28-11-2024 12:55 PM بتوقيت القدس المحتلة

نبيل رجب لموقع المنار: المواجهة مع الملك ولتتجنب السعودية التورط بضم البحرين

نبيل رجب لموقع المنار: المواجهة مع الملك ولتتجنب السعودية التورط بضم البحرين

اللقاء بنبيل رجب لا يمكن إلا أن يكون استثنائياً. فالرجل ليس في حديثه ملل أو رتابة، بل تعبير عفوي وصادق عن نبض شارع أعيته المعاناة حتى تجذرت الثورة في عروقه

اللقاء بنبيل رجب لا يمكن إلا أن يكون استثنائياً. فالرجل ليس في حديثه ملل أو رتابة، بل تعبير عفوي وصادق عن نبض شارع أعيته المعاناة حتى تجذرت الثورة في عروقه. لا يمثل نبيل رجب حزباً وليس في حديثه معالم إنتماء لمذهب او طائفة، فالرجل قد تصفه كلمتين: بحريني حقوقي.

من هو نبيل رجب؟

الناشط الحقوقي البحريني نبيل رجبيعرّف الناشط البحريني نفسه على أنه ناشط حقوقي، يترأس حالياً مركز البحرين لحقوق الإنسان، كما يدير مركز الخليج لحقوق الإنسان، وهو نائب أمين عام الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ومستشار قانوني في منظمة هيومن رايتس ووتش. عمل بشكل تطوعي في المجال الحقوقي إلى جانب عمله في مجال المقاولات وعندما استهدف في مصدر رزقه من قبل السلطات البحرينية، تركه ليتفرغ للعمل الحقوقي.

لم يكن رجب ليظهر على الإعلام قبل أحداث 14 فبراير 2011، إلا أن الأحداث الدموية التي جرت في المملكة بالتزامن مع اعتقال قيادات سياسية ونشطاء حقوقيين فرض عليه الخروج إلى الإعلام والإستفادة كل الوسائل لإظهار حقيقة ما يجري، ليتحول بذلك من ناشط حقوقي إلى وكالة إخبارية حسبما يصفه البعض.

في حديثه إعتزاز بهويته كبحريني وحسرة على ما ألم بهذا الشعب، فهو في حين يكرر أن شعب البحرين فريد في محيطه لجهة ما يملك من ثقافة وحضارة وتاريخ يسبق تاريخ وجود آل خليفة في الجزيرة الصغيرة، يشدد على أن للبحرين تاريخ مرير أيضاً من الظلم والمعاناة والإستبداد وأن ما تشهده المملكة منذ 14 فبراير 2011 لم يكن جديداً على هذه الجزيرة.

المواجهة مع الملك بعدما اختار أن يدخل في معركة ضد شعبه

ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفةوفي حديث خاص له مع الموقع الالكتروني لقناة المنار، كشف رجب أن القوى السياسية المعارضة في البحرين وصلت إلى قناعة بأن النظام القائم غير جدير بحكم البلاد، معتبراً أن أغلب هذه القوى لم تذهب لرفع السقف والمطالبة بإسقاط النظام مراعاةً منها لظروف محلية وإقليمية.

وفي حين اعترف رجب أنها المرة الأولى التي تم التعرض فيها وبشكل مباشر لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، فسّر الحقوقي البحريني ذلك بأن الشعب بات يعلم أن مواجهته هي مع الملك مباشرة، كونه المسؤول القانوني والأخلاقي عن كل ما يتعرض له البحرينيون من انتهاكات. واعتبر أن الملك لم يترك مجالاً لتجنب انتقاده بعدما دخل في معركة ضد شعبه، مكذباً ما تعرضوا له من انتهاكات.

عدم اللجوء إلى السلاح مكسب يسجل للشعب البحريني

المقابلة مع نبيل رجبوإذ يشيد الحقوقي البحريني بسلمية الشعب البحريني وقناعة القيادات الراسخة بأن السلمية هي الخيار الوحيد لتحقيق المطالب معتبراً أن عدم اللجوء إلى السلاح هو مكسب للشعب ضد النظام، يتخوّف من احتمال تضاؤل تأثير القيادات السياسية والحقوقية على الشارع البحريني مع تزايد العنق من قبل السلطة والإفراط في استخدام القوة.

وقال رجب: "أنا شخصياً ضد المولوتوف، وكذلك الجمعيات السياسية، لكن البعض قد يلجأ لذلك نتيجة الوضع  الذي وصل إليه الناس".

وأوضح أن المولوتوف، لم يستخدم من قبل قلة من المتظاهرين إلا في الشهرين الأخيرين ونتيجة لليأس بعد أخذت الناس ترى أبناءها تقتل بدم بارد، وتسجن وتعذب وتخطف دون وجه حق، في حين تغيب الحكومة عن السمع ولا تهتم لردود الفعل، وفي ظل غياب أي رد فعل دولي على ما يحدث.

وأضاف رجب: "عندما قتلوا الناس في الدوار(دوار اللؤلؤة) لم يُستخدم المولوتوف، وعندما هاجموا المستشفيات وحاصروها لأشهر وقتلوا الناس واعتقلوا الجرحى والأطباء لم تستخدم المولوتوف.. والحكومة في وقتها لم تكن تسمح بخروج أي مظاهرة تنتقد ملك البلاد.  وكانت التظاهرات تُضرب وتُستهدف ليس بسبب الجنوح إلى العنف إذ لا عنف، بل لأنها خرجت لتنتقد الملك.. فهم لا يريدون أي صوت ينتقد الملك".

أفراد في الأسرة الحاكمة متورطون في تعذيب المعتقلين

الطفل علي السنكيسوقال نبيل رجب أن النظام حول الحراك المطلبي إلى عداء شخصي بين الشارع والأسرة الحاكمة، معتبراً أن هذا العداء يفّسر تورط  بعض المنتمين لأسرة الحاكمة في تعذيب المعتقلين من بينهم خليفة بن أحمد آل خليفة، مشيراً إلى تقرير سابق أعده مركز البحرين لحقوق الإنسان وثّق فيه تورط نجلي الملك ناصر وخالد بشكل سافر في قضايا التعذيب. ولفت إلى أن هناك نساء من آل خليفة متورطات بذلك أيضاً مسمياً نورة آل خليفة من بين اللواتي شاركن في عمليات التعذيب والاعتداء على المعتقلات.

ولفت رجب إلى قضية الإعتداء على الطفل علي السنكيس بطرق غير أخلاقية وضربه بشكل مبرح لا إنساني، مشيراً إلى أن الطفل نفسه سبق وأن زاره شخصياً بعد تعرضه في وقت سابق للضرب من قبل قوات أمن النظام، مؤكداً أن الحادث السابق تم توثيقه.

وعن الحديث عن مشروع لضم البحرين إلى السعودية أشار رجب أنه كان أول من تحدث علناً عن الموضوع، وأكد أن المشروع كي يكتمل بحاجة إلى موافقة الشعب الأصلي، لا شعباً مستورداً، موضحاً أن الشعب البحريني يرفض هذا الطرح بشكل مطلق. وقال إنه شخصياً يستبعد أن يكون الطرح جدياً، مكتفياً بالرد: "أتمنى أن لا تتورط السعودية في هذا المشروع كما تورطت في اليمن سابقاً".

عبد الهادي الخواجة: حالته الصحية حرجة.. والدنمارك تحرك قضيته

وتطرق الناشط البحريني إلى قضية المعتقل في السجون البحرينية الناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة، والذي تجاوز في إضرابه عن الطعام الأربعين يوماً. وأكد أن حالة الخواجة الصحية تدهورت بعد أن فقد الكثير من وزنه، وبعد عمليات التعذيب التي لحقت به، وقال إن في فكي الخواجة ما يقارب 11 برغياً حديدياً، وأن علامات التعذيب واضحة على وجهه.

نبيل رجبوقال إن الخواجة كان واضحاً في خطابه منذ بداية الأزمة، كان يسمي الأشياء بأسمائها فيتحدث عن الملك وعن فساد النظام والأسرة الحاكمة. "كنا ننصحه بأن يلطف من إنتقاداته، لاعتقادنا بأن أسلوباً أكثر ليناً قد يساعد على تحقيق شيء من المطالب.. ولكن بعد مرور عام على الأحداث وتمادي آلة القمع والقتل وجدنا أن أسلوب الخواجة هو الأنسب" قال رجب.

وأوضح أن مركز البحرين لحقوق الإنسان لازال يلاحق قضية الخواجة وكل المعتقلين السياسيين، مؤكداً أنه  كان قبل أيام في زيارة للدنمارك وتحدث إلى البرلمان هناك، طارحاً قضية عبد الهادي الخواجة الذي يحمل الجنسية الدنماركية.. مؤكداً أنهم مطلعون على القضية ويعملون على حل قضيته من خلال القنوات الدبلوماسية.

التعرض للمقدسات: لجر الشارع إلى رد فعل طائفي وإلغاء تراث البحرين

وحول التعرض للمقدسات من خلال حرق القرآن الكريم وهدم المساجد والإعتداء على الأضرحة، اعتبر الناشط الحقوقي البحريني نبيل رجب أن التعرض للمقدسات لاسيما الاعتداء مؤخراً على ضريح الصحابي صعصعة بن صوحان يأتي في إطار جر الطائفية الشيعية لرد فعل طائفي يدعم مزاعم النظام التي يعتمدها لتشويه الحراك المطلبي في البحرين.

الاعتداء على ضريح الصحابي صعصعة بن صوحانوقال رجب إنّ المطلوب تحقيق أكثر من غرض من بينها نقل الموضوع من الخلاف بين الشعب والأسرة الحاكمة إلى خلاف شيعي سني، "ولكن الناس كانوا واعين لذلك، وردوا على هذه الانتهاكات بالورد، فوزعوا الورود على مساجد إخوانهم السنة".

أما الغرض الثاني برأيه وهو أن النظام يريد أن يؤكد أن قبل آل خليفة لم يكن هناك بحرين ولا شعب، وأن تاريخ البحرين عمره بعمر قدوم آل خليفة إلى الجزيرة، أي مئتي عام، لذلك عمدوا إلى الاعتداء على ضريح الصحابي الجليل الذي يثبت أن للبحرين تراث يفوق عمره 1000 عام.