غادر ناصر الرِّس مطار البحرين على متن الرحلة التي تصل إلى مطار بيروت، غادر جزيرة اللؤلؤ وسجونها السرية، لتبقى الأولى في الوجدان والثانية حاضرة في الذاكرة
غادر ناصر الرِّس مطار البحرين على متن الرحلة التي تصل إلى مطار بيروت، غادر جزيرة اللؤلؤ وسجونها السرية، لتبقى الأولى في الوجدان والثانية حاضرة في الذاكرة..
المهندس ناصر الرس، كويتي ويحمل الجنسية الكندية، اعتقل في البحرين ثلاث مرات، الأولى بتهمة خطف رجل أمن، وما إن بُرئ منها حتى حضرت سلسلة من التهم الجاهزة: إذاعة أخبار كاذبة، التجمهر، والتحريض على كراهية النظام.
وفي لقاء خاص لموقع قناة المنار معه على هامش معرض "إرادة الساحات أبقى من بنادق الجيش" يقول الشاب الكويتي: "إتهمت بنقل الأخبار إلى قناة المنار، والعالم، واتجاه، وPress TV وذكروا لي لائحة بأسماء قنوات من بينها من لا أعرفها أصلاً... رغم انني لم ألتقِ بهذه القنوات ولم أنقل أي خبر."
ويروي الرِّس بأنه حوكم أمام محكمتين عسكرية ومدنية، لم يتم التحقيق معه في أي قضية، حتى أنه لم يعيّن محام عنه إلا في الجلسة الثانية من إحدى المحاكمات، "سألني القاضي يومها أين هو المحامي عنك، فأشرت على أحد الحضور وقلت هذا.. لم ألتق به بعدها، ولم يتم التحقيق معي أصلاً".
ويقول أنه قضى 31 يوماً في سجن إنفرادي كان يسمع فيه صراخ المعتقلين، ويتابع: "التعذيب الذي يُمارس لا يمكن وصفه.. المعتقل هناك لا يرى الموت بل يتمناه. كنا نصل إلى حالة من التعذيب لنصرخ بشكل جنوني، وكأن أحداً يتنزع منّا الروح"، وقد شاهدت الشهيد كريم فخراوي صريعاً نتبجة التعذيب.
ويضيف: "خُطفت من مطار البحرين الدولي بتاريخ 20/ 3/2011... ورغم انني احمل الجنسية الكندية لكنهم صنفوني تحت كـ "مفقود"، وكنت يومها في سجن القلعة السري".
ويصف الرس التعذيب الذي يمارس في سجون النظام البحريني بأنه يخرج عن "ناس ليس لديها أدنى الحس الإنساني"، سارداً أنه تعرض "لثلاث عمليات إعدام وهمية، الأولى كانت على يد ضابط في المخابرات يدعى خالد راشد النعيمي، الذي وضع المسدس في رأسي وهدد بقتلي في مطار البحرين. بعد ذلك بدقائق اقتادوني إلى سيارة وعصبوا لي رأسي ليمارسوا أبشع أنواع التعذيب والتهديد."
ويكشف في حديثه لموقع المنار، أنه تحدث بشكل مباشر مع المعتقل السياسي الشيخ محمد الحبيب المقداد، وسمع منه ومن المعتقل ميرزا محروس أنهما تعرضا للتعذيب على يد نجل الملك البحريني ناصر بن حمد. وأكد أن الشيخ المقداد رأى ناصر بن حمد "رؤية العين عندما رفع القناع عن وجهه".
وعن إطلاق سراحه اليوم، يقول الرِّس إن ذلك كان نتيجة الضغط الدولي خصوصاً وأنه يحمل الجنسية الكندية، ونظراً لأنه يعاني من مشكلة في القلب.
وفي ختام حديثه لموقع المنار، وصف الرَّس حال المعتقلين في سجون نظام آل خليفة بأن "نفوسهم عالية وصمودهم خيالي"، مضيفاً: " أحد الرموز المعتقلين سألته في احد المرات ماذا تريد أن أبلغ زوجتك عندما أراها في الخارج، فأجاب أنه يحمد الله أن رزقه هذه المحنة ليكون أقرب إليه".