تحدث الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في حفل تخريج دورات النور لتعليم القراءة والكتابة الذي اقيم بعد ظهر اليوم الخميس
من الأمية في القراءة والكتابة التي يجب ان نعمل على محوها الى الأمية في السياسة.. نحن مدعوون لمحو كل اشكال الامية لنكون امة تنتج العلم وفي نفس الوقت امة مقتدرة وقادرة على مواجهة كل التهديدات والاخطار وان تفرض وحدتها وتماسكها ومصالحها واستقلالها وعزتها على كل العالم..
هذه خلاصة اكد عليها الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في كلمته في حفل تخريج دورات النور لتعليم القراءة والكتابة والتي حملت مواقف ورؤى حول مختلف الملفات المهمة من لبنان الى المنطقة..
امتنا في هذا العقد امام فرصة تاريخية لإيجاد تحولات هائلة
السيد نصر الله حذر من ان ما يتم التخطيط له هو تقسيم وتفتيت المنطقة وفوضى عارمة وشاملة وإشغالنا ببعضنا وتوتيرنا وتحريضنا على بعض. وقال ان هذا هو العنوان العام وهذا ما يحصل اليوم تحت عناوين مختلفة.
وشدد على اننا اذا ذهبنا الى التوتر والاستفزاز والتسرع سنخرب بيوتنا بأيدينا في لبنان والعالم العربي والعالم الاسلامي في وقت الفرصة متاحة امام شعوبنا وامتنا لاستعادة حقوقنا وسيادتنا على اراضينا ونفطنا ومياهنا واستعادة فلسطين والقدس لان الاميركيين اليوم "في نزول" في كل شيء والغرب في نزول وكل الطامعين في بلادنا وخيراتنا لكن لأنهم كذلك يريدون ان ينزلونا معهم .. واذا بقينا واقفين وثابتين ومعنوياتنا عالية وحريصين على بلادنا ووحدتنا وتماسكنا فامتنا في هذا العقد امام فرصة تاريخية لايجاد تحولات هائلة في اوضاعنا على المستوى القومي.
المخاوف من التقسيم وقائع لا اوهام
واشار السيد نصر الله الى ان الدعوات الى الفدرالية والانفصال والتقسيم موجودة في اكثر من بلد عربي وهناك جهات تطمح الى ذلك وبعضها يعبّر وبعضها لا يعبر. واضاف اننا عندما نتحدث عن مخاوف التقسيم نتحدث عن وقائع على الارض لا اوهام وهذا السودان قد قسموه.
الرهان على سقوط النظام السوري فشل
السيد نصر الله اشار في الموضوع السوري الى اننا دعونا من اليوم الاول الى عدم حمل السلاح وان يذهب السوريون الى الحل السياسي وكلنا مع الاصلاح والديمقراطية..
واضاف : يجب ان يقف نزف الدم واي استهداف للمدنيين موضع ادانة ومن لديه حقائق فليقدمها . واشار الى ان التطورات السورية تثبت ان الرهان على سقوط النظام وانشقاق الجيش وحرب طائفية وتدخل خارجي وعقوبات اقتصادية لم تؤد الى نتيجة.
واشار السيد نصر الله الى اننا بعد مرور سنة على الاحداث ندعو الى مراجعة تؤدي الى النتيجة التالية: في سوريا لا حل الا الحل السياسي يعني القاء السلاح بشكل متزامن وآلية متفق عليها والدخول في حل سياسي.
واكد ان مصلحتنا في لبنان ان يكون هناك استقرار وحل سياسي في سوريا ومضمون الحل السياسي ومجالات الاصلاح شأن يتفق عليه السوريون وهم يرسمون خطوطهم الحمر لا نحن اللبنانيين وان يخرج بعضنا لينظّر على السوريين.
واضاف: اليوم الجماهير التي نزلت ورايناها في الساحات هي تعبير واضح ولما ياتي احد ليقول : انت لست الى جانب الشعب السوري انت مع النظام .. قل لي من هو الشعب السوري؟ هناك انقسام شعبي صحيح لكن هناك جزء معتد به من الشعب السوري هذا خياره وهناك جزء لديه خيار ثان.. اضاف: من قال ان الشعب السوري هو من تقف معه انت وليس من اقف انا معه.. يعني نحن وقفنا مع الشعوب العربية الا في سوريا؟.. لا. هناك شعب في سوريا يريد الاصلاح ولا يريد التقسيم ولا حربا اهلية وطائفيه ولا يريد ان يكون عرب خيانة ولا عرب اعتدال ويريد ان يبقى ممانعا ومقاوما ووفيا لفلسطين .. نحن مع هذا الجزء من الشعب... وتابع سماحته: هناك من يرون ان اوباما وكلينتون والاميركيين ومن يعتبر كل يوم ان تحالفه مع "اسرائيل" مقدس وامنها وتفوقها مقدس ويعتبر ان ساركوزي وبريطانيا والذين باعوا فلسطين وشعبها والجولان ولبنان و و... على مدى 20 سنة هم حلفاؤه وخشبة الخلاص له ، هو حر فليعتقد ما يريد لكن نحن ايضا احرار نعتقد ما نريد ونتخذ الموقف الذي نريد..
جاهزون للحوار وعدم تعطيل البلد
ودعا السيد نصر الله في الموضوع اللبناني الى الحوار حول القضايا المختلف عليها لا ان نعطل البلد بحجة ملفات خلافية.
وقال: القضايا التي نحن مختلفون عليها فلنتحاور بشأنها في الحكومة او المجلس النيابي او طاولة الحوار وما نتفق عليه نسير به وما لا نقدر على الاتفاق عليه نؤجله لكن لا يجوز اذا كنا نختلف على ملف او اثنين ان نعطل كل البلد.. هذا منطقنا ، والمنطق الاخر يضع الملفات الخلافية ويرهن البلد كله لهذه الملفات.
واضاف: مثل موضوع سلاح المقاومة.. اذا اتفقنا "يمشي الحال" واذا اختلفنا يتاجل وحتى لو لم نتفق ان يتاجل فهو مؤجل، ومن هو قادر على نزع سلاح المقاومة بالقوة فليتفضل.. واكد اننا جاهزون للحوار في اي لحظة حول الاستراتيجية الدفاعية.
غزة.. معادلة ممتازة
وتطرق الى العدوان الاخير على غزة فاشار السيد نصر الله الى ان بعضهم ذهب الى القول ان المواجهات كانت بقرار ايراني او ان ما جرى قامت به فصائل لصرف النظر عما يجري في سوريا.. وهذا ظلم كبير. واضاف: بعض الاعلام اللبناني والعربي للاسف الشديد حمل المقاومين في غزة مسؤولية الاحداث وهذا كذب والاسرائيلي هو الذي ابتدأ وشن غارة ادت الى استشهاد الامين العام للجان الشعبية . وشبه هذا الامر بأجواء حرب تموز وقال: في حرب تموز اتوا وقالوا ان حزب الله قام بالحرب من اجل النووي الايراني والمحكمة الدولية وهذا ظلم، وفي غزة جماعة محاصرون ومظلومون ويقف بعض الاعلام ليقدمهم كمعتدين من اجل مصالح اقليمية معينة وهنا تقاطع الاسرائيلي مع بعض هذا الاعلام ليقول ان حربه على غزة جزء من حربه على ايران وهذا تضليل وكذب وافتراء..
ولفت الى ان ما جرى في غزة من حيث النتيجة اعادة تذكير بالكثير من النفاق وتعدد المكاييل والمعايير الغربية في التعاطي مع الاحداث.
واكد سماحته اننا شهدنا اثناء العدوان الاخير على غزة ثباتا وقدرة واستطاعت المقاومة ان تفرض على مليون ونصف مليون اسرائيلي البقاء في الملاجئ وهذه معادلة ممتازة جدا.
البحرين.. ثبات الشعب
السيد نصر الله اشار الى اننا شاهدنا في البحرين المظاهرة الضخمة التي وجه الدعوة اليها الشيخ عيسى قاسم واستجاب لها مئات الالاف واكدت على مطالب الشعب واثبتت معارضة شعبية واسعة وانها معارضة سليمة حريصة على امن البحرين ودماء اهل البحرين وعلى دماء خصومها وهذا ويعبر عن الثبات والارادة وان الرهان على تراجع هو رهان خاسر.
واشار الى ان لا اهل الربيع العربي يعترفون ان البحرين جزء منهم ولا جامعة الدول العربية تعترف ولا مجلس التعاون ولا المجتمع الدولي ولا احد لكن هذا لم يثن الشعب عن المطالبة بحقوقه سلميا ويرفض ان يكون اداة يعبر من خلالها احد الى البحرين ومصيرها. وقال: لا اتدخل في أسقف الشعب البحريني لكن خياراته واضحة والرهان على الوقت خاسر ويجب وجود اهتمام عربي واسلامي وعالمي لاغلاق هذا الملف..
اضغط هنا لقراءة النص الكامل للكلمة