تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان أبرزها ملف الكهرباء في لبنان وجلسة الحكومة بعد ظهر اليوم التي تبحث هذا الموضوع...
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عدة مواضيع كان أبرزها ملف الكهرباء في لبنان وجلسة الحكومة بعد ظهر اليوم التي تبحث هذا الموضوع...
السفير
ميقاتي لـ«السفير»: الكهرباء لن تفجّر مجلس الوزراء
الحكومة تبحر في البواخر .. وترسو في المعامل!
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "ينعقد مجلس الوزراء اليوم في قصر بعبدا بـ«أوراق مكشوفة» على صعيد ملف أزمة الكهرباء، بعدما استبقت الأطراف المعنية الجلسة بـ«حملات دعائية» لتسويق مشاريعها، ومحاولة كسب الراي العام قبل كسب أصوات الوزراء، بعد اخفاق اللجنة الوزارية المختصة بملف البواخر في التوصل الى وضع تقرير مشترك، تمت الاستعاضة عنه بتقارير متفرقة لكل من رئيس الحكومة ووزيري الطاقة والمالية.
ولئن كانت الأولوية لدى المواطن هي الحصول على الطاقة، سواء أتت عن طريق البواخر او المعامل، إلا ان ذلك لن يحول دون ان تشهد جلسة مجلس الوزراء «مبارزة منضبطة» بين «معامل» الرئيس نجيب ميقاتي و«بواخر» الوزير جبران باسيل المدعومة من الوزير محمد الصفدي، فيما توقعت مصادر واسعة الاطلاع ان ينتهي الامر عاجلا أم آجلا الى حل توافقي يبدأ مع البواخر ويُستكمل مع المعامل، مستبعدة اللجوء الى خيار التصويت في جلسة اليوم.
وبانتظار ما سيؤول اليه المخاض الكهربائي، من المتوقع ان يُقر مجلس الوزراء في جلسته ثلاثة تعيينات متوافق عليها وفق آلية التعيين وهي:
ـ مدير عام للأبحاث والتوجيه في مجلس الخدمة المدنية.
ـ مدير عام لإدارة الموظفين في مجلس الخدمة المدنية.
ـ مفتش عام تربوي في التفتيش المركزي.
قطع الحساب
وفيما يناقش مجلس الوزراء مشروع قطوع الحسابات الذي أعده وزير المالية محمد الصفدي لمعالجة مسألة الإنفاق بين 2006 و2010، قال رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان لـ«السفير» انه برغم أن المشروع يحترم، من حيث الشكل، الصيغة التي تم التوافق حولها ولا سيما لناحية تقديم قطع الحساب لكل سنة على حدة، إلا أنه يوحي من حيث المضمون أن الهدف هو تشريع التجاوز بالانفاق.
واستغرب كنعان كيف قدمت الأرقام من دون التدقيق بالواردات
والنفقات ومن دون أي ذكر للهبات وسلفات الخزينة والمؤسسات العامة والبلديات. ورأى أن العبث كبير في الحسابات، «وبدلا من أن يقوموا بتوضيح هذه الأفعال هم يسعون إلى تمريرها بتسوية»، مؤكداً أن «ما أرسل إلى مجلس الوزراء يشبه كل شيء إلا قطع الحساب».
ميقاتي: سأقابل الإيجابية بمثلها
وعشية انعقاد مجلس الوزراء، قال الرئيس نجيب ميقاتي لـ«السفير» انه لمس إيجابية في العديد من جوانب كلام الوزير جبران باسيل حول ملف الكهرباء، معتبرا ان هذا الكلام في خطوطه العريضة متمم لما لديه، «وأنا سأقابل أي إيجابية بإيجابية مثلها».
وشدد ميقاتي على ان هناك ثابتتين لديه، هما تأمين الكهرباء 24 ساعة، والحرص على مال الخزينة، «وتحت سقف هذين المعيارين، أنا مستعد للبحث في أي أمر».
وردا على سؤال حول الموقف الذي سيتخذه في حال طُرح مشروعه على التصويت في جلسة مجلس الوزراء اليوم ولم يمر، أجاب: أعتقد ان المواضيع السياسية هي التي يمكن التصويت عليها، أما المسائل التقنية كتلك المتعلقة بالكهرباء فلا ينبغي ان تخضع للتصويت وإنما يجب الاحتكام الى المنطق للبت بها، وعلى كل حال، رئيس الجمهورية هو الذي يقرر.
وأكد ميقاتي انه مطمئن الى مسار جلسة اليوم، مستبعدا ان يفجرها ملف الكهرباء، وأضاف: نريد طاقة للتنوير، لا للتفجير.
بري ينأى بنفسه
في هذه الأثناء، بدا الرئيس نبيه بري كأنه قرر أن ينأى بنفسه، حتى إشعار آخر، عن المساعدة في معالجة مشكلات الحكومة، تاركا لرئيسها ان يقلع شوكها بيديه، وهو أبلغ زواره أمس انه لا يتدخل حاليا، وسينتظر أسبوعا أو اثنين او أكثر لمراقبة الاداء الحكومي، ومدى الاستجابة للصرخة التي أطلقها اعتراضا على النهج المتبع من قبل الحكومة في مقاربة الملفات المفتوحة.
وتعليقا على قول ميقاتي بان رئيس المجلس يعرف «البير وغطاه»، قال بري: معه حق.. لذلك كانت صرختي الهادفة الى حث الحكومة على تصويب مسارها وتفعيل عملها وإنتاجيتها.
وإذ أوضح انه لم يتم أي اتصال بينه وبين ميقاتي خلال الايام الاخيرة، أكد ان ما من مشكلة شخصية بينهما، لافتا الانتباه الى انه لم يكن هناك ما يستوجب الاتصال.
وأشار بري الى ان وزراء «حركة أمل» سيتخذون في جلسة مجلس الوزراء اليوم الموقف المناسب من المشاريع المطروحة لمواجهة أزمة الكهرباء، مشددا على ان «مصلحة المواطن والمال العام هي المقياس في تحديد خياراتنا».
تقرير الصفدي
وإضافة الى تقرير الرئيس ميقاتي المرفوع الى مجلس الوزراء حول موضوع الكهرباء، رفع الوزير محمد الصفدي تقريرا آخر بصفته وزيراً للمالية وعضواً في اللجنة الوزارية التي كلفت بدرس إمكانية استئجار البواخر.
وجاء في التقرير الذي حصلت «السفير» على نسخة منه ان مهام اللجنة الوزارية كانت محصورة فقط باستئجار البواخر وليس بإعداد استراتيجية للطاقة او تقديم اقتراحات لإنتاج الكهرباء 24 ساعة.
وأيد الصفدي في تقريره استئجار البواخر تقيداً بقرار مجلس الوزراء، على ان تحصر مدة الاستئجار بثلاث سنوات، ريثما يتم إنشاء معامل الإنتاج بطاقة 700 ميغاوات، مقترحا أن يكون استئجار البواخر محصوراً فقط بتوفير كمية من الطاقة تعادل الطاقة التي ستنقص نتيجة توقف الوحدات الإنتاجية في مصنعي الذوق والجية لإعادة تأهيلها.
واعتبر التقرير ان استئجار البواخر لن يزيد الأعباء المالية على الميزانية المعتمدة لكهرباء لبنان، باعتباره يأتي بديلاً عن توقيف معملي الذوق والجية لإجراء الصيانة، بل ذهب التقرير إلى القول إن كلفة إنتاج البواخر ستكون أقل من كلفة إنتاج هذين المعملين بنسبة 15 في المئة كحد أدنى.
ووفق التقرير، فان عدم تأهيل معملي الذوق والجية سيرفع ساعات التقنين من 13 إلى 15 ساعة في فصل الصيف، ويزيد كلفة الفاتورة الكهربائية على المواطن بسبب اعتماد المولدات الخاصة.
سليمان مع التوافق
في هذا الوقت، أكدت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«السفير» أن الرئيس ميشال سليمان يحاول الوصول إلى نوع من التوافق بين مشروعي الرئيس ميقاتي والوزير باسيل، وأن لقاءاته أمس مع عدد من الوزراء تركزت على ضرورة توافر حل توافقي يرضي جميع الاطراف، موضحة انه طرح بعض الافكار التي تحتاج الى جوجلة، وهو على تواصل مستمر مع رئيس الحكومة الذي سيلتقيه قبيل انعقاد الجلسة «اذ لا حل إلاّ بالتوافق ولا يناسبنا الا التوافق».
وأشارت المصادر إلى أن «كلا المشروعين يحتاج إلى «شدشدة أو ركلجة»، ولا بد من مخرج يقوم على ثابتتين: الحفاظ على حقوق الدولة لجهة منع الهدر والحد من الإنفاق، وتأمين الكهرباء للمواطنين وهذا حق لهم على الدولة».
باسيل: البواخر ضرورية
وكان وزير الطاقة والمياه جبران باسيل قد اعتبر بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح ان مشروع البواخر حل جزئي وموقت لكنه ضروري في ظل العجز المتزايد، محذرا من تفاقم الأزمة الكهربائية، وصولا الى الكارثة. ولفت الانتباه الى ان «الخطة تتضمن البواخر وتأهيل معامل الزوق ودير عمار والزهراني وانتاج الف وخمسمئة ميغاوات عبر معامل جديدة، ويجب القيام بكل ذلك ليكون لدينا كهرباء 24 على 24».
وأشار باسيل الى أن «البواخر تؤدي الى توفير اموال على الدولة، وكلفة البواخر اقل من كلفة المعامل الحالية بـ 130 مليون دولار بالسنة»، واعتبر ان «الخيار الثاني هو الغاء البواخر. وهناك شخص يجب ان يتحمل المسؤولية عندها»، مشيرا الى ان «الحل الثالث والمنطقي الذي نطالب به هو ان نأتي ببواخر وننشئ معامل كهرباء»، واصفا طرح ميقاتي بانشاء معامل بالامر الجيد.
وإذ رأى انه من الخطأ الافتراض ان الحكومة لا يمكن ان تستقيل، قال: نحن باقون في الحكومة بتركيبتها ورئيسها حتى إشعار آخر.
النهار
سليمان لـ"النهار": ميقاتي محقّ وخطوته جيدة
اجتماع ليلي يخرج بتسوية البواخر ثم المعامل
وتناولت صحيفة النهار ملف الكهرباء في لبنان وكتبت تقول "تكتمت ليلاً أوساط المجتمعين الوزير جبران باسيل والوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل، عن النتائج التي افضى اليها اللقاء المشترك لتنسيق المواقف قبيل جلسة مجلس الوزراء اليوم، وقد بدا ان ثمة اتفاقاً بين مكونات الحكومة على تهدئة الاوضاع منعاً لتفجير التركيبة الممنوعة من التفكك.
وفهم ان ملف البواخر المستأجرة لمد لبنان بالطاقة خلال الصيف لن يكون مطروحاً الا في آخر جدول الاعمال، وقد لا يتم التطرق اليه اليوم، على رغم تلويح قناة "المنار" باللجوء الى التصويت نصرة لباسيل بعدما وصفت مشروع رئيس الحكومة بانه "بعيد التحقق".
وفي حركة الاتصالات الليلية، وتلك التي سبقتها في اليومين الاخيرين، تولدت بذور تسوية تقضي بالاستعانة بالبواخر مدة محدودة، وانجاز معمل او معملين لتوليد الطاقة. والتسوية اللبنانية على قاعدة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم" تعكس الرغبة في عدم اخراج "تكتل التغيير والاصلاح" خاسراً من المعركة، وهو ما تم الاتفاق عليه ليل امس، وفق ما توقعت مصادر، من تحريك التعيينات قريباً، وارضاء التكتل بحصة مقبولة فيها. لكن رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي تحدث الى "النهار" اكد ان ما طرحه وزير العدل شكيب قرطباوي حول اسم رئيس مجلس القضاء الاعلى لن يكون مطروحاً على مجلس الوزراء اليوم.
سليمان
وعشية الجلسة عكس رئيس الجمهورية لـ"النهار" هدوءاً حيال ملف الكهرباء واجواء الجلسة على نقيض الاجواء الصاخبة. واعلن انه يتطلع الى مناقشة موضوع الكهرباء "على قاعدة انني لا اريد ان تنفجر أو تتأزم بين الافرقاء".
وقال: "انا اريد الشفافية اولا وسنرى ما هي المعلومات التي تتجمع لدينا ونناقشها بديموقراطية واذا كانت كافية نتفق والا نذهب الى جلسة أخرى تتحدد بعد يومين على الارجح اثر عودتي من القمة العربية، فنتابع المناقشة لان المهم هو ان نخرج بنتيجة". واستبعد الرئيس سليمان ان تكون لدى رئيس الحكومة "نية مسبقة" للوصول الى هذا الحل، لافتا الى انه "توافرت لديه (ميقاتي) معلومات عن كلفة البواخر". واذ شدد على انه لا يأخذجانب فريق ولا يتهرب، اعلن بوضوح انه "اذا كانت هناك شفافية، وهناك شكوك في مكان ما، فانا اختار الشفافية وغالبية الوزراء كذلك". واعرب عن اعتقاده ان الرئيس ميقاتي "على حق لانه وجد الاسعار مرتفعة فدق الجرس وكانت خطوته جيدة".
ونفى رئيس الجمهورية حصول توغل سوري أمس على الحدود مع لبنان، مشدداً على أنه لا يقبل اي توغل. اما في صدد مشاركته في القمة العربية ببغداد، فاوضح ان "وجود لبنان ضروري ومهم ولو بدا الوضع غير سهل على مستوى ما سيطرح في القمة ومن المهم ان نعقد القمة حتى لو ان نتائجها قد لا تكون كبيرة".
ويشار الى أن الرئيس سليمان سيستقبل اليوم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عشية سفره الى تركيا، علما ان رئيس الجمهورية سيسافر غداً الى بغداد لحضور القمة وسيعود في اليوم نفسه.
ميقاتي
اما أوساط الرئيس ميقاتي فأشاعت اجواء تهدئة وقالت لـ"النهار" انه يجري العمل على بلورة حل وسط يقضي باتخاذ مجلس الوزراء قراراً بانشاء المعامل مع استئجار البواخر.
بري
وعن موقف وزراء حركة "امل"، قال الرئيس نبيه بري: "بكل بساطة وزراء الحركة سيتخذون الموقف المناسب الذي يخدم اللبنانيين ويصب في مصلحتهم وحفظ المال العام"،
ورداً على قول الرئيس ميقاتي "البئر وغطاها" قال بري: "ما اعلنه الرئيس ميقاتي في مقابلته التلفزيونية هو حق وكان صادقاً. لكن صرختي جاءت من أجل ان تعمل الحكومة على تصويب مسارها وتفعيل انتاجيتها وهذا هو المطلوب".
وشدد على عدم تدخله في حل الازمة الاخيرة التي تعصف بالحكومة. وردد عبارة "انا الان لن اتدخل وسانتظر اسبوعا او اسبوعين وستسمع الحكومة بعدها الجواب المناسب".
وعلى المستوى الشخصي "لا مشكلة شخصية مع الرئيس ميقاتي. واذا لم نتحدث في الايام الثلاثة الاخيرة فذلك يعود الى ان لا شيء يستدعي الكلام او الاتصال".
وعن سؤال لـ"النهار" عن المناخات التي تعيشها الحكومة وهل بات عمرها قصيراً، اجاب ممازحاً: "الاعمار بيد الله".
فنيش
وأبلغ الوزير محمد فنيش "النهار" ان لا قرار مسبقا لدى "حزب الله" قبل معرفة الاجواء اليوم، والوقوف على ما يمكن ان تكون خرجت به الاتصالات الجارية للمعالجة.
وقال: "المهم ان نوفر نهاية لهذا الموضوع، وأن نضع حدا للجدل والسجال الحاصل منذ مدة. الموضوع ليس التصويت أو عدم التصويت، الموضوع في الاساس هو هل اننا نريد كهرباء في لبنان أم لا نريد؟".
وأضاف: "من المعيب، بل من المؤسف ان تصل الامور الى هذا المستوى. وتصير القضية شخصية وأن يكون هناك منتصر وهناك خاسر كما بدت القضية أخيرا".
وخلص الى انه "ينبغي ان يكون سعينا جميعا وعملنا في سبيل تأمين التيار الكهربائي".
العريضي
أما وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، فاكتفى بالقول لـ"النهار" انه "لم يتم التوصل الى شيء جديد، وعندما يقررون أمرا فلكل حادث حديث".
مكتب المجلس
وعلمت "النهار" ان هيئة مكتب مجلس النواب ستنعقد عند الاولى والنصف بعد ظهر اليوم برئاسة الرئيس بري وهذا ما يطرح احتمال تحديد موعد جلسة مناقشة عامة وممارسة ضغوط على الحكومة في ملفات مطروحة منها النفط.
الأخبار
الحكومة تبدأ بالاهتزاز اليوم
كما تناولت صجيفة الأخبار الشأن الكهربائي وكتبت تقو ل "لم يحجب دخان الاشتباكات السورية ـ السورية قرب مشاريع القاع الحدودية التوتر الكهربائي العالي بين رئيس الحكومة ووزير الطاقة الذي رد بـ«تقرير البواخر» المسهب على «خطة المعامل» لتكون الكلمة الفصل لمجلس الوزراء، أو يجمد الخلاف لـ«مزيد من التشاور والبحث».
فيما استعادت المنطقة الحدودية شرق مشاريع القاع البقاعية، هدوءها اثر اشتباكات بين وحدة من الجيش السوري ومجموعات مسلحة، يلتئم مجلس الوزراء اليوم في قصر بعبدا في أجواء ملبّدة على خلفية أزمة الكهرباء. وأكدت مصادر رفيعة المستوى ان «الوساطات» بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتكتل التغيير والإصلاح مقطوعة، رغم ان الاتصالات موجودة، لكن بوتيرة بطيئة. ولفتت إلى ان الوسطاء المعتادين في ملفات كهذه، أي حزب الله وحركة امل، ممثلين بالوزير علي حسن خليل والحاج حسين الخليل، يقفان خلف العماد ميشال عون في هذا الملف.
وهما أبلغا ميقاتي أنهما يؤيدان عون لسببين: الاول سياسي مرتبط بالحلف السياسي. والثاني تقني له صلة بقناعتهما بمشروع استئجار البواخر لتأمين طاقة إضافية في الصيف المقبل. ولفتت المصادر إلى أن ميقاتي تبلّغ من فريق 8 آذار أنه لم يعد يقبل الاستمرار بأن تكون سياسة الحكومة تعطيل كل ما يطرحه التيار الوطني الحر، خصوصاً بعد حصول تيار المستقبل على مبلغ 100 مليون دولار في الجلسة النيابية الأخيرة لمنطقة الشمال، «لتبدو الامور وكأن اليد ممدودة لقوى 14 آذار في مقابل عرقلة مطالب عون». وأشارت إلى أن قوى 8 آذار ترى أن رئيس الحكومة كان قادراً على بت ملف البواخر منذ أسابيع، وتسهيل وصولها قبل الوصول إلى موسم الذروة في طلب الكهرباء. وترى قوى 8 آذار ان طرح ميقاتي الاخير بشأن بناء معامل إنتاج الطاقة خلال عام كامل «فكرة رائعة، لكنها صعبة التحقق خلال 12 شهراً، بسبب التعقيدات البيروقراطية».
وفيما يجري تداول فكرة تمرير مشروع إنتاج إضافي للكهرباء طرحه ميقاتي، بموازاة مشروع استئجار البواخر إلى حين الانتهاء من بناء احد معامل الإنتاج، قالت مصادر من الاكثرية إن رئيس الجمهورية ميشال سليمان لن يسمح بطرح الملف على التصويت في مجلس الوزراء اليوم، إفساحاً في المجال أمام إيجاد حل توافقي. وفسرت مصادر من قوى 8 آذار هذا التوجه بأنه يأتي في إطار عرقلة أي مشروع يطرحه عون وتكتله، خصوصاً أن سليمان وميقاتي يعرفان أن نتائج التصويت لن تكون لصالحهما.
وفي الإطار ذاته، تؤكد مصادر تكتل التغيير والإصلاح أن المشكلة كما هي لن تؤدي إلى تطيير الحكومة، لكن استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بتصعيد سيؤدي إلى الاختيار بين الاستمرار في الحكومة وعدمه. وأكدت مصادر التكتل لـ«الأخبار» أن وزراء التكتل سيصرون اليوم على التصويت على مشروع البواخر. بدورها، تجزم مصادر ميقاتي بأن الملف لن يصل إلى التصويت، «ولن يكون هناك تصعيد يهدد استمرارية الحكومة».
وعشية الجلسة عرض وزير الطاقة والمياه جبران باسيل مشروعه لاستئجار بواخر توليد الكهرباء مفنداً خطة رئيس الحكومة لإنشاء معامل الطاقة ومقارناً بينها وبين مشروعه لناحية الجدوى والكلفة والمردود.
وأوضح باسيل بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح في الرابية أمس أن «البواخر حل جزئي وموقت ولكنه ضروري في ظل العجز المتزايد»، مؤكداً أن «الخطة تتضمن بواخر وتأهيل الزوق ودير عمار والزهراني وألف وخمسمئة ميغاوات معامل جديدة ويجب القيام بكل هذا الأمر ليكون لدينا كهرباء 24 ساعة على 24». ولفت إلى «مغالطات» في تقرير ميقاتي متمنياً «لو نأى بنفسه عن اخطاء مميتة كهذه تتناقض مع ما قدمه مستشاروه ومندوبوه»، وأكد أن «البواخر في كل الأحوال بوضعنا المزري تؤدي الى توفير أموال على الدولة، وكلفتها أقل من كلفة المعامل الحالية». ونبّه إلى «أن الكهرباء ستنقطع اكثر، ونحن مقبلون على كارثة تزداد يوميا، نتكلم عن تقنين 12 ساعة هذا الصيف»، مؤكداً أننا «باقون في الحكومة بتركيبتها ورئيسها حتى اشعار آخر».
وردّ باسيل على القول بأن هناك «وزيراً موظفاً صار يفهم بالكهرباء» قائلاً: «إن محمد جعجع (في إشارةٍ إلى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع) وسمير قباني (في إشارةٍ إلى رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب محمد قباني) عالمان كهربائيان كبيران لا يجوز أن يتكلم أحد من بعدهما»،
ورد مصدر مسؤول في بيان عممته الدائرة الإعلامية في القوات على باسيل بالقول إن إطلاقه اسم محمد على جعجع، واسم سمير على قباني «بقصد تحقير الرجلين زادهما كبراً على كبر بنسبة الحكيم الى نبي الاسلام محمد والنائب قباني الى الحكيم».
من جهته، وصف وزير الدولة مروان خير الدين خطة باسيل حول الكهرباء بالـ«ممتازة» وأعلن «انه بحال التصويت في الحكومة سيصوت الى جانب المقاومة والتيار الوطني الحر».
تجديد العرض الإيراني
وجدد السفير الايراني غضنفر ركن آبادي العرض المقدم من بلاده لحل ازمة الكهرباء، مؤكدا أن ايران مستعدة لبدء تركيب معامل انتاج الطاقة بسعر الكلفة خلال اسبوع من طلب الحكومة. ولفت الى ان العرض الذي قدمته ايران «من افضل العروض عالميا من حيث التقنية والزمن والسرعة، ونحن خلال سنة نؤمن خمسين في المئة من الطاقة وخلال سنتين نستطيع ان نستفيد من 100% طاقة كهربائية منتجة اي حوالي 1000 ميغاوات، كما ان العرض من حيث السعر ارخص الاسعار». وأكد «أن ايران ورغم كل العقوبات عليها مستعدة لتنفيذ المشاريع في لبنان والعالم، ولا يوجد اي دليل على ان هذا الامر خرق للعقوبات الدولية».
اللواء
80 بنداً أمام مجلس الوزراء .. وباسيل يتوعّد بالعودة إلى نشر الغسيل
تسوية في «العناية الرئاسية» لدمج المحطّات بالبواخر
بدورها تناولت صحيفة اللواء ملف الكهرباء وكتبت تقول "تحت سقف لا غنى عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لا لمكوناتها ولا لقوى 14 آذار، امتثل رئيس التيار العوني ووزراؤه، فغابت اللهجة الانفعالية، والتهديد «بالويل والثبور وعظائم الامور»، وساجل الوزير«فوق العادة» جبران باسيل رئيسه ميقاتي بالتهديد بكشف اسباب توقف مشروع استجرار عروض البواخر لتوليد الطاقة الكهربائية، بعد جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، التي يستحوذ موضوع الكهرباء بين البواخر ومعامل الانتاج عنوانها الابرز، وسط كلام قيد الاختبار اليوم، عن تسوية رئاسية او «تدوير زوايا» قادها الرئيس ميشال سليمان بالتنسيق مع الرئيس ميقاتي، من دون ان يعرف اين يقف الرئيس نبيه بري بعدما دفع الى الواجهة بالخطة الايرانية لتوليد الكهرباء من باب الاحراج، كما تردد في اوساط حكومية بارزة.
ولم تنف مصادر شبه رسمية فكرة دمج مشروعي الرئيس ميقاتي لاعطاء الاولوية لبناء محطات انتاج، ومشروع وزير الطاقة بالاستعانة بالبواخر لتزويد البلاد بالطاقة الكهربائية في حال بدأ العمل لاعادة تركيب محطات الانتاج. وكشفت المصادر ان فكرة الاستعانة بالبواخر لا يجوز ان تتجاوز 12 او 18 شهراً، وان يجري بالتزامن مع ذلك، البدء بتركيب المحطات، لا سيما في الذوق والجية، لان هاتين المحطتين تزودان لبنان بنصف حاجته من التيار الكهربائي.
واوضحت ان فكرة الدمج التي طرحت منذ البارحة، مرهونة بكلفة الاستعانة بالباخرتين، ومن اجل ذلك، يجري البحث حالياً بإمكانية تخفيض مدة «انتداب» الباخرتين عن خمس سنوات، كما هو مطروح في خطة باسيل، واختصارها بسنة او سنتين، من اجل توفير التكاليف لبناء المعمل الذي طرح فكرته رئيس الحكومة، مشيرة الى ان الفكرة وجدت استحساناً لدى باسيل الذي بادر في مؤتمره الصحافي امس الى تبنيها عبر طرحه السير بالبواخر والمعامل معاً، على اعتبار ان المشروعين يكملان بعضهما.
وبحسب اوساط رئيس الحكومة، فإن الامور ذاهبة الى حل دون تصعيد ودون تصويت في مجلس الوزراء اليوم، وان النقاش سيكون على قاعدة ان موضوع الكهرباء تقني لا يحتاج الى تشنج ولا الى تسييس، ولفتت الى ان التهدئة مطلوبة وهي سيدة الموقف، بعدما تبلغ الجميع بأن لا قرار «بتطيير» الحكومة.
وفي هذا السياق، علمت «اللواء» ان النائب ميشال عون تبلغ قبل اجتماع تكتل «التغيير والاصلاح» أمس، أن التصعيد لإسقاط الحكومة أو الخروج منها يلزمه وحده، وأن المرحلة لا تحتمل هزّ الاستقرار الحكومي، وبالتالي فان المطلوب إيجاد حل على طريقة «تدوير الزوايا» أو الوصول الى تسوية، وعليه فان عون اكتفى، بعد تبلغه هذا الموقف، بتجنب الحديث عن موضوع الكهرباء، وترك لوزيره باسيل الدخول في عملية سجالية للتشويش على الرأي العام، واتهام ميقاتي بالتعطيل لرفع المسؤولية عنه، لكنه ترك الأبواب مفتوحة لتسوية أبرز معالمها دمج المشروعين، مؤكداً ان موضوع الاتيان بالوزير محمّد الصفدي رئيساً للحكومة غير مطروح، و«نحن باقون في الحكومة بتركيبتها الحالية ورئيسها حتى اشعار آخر».
وكانت جهات دبلوماسية قد أبلغت طرفي 8 و14 آذار، ضرورة الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار السياسي، وعدم الخوض في مغامرة فرط الحكومة، على اعتبار أن ظروف المنطقة من التشابك والتعقيد ما قد ينعكس سلباً على الوضع الداخلي اللبناني، في حال احتدام الخلافات السياسية وإبقاء البلد بلا حكومة، نظراً لتعذر تشكيل حكومة جديدة، سواء من قبل 14 اذار او من فريق 8 آذار او من كلتاهما معاً.
ومع ذلك، فان الاتجاه نحو تأجيل بحث موضوع الكهرباء في جلسة اليوم، ما زال قائماً، على أساس انه قد يكون المخرج لتجنب تعريض الحكومة للاهتزاز، طالما أن الجميع حريصون على بقائها وتحصين وضعيتها، خصوصاً وأن معلومات رجحت ذهاب «حزب الله» إلى التصويت إلى جانب خطة باسيل، وانه أعطى كلمة السر إلى الحلفاء ليحذو حذوه في «صفقة كهربائية - سياسية يعتقد الحزب انها باتت ضرورية للرئيس ميقاتي، في نظر الحزب».
غير أن مصادر مطلعة لاحظت أن وزراء التكتل لا يبدو انهم سيطرحون الموضوع على التصويت، وأن كانوا رجحوا التأجيل نظراً لوجود المشروع في نهاية جدول أعمال الجلسة، بدليل أن مؤتمر باسيل لم يكن تصعيدياً، الأمر الذي يشي إلى أن هناك بوادر تفاهم ما. ولفتت إلى أن الاتصالات لا تزال مستمرة من دون توقف، للعمل على حل، انطلاقاً من أن الكل لا يريد الدخول في مشكلة.
ونفت المصادر أن يكون الرئيس سليمان الذي التقى أمس ستة وزراء قد طرح تسوية بمعنى تسوية، موضحة بأنه ركز في احاديثه مع الوزراء، على ان اي مشروع يتم الاتفاق عليه يجب ان يكون شفافا وواضحا. مشيرة إلى انه عندما يتم الاتفاق على العنوان الكبير، فإنه في الامكان الحديث في التفاصيل، رغم ان الشيطان يكمن فيها.
وشدد الرئيس سليمان امام زواره على اهمية التعاطي التقني والعلمي مع ملف الكهرباء، انطلاقاً من مصلحة المواطن والدولة، وابعاده عن التجاذب السياسي، لان الطاقة من مياه وكهرباء هي حق للمواطنين واجب على الدولة تأمينه بالطرق الأفضل والانسب، وبأعلى مقدار من الشفافية.
ولفتت إلى ان التفاهم على الكهرباء من شأنه ان يسهل عملية حل مسألة الانفاق المالي لاحقا، في اشارة إلى احتمال تأجيل هذا البند المطروح ايضا على جدول الاعمال، إلى جلسة لاحقة، مع التأكيد على ان التعيينات في هيئات الرقابة ستمر في الجلسة من دون عوائق، علما ان جدول الاعمال يتضمن 80 بنداً يستغرق انجازها وقتاً طويلاً.
المستقبل
سليمان: الطاقة حق ومن واجب الدولة تأمينها
صحيفة المستقبل تناولت موضوع الكهرباء وكتبت تقول "تابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا أمس، اتصالاته ولقاءاته من أجل ضبط التعاطي السياسي والحكومي مع الملفات المطروحة على جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها اليوم ولا سيما منها ملف الكهرباء.
وكرر سليمان امام زواره "أهمية التعاطي التقني والعلمي مع هذا الملف، انطلاقا من مصلحة المواطن والدولة وابعاده عن التجاذب السياسي، لأن الطاقة من مياه وكهرباء هي حق للمواطنين، واجب على الدولة تأمينه بالطرق الافضل والانسب وبأعلى مقدار من الشفافية".
وهذا الشأن تناوله رئيس الجمهورية مع كل من نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ووزراء: البيئة ناظم الخوري، الصحة العامة علي حسن خليل، الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، الطاقة والمياه جبران باسيل والداخلية والبلديات مروان شربل، حيث تم التركيز على أهمية التفاهم على اطار توافقي يمكن مجلس الوزراء من وضع هذا الموضوع على سكة التنفيذ تمهيدا للحل النهائي له.
وعرض الرئيس سليمان مع راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر للاوضاع العامة ولأجواء القمة الروحية التي انعقدت في بكركي الاحد الفائت.
واستقبل رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس مع نقيبي اصحاب محطات المحروقات سامي البراكس وأصحاب الصهاريج ابراهيم السرعيني الذين اطلعوه على مطالبهم، متمنين عليه مساعدتهم في ايجاد حلول لها.