24-11-2024 04:02 PM بتوقيت القدس المحتلة

طالبان توقف محادثاتها مع واشنطن وكرزاي يأمر بخروج الاحتلال من القرى الافغانية

اعلنت حركة طالبان الافغانية وقف محادثاتها مع الاميركيين الخميس فيما امر الرئيس الافغاني حميد كرزاي القوات الاميركية بالخروج من القرى، مطالبا بنقل المسؤوليات الامنية للقوات الافغانية في 2013.

كرزاي وبانيتااعلنت حركة طالبان الافغانية وقف محادثات بناء الثقة مع الاميركيين الخميس فيما امر الرئيس الافغاني حميد كرزاي قوات الاحتلال الاميركية بالخروج من القرى، مطالبا بنقل المسؤوليات الامنية للقوات الافغانية في 2013.
 
وجاء اعلان طالبان التي تقاتل ضد قوات الاحتلال الاميركية منذ عشر سنوات واعلان كرزاي بعد ايام من حادث اطلاق جندي احتلال اميركي النار على مدنيين افغان مما ادى الى مقتل 16 منهم.  وجاءت هذه الاحداث لتلقي بظلالها على الزيارة التي يقوم بها وزير الحرب الاميركي ليون بانيتا لافغانستان والتي تهدف الى تخفيف حدة الغضب الذي اثاره حادث اطلاق النار يوم الاحد الماضي وحادث احراق المصاحف في قاعدة اميركية في افغانستان الشهر الماضي.
  
ولم تتطرق طالبان الى حادث القتل في اعلانها عن وقف الاتصالات التي تجريها الحركة مع المسؤولين الاميركيين في قطر بشان تبادل اسرى. وهي الاتصالات التي عززت الامال في التوصل الى حل سياسي في افغانستان قبل انسحاب قوات الاحتلال الاميركية المقرر في 2014. وقالت الحركة في بيان على موقعها على الانترنت ان "امارة افغانستان الاسلامية قررت ان توقف المفاوضات مع الاميركيين في قطر"، موضحة ان السبب الاساسي لهذا القرار هو "الموقف المذبذب والمتغير وغير الواضح للاميركيين". واضافت ان هذا القرار سيستمر الى ان "يبين الجانب الاميركي موقفا واضحا تجاه البحث حول الموضوعات المحددة المذكورة ويبدي استعداده لتنفيذ الوعود التي وعد بها دون ضياع الوقت".
  
واوضحت الحركة انها "فتحت المكتب السياسي في دولة قطر لاجل التفاهم مع العالم الاجنبي والتفاوض مع الاميركيين حول موضوع تبادل الاسرى في بداية المطاف". وتابعت انه "يبدو ان المحتلين الاميركيين وعملاءهم يسيئون الاستفادة" من ذلك و"يريدون تحقيق اهداف اخرى ومن أجل الوصول لأهدافهم الدنيئة تلك. يؤخرون الموضوع ويضيعون الوقت فقط".
  
وفي كابول قدم كل من بانيتا وكرزاي منظورين مختلفين تماما للمحادثات التي دارت بينهما. بعد أن اصر الاميركيون على ان الاحداث الاخيرة لن تدفع بالقوات الاحتلال القتالية التابعة للحلف الاطلسي والتي تقودها الولايات المتحدة الى الانسحاب قبل الموعد المحدد في 2014.  وقال ايمال فائضي المتحدث باسم الرئاسة الافغانية ان كرزاي ابلغ بانيتا "نحن مستعدون لتحمل جميع المسؤوليات الامنية الان .. ونفضل أن تكتمل العملية في 2013 وليس في 2014".
  
كما ابلغ كرزاي بانيتا ان على قوات الاحتلال الدولية التي تقودها الولايات المتحدة "الانسحاب من القرى والعودة الى قواعدها". بحسب المتحدث. ولم يتضح على الفور كم عدد القواعد الاميركية التي ستتاثر بطلب كرزاي لان الولايات المتحدة فككت في السابق عددا من المواقع في محاولة لتركيز تواجدها لحماية مدن رئيسية من نفوذ طالبان.
  
كما لم يصدر أي رد فعل فوري من الحلف الاطلسي او بانيتا الذي صرح للصحافيين عقب محادثاته مع كرزاي انه "واثق" من ان الجانبين سيتوصلان الى معاهدة يسمح بتواجد لقوات الاحتلال الاميركية في البلاد عقب عام 2014.  واكد وزير الحرب انه متفائل بان الجانبين سيتوصلان الى اتفاق حول الغارات الليلية المثيرة للجدل والتي تشكل مسالة كبيرة تعيق التوصل الى معاهدة قبل قمة حلف الاطلسي التي ستعقد في شيكاغو في ايار/مايو المقبل.
  
ويعترض كرزاي على الغارات على اساس انها تنتهك حرمة العائلات الافغانية في منازلهم وانها مسؤولة عن مقتل العديد من المدنيين. وهو ما تنفيه الولايات المتحدة. ويفترض ان المعاهدة التي يجري التفاوض بشانها تغطي العلاقات الافغانية الاميركية بعد 2014 حيث ترغب الولايات المتحدة في الحفاظ على موطئ قدم لها في افغانستان لمنع عودته مرة اخرى مأوى للقاعدة.
  
وقال بانيتا انه وعد كرزاي بمحاكمة الجندي الاميركي وان البنتاغون سيحقق في الظروف التي دفعته لارتكاب فعلته. بما في ذلك تاثير الضغوط النفسية الناجمة عن القتال على الجنود.  كما شهدت زيارة بانيتا الى افغانستان الاختراق الامني غير المسبوق لدى وصوله الى افغانستان الاربعاء عندما حاول مترجم افغاني صدم شاحنته بعناصر من المارينز الاميركيين الذين كانوا بانتظار بانيتا لتحيته.

ووقع الحادث فيما كان بانيتا يتحه جوا الى قاعدة كامب باستيون المشددة الحراسة. ولم يؤكد المسؤولون الاميركيون الحادث الا بعد 10 ساعات من وقوعه. وقلل بانيتا من اهمية الحادث وصرح للصحافيين "لا اسباب تحملني على الاعتقاد بان الهجوم كان يستهدفني". واضاف "انها منطقة نزاع ولا بد ان نشهد مثل هذه الحوادث".
  
وخلال زيارة بانيتا التي مدتها يومان قتل 22 افغانيا على الاقل في جنوب البلاد. حيث قتل ثمانية مدنيين في هلمند بينما قتل شرطي في قندهار الاربعاء وقتل 13 إمرأة وطفلا في انفجار قنبلة على قارعة الطريق في ولاية اروزغان الخميس.