أدّى هجوم شنّته قوات الشرطة الفرنسية صباح اليوم إلى مقتل الشاب الذي يُشتبه بشنّه ثلاثة هجمات أوقعت سبعة قتلى بينهم ثلاثة عسكريين وثلاثة أطفال يهود جنوب غرب فرنسا
أدّى هجوم شنّته قوات الشرطة الفرنسية صباح اليوم إلى مقتل الشاب الذي يُشتبه بشنّه ثلاثة هجمات أوقعت سبعة قتلى بينهم ثلاثة عسكريين وثلاثة أطفال يهود جنوب غرب فرنسا. وقاوم محمد مراح، الذي يشتبه بأنه منفذ هجمات مونتوبان وتولوز التي راح ضحيتها ثلاثة عسكريين وأربعة يهود، الهجوم لكن عناصر الشرطة قاموا بقتله بينما كان يحاول الفرار من شرفة شقته وهو يواصل إطلاق النار. وقد أعلن مراح أن ما قام به يأتي انطلاقاً مما يتعرض له الفلسطينيون من ظلم، إضافة لمعارضته لالتزام فرنسا العسكري في أفغانستان وحظر النقاب.
وصرحّ مصدر من الشرطة نقلاً عن وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان أن المشتبه "كان قد مات عندما وقع أرضاً". وخلال المواجهات، أصيب شرطي بجروح، بحسب مصدر من الشرطة. وصرّح الرئيس الفرنسي بعد انتهاء المواجهة أن "مواطنينا المسلمين لا علاقة لهم بالدوافع الجنونية لإرهابي". وتعهد ساركوزي باتخاذ اجراءات جنائية لمكافحة محاولات "نشر العقائد المتطرفة سواء على الانترنت أو في رحلات أو حتى في السجون".
يُذكر أن وزير الداخلية الفرنسي قال صباح اليوم إنه "لدينا أولوية هي استسلام المشتبه به لنسلمه الى القضاء وبالتالي القبض عليه حياً". وتابع الوزير أن المشتبه به وبعد أن أعلن مرتين أمس أنه يريد الإستسلام ووافق على التكلم مع الشرطيين دخل في "منطق القطيعة"، وأعلن حتى أنه "يريد الموت والسلاح في يده". وطوال فترة الهجوم ليلاً، قام رجال الشرطة في فترات محددة بتفجير عبوات بالقرب من نوافذ الشقة بهدف حرمان المشتبه به من النوم والتخفيف من عزيمته. وفي الوقت نفسه، كانت الشرطة تحرك شعاعاً ضوئياً على واجهة المبنى الذي قطعت عنه الماء والغاز والكهرباء. كما حاولت قوات النخبة مرات عدة دخول الشقة حيث أصيب شرطيان آخران بجروح.
وكشف مراح، خلال مفاوضات مع الشرطة، أنه منفذ هجمات 11 و19 آذار/مارس في تولوز ومونتوبان التي قتل فيه ثلاثة عسكريين من أصل مغاربي وثلاثة أطفال وأستاذ في مدرسة يهودية. وكان مراح يستعد لقتل اثنين من الشرطة وعسكري اعتباراً من أمس، بحسب مدعي باريس فرانسوا مولان. وفي مونتوبان، أقيمت مراسم تكريم للعسكريين الثلاثة بعد ظهر أمس بحضور الرئيس نيكولا ساركوزي ومرشحين آخرين للانتخابات الرئاسية. ونقلت جثامين ضحايا المدرسة اليهودية وثلاثة منهم يحملون الجنسيتين الفرنسية والاسرائيلية الى كيان العدو حيث تمت مراسم الدفن.
وطرح الحادث عدداً من الأسئلة حول مراقبة أجهزة الاستخبارات لهذه الشبكات الإسلامية، حيث كشف وزير الداخلية كلود غيان أن محمد مراح كان تحت المراقبة منذ سنوات، وقد تمّ استدعاؤه في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011 الى مركز الاستخبارات الداخلية في تولوز لاستجوابه بشان رحلته الى أفغانستان وباكستان. وصرّح وزير الخارجية الآن جوبيه "أتفهم أن يطرح سؤال حول وجود ثغرة لا بد من إلقاء الضوء على المسألة". بينما دافع غيان عن عمل المحققين مؤكداً أن "إبداء اراء سلفية لا يكفي لإحالة أحد أمام القضاء". وشدد على أنه "في مسيرة سلفيين من تولوز مثل مراح لم يظهر ابداً أي ميل جنائي"، مشيراً الى صعوبة مكافحة "فرد معزول". هذا وأجمعت الصحف الفرنسية اليوم على أن تحوّل مراح الى الجريمة يشكل تحدياً للسياسيين في فرنسا الذين يخوضون حملة رئاسية وأن ما حصل في تولوز سيشكل منعطفاً.
بيان: مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة تتبنى هجمات تولوز
وتبنت مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة الهجمات وذلك في بيان نشر على الانترنت. وقال البيان الذي يحمل توقيع "سرية طارق بن زياد كتيبة جند الخلافة" إنه "في يوم الثلاثاء 19 مارس انطلق أحد فرسان الاسلام أخونا يوسف الفرنسي في عملية هزت أركان الصهيو صليبية في العالم كله"، حسب تعبيره.
وأضاف في البيان الذي تمّ بثه على موقع "شموخ الاسلام" الذي يبث عادة بيانات تنظيم القاعدة "إننا إذ نعلن مسؤوليتنا عن هذه العمليات المباركة، فإننا نقول بأن ما تقوم به اسرائيل من جرائم بحق أهلنا على أرض فلسطين الطاهرة وفي غزة على وجه التحديد لن يمرّ بدون عقاب".
نتنياهو: اسرائيل باتت ملاذاً لليهود المعرضين للخطر
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن كيانه وُجد ليكون ملاذاً لليهود المهددين بالخطر و"لتشكل درعاً للشعب اليهودي". وقال نتانياهو، خلال زيارة قام بها لتقديم العزاء لعائلات القتلى الأربعة اليهود في تولوز، إنه "بسبب قتل اليهود تمّت إقامة دولة اسرائيل". وتوجّه نتانياهو اليوم لتقديم العزاء في مقتل أستاذ الدين اليهودي الفرنسي جوناثان ساندلر وابنيه غابرييل وارييه والفتاة ميريام مونسينوغو.
وتوجه نتانياهو إلى ايفا ساندلر زوجة ساندلر قائلاً إن "اولئك القتلة يعتبرون أي أرض يعيش فيها يهود أرضاً محتلة، ودولة اسرائيل أقيمت لتشكل درعاً للشعب اليهودي". قال نتانياهو "إذاً كانت لهؤلاء القتلة القدرة فليقتلوا جميع اليهود أينما وُجدوا". ورافق سفير فرنسا لدى اسرائيل كريستوف بيغو نتانياهو في جولته، وأوضح بيغو "جئت لإظهار تضامن الشعب الفرنسي مع العائلات ومع الشعب الإسرائيلي، فقد كانوا أطفالاً فرنسيين وأطفالاً اسرائيليين"، مؤكداً أن فرنسا "ملتزمة حربها ضد الإرهاب".