أثار إعلان كوريا الشمالية العديد من ردود الفعل كان أبرزها موقف الصين التي دعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس. يأتي ذلك في وقت أصدرت فيه طوكيو أمراً بتجهيز أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ
يبدو أن إعلان كوريا الشمالية إطلاق صاروخ يحمل قمراً صناعياً، قد أثار العديد من ردود الفعل كان أبرزها موقف الصين، حليفة بيونغ يانغ، التي دعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس. يأتي ذلك في وقت اتخذ فيه رد الفعل الياباني بعداً عسكرياً تمثل بإصدار طوكيو أمراً بتجهيز أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ. أما الأمم المتحدة فقد لوّحت بإيقاف المساعدات الغذائية عن كوريا الشمالية.
أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي أنه "على كل الأطراف التزام الهدوء وضبط النفس وتجنب الأعمال التي يمكن أن تعقد الوضع"، وذلك قبل ثلاثة أسابيع من إطلاق صاروخ يحمل قمراً صناعياً كورياً شمالياً. وسبق أن أعربت الصين، الحليفة الأساسية لبيونغ يانغ، عن قلقها من إطلاق هذا القمر بينما اعتبرت سيول أنه عملية مقنعة لإطلاق صاروخ.
من جهتها، أصدرت الحكومة اليابانية أمراً بتجهيز أنظمة الدفاع المضاد للصواريخ، إذ أنها تخشى أن يسقط الصاروخ الكوري الشمالي أو أجزاء منه على أراضيها أو في مياهها الإقليمية. وأعلن وزير الدفاع الياباني ناوكي تاناكا اليوم "أصدرت أمراً بالإستعداد لنشر أنظمة باك-3 وسفن حربية مجهزة بأنظمة ايجيس". وستضع قوات الدفاع الذاتي، التسمية الرسمية للجيش الياباني، صواريخها أرض-جو من طراز باتريوت باك-3 ومدمراتها المجهزة بنظام ايجيس القتالي التي تسمح بإطلاق صواريخ اعتراضية أس أم-3 في حال الإنذار.
ومن المفترض أن يصدر رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا خلال الأسبوع المقبل أمراً رسمياً بتدمير الصاروخ في حال هدد الأراضي اليابانية. كما أنه من المتوقع أن تسقط الطبقة الأولى من الصاروخ في البحر الأصفر غرب شبه الجزيرة الكورية، والطبقة الثانية منه شرق الفيليبين، ومن المحتمل أن يعبر الصاروخ فوق جزر اوكيناوا الواقعة عند أقصى جنوب اليابان.
في السياق، تؤكد كوريا الشمالية أن إطلاق الصاروخ يهدف الى وضع قمر صناعي لمراقبة الأرض في مداره، غير أن اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وحلفائها يشيرون إلى أن بيونغ يانغ تعدّ في الواقع لتجربة صاروخ بالستي بعيد المدى.
من جهة ثانية، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كوريا الشمالية اليوم من أن إطلاق صاروخ قد يؤثر على المساعدة الإنسانية الدولية ويزيد من صعوبة الوضع في هذا البلد. وقال بان كي مون، في كلمة ألقاها في سنغافورة، إن "مثل هذا العمل سينسف التقدم الذي تحقق مؤخراً على الصعيد الدبلوماسي وقد يؤثر على المانحين الدوليين بحيث يؤدي الى تفاقم الوضع الإنساني داخل البلاد".
وأعرب بان عن قلقه الشديد لإعلان بيونغ يانغ الأسبوع الماضي إطلاق صاروخ يحمل قمراً صناعياً منتصف نيسان/أبريل المقبل. وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن إطلاق الصاروخ سيشكل "انتهاكاً فاضحاً" لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشيراً الى أن كوريا الشمالية تواجه حالياً "أزمة إنسانية خطيرة". وأعلنت بيونغ يانغ أنها ستطلق بين 12 و16 نيسان/أبريل قمر مراقبة للإستخدام المدني.