراء تعديلات في مبادرتها الداعية الي ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنحي نظام الأسد عن الحكم»علي غرار ما جري من تحولات في اليمن» بدعوي أن هذه التعديلات من شأنها نجاح موسكو في اقناع دمشق القبول بها.
وتتبنى موسكو موقفا مدافعا عن النظام السوري وقد استخدمت حق النقص (الفيتو) مرتين خلال الشهور الاخيرة في مجلس الامن الدولي لمنع اتخاذ قرارات تدين النظام السوري. واكدت روسيا تمسكها بموقفها من الازمة السورية بالرغم من الضغوط الغربية والعربية التي تطالبها بمزيد من الحزم ازاء حليفها السوري. واعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الجمعة ان بلاده تعارض مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الامن الدولي حول سوريا لانه «غير متوازن» كونه لم يتضمن نداء الى طرفي النزاع، اي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف.
واعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند انها «ليست متفائلة كثيرا» بامكانية اتفاق اعضاء مجلس الامن على مشروع قرار جديد حول تقديم مساعدة انسانية الى سوريا. كما اعلنت الصين امس عن ارسال مبعوث جديد الى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الازمة السورية وذلك بعدما واجهت انتقادات شديدة بسبب دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. في كوبنهاغن حذر وزراء الخارجية الاوروبيون امس من تداعيات اي تدخل عسكري في سوريا، معتبرين ان تدخلا من هذا النوع يمكن ان يشعل «حريقا واسع النطاق».
المستقبل
غضب أميركي لتنسيق المالكي مع موسكو بشأن سوريا
بدورها كتبت صحيفة المستقبل تقول "على الرغم من التشدد المعلن الذي تبديه الحكومة العراقية حيال الرئيس السوري بشار الاسد ازاء قمعه المحتجين المطالبين بالحرية، الا ان كواليس القوى السياسية العراقية القريبة من محور طهران ـ دمشق يساورها القلق البالغ من الانعكاسات السيئة لانهيار نظام الاسد على نفوذ واستئثار النخبة المسيطرة على مقاليد السلطة في بغداد.
فسياسة الشد والجذب التي تتبعها حكومة المالكي مع دمشق تنطلق في مجملها من القلق الايراني على مستقبل النفوذ في شرق المتوسط، لاسيما ان بغداد وطهران راغبتان بغياب الاسد عن المشهد السياسي، شرط وجود بديل يضمن استمرار النظام الجديد على النسق اياه الذي يسير عليه الاسد، ما دفع بغداد الى فتح خطوط اتصال دائمة مع موسكو لتأمين هذه الرغبة التي اثارت غضباً وامتعاضاً لدى الاميركيين.
وفي هذا الصدد، كشفت مصادر عراقية مطلعة عن غضب الادارة الاميركية من اتساع وتيرة التنسيق بين بغداد وموسكو بشأن الازمة السورية خصوصاً ان الهاجس السوري لا يزال يقلق "التحالف الشيعي" المسيطر على الحكومة في العراق.
ونقلت جهات اعلامية عراقية عن تلك المصادر ان "رئيس الوزراء نوري المالكي، زعيم ائتلاف "دولة القانون" المنضوي في التحالف الوطني، ابلغ ممثلي الاطراف الاخرى في اجتماع للتحالف في بغداد أنه بعد سوريا يصل الدور الى العراق ثم ايران". وتابعت المصادر ان "المالكي كشف انه على اتصال مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واطلع منه على كثير من الأمور"، لافتا الى ان "لافروف اعرب عن استعداده للوقوف إلى جانب العراق وسوريا، فيما أعرب المالكي عن شكره الحكومة الروسية على موقفها من سوريا، وأنه لن ينسى أبدا هذا الموقف المشرف".
في الجلسة نفسها، قال المالكي، بحسب المصادر، إن "أميركا غاضبة وممتعضة من علاقاتنا واتصالاتنا مع روسيا"، موضحا ان المالكي "اتصل بالأميركيين وقال لهم إنه لا يتحمل أي ضغط آخر على الشيعة، وفي الوقت نفسه قال لهم لا نريد أن يصل يوم نتحدث فيه نحن أيضا كما يتحدث الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، لنقول إننا ندافع عن الشيعة فقط ولا نفكر في أوضاع المنطقة ولا نشعر بقلق منها ولا يهمنا أن تتفجر المنطقة".
وبحسب المصادر، فإن "المالكي شرح في جلسة مهمة مع قادة الفصائل الشيعية وأبرزهم زعيم منظمة "بدر" هادي العامري والقيادي في "المجلس الأعلى" الشيح همام حمودي والقيادي في "التيار الصدري" كرار الخفاجي وزعيم تيار "الاصلاح" إبراهيم الجعفري، فضلا عن القيادي في حزب "الدعوة" حسن السنيد، التطورات في المنطقة وخصوصاً في سوريا، وما تتعرض له الحكومة العراقية من اخطار جدية تهددها، وبوجه خاص ما تتعرض له القوى الشيعية الحاكمة"، داعيا الى "توخي الحيطة والحذر حيال التطورات نظرا إلى الحالة الخطرة في سوريا حيث يُقال رسميا إنه وبعد سوريا سيصل دور العراق، وفي هذا الإطار من الضروري ترصين صفوف المجموعات المكونة لقائمة التحالف الوطني، وكل التيارات والمجموعات الشيعية الحاكمة وتجنب الخلافات الداخلية".
وبحسب المصادر نفسها فـ"ان المالكي قال: جمعتكم لأبلغكم بأن الوضع خطير، وإذا خسر الشيعة غداً، فأنتم المسؤولون عن هذا الوضع، ولا تظنوا أننا جلسنا في سفينة النجاة، وإنما نعيش حالة خطرة، والخطر يحدق بنا من كل الجهات، ويقترب منا، وإذا سقطت الحكومة السورية، فسوف يحين دور العراق، وتعرفون أنه وبعد العراق، سيحين دور إيران التي تُعتبر عمقنا الإستراتيجي".
من ناحية أخرى، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في محافظة نينوى (شمال العراق) المحاذية لسوريا عن اعداد خطة طارئة لاستقبال المدنيين السوريين في حال لجوئهم إلى العراق. وأكد ممثل المفوضية في نينوى رعد حسن "إعداد خطة طوارئ متكاملة بهذا الصدد تتضمن تهيئة جميع احتياجاتها ومستلزماتها بالتعاون مع منظمات إنسانية دولية وأيضا مع الإدارة المحلية في المحافظة"، مشيرا أنه "لم يتم حتى الآن تسجيل حالات نزوح أسر سورية الى محافظة نينوى"، لكنه لفت الى أن "هناك نحو 300 أسرة سورية وفلسطينية مسجلة في محافظة نينوى منذ سنوات".
إلى ذلك، ومع بداية العد التنازلي لانعقاد القمة العربية، اعطى زعماء عرب موافقتهم المبدئية على حضور القمة التي ستناقش نحو 20 ملفا متنوعا، في حين سيّر انصار زعيم "التيار الصدري" السيد مقتدى الصدر، الحليف الاساسي للمالكي، تظاهرات مناوئة لحكومة البحرين في مدن عراقية عدة، اعتبرتها كتلة اياد علاوي بأنها رسالة سلبية ستؤثر على مشاركة دول مجلس التعاون العربي في قمة بغداد العربية.
وقال وكيل وزارة الخارجية العراقي لبيد عباوي إن "جميع الدول العربية أبلغت العراق رسميا المشاركة في القمة، ولن يكون هنالك أي غياب للدول التي وجهت اليها الدعوات" مضيفاً أن "العراق حصل على تأكيدات رسمية لحضور 12 رئيس دولة عربية سيكونون على رأس القمة العربية، بينهم من دول الخليج العربي".
وكشفت مصادر عراقية ان اللمسات الاخيرة قد وضعت لجدول اعمال القمة العربية، موضحة ان "جدول الاعمال يتضمن اكثر من 20 ملفا حول قضايا امنية وسياسية واقتصادية، أضافة إلى الازمة السورية، ومبادرة العراق لحلها، والشأن الفلسطيني والصراع العربي ـ الاسرائيلي، واوضاع لبنان والصومال وقضية القرصنة والملف النووي الايراني"، لافتة الى ان "الخلاف الاكبر هو قضية البحرين التي ما زال النقاش قائما بشأنها، كون دول مجلس التعاون الخليجي ترفض ادراجها على جدول اعمال القمة".