تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدة مواضيع كان أبرزها القمة العربية التي ستنعقد اليوم في بغداد وكذلك الازمة في سورية..
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدة مواضيع كان أبرزها القمة العربية التي ستنعقد اليوم في بغداد وكذلك الازمة في سورية..
السفير
القمة تتسلح بخطة أنان .. ودمشق المغيّبة لن تتعامل مع مبادرات الجامعة
بغداد حاضنة للعرب اليوم .. بعد طول عزلة لا مفاجآت سياسـية متوقعة ومشاركة متواضعـة للزعماء
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "تعود القمة العربية الى بغداد للمرة الاولى منذ 22 سنة، ضاع خلالها العراق بين الحصار والاستبداد والاحتلال والموت، وغاب عنه العرب، تجاهلا او استهانة بمصيره، ليعودوا إليه اليوم بعد تسوية ومساومات لم تتضح معالمها تماما، وتقضي عموما بطمس الخلافات، ما يرجح ان يجعلها قمة اللامفاجآت، لكنها ستتبدى بشكل او بآخر في الحضور المتواضع للزعماء الذين يصعب تصور التقائهم على قضية كبرى من قضايا الامة.
إلا انه كان بإمكان العراق ان يحاول التباهي امس بانه أنجز جولة مهمة في الاجتماعات التمهيدية للقمة بانعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي أعاد التأكيد على تمسك الجامعة العربية بخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان لسوريا. وفيما غيبت دمشق عن القمة العربية، فإن نص «إعلان بغداد» الذي سيعرض على القمة الـ37 اليوم، التي للمفارقة ستلتئم في احد قصور الرئيس السابق صدام حسين، يدعو إلى الحوار بين السلطة والمعارضة، متجنبا مطالبة الرئيس السوري بالتنحي، فيما أعلنت دمشق أنها «لن تتعامل» مع أي مبادرة تصدر عن الجامعة لحل الازمة السورية. واعلنت الحكومة العراقية انها ستقترح حول سوريا نقل صلاحيات التفاوض مع الداخل والخارج حول اجراء انتخابات وإطلاق الحريات في سوريا الى شخصية يتوافق عليها النظام والمعارضة.
وفي كلمته أمام الاجتماع أشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى أن «الشعوب العربية غير راضية عن أداء حكوماتها وأداء الجامعة العربية التي يجب أن يكون لها حضور دولي وشعبي أكبر». وأضاف إن «الشعوب العربية حققت إرادتها في نيل حقوقها في الحرية والعدالة». وشدد المالكي على «ضرورة العمل من أجل تكامل عربي مشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ثم في المجال الأمني الذي قال إنه يجب أن يعطى أهمية أكبر لأنه أساس الاستقرار والبناء». وأكد «ضرورة التخلي عن سياسات التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو التفكير بالنيابة عنها والذي أوضح أن هذا الأمر قاد إلى حروب بالنيابة».
ودعا المالكي العرب إلى «التفاعل مع المتغيرات العربية والدولية من أجل حماية الساحة العربية من التحول إلى مجال للصراع الدولي أو الإقليمي». وشدد على «أهمية مواجهة الإرهاب الذي قال إنه لا دين ولا قومية ولا مذهب له والذي استهدف مرتكزات أكثر من دولة كان في مقدمها العراق». وأضاف إنه «لذلك يجب أن يكون هناك تعاون عربي مشترك لمواجهة الإرهاب من خلال منظومات عمل ضمن مؤسسة الجامعة العربية». ودعا المالكي إلى «التفاعل مع الثورات العربية وسد أي فراغ يسيء إلى هذه الشعوب لأن العالم الآن يرفض السيطرة والتحكم بمصائر الشعوب، مشدداً على ضرورة استثمار العرب لثرواتهم الوطنية من أجل تحقيق أمنها ورخائها». وأشار إلى «أهمية إيجاد اتحاد عربي لتحقيق هذه الأهداف والعودة بالتضامن العربي إلى قوته بعد أن اهتز بغزو الكويت».
والتقت «السفير» على هامش الاجتماع الوزاري العربي، وزير الخارجية الكويتي صباح خالد حمد الصباح ووزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني ووزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ووزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش ووزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، حيث عبر بعضهم عن أجواء التوافق حول الصيغة المقترحة للازمة السورية خصوصا بالتشديد على خطة انان.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب ان «المبادرة العربية واضحة ولم تطالب بالتنحي، نحن أيضا لم نطالب (بالتنحي) ولا القرار القادم في هذا الاتجاه». واضاف «لم تكن هناك أي دعوة من قبل الجامعة العربية لاي رئيس بالتنحي، وهذا أمر يخص الشعب السوري الذي عليه ان يقرر ويختار وينتخب قادته».
في موازاة ذلك، اكد زيباري ان وزراء الخارجية لم يناقشوا مسألة تسليح المعارضة السورية، موضحا «لم نطرح اطلاقا هذا الموضوع». وشدد على ان «موضوع سوريا لم يعد موضوعا اقليميا او عربيا او محليا او وطنيا او قوميا، أصبح موضوعا دوليا وخرج حتى من الحالة العربية الى الحالة الدولية». وتابع زيباري قائلا ان ازمة سوريا «اصبحت بيد الامم المتحدة ومجلس الامن»، مشيرا الى انه «لا يمكن ان نقف على الحياد أمام العنف والقتل اليومي وسفك الدماء».
وفي افتتاح اجتماع أمس الذي حضره نحو 17 وزير خارجية وفقا لزيباري، اكد الوزير العراقي على دعم «التطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديموقراطية وحقه في رسم مستقبله واختيار حكامه». ويتوقع ان يؤكد «اعلان بغداد» الذي سيصدر عن القمة اليوم وحصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منه «التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الاجنبي في الازمة السورية حفاظا على وحدة سوريا وسلامة شعبها». ويشدد الاعلان على دعم مهمة انان.
وفي الشأن السوري ايضا، قال وزير الخارجية الكويتي صباح خالد حمد الصباح لـ«السفير» إن «الموقف الخليجي موقف عربي واحد، وهنالك اتفاق على وقف نزيف الدم في سوريا، وهناك اتفاق على الحوار، وتطلعات الشعب السوري لمستقبل افضل وهذا ما سنركز عليه في المرحلة المقبلة، كما اننا نأمل في استجابة الحكومة السورية لمقترحات كوفي انان وان تترجم كل ما تقوله من اعمال على أرض الواقع لوقف النزيف وتجنيب سوريا الحرب الاهلية».
من جانبه، قال وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني لـ«السفير» أنه «اكدت جميع اجتماعات وزراء الخارجية العرب على وقف العنف، فلا بد من وقف العنف ولا بد للنظام السوري من ان يتخذ قرارا بسحب الجيش من المدن والاحياء السكنية والمدنية ويرجع الى ثكناته، والانطلاق من خطة المبادرة العربية، اليوم عندنا زيارة الامين العام السابق كوفي أنان وهو تطور جيد وممثل مشترك ما بين الجامعة العربية ومجلس الامن فنتمنى ان تفرز هذه المبادرة النجاح من حيث فشلت مبادرات اخرى، القمة ستدعم مبادرة أنان دعما قويا وهو سينطلق بالمبادرة».
أما وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور فقال ردا على سؤال حول لجوء لبنان إلى النأي بالنفس في الشأن السوري إنه «ليس هنالك من قرارات لننأى عنها، كلها كانت قرارات ايجابية وتوصيات تمت دراستها من قبل المندوبين الدائمين للجامعة العربية وكذلك من قبل الوزراء، وليس هنالك اي اشكال فيما يتعلق في المشهد السوري. نحن نحث على تفعيل مبادرة أنان لحل الازمة السورية والنقاط الست، وكل الدول متفقة على ذلك، ولن يتكرر السيناريو الليبي في سوريا مطلقا ولا حل في سوريا عن طريق السلاح».
والى جانب موضوع سوريا، تطالب مشاريع قرارات اخرى الولايات المتحدة «بعدم استخدام حق النقض في مجلس الامن ضد القرار العربي لمطالبة الدول الاعضاء في الامم المتحدة للاعتراف وقبول انضمام دولة فلسطين للاسرة الدولية». وسترفع الى القمة ايضا مشاريع قرارات حول الجولان السوري المحتل وحول «التضامن مع لبنان» وتطورات الوضع في الصومال واليمن و«الارهاب الدولي وسبل مكافحته» و«مشروع النظام الاساسي للبرلمان العربي».
ويؤكد «اعلان بغداد» على «تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف البناء وبالوسائل السلمية والعمل على تعزيز العلاقات العربية العربية». ويدين «الارهاب بكافة صوره واشكاله وايا كان مصدره ومهما كانت دوافعه ومبرراته وضرورة العمل على اقتلاع جذوره وتجفيف منابعه».
ورأى زيباري في افتتاح اجتماع الوزراء العرب الذي استمر لنحو خمس ساعات وانعقد في قاعة القدس في القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء المحصنة ان «انعقاد قمة بغداد يؤشر الى بداية مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة العربية». واعتبر ان استضافة بغداد لاعمال القمة للمرة الاولى منذ العام 1990 «رسالة لعودة العراق الى محيطه العربي والاقليمي واندماجه في منظومة العمل العربي بعد سنوات طويلة من العزلة». وفي المؤتمر الصحافي، قال ان «العراق عاد وبقوة الى ما كان عليه لا بل اقوى لان قوته ستكون للخير وليس للشر». وقال ان قمة بغداد تاريخية لان الوزراء تمكنوا «للمرة الاولى في تاريخ القمم العربية من اختصار البنود الى تسعة».
من جهته، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في بغداد إن الأولوية هي إنهاء العنف في سوريا. وأضاف أن الوزراء العرب يدعمون اقتراح انان. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن الجامعة العربية ستحاول التوصل إلى اتفاق حول كيفية تنفيذ خطة انان بما في ذلك إجراء محادثات محتملة مع معارضي الأسد ولكن لم يتطرق للتفاصيل. وقال قرقاش لـ«السفير»: «نطمح في ان تكون قمة بغداد ايجابية في نظرتها للعمل العربي والرسالة التي تخرج من عاصمة الرشيد من المناسب جدا ان تكون ايجابية».
أما وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة فقال لـ«السفير» إنه «قبل اي طموح صار لنا اكثر من سنة ننتظر ان تنعقد قمة بغداد، وهذا يعني التأكيد على ان العراق جزء رئيسي مهم وعمود في الامة العربية، وانفي ما تناولته وكالات الانباء عن انسحابي من الجلسة بل اقول انني التقيت برئيس الوزراء نوري المالكي على انفراد».
ووصل الى بغداد حتى الآن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، والرئيس السوداني عمر البشير الذي يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس التونسي منصف المرزوقي، والرئيس الصومالي شيخ شريف احمد، ورئيس اتحاد جزر القمر اكليل ظنين.
إلى ذلك، اعلن مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عفيفي عبد الوهاب في بغداد ان قطر ستستضيف القمة العربية في العام 2013 بدل سلطنة عمان.
النهار
سوريا الغائبة حاضرة بأزمتها في قمة بغداد
لا دعوة إلى التنحي وحضّ على الحوار
وتناولت صحيفة النهار الشأن السوري والقمة العربية في بغداد وكتبت تقول "على رغم ان سوريا لم تدع الى القمة العربية التي تنعقد اليوم في بغداد للمرة الاولى منذ عام 1990، فإن الازمة السورية حاضرة بقوة على جدول الاعمال، إذ دعا وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري أمس إلى البدء بتنفيذ خطة المبعوث المشترك الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان الى سوريا، بعدما وافق عليها الرئيس بشار الأسد الثلثاء، ورفضوا التدخل الاجنبي في الشؤون السورية. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان "اعلان بغداد" الذي سيصدر عن القمة لن يدعو الى تنحي الاسد، بل يحض على الحوار بين السلطة والمعارضة. أما دمشق فأعلنت سلفا انها لن تتعامل مع أي مبادرة عربية تصدر في غيابها.
وغداة قبول الاسد بخطة انان، تحدث "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له عن عمليات عسكرية استهدفت بلدات وقرى من محافظة درعا في جنوب البلاد، ومن منطقة حماه التي تقع على مسافة 320 كيلومترا شمالا، بما في ذلك قصف أجزاء من حمص ثالثة كبرى المدن السورية. وبعد اربعة ايام من المعارك، دخلت القوات النظامية مدينة سراقب في ريف ادلب التي تقع على الطريق السريع بين حلب ودمشق. وتسببت هذه العمليات بنزوح الالاف.
ومع تزايد الحديث التركي عن احتمالات إقامة تركيا منطقة عازلة داخل الاراضي السورية من اجل استيعاب الاعداد المتزايدة من النازحين السوريين، تفقّد قائد القوات البرية التركية الجنرال خيري كفرك أوغلو فجأة الوحدات المنتشرة على الحدود مع سوريا. وأفادت وكالة "الأناضول" التركية شبه الرسمية أن قائد القوات البريّة تفقّد في رفقة الجنرال سيرفيت يوروغلو فجأة الوحدات المنتشرة في إقليم هاتاي على الحدود مع سوريا.
واشنطن
وفي واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نيولاند بأن حكومتها لا تستطيع تأكيد التقارير التي تحدثت عن اختراق القوات السورية الحدود اللبنانية الاثنين لمهاجمة ثوار سوريين. وقالت: "بصراحة لسنا في وضع يسمح لنا ان نؤكد او ننفي". وأضافت ان "نظام الاسد لم يتخذ حتى الان الخطوات الضرورية لتطبيق التزامه الذي قطعه لأنان." وكررت ما قالته الوزيرة هيلاري كلينتون من ان الحكم على النظام سيكون على أفعاله وليس على اقواله. واشارت الى ان انان سيقدم الى مجلس الامن الاثنين المقبل تقريرا عن مساعيه.
مشروع في الكونغرس
وفي هذا السياق، كشف السناتور الجمهوري جون ماكين عن قرار سيعرضه على مجلس الشيوخ يندد بـ"الجرائم ضد الانسانية" التي يرتكبها النظام السوري، ويؤيد حق الشعب السوري المشروع "في الدفاع عن نفسه"، ويدعم دعوات بعض الدول العربية لتوفير الوسائل المادية لمساعدة الشعب السوري "بما في ذلك الاسلحة"، ويدعو الرئيس باراك أوباما للعمل عن كثب مع الشركاء الاقليميين لتحقيق ذلك. ويدعو القرار الى تأييد اقامة "المناطق الآمنة" ويحض الرئيس اوباما على التشاور مع الحلفاء الاقليميين في شأن سبل اقامتها.
وشارك ماكين في رعاية القرار السناتور المستقل جوزف ليبرمان والسناتور الجمهوري ليندسي غراهام والسناتورة الجمهورية كيلي ايوتي والسناتور الجمهوري جون هوفن.
وقال مستشار الامن القومي السابق زبيغنيو بريجنسكي ان الولايات المتحدة يجب ألا تضطلع بالدور القيادي لاطاحة نظام الرئيس بشار الاسد، لكنه وافق على ان تدعم جهود دول اقليمية مهمة مثل تركيا وغيرها من الدول العربية التي تريد التخلص من النظام السوري. وقال انه لا يؤيد مواقف مثل مطالبة الاسد بالتنحي علنا،"من غير ان تكون لدينا القدرة على تنفيذ ذلك".
الأخبار
مساعي كوفي أنان: الحكاية الكاملة
صحيفة الأخبار تناولت القصة الكاملة لمسعى كوفي انان وكتبت تقول "اطّلعت «الأخبار» على تفاصيل المباحثات التي أجراها المبعوث الأممي _ العربي كوفي أنان إلى سوريا، بين دمشق وموسكو والعواصم ذات الصلة، من أجل الحصول على الموافقة على النقاط الست التي اقترحها لحلّ الأزمة السورية. ومن خلال هذه التفاصيل، تتبين ملامح وساطته، الهدف منها، العقبات التي تعترضها، والخطوات التالية. وفي ما يأتي عرضٌ لبعض ما جرى في الغرف المغلقة.
ماذا بعد موافقة دمشق على خطة المبعوث الأممي _ العربي المشترك، كوفي أنان، ذات النقاط الست؟ وما هي الخطوة التالية في مفاوضاته مع دمشق؟ وما هي حدود التباينات بشأن بنودها بين السلطات السورية وبين أنان، كذلك بين روسيا وبين رعاة «أصدقاء سوريا»؟ الأجوبة عن هذه الأسئلة الحاسمة ستحدّد مسار الفصل الثاني من الأزمة السورية التي تنخرط فيها دول العالم قاطبة.
«الأخبار» اطّلعت على مجموعة تقارير دبلوماسية تتعلق بعمل أنان وفريقه، ابتداءً من تفاصيل المباحثات بين موفده السرّي إلى دمشق قبل أيام، مروراً ببرنامج التفاوض ما بعد الموافقة السورية على النقاط الست، إلى تفاصيل محادثات أنان في روسيا وما يجري دولياً بحثاً عن قواسم تُنتج التسوية الصعبة.
برنامج اللقاءات
يرتقب أن يشارك الموفد الأممي _ العربي في أعمال القمة العربية المنعقدة في بغداد اليوم وغداً، على أن ينتقل يوم السبت إلى تركيا كي يشارك في اجتماع أصدقاء سوريا في إسطنبول، برفقة نائبه السفير ناصر القدوة، وأعضاء آخرين من فريقه، بينما تواصل بقية الفريق العمل في سوريا، حيث تلتقي مع أطياف المعارضة السورية الداخلية.
ومشاركة أنان في قمة بغداد تأتي في سياق تحبّذه واشنطن، لجهة التأكيد على عودة العراق إلى قلب العالم العربي. وفي هذا الإطار، يُثني نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، في محادثة مع دبلوماسي لبناني، على قرار الرئيس ميشال سليمان حضور قمة بغداد، وأيضاً على قرار أمير الكويت المشاركة شخصياً؛ فإدراة باراك أوباما، في ظل حماوة الحمله الانتخابية على رئاسة ثانية، تريد للقمة أن تُظهر أن العراق أصبح معافىً وقادراً على النهوض بمسؤولياته منفرداً، وهو ما حتّم الانسحاب الاميركي منه.
لكن أنان يركز جهوده في هذه اللحظات على تحقيق هدفين اثنين. الأول يتعلق بالجولة الثانية من مباحثاته مع السلطات السورية ومع معارضي الداخل في دمشق. والثاني يتعلق بسعيه إلى إحراز تقدّم للمعارضة السورية على مستوى إرساء وحدتها. ويرى أنان، بحسب ما يقوله القدوة في لقاء مغلق مع سفراء عرب في جنيف قبل ثلاثة أيام، أن انعدام الوحدة في صفوف المعارضة السورية هو أحد أهم العوامل التي قد تعوق مهمة الموفد الدولي _ العربي.
وقبل أيام قليلة، أوكل أنان إلى نائبه القدوة مهمة العناية بملف المعارضة السورية، والتواصل مع شقّيها الداخلي والخارجي على السواء. ويخوض القدوة الآن سباقاً مع الوقت الضيق أصلاً، للانتهاء من دراسته لهذا الملف، وخصوصاً أن التحاقه بفريق عمل أنان تأخر لأسباب غير معروفة. فرغم أن تكليفه حصل قبل أسابيع، يؤكد مصدر دبلوماسي أنّه لم يلتحق بمكتبه في جنيف، حيث مقر أنان، إلا يوم الاثنين الماضي. وأول مهمة قام بها لحظة جلوسه وراء مكتبه، هي اتصاله بعميد سفراء العرب في جنيف، طالباً منه عقد لقاء تعارف له مع سفراء الدول العربية في سويسرا، تمهيداً لبناء علاقة شخصية معهم، تؤمن حاجته للتواصل بهم في المرحلة المقبلة من عمله على الموضوع السوري. ويكشف القدوة عن أن تعيينه جاء بناءً على اقتراح من الجامعة العربية التي كان لها دورها في بلورة فكرة إنشاء البعثة الأممية _ العربية.
ثلاث عقبات
يقول القدوة إن العقبات الحالية المعوّقة لمهمة أنان تتوزع على عدة أنواع، منها ما يتصل بالمناخ الدولي الراهن، وعدم وجود توافق دولي على رؤية موحدة للحل في سوريا، الأمر الذي يعكسه عمل مجلس الأمن، وخصوصاً أنه جرى استدعاء المندوبين الكبار قبل أسبوعين للقاء أنان واستيضاحه عن أهداف مهمته وآلياتها والمطلوب دولياً لدعمها.
العقبة الثانية تكمن في صعوبة الجولة الثانية من المفاوضات الحافلة بمئات التفاصيل التي تحتاج إلى إيجاد صيغ تُلائم بينها وبين توزانات دولية وإقليمية متناقضة، وأيضاً بينها وبين شروط متباينة يطرحها النظام السوري من ناحية والمعارضة من ناحية ثانية. أما العقبة الثالثة، فتتركز على واقع المعارضة السورية المفكّكة. ويحدّد القدوة في اللقاء الدبلوماسي نفسه عنوان الخطوة الثانية في مهمة أنان في سوريا، وتتمثل في «التباحث بتنظيم آلية مراقبة، وإقرار بروتوكول ذي صلة لتنظيم عمل المراقبين».
قصة المسعى
يروي دبلوماسي عربي أن القدوة أجرى مراجعة لمسار الوساطة، ثم قدّم عرضاً للمشاكل التي تعترض المرحلة التالية منها، والمنتظر البدء بها قريباً. وقال إن هذه المراجعة يصح اعتبارها «قصة مسعى أنان الكاملة» بشأن سوريا، منذ طرح اقتراحه على دمشق حتى هذه اللحظة. ويسترسل فينقل عن القدوة روايته القصة وفق التفاصيل الآتية:
منذ الأيام الأولى لانتدابه لقيادة مسعى حل الأزمة السورية، صاغ أنان ما يمكن تسميته «مفهومه» لمهمته، ومفاده أن «الأزمة السورية هي إشكال عربي يحدث في منطقة عربية، ويجب أن يكون الحل سياسياً سورياً مدعوماً عربياً، من دون التقليل من أهمية دور الأطراف الدولية والإقليمية الأخرى». ويضيف الدبلوماسي «لقد قرأ أنان هذا المفهوم لتحرّكه على كل الزعماء العرب والدوليين الذين التقاهم»، معتبراً أن هذا المفهوم يمثّل الإطار الذي سيعمل داخله ولن يخرج عنه. وأكثر جهة رحّبت بهذا المفهوم هي روسيا، علماً بأن كل الأطراف الأخرى رأته حكيماً أو مقبولاً. وخلال زيارته الأخيرة لدمشق، عرض أنان على السلطات السورية اقتراحه المعروف بالبنود الستة التي جرى اعتمادها من خلال البيان الرباعي الذي صدر عن مجلس الأمن بالإجماع، ووافقت عليها دمشق. وهي تتلخص بإيجاز بـ«الالتزام بعملية سياسية، ووقف العنف وتأمين نقل المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين، وضمان الحريات الإعلامية وحق التظاهر السلمي». وكان أنان، قبل مغادرته دمشق، قد طلب من القيادة السورية أن تعطي موافقة علنية على اقتراحه، فوفى السوريون بذلك وردّوا بالإيجاب.
وتضيف الرواية «تمثّل النقاط الست المدخل الإلزامي لتحقيق أمرين سيكونان محل التفاوض في هذه المرحلة. الأول، تحقيق التزام أوّلي بالدخول في عملية سياسية تستجيب للطموحات المشروعة للشعب السوري، وتبتغي، ثانياً وبالتوازي، وقف العنف، لكنه وقف مستدام للعنف، مرتبط بإيجاد آلية مراقبة فعالة»، وحول هذه النقطة الأخيرة ستدور المفاوضات مع السلطات السورية والمعارضة ودول معنية.
ويكشف الدبلوماسي العربي أنه في نهاية الأسبوع الماضي «تسرّبت معلومات لأنان مصدرها موسكو، تفيد بأن الحكومة السورية قررت الموافقة على النقاط الست، فعمد فوراً إلى إيفاد أحد أعضاء بعثته إلى سوريا، بعيداً عن الأضواء، من أجل مباشرة التفاوض حول التفاصيل المتعلقة بإنشاء آلية مراقبة، تنفيذاً لأحد بنود النقاط الست». وقد طرح الموفد على المسؤولين السوريين ما يعتبره أنان في هذه المرحلة أمراً أساسياً يتعلق بـ«تأليف فريق مراقبين عسكريين غير مسلحين يرافقهم مراقبون مدنيون معنيون بمراقبة الوضع الإنساني».
خلال النقاش، تضيف الرواية، برزت ملامح تحفّظ سوري غير مباشر، «وان لم يجر طرحها مباشرة على طاولة التفاوض الآن. وتشير الملامح إلى رفض سوري، أو عدم رغبة في أن يشتمل فريق المراقبين على عناصر من جنسيات عربية. ولأنان رأي بخصوص هذا المطلب، وهو أنه لا يحق للدولة المعنية، وفق مبادئ عمل الأمم المتحدة، الاعتراض على جنسيات أعضاء فريق المراقبين».
ونفى القدوة بأسلوب ملتبس، بحسب المصدر الدبلوماسي، ما يشاع عن أن «اختيار الفرنسي جان غاري غوتيو، الذي شغل سابقاً مهمة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمهمات حفظ السلام لسنوات طويلة، نائباً ثانياً لأنان، كان وراءه نيّة مبيتة من قبل الأخير، لإنشاء قوات حفظ سلام تقوم بمهمة مراقبة وقف العنف في سوريا». وقال «حتى الآن، هذا الأمر غير مطروح، وتعيين غوتيو جاء على خلفية خبرته الكبيرة في حفظ السلام. وهذا الأمر سيؤدي دوراً رئيسياً في تطبيق بند مراقبة وقف العنف، فيما لو أنجز الحل السياسي المرتجى للأزمة السورية».
وأضاف القدوة «حتى الآن لم يجر اتفاق على صيغة فريق المراقبين، ولا على البروتوكول الذي سينظّم عمله، وكل ما طرحه أنان في دمشق عبر مبعوثه الموجود هناك حالياً، وعاد وأثاره مع المسؤولين الروس قبل أيام، هو فريق مراقبين غير مسلّحين».
اللواء
سوريا تشتعل عشيّة قمة بغداد
الكونغرس لتسليح المعارضة.. وأنان لن يزور طهران
من جهتها تناولت صحيفة اللواء الأحداث السورية وكتبت تقول "رغم استمرار المواجهات في عدد من المدن السورية التي تسفر عن سقوط مزيد من القتلى، برز موقف لافت تمثل في إعلان طهران بعد دمشق تأييد خطة كوفي انان لحل الأزمة في سوريا، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى إيران ، فيما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دمشق الى التطبيق «الفوري» لخطة المبعوث الدولي كوفي انان.
وفي الوقت نفسه حضت الصين السلطات السورية والمعارضة على الالتزام بخطة انان، بينما اتهمت الولايات المتحدة امس الرئيس السوري بشار الاسد بعدم الوفاء بوعوده لجهة تطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لحل الازمة السورية. وانتقدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الرئيس السوري وقالت للصحافيين ان «الاسد لم يتخذ الخطوات اللازمة لتطبيق» خطة السلام التي قدمها انان.
ومساء طرح امام مجلس الشيوخ الاميركي قرار له صفة رمزية يرمي الى ادانة العنف الذي يرتكبه النظام السوري وتزويد المعارضة السورية بالسلاح. والنص الذي قدمه الاعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام وجون هوفت والمستقل جو ليبرمان، يدين «الفظائع التي ترتكبها الحكومة السورية ويدعم حق السوريين في العيش بسلام والدفاع عن انفسهم». وفي قرارهم، يدعم الشيوخ «دعوات المسؤولين العرب الى تزويد السوريين بوسائل الدفاع عن انفسهم ضد بشار الاسد وقواته بما في ذلك تسليمهم اسلحة». وتساءل ماكين، احد اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي الاكثر التزاما في الملف السوري لصالح المعارضة، اثناء مؤتمر صحافي «كم من الاشخاص يجب ان يموتوا قبل ان تشير الولايات المتحدة الى الطريق الذي يتعين سلوكه في محاولة لوقف هذه المجزرة في سوريا؟».
من جهة اخرى ،قال بان خلال مؤتمر صحافي في الكويت «اناشد الرئيس الاسد تنفيذ تعهداته فورا ليس هناك وقت لنضيعه». وقال بان «هذه خطوة أولى مهمة من الممكن أن تنهي العنف واراقة الدماء وتوفر المساعدات لمن يعانون» مضيفا أن الحوار السياسي سيخدم «التطلعات المشروعة القديمة للشعب السوري.»
من جهتها ،حثت الصين دمشق على «الوفاء بالتزاماتها». وقال هونغ لي، الناطق باسم الخارجية الصينية، للصحفيين ببكين «نحن نأمل ان تحترم الحكومة السورية والاطراف المعنية الاخرى بالتزاماتها.»
من جهتها، دعت موسكو امس المعارضة السورية الى «ان تحذو حذو دمشق» وتوافق «بوضوح» على خطة التسوية السلمية. وصرحت الخارجية الروسية في بيان «من المهم جدا على هذه الخلفية ان تحذو مجموعات المعارضة السورية حذو دمشق وتعلن بوضوح موافقتها على اقتراح التسوية السلمية التي اقترحها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية».
واعتبرت باريس ان اجتماع «اصدقاء سوريا» المقرر عقده الاحد في اسطنبول «سيكون مناسبة للاسرة الدولية للتحقق ما اذا كان نظام دمشق يطبق هذه الخطة ام لا ويحترم ام لا تعهداته ويوقف ام لا المجازر التي يرتكبها يوميا منذ اكثر من عام». ودعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي امس سوريا الى تطبيق سريع للخطة ، مؤكدا انه سيحكم على افعال دمشق وليس على اقوالها.
في الاثناء ،اجتمع رئيس الوزراء التركي مع مسؤولين ايرانيين وسط دلائل تشير الى أن طهران قد تخفف موقفها بشأن سوريا. وقال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي على هامش المحادثات ان بلاده ستدعم أي اتفاق بين القيادة السورية ومبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي انان الذي من المنتظر أن يزور طهران الاسبوع المقبل. وتزامنت زيارة اردوغان لطهران مع وجود مبعوث الرئيس السوري الخاص، وكيل وزير الخارجية، فيصل المقداد. واعلن صالحي استعداد طهران للمساعدة في تنفيذ الاتفاق بين دمشق وانان.
وافادت وكالة مهر للانباء ان صالحي اجرى المقداد، محادثات بشأن الوضع في سوريا. قال وزير الخارجية الايراني ان بلاده تؤيد خطة السلام بشأن سوريا. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن صالحي قوله «ينبغي التعامل مع القضية السورية بصبر» مُحذرا من أن «أي نهج مُتسرع بشأن القضية السورية وخلق فراغ في السلطة في هذا البلد يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على المنطقة». واضاف أن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص سيسافر لايران الاسبوع المقبل. لكن المتحدث باسم انان احمد فوزي نفي ذلك.
ميدانيا ،اسفرت اعمال العنف عن مقتل 21 شخصا سقط معظمهم في اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. فقد اسفرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري ومنشقين في ريف حماة امس عن مقتل اربعة مواطنين وخمسة منشقين واربعة جنود نظاميين على الاقل في قلعة المضيق وكرناز، اضافة الى عشرات الجرحى في صفوف الجيش النظامي.
المستقبل
وزراء الخارجية العرب يقرون "إعلان بغداد" والأزمة السورية نحو التدويل
قمة بغداد اليوم: الأسد غائب ومصيره الحاضر الأكبر
بدورها تناولت صحيفة المستقبل الأزمة السورية والقمة العربية وكتبت تقول "تنطلق في العاصمة العراقية اليوم أعمال القمة العربية الثالثة والعشرين بمشاركة نحو 10 من القادة العرب وسط غياب أكثر من نصف الزعماء العرب وعدم توجيه دعوة إلى الرئيس السوري بشار الأسد الذي يشكل مصير نظامه نقطة رئيسية في محادثات القمة التي يؤذن انعقادها في العراق بفتح صفحة جديدة من العلاقات مع سائر الدول العربية بعد سنوات طويلة من الجفاء والعزلة.
ولفت إعلان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس، ان "الملف السوري يتجه نحو التدويل وخرج من الحالة العربية الى الحالة الدولية"، مؤكداً أن "العراق لا يمكن ان يكون محايداً في مسألة القتل والعنف اليومي وسفك الدماء في سوريا". وفرضت الازمة السورية والقضية الفلسطينية نفسيهما بقوة على جدول اعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد امس في بغداد واتفق على" اعلان بغداد" تمهيدا لإقراره في قمة اليوم. وبات من المؤكد ان قادة كل من السعودية وقطر والبحرين والامارات وسلطنة عمان والاردن ومصر واليمن المغرب والجزائر بالاضافة الى سوريا لن يحضروا القمة.
ويعد الرئيس السوري الغائب الابرز من بين الحاضرين بسبب عقوبات عربية فرضت على بلاده لقمعه ثورة شعبية عارمة تسعى الى الاطاحة به، حيث ينكب الزعماء العرب على بحث تسوية تهدف لابعاد شبح الحرب الاهلية عن سوريا واعتماد حلول لايقاف نزيف الدم يثير استمرار الاسد بسياسته الحديدية ازاء المحتجين انزعاجا عربيا شديدا.
ودعا اعلان بغداد الذي اقره وزراء الخارجية العرب امس الى دعم التطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديموقراطية وحقه في رسم مستقبله وفي التداول السلمي للسلطة وكذلك الى إسناد مهمة المبعوث العربي - الدولي كوفي أنان لاطلاق حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة. واكد على دعم القادة العرب للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري وادانة أعمال العنف والقتل وايقاف نزيف الدم والتمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الأجنبي في الأزمة السورية حفاظاً على وحدة سوريا وسلامة شعبها. وشدد على الدعم القوي لمهمة انان لاطلاق حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة استنادا إلى ما نصت عليه المرجعيات الخاصة بولاية هذه المهمة التي اعتمدت من قبل الأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وأعلنت الحكومة العراقية أمس انها ستقترح في اجتماعات القمة العربية نقل صلاحيات التفاوض حول اجراء انتخابات واطلاق الحريات في سوريا الى شخصية يتوافق عليها النظام والمعارضة. وأكد مصدر حكومي لوكالة "فرانس برس" ان "الشخصية المعنية يجب ان تكون سورية وصلاحيات التفاوض تشمل التفاوض مع الداخل والخارج"، غير ان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي قال أمس ان السلطات السورية "لن تتعامل" مع اي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية، وأضاف ان "سوريا لن تتعامل مع اي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية على أي مستوى كان".
وجسد التمثيل الضعيف لدول الخليج العربية في القمة شعورا بالمرارة وغضبا حيال مهادنة الحكومة العراقية للاسد فضلا عما تفيده معلومات من مصادر عدة بأن بغداد تمد النظام السوري معونات مالية ودعماً سياسياً بهدف انقاذ الاسد وتوفير طوق النجاة له انسجاماً مع الموقف الايراني المساند للنظام السوري. ومن المقرر ان يسلم رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم رئاسة القمة إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني. واتفق وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم امس على جدول اعمال القمة الذي يتضمن 9 بنود ستعرض على الزعماء العرب اليوم.
واعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الاتفاق بشكل كامل على اعلان بغداد واصفا اجتماع وزراء الخارجية العرب بانه كان "ناجحا ومثمرا في ظل مناخ ايجابي وبناء". واضاف زيباري في مؤتمر صحفي مشترك مع الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية احمد بن حلي عقب الاجتماع انه "تم الاتفاق على بنود جدول الاعمال البالغة 9 بنود وعلى الوثيقة الاهم التي تمثل اعلان بغداد اذ تم الاخذ بملاحظات جميع الوفود العربية حيث سيواكب الاعلان تطورات الاوضاع الجارية ويتحدث عن رياح التغيير والاصلاح وكرامة المواطن في العالم العربي".
واشار الوزير العراقي ان" قضايا اساسية ضاغطة تم بحثها خاصة الازمة في سوريا وقد توصلنا الى مشروع قرار سيعرض على القادة العرب وينبع من القرارات العربية السابقة وما حصل من تطورات لافتة في مهمة المبعوث المشترك كوفي أنان وخطته التي وافقت عليها الحكومة السورية كما تضمن مشروع القرار بندا يخص القضية الفلسطينية حيث سيحضر الرئيس محمود عباس ليطلع القمة على اخر التطورات."
وكان اجتماع وزراء الخارجية العرب ضمن تحضيرات القمة العربية الـ23 قد عقد في قاعة "القدس" بالقصر الحكومي في المنطقة الخضراء وسط بغداد وحضر جانباً منها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وشهد تسليم وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال رئاسة المؤتمر إلى وزير الخارجية العراقي.
وطغى على الاجتماع الذي حضره 17 وزيراً عربياً بالاضافة الى وكلاء وزراء وسفراء مثلوا دولاً عربية تطورات الاوضاع في سوريا، حيث طالب وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال بتدخل دولي حازم حيال قمع النظام السوري للمحتجين واصفاً الاسد بـ"المستبد".
وقال بن خيال في كلمة مقتضبة "نعيش مأساتنا في العزيزة سوريا، حيث الشعب لا يزال منذ أكثر من عام يعاني من نظام تعسفي استبدادي" معرباً عن أسفه لـ"عجز العالم عن اتخاذ موقف حاسم من الأزمة السورية بسبب تعنت بعض الأطراف الدولية التي تتذرع بادعاءات النظام السوري بأنه يواجه مجموعات إرهابية في حين أن ما نشهده كل يوم في كافة أنحاء سوريا هو عملية إبادة وقتل وتشريد لشعب كل ذنبه أنه طالب بحريته وكرامته".
وبخصوص الاوضاع في سوريا اكد الوزير العراقي ان "العراق يدعم التطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله واختيار حكامه"، معرباً عن رفض "التدخل الاجنبي في الازمة السورية حفاظاً على وحدة البلاد وسلامة اراضيها والالتزام بالقرارات الصادرة عن الجامعة العربية" مشيدا بـ"جهود المبعوث الاممي العربي كوفي انان" كما اثنى على نضال الشعب الفلسطيني ودعم صموده من اجل قيام دولته وعاصمتها القدس الشرقية وادانة الانتهاكات الاسرائيلية وتأييد المصالحة الفلسطينية ودعم القدس مشيرا الى ان السلام العادل لن يتحقق الا بانتهاء الاحتلال الاسرائيلي والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة عام 1967.
وحظي الملف السوري بالاولوية خلال مناقشات الوزراء العرب حيث كان الموقف الخليجي موحداً ومنسقاً حيال الازمة السورية ودعم الشعب السوري بكل السبل والوسائل اذ اكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح على مساندة بلاده لاي قرار عربي يخدم الشعب السوري، مشيرا الى أن "الملف السوري سيأخذ الحيز الاكبر في القمة العربية" في حين افاد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد ال خليفة إن" أهم عناصر القرار الخاص بسوريا يتمثل بدعم مبادرة الخطة العربية وتقديم الدعم الجماعي والغطاء الشرعي والقانوني لكوفي انان لتنفيذ المبادرة فيما توقع وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني إدراج التجربة اليمنية لنقل السلطة ضمن أفكار وقرارات الجامعة العربية في الملف السوري، مبيناً ان الوقت "أصبح ضيقاً ولا يمكن استمرار الازمة السورية".