في ظل المواجهات المستمرة على الحدود، من المتوقع أن يلتقي ممثلون عن السودان وجنوب السودان يوم غد في أديس أبابا لبحث مسائل أمنية

 في ظل المواجهات المستمرة على الحدود، من المتوقع أن يلتقي ممثلون عن السودان وجنوب السودان يوم غد في أديس أبابا لبحث مسائل أمنية. يذكر أن الاجتماع كان مرتقباً قبل اندلاع المعارك، التي ستكون محور المحادثات.
  

وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان، الذي يزور أديس أبابا اليوم إنه "سيمثل بلده في المفاوضات بين السودان وجنوب السودان بشأن الأمن على طول الحدود". وأضاف عثمان أن التوتر الحالي قد يقود المفاوضات بين البلدين الى طريق مسدود. من جهته، أعلن كبير المفاوضين في جنوب السودان باغان اموم أنه يستعد للتوجه الى العاصمة الأثيوبية التي تضمّ مقرّ الإتحاد الأفريقي، للمشاركة في هذه المحادثات.

هذا وسبق أن أعلن قائد منطقة هجليج السودانية بشير مكي، التي تضمّ حقلاً نفطياً مهماً، اليوم أن المنطقة "تمّ تأمينها بالكامل من قبل القوات السودانية". وتقع مدينة هجليج التي تحيط بها آبار نفطية عديدة على بعد 15 كلم عن جنوب السودان.

وشنّ الطيران السوداني ليل أمس غارة على ولاية الوحدة الحدودية جنوب البلاد، بحسب ما أفاد وزير الإعلام في الولاية جدعون غاتبان. وأضاف الوزير السوداني أنه ليس لديه في الوقت الحاضر أي حصيلة للمعارك التي دارت بين الجيشين خلال اليومين الماضيين في المنطقة الحدودية، وما رافقها من عمليات قصف على جنوب السودان.
  

وقال غاتبان "توقفت المعارك على الأرض هذا الصباح، لكن الطائرات السودانية قصفتنا مجدداً، وجرى القصف في باناكواش على مسافة 35 كلم من بنتيو"، عاصمة ولاية الوحدة. وأوضح غاتبان "ما زال التوتر قائماً وجنودنا يستعدون في حال حصول هجوم جديد بري للقوات السودانية"، متوقعاً تجدد القصف الجوي.
  

وسبق أن أعلن الجيش السوداني مساء أمس عودة الهدوء الى منطقة المعارك، مؤكداً أن قواته "تسيطر تماماً" على منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها بين البلدين، والتي أعلنت قوات جنوب السودان السيطرة عليها الاثنين. وقال غاتبان إنه ليس بوسعه أن يؤكد أو ينفي هذه المعلومات. كما سبق أن اتهم رئيس جنوب السودان سيلفا كير السودان بمهاجمة بلاده بقصف ولاية الوحدة وشنّ هجمات برية عليها، مؤكداً أن قوات جنوب السودان شنّت هجوماً مضاداً وعبرت الحدود للسيطرة على حقل هجليج النفطي.

 الإتحاد الأوروبي يتخوف من تحوّل المواجهات إلى حرب فعلية

من جهة ثانية، أبدى الإتحاد الأوروبي اليوم تخوفه من تطور المواجهات بين السودان وجنوب السودان، الى حرب فعلية. وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي في بيان إن "تحركات عسكرية جديدة عبر الحدود يمكن أن تؤدي الى مواجهة عسكرية أوسع نطاقاً بين البلدين". كما دعت آشتون السودان وجنوب السودان الى إبداء "أقصى درجات ضبط النفس واحترام التزاماتهما بعدم الإعتداء والتعاون التي وقعوا عليها في 10 شباط/فبراير الماضي واستئناف المفاوضات".