أكد تقرير لمؤسسة الرئة العالمية أن حالات الوفاة الناتجة عن التدخين قد زادت بنسبة ثلاثة أضعافها تقريباً عن العقد الأخير
أكد تقرير لمؤسسة الرئة العالمية أن حالات الوفاة الناتجة عن التدخين قد زادت بنسبة ثلاثة أضعافها تقريباً عن العقد الأخير، بينما تحاول شركات التبغ الكبرى تقويض أي جهود لمكافحة التدخين وإنقاذ بذلك حياة ملايين البشر.وحذرت مؤسسة الرئة العالمية وجمعية السرطان الأمريكية أيضاً من أن استمرار معدلات التدخين الحالية دون تغيير سوف يتسبب بوفاة ما يقرب من مليار شخص بالعالم، ما يعادل وفاة شخص كل ست ثوانٍ، إن بسبب تدخينهم للسجائر أو نتيجة تعرضهم لدخان سجائر الغير.يذكر أن التدخين يتسبب في الإصابة بسرطان الرئة وغيره من الأمراض الرئوية الحادة، بالإضافة لكونه عامل خطورة أساسياً لأمراض القلب، الذي يأتي على رأس قائمة أسباب الوفاة الأولى في العالم.
الدول النامية هي الأكثر تضرراً :
ويشير تقرير مؤسسة الرئة العالمية الذي صدر بمناسبة مرور عشرة أعوام على إصدار أول "أطلس للتبغ"، إلى أن التبغ قد تسبب بوفاة 50 مليون شخص في العشر سنوات الماضية، وأنه مسؤول عن 15% من حالات الوفاة عند الرجال و7% عند السيدات.
ويكشف التقرير أن في الصين يعد التبغ السبب الأول للوفاة، حيث يتسبب بمصرع 1.2 مليون شخص سنوياً، ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 3.5 مليون بحلول عام 2030.
وشرح ميخائيل إريكسون أحد كتاب التقرير ومدير معهد الصحة العامة في جامعة ولاية جورجيا أنه "وبالرغم من تراجع معدلات التدخين في العالم المتقدم فإن أعداد المدخنين في تزايد في المجتمعات الفقيرة، مشيراً إلى أن 80% من الوفيات الناتجة عن أمراض التدخين تحدث في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وحذر إريكسون قائلاً إنه "إن لم نتحرك الآن لمواجهة المشكلة فسوف تكون أكثر مأساوية في المستقبل، وحالات الوفاة الناتجة عن التدخين ستتزايد خاصة في الدول النامية في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط".
تضليل المستهلك لجني الأرباح :
ومن جهته اتهم بيتر بالديني الرئيس التنفيذي لمؤسسة الرئة العالمية شركات التبغ بجني الأرباح، مستفيدين من جهل العامة للتأثير الفعلي للتدخين، كما أنها تضلل المستهلكين بهدف تخريب السياسات الصحية الهادفة للحد من التدخين، والتي بإمكانها إنقاذ حياة ملايين البشر.
ويفصل تقرير مؤسسة الرئة العالمية كيف أن شركات التبغ العالمية تحاول إفشال سياسات منع التدخين عبر رفع قضايا لمنع إجراءات أخذتها بعض الدول كإجبار هذه الشركات على بيع السجائر في علب بيضاء، لا تحمل أي علامة تجارية أو إجراءات منع التدخين في الأماكن العامة ومنع الإعلان الخاصة بالسجائر أو إلزام رفق تحذيرات صحية على علب السجائر.
كما يشير التقرير إلى الأرباح الهائلة لشركات التبغ الكبرى، حيث بلغت أرباح أكبر ست شركات ما يقرب من 35.1 مليار دولار عام 2010، وهو الرقم الذي يساوي مجموع أرباح شركات كوكاكولا وميكروسوفت وماكدونالدز.