بعدما كان يوم الجمعة 26 ايار/مايو من العام 2000 وحيداً بفرادته امسى له رفيق في ايام العزة والكرامة واذلال الصهاينة المحتلين وهو يوم الخميس 14 تشرين الاول/اكتوبر، فبات كلا اليومين لا يشبه اياً من ايام
بعدما كان يوم الجمعة 26 ايار/مايو من العام 2000 وحيداً بفرادته امسى له رفيق في ايام العزة والكرامة واذلال الصهاينة المحتلين وهو يوم الخميس 14 تشرين الاول/اكتوبر، فبات كلا اليومين لا يشبه اياً من ايام سالفة لا على لبنان الذي كان ما يزال حتى وقت قريب يعيش تحت راية رفعها ممتهنوا الذل والهزيمة ان "قوة لبنان في ضعفه". ايام لا تشبه اي من ايام "اسرائيل" التي وجدت وقامت على مقولة القوة والتفوق على الغير و"انها لا تقهر". فالاول لا زال الاسرائيلي يتذكره جيداً ويحفظه عن ظهر قلب وما زالت صورة ذاك الرجل ترتسم في خاطره وتكستح كل ذكرياته التي غمست بالذل والهزيمة، ما زالت صورة لسيد حر من نسل رسول الله يعتلي منبراً في قلب مدينة حررت لتوها ببأس وقبضات المقاومين الابطال الذين اتخموا لبنان قوة بعد ما كان اولئك اجرعوه عنوة ضعفاً مصطنعاً لا يمت لعزة رجاله بصلة.واليوم الثاني لن ينساه الاسرائيلي ابداً لان احداثه كانت بثقل وجوده المصطنع على ارض فلسطين. فبهذا اليوم وصل الحد بالاسرائيلي الى حدود انه فقد حتى الاكتفاء بالتفرج من بعيد فالحدث مزعج له بكل المقاييس وكيف لا والخطيب زائر عزيز واستثنائي كبير لكن جنوبي عرف المقاومة وعشقها. هو رئيس لا يشبه اياً من الرؤساء بل "هو مواطن يعمل كرئيس دولة". كيف لا والزائر هو العدو الاول لكل ما يمت للاحتلال والعنصرية والاستكبار .. التي تمثلها خير تمثيل "اسرائيل" القريبة جداً لمكان الحدث كيف لا والخطيب هو رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور الثائر محمود احمدي نجاد.
"إنّ إسرائيل هذه التي تملك أسلحة نووية وأقوى سلاح جو في المنطقة، والله هي أوهن من بيت العنكبوت!" عبارة تمثل اليوم الاول وجملة لم تغب عن اذهان الصهاينة وقادتهم حتى هذه اللحظة وستبقى تجول بين قسمات افكاره الى ان يكتشف بنفسه انه فعلاً "اوهن من بيت العنكبوت". ستبقى في فكره وثقافته وجيشه وخططه العسكرية منذ ذاك التاريخ وحتى 12 تموز/يوليو 2006 وما بعده حتى هذا اليوم.
عبارة قلبت كل الموازين عبارة خرجت من ثغر قائد المقاومة السيد حسن نصرالله في خطابه في مهرجان النصر والتحرير في العام 2000 في مدينة بنت جبيل الجنوبية. فقضت على ما تبقى لذاك العدو من اوهام قوة. الجزء الاخير من العبارة اي "اوهن من بيت العنكبوت" جعلت مدينة بنت جبيل ذات رمزية خاصة كلفت "اسرائيل" خططاً عسكرية ضخمة لاجل اقتحامها ووصول جنود النخبة في جيش العدو الى ملعبه الرياضي اي مكان المهرجان الذي وصف فيه السيد نصرالله حالة "اسرائيل" القائمة لكي يثبتوا العكس ولكن... ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... فرياح بنت جبيل ومقاومتها ثارت بما لا تشتهي الاعداء وابت الا ان تثبت كلام سيدها وتؤكد ما قاله ان "اسرائيل" فعلاً "اوهن من بيت العنكبوت" وان ما اكده القائد المقاوم في خطابه حينها هو المؤكد ان "زمن الهزائم قد ولى وبدأ زمن الانتصارات".
"اسرائيل" بنخبة جيشها واحتياطها بدباباتها ومدفعيتها وطائراته الحربية والمروحية وطائرات استطلاعها وكل امكاناتها المتطورة والمتقدمة دخلت في معركة بنت جبيل. اعتمد العدو "حرب الارض المحروقة" مع المدينة اي تدميرها بالكامل ودخولها فالهدف بالنسبة له كان استراتيجياً وجودياً. ولكن ابت مدينة وطأ ارضها السيد نصرالله ان تسمح بأي من الطرق ان تدخلها جحافل الاعدء فقضت على احلام "الضعفاء" على اعتابها وما زال حتى تاريخه صدى صوت السيد يصدح في جنباتها ليصل الى ثنايا فلسطين "اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت".
اثبتت معركة بيت جبيل البطولية ان "اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت" وان "زمن الانتصارات قد بدأ وزمن الهزائم قد ولى"، وبعد حرب تموز/يوليو 2006 امسى على العدو ان يبحث عن حلول لنكساته المتكررة في بنت جبيل فكلام السيد نصرالله في العام 2000 ومحاولة محوه الفاشلة في حرب 2006 لم تعد تحتمل بالنسبة لهم فجبروتهم قد كسر عند اعتاب السيد بفضل خطابه المسند الى بسالة المقاومين الابطال.
عشر سنين واكثر مرت وما زال العدو يبحث عن حلول لذله المتزايد حتى تاريخه. ولكن بدءاً منذ يوم الخميس الواقع في 14 تشرين الاول/نوفمبر 2010 بات على العدو ان يشغل دماغه اكثر فاكثر بايجاد الحلول (لما قيل اليوم) لان لنجاد في مدينة المقاومة والتحرير ومن نفس منبر السيد في العام 2000 كان له كلام وخطاب. فاذا كان كلام السيد نصرالله في المدينة في مهرجان النصر والتحرير عام 2000 كلف "اسرائيل" الكثير من الفشل والمذلة والهزيمة. فماذا ستكلف عبارة احمدي نجاد "ليعلم العالم كله ان الصهاينة الى زوال" سؤال برسم الاجابة غداً.. وما بعده من ايام.. حين يحاول عدونا الغبي ان يمحو هذه العبارة.. ويكتشف ان القائل كان صادقاً ومتيقناً بالزوال حين نطقها..